بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف ..
المبحـــث الثــــاني :
ماذا تُمثل الغيبة , ولماذا غاب الامام الحجة (عج) ؟!!
سنتناول في هذا المبحث اجابتي الشيخ الطوسي حول (لماذا الغيبة) والتين جاءتا في كتابه الغيبة , ولنرى لماذا الاجابة الثانية ووجهت بالرفض والتشكيك ؟!!
قبل ان نطرح اجابات الشيخ الطوسي لابد ان نُقدم هذه المقدمة البسيطة حول الغيبة:
الغيبة التي يعتبرها البعض تحديا كبيرا للقائلين بوجود الامام المهدي عليه السلام وللقائلين بامامة الامام المهدي فلماذا كانت هذه الغيبة المحيرة ؟!
بدايتا ينبغي ان نفرق من ان الغيبة ظاهرة عامة في حياة الانبياء والاولياء وليس حالة استثنائية تفرد بها الامام المهدي عج ..
القران الكريم في مواقع متعددة يُشير الى ظاهرة الغيبة في حياة الانبياء وفي حياة الاولياء , لعله احدهم اذا قرأ القران بهذا المنظار يجد ان هنالك اشارات وتلويحات كثيرة في مواقع متعددة في القران الكريم الى فكرة الامام المنتظر ..
القران الكريم يبين ان هنالك كانت غيبة للنبي موسى بن عمران وهي غيبة قصيرة "وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة"
اربعين يوم موسى بن عمران وهو نبي يغيب عن قومه ,حتى اخوه ووصيه لم يصحبه معه في هذه الغيبة ,
القران الكريم يثبت غيبة اخرى طويلة , نبي الله عيسى بن مريم غاب عن قومه بل غاب عن البشرية كلها , الان كم عام يمر على غيبة النبي عيسى؟!!
قال تعالى " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا "
والى الان عيسى بن مريم يعيش حالة الغيبة ..
القران الكريم يُثبت الغيبة لنبي الله يونس
قال تعالى "وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه .."
لبث نبينا يونس في بطن الحوت اربعون يوما , فهل قدح ذلك في نبوته؟
هل انتفت نبوته بسبب الغيبة ؟
القران الكريم يذكر اصحاب الكهف انهم غابوا ثلاثمئة عاما وازدادو تسعة في الكهف
وكم جيل تبدل خلال هذه الاعوام الطويلة , " وكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ .."
واذا بأصحاب الكهف يعودون الى الظهور بعد هذه الغيبة الطويلة ...
جاء في بحار الانوار
حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود وحيدر بن محمد السمرقدني جميعا قالا : حدثنا محمد بن مسعود قال : حدثنا جبرائيل بن أحمد ، عن موسى بن جعفر البغدادي قال : حدثني الحسن بن محمد الصيرفي ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله (ع) قال : إن للقائم منا غيبة يطول أمدها ، فقلت له : يابن رسول الله ولم ذلك ؟ قال ك لان عزوجل أبى إلا أن تجري فيه سنن الانياء (ع) في غيباتهم ، وإنه لابد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم ، قال الله تعالى : ((لتركبنّ طبقا عن طبق)) أي سنن من كان قبلكم.
اذا كانت ظاهرة الغيبة ظاهرة عامة فالسؤال عن علة الغيبة او سبب الغيبة ايضا يكون عاما وليس خاصا ..
والان نتناول اجابات الشيخ الطوسي حول (لماذا غاب الامام المهدي (عج))
هنالك اجابتين اجاب بهما الشيج الطوسي :
1. الاجابة الاولى :
الاجابة التي اجاب بها الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة وعلماءنا الاعلام يعتقدون ان هذه الاجابة مفتاح مهم من مفاتيح التعامل مع قضية المهدي خصوصا ومع الدين عموما ..
وقد عبر عنها الشيخ الطوسي بفكرة الحكمة المجهولة ومجملها :
في دائرة التكوين ودائرة التشريع هناك نقاط غموض اما لاتحتمل عقلية البشر فهمها واما جعل الله هذه النقاط لحكمة من الحكم , ففي دائرة التكوين هناك نقاط غموض اذا لاحظ احدهم هذه النقاط بعيدا عن نظرية الحكمة المجهولة لعله يبتلى بحالة من الاحباط والنكوص والارتداد ..
وكذلك في الاطار التشريعي فهناك نقاط غموض وابهام وهناك مئات الامثلة على ذلك ..
