العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

موضوع مغلق
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 6
قديم بتاريخ : 16-04-2013 الساعة : 11:20 AM


ج) النجاة من الظلم ولا غير

على الناس بالإضافة إلى التبرّم من الظلم، الاستعداد لتقبّل العدالة أيضاً

واحدة من خصائص وشرائط الظهور، هي مسألة «ظهور العدل بعد انتشار الظلم والجور» المعروفة. فقد ورد في الروايات أن الإمام يظهر بعد أن تُملأ الأرض ظلماً وجوراً[1]، ولكن يمكننا أن نحمل بشأن هذه الحقيقة البيّنة القطعيّة رؤية عامية أيضاً. وذلك بأن نتصوّر أن مجرّد تبرّم الناس من الظلم أو وصول الجور إلى غايته، يكفي لتحقق الفرج؛ ولا حاجة بعد لاستعداد الناس لـ«تقبّل العدالة».

في حين أن الحكومة العادلة التي تتشكل بين أناس تعبوا من الظلم ولكنهم لا يحتملون العدالة، لا تبقى ولا تدوم. ولفهم الموضوع جلياً يمكننا تسليط الضوء على تاريخ صدر الإسلام وحكومة أمير المؤمنين (ع):

بعد خمس وعشرين سنة من فترة غربة أمير المؤمنين (ع)، وبعد أن وصل استياء الناس من ظلم عمّال الحكومة وجورهم إلى ذروته – حتى أنهم إثر هذا الاستياء ورغم ردع الإمام علي (ع) ومخالفته الشديدة عمدوا إلى قتل الخليفة الثالث – هجموا على دار علي (ع) يطلبون مبايعته كخليفة للمسلمين ويصرّون عليه بأن يتولّ زمام الأمور، والإمام يقول لهم: «دَعُونِي وَالْتَمِسُوا غَيْرِي‏.»[2]

هل كان الإمام يُجامل؟

لماذا كان الإمام يمتنع من تصدي الخلافة رغم كل هذا الإصرار؟ هل كان يُجامل؟ والحال أن الإمام أساساً ليس أهل مجاملة، فضلاً عن أن يُجامل في مثل هذه الأمور. إذن ما هو السبب من هذا الامتناع؟ كما أنه لم يكن موضع خوف من اتّهام الآخرين له بأنه طالب سلطة، ولا معنى أساساً لمثل هذا الخوف بشأن شخصية كأمير المؤمنين (ع). فإن كان الكلام عن «أداء التكليف»، فما معنى الاهتمام بمثل هذه الأمور؟[3].

لم يكن الناس من طلّاب العدالة

السبب الرئيس من امتناع الإمام هو أن الناس وإن سئموا الظلم، غير أنهم لم يكونوا من طلّاب العدالة. وإنهم أساساً غير فاهمين للعدالة ومسلتزماتها بل ولا يمكنهم احتمالها أيضاً. وشتّان بين هذين. فلو كان الناس يحتملون العدالة، لما عذّبوا الإمام بهذا المستوى في عهد حكومته![4]

واليوم نجد أهل العالم قد تبرّموا من ظلم إسرائيل وأمريكا، ولكن هل يكفي ذلك؟ لابد أن نرى بأنّ الناس هل يتحمّلون العدالة؟ هل يعرفون معنى العدالة؟ هل يعلمون بالتغييرات التي لابد من إنجازها لزوال هذا الظلم؟ هل يدركون مستلزماتها؟ واليوم إذا ما بُيّنت بعض مستلزمات العدالة بين المؤمنين أيضاً، يظهر هذا التخوّف والقلق بأنه «نخاف أن لا نستطيع التحملّ!»، كما ورد في الروايات بأن البعض لا يتحمّلون ذلك.[5]

معرفة الظلم بشكل صحيح ضرورية ولكن غير كافية

علماً بأن نفس معرفة الظلم أيضاً مرحلة لابد أن يصل إليها المجتمع بعد النموّ والتكامل ولا يتأتى لكل مجمتع وبسهولة أن يمتلك معرفة صحيحة بالظلم. فقد تكون ثمة مظالم متفشية في المجتمع، غير أن الناس لا يدركونها بل ولا يعتبرونها ظلماً من الأساس. كما نجد الكثير من الناس اليوم ولاسيما في المجتمعات الغربية لا يمتلكون إدراكاً صحيحاً عن الظلم حتى يكونوا طلّاباً للعدالة. ولهذا إن أدرك الناس عبر تنمية الفهم والبصيرة العامة وأحسوا بالكثير من المظالم التي كانوا جاهلين بها وشعروا بألم فقدان العدالة، فقد ارتقوا مرحلة؛ وبهذا التكامل، سنقترب خطوة إلى الظهور، ولكنه مع ذلك ليس كافياً.

