يرى البعض في رمضان شهرا للاسترخاء والراحة، وتناول المزيد مما لذ وطاب من الطعام والشراب، متذرعين بارتفاع درجات الحرارة وطول ساعات النهار التي تمنع الشخص من ممارسة الرياضة أو الحركة، ولا عجب أن تكون النتيجة اكتساب بضعة كيلوغرامات مع أول أيام عيد الفطر.
ولا نقاش في أن شهر رمضان يمثل تحديا على الصعيد البدني، ولكن ذلك لا يعني التراجع عن النشاط أو التقوقع في المنزل، فعن طريق تعديل برنامج نشاطاتك يمكن المحافظة على حركتك وربما التحسين من وضعك الصحي أيضا.
وأولا عليك أن تحرص على عدم الإثقال في الإفطار، فالإفراط في الطعام سيتعب جسمك ويجعلك تبقى مستلقيا على الكنبة، أما الطعام الخفيف فينشطك ويعطيك القوة لممارسة الحركة.
وإذا كانت رياضتك هي المشي فبإمكانك جعلها بعد الإفطار، وذلك في منطقة مكشوفة كالحديقة أو الشاطئ، أو في الأسواق التجارية. وقد يكون الخيار الثاني مناسبا أكثر مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، كما أن الأطفال قد يرغبون أيضا في نزهة مسائية لشراء بعض حاجيات المدرسة. ولذلك فإن خيار المشي في السوق التجاري يعد مناسبا، واحرص على الاستمرار في الحركة وعدم الوقوف لفترات طويلة وذلك حتى تحصل على أكبر قدر من الفائدة.
أما إذا كنت مشتركا في نادٍ رياضي فننصحك في رمضان بعدم التمرن في النهار، خاصة أنه فصل الصيف والنهار طويل. وقد يؤدي لعبك الرياضة إلى فقدانك لكثير من السوائل ويقودك إلى الإنهاك. وهنا أمامك خياران، الأول: أن تجعل التمرين الرياضي قبيل وقت الغروب، ففي الوقت الذي تنهي فيه تمارينك وتأخذ حماما باردا يكون وقت الإفطار قد حان.
والخيار الثاني: أن تجعل ذهابك للنادي بعد الإفطار، ولكن عليك أن تتذكر أن النوادي عادة ما تشهد اكتظاظا يبدأ بعد وقت الإفطار بساعة، ولذلك قد يكون الخيار المناسب هو أن تتناول إفطارا خفيفا ثم تذهب للنادي بسرعة، بحيث تنهي التمرين قبل وقت الذروة، مما سيعطيك وقتا للجلوس مع العائلة في سهرة رمضانية جميلة.
ولا ننصحك بتأجيل الرياضة إلى وقت متأخر من الليل، إذ إنها قد تعيق نومك وتسبب الأرق. وينصح بعض الأطباء بأن يكون هنالك خمس ساعات بين التمرين ووقت الخلود للنوم.