فنحن كيف نواجه نقاط الغموض ؟!
الجواب نواجهها بنظرية الحكمة المجهولة فهذه الفكرة او النظرية ترتبط ارتباطا عضويا بمستوى الايمان فكلما كان مستوى الايمان اعلى الايمان بالحكمة المجهولة يكون اقوى ..
فهناك حكمة كامنة وراء الغيبة , اذا شكك احدهم في هذا فأنه يشكك في ايمانه ...
~~~~~~~~~~~~~~
الاجابة الثانية :
وهي كالاجابة الاولى ووجهت بالرفض والتشكيك وهي ايضا للشيخ الطوسي يطرحها في مكان اخر من كتابه الغيبة ,وهذه الاجابة هي الخوف من بطش الظالمين ..
هل الانبياء والاولياء يخافون ؟!
الجواب :نعم القران الكريم يقول الانبياء يخافون ..
قال تعالى "فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ .."
فأذن النبي خاف وعلى اثر هذا الخوف فرَ حتى لايُقتل ..
كيف يخاف نبي من الانبياء والخوف انر مذموم ؟!وهو يجب ان يكون قمة في الكمال الانساني ؟!!
الاجابة: الخوف نوعان خوف محمود وخوف مذموم ..
1 . الخوف المحمود: الخوف في موطن ينبغي ان يُخاف فيه في شيء يخاف منه..
2. الخوف المذموم :الخوف مما لايخاف منه في موطن لا يُخاف فيه ..
اذا فالخوف كمال جعله الله تعالى لذلك فالانبياء والاولياء ايضا يخافون على انفسهم في موطن ينبغي ان يُخاف فيه كما في حالة النبي موسى ع وهو يحقق صفة الكمال ,
لانريد ان نتعمق في البحث عن هذه الصفة ومن اراد ان يراجع اكثر فليراجع ماطرحه النائيني بصورة مفصلة حول هذه الصفة ..
والسؤال هنا هل الامام المهدي عليه السلام كان في معرض الخطر اذا كان ظاهرا ؟!!
الجواب : يقينا نعم والادلة كثيرة على ذلك
الدليل الاول ابوه الامام العسكري قُتل على ايدي الحكام الظالمين .
الدليل الثاني اجداده جميعا قتلوا على ايدي الظالمين..
وهو مايذكره الامام المعصوم "مامنا الامقتول او مسموم "
فالحكومات الظالمة عمدت على قتل اهل البيت عليهم السلام ..
الانبياء قُتلوا نبي الله يحيى قُتل واُهدي الى بغي من بغايا بني اسرائيل , جميع الانبياء قُتلوا وطوردوا , قال تعالى "لولا رهطك لرجمناك"
لذلك فالامام المهدي لايشذ عن هذا القانون العام بل هو اكثر في معرض التهديد لأنه هو المبشر به , هو الذي تواترت الاحاديث بأنه سيسقط جميع الظالمين ,
والتاريخ يذكر ان المعتضد حاول مرارا قتل الامام الحجة بل وحتى مهدد من الكثير من المجتمعات !
احدهم يطرح اشكال فيقول : اذا كان الامام المهدي يعلم بأنه هو الموعود فهو بهذا لاخوف عليه ولاخطر ,واذا كانت ارادة الله قدرت ان الامام المهدي يظل لليوم الموعود اذن لاخطر عليه بذلك ؟!
الجواب على ذلك بصورة مختصرة :
في الفقه تقسم القضايا الى حملية وشرطية ,
ارادت الله تعالى تتعلق بالقضايا الحملية ..
النبي محمد صلوات الله عليه واله لماذا اختبئ بالغار ؟ كان يقول اني مضمون بالضمان الالهي !!
فأذن هو مضمون بالضمان الالهي يقينا لكن على القضية الشرطية لا الحملية ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة : احيانا الشيء تكون له علة يعني(سبب) ولكن هذه العلة لاتكون هي العلة النهائية فيكون وراء العلة علة اخرى , وهي العلة في ولادة هذه العلة
كل علة لاحقة تستند الى علة سابقة , وهناك رواية لكمال الدين باب 44ص281
عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : إن للقائم غيبة قبل أن يقوم ، قال : قلت : ولم ؟ قال : يخاف – وأومأ بيده إلى بطنه ـ قال زرارة : يعني القتل .