بعد معرفة الظلم، لابد من تحقّق معرفة العدالة بشكل صحيح أيضاً. وإن تطبيق العدالة بكلّ ما للكلمة من معنى، يستلزم «الشمول» و«الدوام». فشمولية العدالة تستوجب العداء الكبير للانتهازيين والظالمين على «نطاق واسع»، بل وتؤدي إلى عناد الذين لا يحتملون افتقاد «القليل» من منافعهم أيضاً.

عدم دوام العدالة غير الشاملة

ولا تدوم العدالة إلاّ في حال شموليّتها. فإنّ تطبيق العدالة في جزء من الأمور، سوف سيؤول إلى معرفة عنوان طلّاب العدالة الصادقين ليس إلّا والثمرة الطبيعة لذلك هي تعرّضهم لهجمات الأعداء الشرسة؛ وهذا ما حدث في كربلاً. فإن واقعة كربلاء في الحقيقة، هي انتقام من عدل علي (ع).

يتبع إن شاء الله ...


[1]. رسول الله (ص): «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى تَمْتَلِئَ الأرْضُ ظُلْماً وَعُدْواناً، ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِن عِتْرَتِي فَيَمْلَؤُها قِسْطاً وَعَدْلاً كَما مُلِئتْ ظُلْماً وَعُدْواناً.» کنز العمال، ح38691؛ میزان ‌الحکمة، ح1276، وأيضاً: الإمام الصادق (ع): «...الَّذِي یَمْلَأُهَا عَدْلًا کَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً.» الکافي، ج1، ص341.

[2]. نهج ‌البلاغة، الخطبة92؛ تاریخ الطبري، ج4، ص434؛ الکامل في التاریخ، ج3، ص193.

[3]. الإمام السجاد (ع): «المُؤمِنُ ... لَا يَعْمَلُ شَيْئاً مِنَ الْخَيْرِ رِيَاءً وَلَا يَتْرُكُهُ حَيَاءً.» الكافي، ج2، ص231؛ وكذلك عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ: «كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَيَأْتِينِي إِخْوَانٌ كَثِيرَةٌ وَكَرِهْتُ الشُّهْرَةَ فَتَخَوَّفْتُ أَنْ أَشْتَهِرَ بِدِينِي. فَأَمَرْتُ غُلَامِي كُلَّمَا جَاءَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ يَطْلُبُنِي قَالَ: لَيْسَ هُوَ هَاهُنَا. قَالَ: فَحَجَجْتُ تِلْكَ السَّنَةَ فَلَقِيتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع)، فَرَأَيْتُ مِنْهُ ثِقْلًا وَتَغَيُّراً فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا الَّذِي غَيَّرَنِي عِنْدَكَ؟ قَالَ: الَّذِي غَيَّرَكَ لِلْمُؤْمِنِين‏.» ثواب ‏الأعمال للصدوق، ص146.

[4]. قال أمیر المؤمنین (ع) مخاطباً أهل الكوفة: «قَاتَلَکُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَیْحاً وَشَحَنْتُمْ صَدْرِی غَیْظاً وَجَرَّعْتُمُونِی نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً» الکافي، ج5، ص4؛ نهج البلاغة، الخطبة27.