~~~~~~~~~~~~~~
وهناك احتمال اخر وهو الخوف على المهمة قد يكون احدهم خائف على نفسه وقد يكون خائف على المهمة
قال تعالى " فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى"
مما خاف النبي موسى (ع) من حبال السحرة وعصيهم التي تحولت الى افاعي وهمية ؟!!!
عن الامام علي عليه السلام انه قال (انه خاف من غلبة الباطل واخلال الجهّال)
خاف من عدم ايضاح المهمة للناس فيضيع الامر على الناس والاية اللاحقة توّضح المعنى
قال تعالى "قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَىٰ"
فالخوف ليس من القتل بل لعدم التمكن من اداء المهمة ..
اذن نظرية الخوف مقبولة ..
ننتظر مشاركاتكم , كما ارجوا من الاخوة والاخوات ان كان عندهم سؤال حول اي شيء غير واضح في المبحث ان يطرحوه لنوضحه , وانا في خدمتكم ..
وجزاك الله خيرا على فتح حوارات متعددة في شؤون القضية المهدوية
واحسنت صنعا اختي المباركة عندما ابقيتي الحوار السابق مفتوحا للنقاش حتى يكتمل الطرح ويشارك ممن لم يسعفه الوقت في المشاركة
..............................
استطيع ان اكتب ملخص لما جاء في المقدمة وموضوع المبحث:
لماذا الغيبة ............؟
(الغيبة ظاهرة عامة في حياة الانبياء والاولياء وليس حالة استثنائية تفرد بها الامام المهدي عج ..)
الدليل من القران الكريم:
غيبة الانبياء,والاولياء الذين ورد ذكرهم في القران الكريم
نبي الله موسى ع
نبي الله عيسى ع
نبي الله يونس ع
اصحاب الكهف
الامام المهدي روحي فداه
الدليل روايات واخبار اهل البيت
الاستنتاج:
اذا كانت ظاهرة الغيبة ظاهرة عامة فالسؤال عن علة الغيبة او سبب الغيبة ايضا يكون عاما وليس خاصا ..
.......................
جواب الشيخ الطوسي حول علة الغيبة
(لماذا غاب الامام المهدي (عج))
1. الاجابة الاولى :
نظرية الحكمة المجهولة :
هناك حكمة كامنة وراء الغيبة , اذا شكك احدهم في هذا فأنه يشكك في ايمانه ...
الاجابة الثانية :
نظرية الخوف الخوف من بطش الظالمين ..
سوف اشارك في مناقشة الموضوع المطروح لاحقا باذن الله تعالى اذا كان في العمر بقية
السؤال الأول:
كيف يكون إماماً وهو غائب؟ وما فائدته؟
إن القيادة والهداية والقيام بوظائف الإمامة هو الغاية من تنصيب الإمام أو اختياره فكيف يكون إماماً قائداً وهو غائب عنهم؟!.
والجواب:على وجهين نقضاً و حلاً.
أمّا النقض:
إن كتاب الله العزيز يعرّفنا على وجود نوعين من الأئمة والأولياء والقادة للأمّة:
وليٌّ غائب مستور، لا يعرفه حتى نبي زمانه، كما يخبر سبحانه عن صاحب موسى عليه السلام بقوله:
(فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا*قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)(الكهف/65،66).
ووليٌّ ظاهر باسط اليد، تعرفه الأمة وتقتدي به.
فالقرآن يدل على أن الولي ربما يكون غائباً لكنه لا يعيش في غفلة عن أمته بل يرعى شؤونها دون أن يعرفه أبناء الأمة.
وإلى ذلك يشير الإمام علي بن أبي طالب في كلامه لكميل بن زياد النخعيّ، يقول كميل: "أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فأخرجني إلى الجبّان، فلما أصحر، تَنَفَّس الصعداء، وكان مما قاله: "اللّهم بلى، لا تخلو الأرض من قائمٍ لله بحُجَّةٍ، إمّا ظاهراً مشهوراً، أو خائفاً مغموراً لِئلاّ تَبْطُلَ حُجَجُ الله وبيناتُه"(نهج البلاغة بتعليقات عبده ج4 ص37، قصار الحكم الرقم147).
وليست غيبة الإمام المهدي بِدعاً في تاريخ الأولياء.
أمّا الحلّ فمن وجوه :
الأول: إن عدم علمنا بفائدة وجوده في زمان غيبته، لا يدلّ على عدم كونه مفيداً في زمن غيبته، فالسائل جعل عدم العلم طريقاً إلى العلم بالعدم!! وهذا من أعظم الجهل في تحليل المسائل العلمية ، ولا شك أن عقول البشر لا تصل إلى كثير من الأمور المهمّة في عالم التكوين والتشريع، وإن كان فعله سبحانه منزّها عن العبث واللغو. فيجب علينا التسليم أمام التشريع إذا وصل إلينا بصورة صحيحة كما عرفت من تواتر الروايات على غيبته.
الثاني: إن الغيبة لا تلازم عدم التصرف في الأمور وعدم الاستفادة من وجوده. فهذا صاحب موسى كان وليّاً، لجأ إليه أكبر أنبياء عصره، فقد خرق السفينة التي يمتلكها المستضعفون ليصونها عن غضب الملك، ولم يعلم أصحاب السفينة بتصرفه وإلاّ لصدوه عن الخرق جهلاً منهم بغاية عمله، كما بنى الجدار ليصون كنز اليتيمين. فأي مانع حينئذٍ من أن يكون للإمام الغائب في كل يوم وليلة تصرّفاً من هذا النمط من التصرفات، ويؤيد ذلك ما دلّت عليه الروايات من حضوره في أشهر الحج ومصاحبة الناس وحضور المجالس وإغاثة المضطرين وعودة المرضى وربما يتكفل بقضاء حوائجهم وإن كان الناس لا يعرفونه بل هناك تصرُّف خاص بالإمام أشار إليه قوله تعالى:
الثالث: المُسَلَّم هو عدم إمكان وصول عموم الناس إليه في غيبته، وأما عدم وصول الخواص إليه فليس بأمر مُسَلَّم، بل دلّت الروايات على خلافه، فالصلحاء من الأمة، الذين يُستدرُّ بهم الغمام، لهم التشرف بلقائه وتستفيد الأمة بواسطتهم.
الرابع: لا يجب على الإمام أن يتولى التصرف في الأمور الظاهرية بنفسه، بل له تولية غيره على التصرف في الأمور كما فعل الإمام المهدي عليه السلام في الغيبة الصغرى، كان له وكلاء أربعة، يقومون بحوائج الناس فكانت الصلة بينه وبين الناس مستمرة بهم.
وفي الغيبة الكبرى نصب الفقهاء والعلماء العدول العالمين بالأحكام، للقضاء وإجراء السياسات وإقامة الحدود وجعلهم حجة على الناس، فهم يقومون في عصر الغيبة بصيانة الشرع عن التحريف وبيان الأحكام ودفع الشبهات وكل ما يتوقف عليه نظم أمور الناس.
وأشار الإمام المهدي عليه السلام في آخر توقيع له إلى بعض نوابه : "وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب"(كمال الدين، للصدوق الباب45 الحديث4 ص485. وقد ذكر العلامة المجلسي في وجه تشبيهه بالشمس إذا سترها السحاب وجوها، راجعها في بحار الأنوار ج52 الباب20 ص93-94).
فلسـفة الغيـبة
السؤال الثاني:
لماذا غاب الإمام عليه السلام عن الناس حتى حرموا الاستفادة من وجوده؟ وما هي المصلحة التي أخفته عن أعين الناس؟
الجــواب
إن هذا السؤال يجاب عليه بالنقض والحل:
أمّا النقض:فبما ذكرناه في الإجابة عن السؤال الأول، فإن قصور عقولنا عن إدراك أسباب غيبته، لا يجرنا إلى إنكار المتضافرات من الروايات.
وأما الحل:فإن الإمام المهدي عليه السلام هو آخر الأئمة الإثنى عشر الذين وعد بهم الرسول، وأناط عزة الإسلام بهم، ومن المعلوم أن الحكومات الإسلامية لم تقدرهم وكانت لهم بالمرصاد تلقيهم بالسجون وتريق دمائهم بالسيف أو السّم. فلو كان ظاهراً لأقدموا على قتله وإطفاء نوره.
فلأجل ذلك اقتضت المصلحة أن يكون مستورا عن أعين الناس، يراهم ويرونه ولكن لا يعرفونه، إلى تقتضي مشيئة الله سبحانه ظهوره بعد حصول استعداد خاص في العالم لقبوله والانضواء تحت لواء طاعته.