[5]. الإمام الباقر (ع): «... حَتّی یَقُولَ کَثیرٌ مِنَ النّاس: لَيْسَ هَذَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ لَوْ كَانَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ لَرَحِمَ.» الغیبة للنعماني، الباب13، ح113؛ وكذلك عن الإمام الصادق (ع): «يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً وَيَقْتُلُ حَتَّى يَقُولَ الْجَاهِلُ لَوْ كَانَ هَذَا مِنْ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ لَرَحِمَ» الغیبة للطوسي، ص188؛ ويقول الإمام الباقر (ع): «فَبَيْنَا صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ قَدْ حَكَمَ بِبَعْضِ الْأَحْكَامِ وَتَكَلَّمَ بِبَعْضِ السُّنَنِ إِذْ خَرَجَتْ خَارِجَةٌ مِنَ الْمَسْجِدِ يُرِيدُونَ الْخُرُوجَ عَلَيْهِ فَيَقُولُ لِأَصْحَابِهِ انْطَلِقُوا فَيَلْحَقُونَهُمْ فِي التَّمَّارِينِ فَيَأْتُونَهُ بِهِمْ أَسْرَى فَيَأْمُرُ بِهِمْ فَيُذْبَحُونَ.»تفسیر العیاشي، ج2، ص56.






من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 7
قديم بتاريخ : 23-04-2013 الساعة : 08:21 AM


نحن نعلم أن الإمام المهدي (عج) يظهر في وقت انتشار الظلم، وسأم الناس منه، وانتظارهم لمن ينقذهم من هذا الظلم، ولكن على الناس أن يستعدّوا لتقبّل العدالة ومستلزماتها أيضاً. وأن يعرفوا كذلك جذور الظلم ولو بالإجمال. ففي هذه الصورة ستظهر موجة من إقبال الناس على الإمام (عج) عند ظهوره، وسيتّبعه أهل العالم، وتستقر حكومته الحقة على وجه الأرض بسهولة.

لا يعتمد الله على الأمواج العابرة في المجتمع

لكنّ النظرة العامية هي التصوّر بأن تفشّي الظلم، سيُحدث «موجة» من الإقبال على الإمام، وسترتكز دعائم حكومته على هذا الموج ليس إلا من دون تأهب عام لتقبّل العدالة ومستلزماتها. وهذا تصوّر سطحي، فإنّ الله هل يبحث عن موجة حتى يُركب الحكومة الحقة على موجة «استياء الناس من الظلم»؟
وأساساً لا يكترث الله بالأمواج العابرة وليس ديدنه تسيير الدين على الأمواج. وإذا ما انتفع في وقت من الأمواج الاجتماعية لتسيير جانب من الدين، فإنه بنفسه سيُهيّءُ أرضية انكسار هذه الأمواج عبر الابتلاءات الشديدة. ولفهم هذا الكلام بشكل أدق، نعود ثانية ونُلقي نظرة إلى تاريخ صدر الإسلام:
في أواخر عمر النبي الشريف وإبّان اقتداره لقوة أصحابه، ظهرت موجة كبيرة من التوجه إلى الإسلام: ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ في‏ دينِ اللَّهِ أَفْواجاً، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ...[1] ، فلو كان المراد من هذه الأفواج، هم الذين اعتنقوا الإسلام في أواخر فترة الرسالة، فمن الواضح أنهم لا يتصفون بإخلاص السابقين في الإسلام. ولذا يمكن القول بأن الأفواج هذه هي نفس تلك الأمواج المفيدة التي اتّجهت صوب الإسلام الأصيل ولكن لم يثبت ويستقر هذا التوجه في الكثير منهم.
فإنّ ظهور هذه الموجة وإن كانت مؤثرة في تعزيز الدين واستقرار المجتمع الديني وبداية الحضارة الإسلامية، إلّا أنّ الله بعد رحيل النبي (ص)، جعل الامتحان في عهد أمير المؤمنين (ع) كالسدّ الذي يقف بوجه هذه الموجة، فسقط الكثير من الذين لم يعتنقوا الإسلام بأصالة، وفقدوا إيمانهم.
وبعد منعطفات كثيرة، وفي أواخر خلافة أمير المؤمنين (ع)، آل المطاف بالناس إلى أن يستعدوا لمواجهة معاوية وتنفيذ أمر الإمام في محاربته - حيث تمرّد على الخليفة الذي اتفق عليه المسلمون - ولكن حان وقت شهادة الإمام.
فلو كانت رؤيتنا سطحية، لكنّا نقول لله: «إلهي! إنك دقيق في معرفة الوقت، والناس لتوّهم قد عرفوا جانباً من أحقية علي (ع) واستعدّوا للالتفاف حوله. وبعد أعوام مما ألحقوا به من أذى، عزموا الآن على اتّباعه، فليس هذا الوقت مناسباً لشهادة علي (ع).» ولعلّ الله أيضاً سيجيب قائلاً: «حسناً، وصيّه موجود وهو الإمام الحسن (ع)، والإمام إمامٌ لا فرق بينهما. فلو أدركوا حقيقة الإسلام حقاً وخضعوا للولاية، فليخضعوا لولاية وصيّه.»
ألا ترون أنّ الله لا يريد مواكبة أيّة موجة؛ ولهذا قبض علي بن أبي طالب (ع) في الوقت الحسّاس. والناس أيضاً لم يتّبعوا الإمام الحسن المجتبى (ع) وسقطوا. وهذا هو أسلوب الله حيث يقوم أحياناً في الابتلاءات بما هو معاكس للجوّ ومخالف للموجة.
وقد وعد الله في كتابه الكريم أن يبتلي المؤمنين وأن لا يعتمد على مجرد نداءاتهم ومدّعياتهم الإيمانية، بل يمحتن الأجواء الإسلامية بما يبتليهم في إيمانهم: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُترَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾[2]. وفي موضع آخر يعتبر دخول الإيمان في القلوب أمراً مطلوباً ولا يقبل الادّعاء الواهي في ذلك:﴿قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا یَدْخُلِ الْإیمانُ في‏ قُلُوبِکُمْ﴾[3].