وقد ورد في بعض الروايات:
((على بن احمد عن عبيد الله بن موسى عن محمد بن احمد القلانسى عن أيوب بن نوح عن صفوان عن ابن بكير عن زراره قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن للقائم غيبه قبل أن يقوم وهو المطلوب تراثه، قلت: ولم ذلك؟ قال: يخاف. وأومأ بيده إلى بطنه يعنى القتل.))(البحار ج52 ص98 روايه22 باب20).
((ماجيلويه عن عمه عن البرقى عن أيوب بن نوح عن صفوان عن ابن بكير عن زراره عن أبى عبد الله علي قال للغلام غيبه قبل قيامه قلت: ولم؟ قال: يخاف على نفسه الذبح.))(البحار ج52 ص97 روايه18 باب20).
الإمام المهدي وطـول عمره
السؤال الثالث:
هل يمكن في منطق العلم أن يعيش إنسان هذا العمر الطويل؟
فقد وُلد عام 255هجرية فيكون عمره إلى الإعصار الحاضرة أكثر من ألف ومائة وخمسين عاما!
والجـواب : من وجهين، نقضاً وحلاً:
أما النقض:فقد دل الذكر الحكيم على أن شيخ الأنبياء عاش قرابة ألف سنة، قال تعالى:(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا..)(العنكبوت/14).
وتضمنت التوراة أسماء جماعة كثيرة من المعمرين، وقام المسلمون بتأليف كتب حول المعمرين ككتاب المعمرين لأبي الحاتم السجستاني، كما ذكر الصدوق أسماء عدّة منهم في كتاب كمال الدين، والعلامة المجلسي في البحار وغيرهم.
وأما الحل: فالسؤال عن إمكان طول العمر، يعرب عن عدم التعرّف على سعة قدرة الله سبحانه: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ..)(الأنعام/91)، فأي مشكلة في أن يمدّ الله سبحانه في عمره ما يشاء. بعبارة أخرى إن الحياة الطويلة إما ممكنة في حدّ ذاتها أو ممتنعة، والثاني لم يقل به أحد، فتعين الأول، فلا مانع من أن يقوم سبحانه بمدّ عمر وليّه، لتحقيق غرض من أغراض التشريع.
أضف إلى ذلك ما ثبت في علم الحياة من إمكان طول عمر الإنسان إذا كان مراعياً لقواعد حفظ الصحة، وإن موت الإنسان في فترة متدنية ليس لقصور الاقتضاء، بل لعوارض تمنع عن استمرار الحياة، ولو أمكن تحصين الإنسان منها بالأدوية والمعالجات الخاصة لطال عمره ما شاء، وهناك كلمات من علماء الطب في إمكان إطالة العمر وتمديد حياة البشر، نشرت في الكتب والمجلات العلمية المختلفة(لاحظ مجلة المقتطف، الجزء الثالث من السنة التاسعة والخمسين).
ومن هنا أُسست شركات تضمن حياة الإنسان إلى أمد معلوم تحت مقررات خاصة وحدود معينة، وإذا قرأت ما تدونه أقلام الأطباء في هذا المجال يتضح لك معنى قوله سبحانه: (فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ*لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)(الصافات/143،144)، فإذا كان عيش الإنسان في بطون الحيتان، في أعماق المحيطات، ممكناً إلى يوم البعث، فكيف لا يعيش إنسان على اليابسة في أجواء طبيعية تحت رعاية الله وعنايته إلى ما شاء الله؟.
سالني مخالف ناصبي في احد الايام وكنت معه في حوار في احد المواقع حول موضوع الامام المهدي روحي فداه
وكان يسخر من مسالة الغيبة وينكر حياة الامام روحي فداه ووجوده وطول عمره ....
فقال لي اذا كان مهديكم غائبا كما تتدعون ايها الشيعة فلماذا غاب عن الانظارهل كان يخاف القتل كما تقولون في رواياتكم
وهل من كلفه الله تعالى بنشر العدل في اخر الزمان يخاف القتل اليس الله يحمي عباده ويدفع عنهم القتل .......؟؟
ثم اخذ يسخر ويستهزئ بمعتقدنا بالأمام المهدي روحي فداه
وطلب مني الجواب
قلت له:
نعم كان يخاف القتل ولكن ليس خوفا على نفسه بل خوفا على المشروع المكلف به و المسؤول عنه وهو نشر العدل في الارض
هذه الحكمة من الغيبة واليك الدليل:
هل كان رسول الله صلى الله عليه واله يخاف القتل ....؟
بالتأكيد الجاب كلا والله تعالى حاميه وناصره لنشر الدعوة الاسلامية
ولكن لماذا هاجر في منتصف الليل واختبئ في غار حراء ثلاثة ايام مع صاحبه كما تدعون انتم ان صاحبه ابو بكر ونحن نقول كلا ...