فهل من السيّء أن يقدّر الله وعي الإنسان وعقيدته الراسخة ويقينه الصائب ولا يكترث بالموجة؟ يريد بنا أنا وأنت أن نكون من أنصار صاحب العصر (عج) وأن نشهد إقامة الحق عن وعي وعقيدة، لا بالانخراط في الأجواء.

يتبع إن شاء الله ...


[1]. سورة النصر، الآية 2.
نزلت هذه السورة بعد فتح مكة، والآية المشار إليها تبشّر بانتشار الإسلام واعتناق الناس له. لاكتساب المزيد من المعلومات راجع تفسير الميزان في ذيل هذه السورة.
[2]. سورة العنکبوت، الآیة 2 و3. وكذلك انظر: سورة بقرة، الآیة 214؛ سورة آل عمران، الآیة 142؛ سورة التوبة، الآیة 16.
[3]. سورة الحجرات، الآیة 14.

من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 8
قديم بتاريخ : 18-05-2013 الساعة : 09:59 AM


الابتعاد عن النظرة العامية



عبر نفي النظرات العامية، تتفتّح آفاق جديدة للتفكر

إذا ما نظرنا إلى موضوع المنقذ بعيداً عن بعض النظرات العامية، ستتفتّح أمامنا آفاق جديدة للتفكر. فلو قبلنا على سبيل المثال بأن آلية ظهور الإمام (عج) وحكومته طبيعية ومطابقة مع السنن الإلهية والتعاليم الدينية التي تم قبولها ومراعاتها من قبل الأولياء والأئمة المعصومين، فلابد من الطبيعي أن نقبل بأن دوام حكومته (عج) أمر طبيعيّ أيضاً وناتج من نفس تلك السنن والأحكام؛ ولكن عبر تحقق بعض الشرائط والسنن الإلهية التي لم تسنح الفرصة لتحققها.


معرفة آلية ظهور الإمام وحكومته

علماً بأنّ معرفة آلية ظهور الإمام وحكومته أيضاً تعود إلى معرفة نفس هذه الشرائط والسنن وتحليلها إنسانياً واجتماعياً وسياسياً. فعلى سبيل المثال، ما هي تلك الأحكام التي لم تسنح الفرصة لتطبيقها حتى الآن؟ لماذا وكيف تتهيأ الأرضية لتطبيق تلك الأحكام في زمن الظهور؟ بأيّ دليل وأية آلية طبيعية واجتماعية يتوافر المجال لتحقق دولة لم تتحقق منذ بدء الخلقة وحتى الآن؟ إنّ جميع معاجز الإمام وكراماته وعنايات الله يمكن تفسيرها في هذا المضمار.
فإن كانت آلية الحكومة طبيعية ومستندة إلى سلسلة من القواعد والسنن الإلهية، لابد أن يكون دوام تلك الحكومة وبقاؤها إلى يوم القيامة أيضاً مستند إلى مجموعة من القواعد والسنن الإلهية. وفي هذا المجال، تُطرح أسئلة مهمة نشير إلى جملة منها:

أسئلة تُطرح عبر نفي النظرة العامية

إن كان الناس لا يُساقون إلى الصلاح بالإجبار أو من خلال المعجزة، يمكنهم إذن سلوك الطريق السيّء باختيارهم. ولكننا نسمع أنه سيكون أكثر الناس في زمن ظهور الإمام وحكومته من الصالحين، فكيف يتحقق ذلك؟ ما هو العامل الذي يؤدي إلى صلاح أكثر الناس؟ كيف يدوم هذا الصلاح؟ لماذا تختفي سيئات السيئين ولا يكون بمقدورهم إلحاق ضرر كبير بالمجتمع؟[1] ماذا سيكون مصير الإنسان السيّء الذي لم يرتدع عن أعماله السيئة، وكيف سيعيش في المجتمع المهدوي، وكيف يُظهر سيئاته؟ كيف سيتعامل الإمام (عج) مع مسألة الفساد والنفاق؟ هل يمكننا اليوم أن نسير نحو مثل هذا المجتمع الصالح؟ وإلى أيّ مستوى؟ هل يمكننا استخدام تلك القواعد التي تؤول إلى إيجاد مثل هذا التحوّل في حياة البشر، لمعاجلة مشاكل مجتمعنا في الوقت الحاضر؟ هل يمكن أساساً الاستفادة من هذه القواعد الطبيعية من دون حضور الإمام المعصوم؟ أم أنه يمكن الاستفادة من بعضها دون البعض الآخر؟ ما هو دور حضور الإمام في المجتمع ودور حكومته في تحقق سعادة البشر بالدقة؟


نفس تدفق هذه الأسئلة له بركات مهمة

إذا تركنا النظرة العامية جانباً، تتدفّق الأسئلة واحدة تلو الأخرى وتتولّد الأفكار. وما عدا المعارف والبركات الكبيرة التي تصيبنا إثر متابعة هذه الأسئلة، فإن نفس تدفّق مثل هذه الأسئلة، يعني الاهتمام بأمر الظهور ورسوخ عقيدتنا بالفرج. كما أننا على أثر ظهور هذه الأسئلة والتقرّب إلى أجوبتها، سنتعرّف على وظائفنا في هذه الفترة تمهيداً للظهور بشكل أمثل.
لعلّ الكثير من المشاكل الموجودة في مجتمعنا الحالي، ناجمة من إهمال نفس تلك السنن الإلهية التي ستؤدي في زمن الظهور إلى معالجة مشاكل البشر وسعادتهم. ولعل ابتعاد المنتظرين عن الإنجازات العلمية، يتسبّب أساساً عدم تهيئة المجال والأرضية الاجتماعية والتمهيدية للظهور. ولعلّ جزءاً من انتظارنا أيضاً لابد وأن يتبدّل إلى إقدام علميّ. ولعلّنا إلى حدّ ما نقوم بتبرير فتورنا وجهلنا من خلال الانتظار، شأننا في ذلك شأن الذين جعلوا الانتظار ذريعة لكَسَلهم وفرارهم عن الجهاد.

الآثار السيئة للنظرة العامیة


إنّ للنظرة العامية آثار سيئة كثيرة في الأبعاد الفردية والاجتماعية. فقد مضى ذلك الزمن الذي كانت فيه النظرة العامية توجب الرضا والسرور بصفتها أقل ما هو قابل للتحمّل. وبعبارة أخرى، فإن أضرار النزعة العامية ليست بقليلة في الظروف الحالية.

1.عدم إشاعة ثقافة الانتظار الأصيلة

واحدة من تلك الآثار السيئة للنظرة العامية إلى موضوع المنقذ والمهدوية، هي عدم إشاعة ثقافة الانتظار الأصيلة في عالم البشرية. فإن كانت نظرتنا سطحية، ولم نبيّن نظرية حكومة الإمام المهدي (عج) بصورة علمية، ولم نقدّم تحليلاً علمياً عن موضوع المهدوية والمنقذ، سيتبدّل هذا الموضوع شيئاً فشيئاً إلى أمر خيالي أو خرافي وسيكون كالسد المنيع حائلاً بيننا وبين إشاعة ثقافة الانتظار الأصيلة ولاسيما بين النُخب وبين سوق الأذهان إلى هذا الموضوع بدقة.

عدم الاهتمام بموضوع المهدوية في الأوساط العلمية والنخب السياسية

وفي مثل هذه الظروف، سيرفض الكثير من الناس موضوع المنقذ والمهدوية لكونه غير عقلاني. وسيعتبر المفكّرون والمثقّفون مسألة المهدوية أمر وهمي بعيد عن التعقّل، وستتحدّد إشاعة الانتظار بالأوساط الدينية والمساجد وستبقى الفاصلة بين الدين والدنيا. واليوم أيضاً مجتمعنا يعاني من عدم الاهتمام بمسألة ظهور الإمام وحكومته في الأوساط العلمية والجامعية وبين النخب السياسية ومدراء المجتمع. في حين يمكننا عبر التدبّر الجادّ في منهجية حكومة الإمام، أن نساهم في معالجة مشاكل المجتمع وتنظيم الأمور وتحسين الأوضاع وتدبيرها.
وإنّ الحديث عن الحكومة المهدوية من قبل المفكرّين والسياسيين بداية جيّدة، ولكن إذا لم تقترن هذه البداية بالتدبّر والتعمّق في منهجية الحكومة المهدوية والتوجه إلى نتائج هذا التدبير في تنظيم الأمور، فستكون عرضة للأضرار والآفات.

2.تهيئة الأرضية لحرف موضوع المهدوية

ومن الآثار السيئة الأخرى لهذه النظرة العامية، هي توافر الأرضية للانحراف واستغلال موضوع المهدوية من قبل الأعداء. ففي ظلّ هذه «النظرة العامية إلى مفهوم المنقذ»، سيشعر الكثير من الناس أنهم ومن خلال بعض أنواع الادّعاء والتظاهر البسيط يستطيعون أن يعرّفوا أنفسهم بأنهم نفس ذلك المنقذ أو أنه تربطهم صلة به. فكم من الادّعاءات الكاذبة التي نسمعها من هنا وهناك حول الارتباط مع المنقذ.[2] وظاهرة «البهائیة» أيضاً لابد من إدخالها في عداد هذه المسألة.
وقد أشير في الروايات إلى ظهور الكثير من الرايات المنحرفة في زمن الظهور مدّعية بأنها هي «المنقذ».[3] ففي أيّ جوّ تظهر وتتبلور هذه الانحرافات؟ أليس كذلك بأن النظرة العامية لموضوع المنقذ، هي التي تهيء الجوّ لشيوع مثل هذه الانحرافات؟

يتبع إن شاء الله...