وهذه الواقعة والهجرة في الليل لا تستطيع ان تنكرها
فلماذا هاجر الرسول الاعظم ليلا و اختبئ في الغار عن انظار الاعداء الذين كانوا يبحثون عنه ويتعقبون اثره اليس الله تعالى حامي نبيه صلى الله عليه واله......؟؟
كان رسول الله صلى الله عليه واله يخاف القتل ولكن ليس الخوف على نفسه بل خوفا على الرسالة النبوية
وولده المهدي غاب عن الانظار لنفس العلة والحكمة التي غاب فيها
فاذا كنت تشك في هجرة الرسول الاكرم وهجرته في الليل والاختباء في الغار لثلاثة ايام
فهذا شانك
واذا لم تشك في ذلك فلماذا تكذب رواياتنا وتكذب غيبة الامام المهدي وتقول لاحكمة في غيبته ولافائدة منها
الللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
عندي سؤال هل ان سبب الغيبه هو الخوف من / او على --- فقط
ام عدم وجود القاعده ( اي الناس المساندون او الداعمون ) او الذين يملكون الذهنيه والعطاء الذي يستحقون معه اتمام المشروع الالهي
الللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
عندي سؤال هل ان سبب الغيبه هو الخوف من / او على --- فقط
ام عدم وجود القاعده ( اي الناس المساندون او الداعمون ) او الذين يملكون الذهنيه والعطاء الذي يستحقون معه اتمام المشروع الالهي
ارجو الاجابه
موفقين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس الخوف من او على هي السبب الوحيد ولكن كان ذلك جواب على قول الناصبي عندما سال لماذا يختفي الامام المهدي وروايات الشيعة تقول يخاف القتل وهو امام وان الله يحميه ويدفع عنه الاعداء....؟
يعني يقول هذا الناصبي اذا كان المهدي اماما كيف يخاف القتل وان القتل في سبيل الله شهادة .........؟؟
فكانت الحجة الدامغة له هو هجرة الرسول الاعظم ليلا واختباءه بالغار لثلاثة ايام ( لاننا نتفق على الهجرة النبوية مع المخالفين).........؟؟
فاذا قال ان الرسول الاعظم لم يخف القتل فقد كذّب وكذّبه الناس واذا قال كان يخاف القتل, فقلت له ان الامام المهدي مثله مثل الرسول الاعظم الذي هو جده فله في رسول الله سنّة......
فبهت الذين كفروا
اما للغيبة علل كثيرة واسباب كثيرة فالارض لاتخلو من حجة ظاهر مشهور او غائب مغمور او مستور والامام المهدي روحي فداه اخر امام من ائمتنا الاثني عشر ,فلاحظ ذلك
ومن الاساب التي ذكرت في سؤالك فهي اسباب وجيهة وصحيحة ايضا
]لم اقصد بسؤالي ان اقلل من قيمه القصه التي رويتها ايها الاخ العسكري بالعكس فقد كانت وسيله ايضاح.
رائعه للبحث المتقدم لكن اردت ان الفت العنايه لنقطه اعتقدها جدا مهمه و هي من اهم اسباب الغيبه كما اظن وهي متى نستحق ان نكون الارض الصلبه التي يقف عليها الامام روحي فداه
وكم اتمنى ان نتعلم ونعلم كيف نصنع عصر الظهور لاني اعتقد ان ظهور الامام منوط بنا فالقدره الالهيه لاتنعم علينابهذه النعمه اذا لم نكن اهلا لها
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم
الاخوة المشاركون جميعا فيما سبق اعلاه في موضوع الغيبة للامام الحجة ع - احسنتم التوضيح .
وفي العموم لا يوجد بين باحثي وعلماء المذهب الشيعي نقطة استشكال في هذه النقطة الا فيما يتعلق مع فهم المذاهب السنية
وطبعا الاسباب معروفة وتعود لعلها في اصل الامامة ووجودها في حياة الامة ودوام بقائها ، وبما انّ الامام الحجة ع هو اخر الائمة وهو المذخور لاخر الزمان وان الارض لا يجب ان تخلوا من حجة تطلب هذا الامر وفي حكمة الله ان يستمر بقائه ، وهذه داخلة في قانون وسنة بقاء الحجة
واما غيبته فاسبابها وضروفها هو ما اشرتم اليه من اسباب ، وسواء علمنا منها البعض او خفي البعض الاخر ، فالاصل هو ثابت عندنا
وهو استمرار وجود الحجة وغيبته لحكمة ما حتى يظهر في يومه الموعود من الله تعالى
هنا لعله ومن المهم قد نستطيع ان نطرح سؤال : وهو هل يمكن اعتبار شرائط الظهور ( لا نقصد علامات الظهور ) هي تمثل ولو بمقدار علل الغيبة ، وانه اذا ما تحققت الشرائط ارتفعت موانع الغيبة عن الناس وجاء الوعد الموعود بظهور ولي الله الاعظم لاقامة دولة العدل الإلهي .
مرحبا بك والف مرحبا ويسعدني جدا هذا المرور المبارك
لو تاملنا شريط التاريخ منذ اول فجر الرسالة المحمدية وحتى غيبة الامام روحي فداه غير التامة( الصغرى)
_ انا احبذ ان اكتب مصطلحات اهل البيت _
نشاهد ان المسلمين قد مرت عليهم سنون مشرقة بالنور الا وهو وجود الرسول الاعظم والاكرم صلى الله عليه واله وسلم,و الائمة المعصومين (احد عشر اماما بين ظهرانيهم ) من بعده الى يوم غيبة الامام الثاني عشر روحي فداه
ولكن هل اكتملت عقول الناس واحلامهم ............؟
الجواب كلا ولواكتملت تلك العقول لتحققت دولة العدل الالاهي منذ زمن بعيد ولكن نلاحظ العكس من ذلك , فقد اخذت الناس تتسافل ولم تسمو عقولهم الا النزر اليسير منهم وحتى هذا النزر اليسير من الناس لم ينجو من
بطش الظالمين فهم ما بين سجين وطريد او شهيد
فاختلفت الامة رغم وجود الائمة الطاهرين وتفرقت شيعا , ورغم هذا النور الذي اشرقت به الارض وهو نور العصمة الذي كان لهم سفينة نجاة , وحصل ما حصل لاهل بيت العصمة ,
اذن اين التكامل في العقول والاحلام في هذه الشريط التا ريخي من تاريخ المسلمين, ...........؟
ولو لم تنقلب الامة على اعقابها وتمسكوا بوصية الرسول الاعظم وتمسكوا بامامة امير المؤمنين واجتمعوا على ولايته لكانت دولة العدل الالاهي قد تحققت في زمن الامام علي عليه السلام .
ومن بعده القادة ائمة الهدى من بنيه والى يومنا هذا ...........؟؟
ولكن شاء الله تعالى ان يغربلوا ويمحصوا ويصيبهم البلاء ويمتحنهم الابتلاء , فاكثرهم سقطوا في هذا الامتحان والقليل القليل بقي يراوح في مكانه ما بين الردة والايمان وثلة منهم لازالوا قيد الابتلاء
والتمحيص والغربلة المستمرة حتى لم يبق منهم إلا الاندر
قال ابوعبدالله عليه السلام :
يا منصور إن هذا الامر لا يأتيكم إلا بعد إياس لا والله حتى تميزوا ، لا والله حتى تمحصوا ، لا والله حتى يشقى من يشقى ، ويسعد من يسعد .
قال تعالى:
أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين
قال أبوالحسن الرضا عليه السلام :
والله مايكون ما تمدون أعينكم إليه حتى تمحصوا وتميزوا ، وحتى لايبقى منكم إلا الاندر فالاندر .
ثم دخلت الامة في الابتلاء العظيم والحيرة في غيبة امامها وخاصة منهم الشيعة
وهانحن نرى في كل يوم تخرج افواجا افواجا من هذا الامر بين مدعي السفارة كذبا وبهتان واخر منكر لوجوده واخرين تتقلب قلوبهم بين الكفر والايمان وهلم جرا ...!!!
وبين من يقول لم يولد وبين من قال ولد وبين من قال مات او هلك باي واد سلك والعاقبة للمتقين وسترون من افعال الناس في قوادم الايام بعد سقوطهم بالابتلاءات العظيمة ما يشيب منها راس الوليد