[1]واحدة من معاني ذلّة النفاق في دولة الإمام الكريمة الواردة في الروايات: «تُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَآَهْلَهُ» هي أن المنافقين رغم تواجدهم لا يمكنهم إلحاق ضرر كبير بالمجتمع لذلتهم. يقول الإمام الخميني (ره): «نعم، في عصر صاحب الزمان – سلام الله عليه – تكون الحكومة واحدة ... وتتحقق العدالة الاجتماعية في جميع العالم، ولكن لا يعني ذلك أن الإنسان يتبدّل إلى إنسان آخر. فالناس كما كانوا عليه طائفة صالحة وأخرى طالحة. غير أن الطالحين لا يمكنهم عندئذ اقتراف الأعمال السيئة.» صحيفة الإمام، ج20، ص340.
[2]إن أساس الارتباط بالإمام المهدي (عج) ولقاء الصالحين به في فترة الغيبة الكبرى، تعتبر من الأمور البيّنة التي لا ينكر، وقد أيّدها الكثير من الأعلام والمراجع العظام كالإمام الخامنئي وسماحة آية الله الشيخ البهجة (ره)، غير أنّ إيجابية زوال النظرة العامية عن موضوع المنقذ هي ظهور ملاكات ومعايير يمكننا من خلالها الفرز بين الصحيح والكاذب من هذه القصص إلى حدّ ما، بل سيؤدي ذلك أساساً إلى سدّ باب استغلال هذه القصص والادّعاءات المزيفة.
يقول الإمام الخامنئي: «إنّ الكثير من أعلامنا قد زاروا في فترة الغيبة هذه، ذلك العزيز وحبيب قلوب العاشقين والشائقين عن قريب. والكثير بايعوه عن قريب. والكثير سمعوا منه كلاماً يبعث على الأمل. والكثير شملتهم عنايته، والكثير غمرتهم ألطافه وعناياته ومحبته دون أن يعرفوه.» (كلمته في الاحتفال الكبير لمنتظري الظهور؛ 24/ 11/ 1999) وقال في موضع آخر: «قد ينال عيون أو فؤاد إنسان سعيد إمكانية الاكتحال بأنوار ذلك الجمال المبارك، لكن هؤلاء لا يطلقون ادعاءات وأقوالاً ولا يفتحون لأنفسهم دكاكين. الذين يفتحون لأنفسهم دكاكين بهذه الطريقة يمكن للمرء أن يقطع ويتيقّن بأنهم كاذبون مفترون. ينبغي إبعاد هذه العقيدة الواضحة الساطعة عن هذه الآفة.» (كلمته بمناسبة يوم النصف من شعبان؛‏ 17/ 08/ 2008).
وهناك نماذج أخرى كثيرة من آراء الأعلام والعلماء الكبار حول إمكانية اللقاء مع الإمام (ع) أو حصوله، نشير هنا إلى جملة منها: يقول آية الله الشيخ البهجة (ره): «إن عنايات الإمام صاحب الزمان (عج) وألطافه في زمن الغيبة كثيرة بالنسبة إلى محبيه وشيعته؛ وباب اللقاء والحضور لم يغلق بالكامل؛ بل ولا يمكن إنكار أصل الرؤية الجسمانية أيضاً.» در محضر بهجت، ج1، الرقم389. وقال أيضاً: «واحدة من الأمور المهمة بل من أهم الأمور هي معرفة ما يجب علينا فعله لنكون كالعلماء والمتشرعة والصلحاء التابعين للعلماء الذين حصلوا على الفرج الشخصي والارتباط الخاص مع ولي العصر (عج).» در محضر بهجت، ج3، الرقم1321. وجاء في کتاب الاستفتائات لسماحته: السؤال: كيف يمكن الجمع بين العبارة الواردة في التوقيع الشريف لعلي بن محمد السمري – رحمه الله -: «وسيأتي مَن يدّعي المشاهدة... فكذّبوه»، وبين ما جاء من قصص في كتاب بحار الأنوار وغيره تحت عنوان: «في من فاز بلقاء الحجّة علیه السلام»؟ الجواب: المراد من التوقيع بقرينة المقام، هو المشاهدة على نحو النيابة الخاصة، [أي أن الرواية مختصة بالغيبة الصغرى، ولهذا فإن القصص واللقاءات الواردة في بحار الأنوار وبعض الكتب الأخرى، قد تكون صحيحة] (السؤال 1976). وقال آية الله الشيخ مكارم الشيرازي حول قصة لقاء الإمام (عج) وأمره ببناء مسجد جمكران: «قضية مسجد جمكران المقدس وقعت في اليقظة». (الاستفتاءات الجديدة، ج‏1، ص496) وجاء في استفتاء من سماحته: «السؤال 1511: هل أن شرط اللقاء بالإمام، هو العلم والتقوى أم المصلحة والزمان والمكان؟ الجواب: الشرط الأساس لأهلية اللقاء بالإمام، هو التقوى على مستوى عالٍ. ولكن قد تظهر طلعته البهية على من ليس أهلاً لذلك بل وحتى على من ليس شيعياً أو مسلماً لمصحلة إسلامية.» (الاستفتائات الجدیدة، ج3، ص542)
[3]الإمام الصادق (ع): «لا يَقُومُ الْقَائِمُ (ع) حَتَّى يَقُومَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا كُلُّهُمْ يُجْمِعُ عَلَى قَوْلِ إِنَّهُمْ قَدْ رَأَوْهُ فَيُكَذِّبُونَهُمْ»؛ (الغیبة للنعماني، ص277). وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق (ع): «لَا يَخْرُجُ الْقَائِمُ حَتَّى يَخْرُجَ اثْنَا عَشَرَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ كُلُّهُمْ يَدْعُو إِلَى نَفْسِهِ»؛ (الغیبة للشیخ الطوسي، ص437).




من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 01:44 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية