بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ما احطت شخصية السيدة فاطمة الزهراء مليئة بالأسرار والأحداث المثيرة والمؤثرة، تكشف عنها بعض ما وصلنا عنها من رسالات عبر أقوالها وأفعالها وتقاريرها، رسالات عظيمة بمثابة سفينة نجاة وإنقاذ للبشرية..، على المرء أن يتمعن ويستفيد من تلك الأسرار والرسالات ويطبقها في حياته للحصول على الفوز في الدارين. نحاول من خلال السطور التالية أن نسلط الضوء على أهم الرسالات التي حملتها سيدة نساء العالمين لتكون سيدة الرسالات، وذلك بشكل مبسط لأن الإسهاب والتفصيل لشخصيتها العظيمة يحتاج إلى مجلدات لا ورقات محدودة. الرسالة الإنسانية: السيدة الزهراء خلقت لتبقى نموذجا ايجابيا مؤثرا، ونبراسا لكل إنسان وبالذات لصانعة الإنسان وهي "الأم" ولكل أمرأة ، ـ حيث إن حقوق الأمة و الناس ضاعت، والعلاقات الأسرية تفككت وتراجعت.. نتيجة لتراجع وغياب وتغييب دور المرأة وبالتحديد "الأم" الحقيقي عن مسؤولية التصدي فالزهراء ليست مجرد تلك المرأة العظيمة التي ترتدي السواد في أيام المصاب ويصرخ محبيها باسمها يا زهراء تفاعلا مع مظلوميتها، وليست مجرد أميرة للجنان ترتدي الثوب الأخضر وتضع تاج الإمارة على رأسها والجميع يصفق فرحا يا زهراء يا زهراء، .. وللتوضيح ان التفاعل بالبكاء لمصابها، والفرح لفرحها مطلوب ورسالة مهمة ..، ولكن الأهم من ذلك الذوبان مع رسالتها وفكرها، وجعلها نموذجا حيا في شخصية كل محب لها، وكل أم ثم إلى كل إنسان، والسير على منهجها وطريقتها بشكل عملي في العبادة والتربية والإصلاح والتغيير...، لكي تكون فاطمة الزهراء بفكرها موجودة في كل موقع في العالم فهي تمثل رسالة إلى جميع شعوب العالم للارتقاء بالإنسانية. رسالة بر الوالدين: كان للزهراء علاقة متميزة وفريدة مع والديها وبالخصوص علاقتها المتميزة بوالدها سيد الكائنات الرسول محمد "ص" حيث كانت له أما رحيمة رغم صغر سنها تحن عليه وتداويه عندما يتعرض للأذى من قبل أعداء الرسالة (فاطمة أم أبيها)، وكانت مصدر الفرح والسعادة والبهجة لوالدها الذي يخصص لها الوقت رغم انشغاله بمسؤولية الرسالة، وإدارة أوضاع الأمة والزوجات؛ حيث كان يستأنس برؤيتها، ويمر على منزلها بشكل يومي رافعا صوته قائلا السلام عليكم يا آل البيت، والاطمئنان عليها، وكانت الزهراء هي أول شخصية يراها عند دخوله المدينة واخر شخصية يودعها... وما أحوج أبناء الأمة لمعرفة تفاصيل حياة السيدة فاطمة الزهراء مع والدها النبي محمد منذ ولادتها ولغاية وفاتها الرسالة الروحية والأخلاقية: حياة السيدة فاطمة الزهراء تفيض بنفحات الروحانية الإيمانية من خلال عبادتها بكثرة صلواتها وصومها وادعيتها الخاصة، وخطبها، وتفسيرها للقران الكريم، والدعاء للمسلمين والمسلمات، وقيامها بتعليم النساء أمور دينهم ودنياهم، وتعاملها الأخلاقي الراقي السامي مع من يتعامل معها...، بشهادة من رب السماء حيث نزلت في حقها عدد من آيات القران الحكيم ، وخصت بضعة النبي بتسبيحات روحانية خاصة معروفة باسم تسبيحات الزهراء؛ ولمعرفة المزيد من الجانب الروحي والأخلاقي لشخصية الزهراء لابد من الاطلاع على أمهات الكتب. الرسالة الزوجية: جسدت الزهراء مع زوجها الإمام علي "عليهما السلام" النموذج الإسلامي في فن العلاقة الزوجية ؛ فكانت الزهراء مصدر الحب والراحة والآمان والفرح لزوجها, عندما يدخل المنزل يرى من زوجته ما يحب كل رجل أن ير في زوجته وحبيبته من جمال وإيمان واهتمام ورعاية وحنان ..، وكان الإمام علي كما تريد أي امرأة أن تجدوه في زوجها من حب ومودة وتقدير ورعاية واهتمام...، فكانا علي وفاطمة "عليهما السلام" مثال الزوجين المتفقين الذين يذوبان في بعضهما حبا ورأفة ورحمة ومودة ليقدمان للبشرية أفضل نموذج بشري في فن العلاقة الزوجية؛ وبقى الحبيبان الزوجان معا يقدمان أفضل الصور في تجسيد العلاقة الزوجية وتربية الأبناء وتحمل المسؤولية والمساعدة والمشاركة والصبر على شدة وقسوة الحياة المعيشية، ولم يفرق بينهما سوى الموت.., وما أصعب الفراق ورحيل احدهما عن الاخر.. يصوره الأمام علي "ع" بكلماته: أرى علل الدنيا على كثيرة وصاحبها حتى الممات عليل واني لمشتاق إلى من أحبه فهل لي إلى من قد هويته سبيل وقال: مالي وقفت على القبور مسلماً قبر الحبيب فلم يرد جـــــــوابي أحبيب مـــــــــالك لا ترد جوابنا أنسيت بعدي خــــــــلة الأحباب الرسالة الأسرية والتربوية: الزهراء الأم الرؤوم والمربية الفاضلة صاحبة القلب الكبير الذي يفيض حبا ورحمة على العالمين, فكيف بأقرب الناس إليها أفراد أسرتها، فقدمت أفضل نموذج في العلاقة الأسرية والتربوية، وهذا طبيعي لأنها البنت الوحيدة لمربي الأمة والبشرية الرسول محمد وأخذت منه جميع العلوم والمعارف, فكانت هي كما كان والدها قدوة وأسوة ومدرسة ومنبعا للعلوم لأفراد أسرتها لتقدم للعالم أفضل تجربة في فن العلاقة الأسرية والتربوية، وصناعة أفراد يملكون القدرة على البناء ومواجهة التحديات، إذ استطاعت أن تقوم بذلك في خلال سنوات قليلة جدا من الناحية الزمنية..، حيث كانت الأم والمعلمة والصديقة لأفراد أسرتها وأبنائها (الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم) الذين لا يشعرون بالراحة والآمان إلا برؤية أمهم فاطمة، ولا يشربون ولا يأكلون إلا بوجودها، وعندما يدخلون للمنزل ولا يجدونها في استقبالهم يتوجهون مباشرة للسؤال عنها لمعرفة سبب غيابها... ولازالت مدرسة السيدة الزهراء حية تخرج العلماء الشرفاء، والأبطال الأحرار في العالم. رسالة الإصلاح: قدمت السيدة الزهراء نموذجا حول أهمية دور الإنسان في مجال الإصلاح والمطالبة ومقاومة المعتدين، وحول قدرة المرأة على هز عروش الظالمين، وصناعة جيل يتصف بالوعي ويعشق الحرية، ويؤمن بالتغيير ومقاومة التحديات والظالمين، ويرفض الذل والهوان والتخلف والاستسلام،.. فبعد وفاة الرسول الأعظم محمد طالبت ابنته السيدة فاطمة الزهراء بحقوقها وحقوق زوجها وحقوق أبناء الأمة، وعندما رأت الشدة والممانعة رفعت عاليا راية المعارضة؛ فكانت أول امرأة في الإسلام ترفع راية المعارضة بوجه حاكم إسلامي...، وبقت على موقفها وتوفيت وهي غاضبة. الرسالة الحقوقية. فاطمة الزهراء القدوة الحسنة والمثل الأعلى والنموذج الأفضل في معرفة وتطبيق الحقوق..الحقوق فيما بينها وبين الله ، ومع والدها، وزوجها، وأبنائها، ومجتمعها، والأمة والإنسانية الرسالة الخاصة: تتمتع فاطمة الزهراء بمزايا وخصائص خاصة بها. حيث إن نسل الرسول المبارك منها، وهي وريثته، وأشبه الناس خلقا وخلقا به، وأعطيت حق الشفاعة، وتملك صك فطم محبيها وشيعتها والسائرين على منهجها من النار كما قال والدها الرسول الأعظم محمد: يا فاطمة أبشري فلك عند الله مقام محمود تشفعين فيه لمحبيك وشيعتك فتشفعين؛ وقال: إنما سميت ابنتي فاطمة لأن الله فطمها وفطم محبيها عن النار. فاطمة الكوكب الزاهر السيدة الزهراء نجمة متألقة وزهرة جميلة ورائعة لها وجه كوجه القمر المنير، وما العجب وهي سيدة نساء العالمين وخير نساء البشر، وكانت محل الغبطة والحسد بما تحمله من صفات مادية وروحية وأخلاقية, ومكانة ومحبة من المؤمنين بحيث أصبحت عنوان لكل مؤمن، ومن أراد معرفة ذلك فليراجع كتب التاريخ والسيرة. فاطــــــمة خير نساء الـبشر ومــن لــها وجه كوجه القمر فضَّلك الله علــى كل الـورى بفــضل مــن خصَّ بآي الزمَّر الزهراء عشق السيدة الزهراء "ع" منبع للمودة والرحمة للبشرية، و من المستحيل ممن يحمل قلبا واعيا ينبض بالإيمان والمحبة ان لا يحب ويعشق شخصية الزهراء ويتعاطف معها ويقف بجانبها وبجانب زوجها وأبنائها وأحفادها، .. فذلك يمثل وقوفا بجانب والدها النبي محمد وهي صفات من نفحات الإيمان...، ومن لا يجد الميل والمحبة للزهراء وأسرتها المباركة عليه مراجعة نفسه... لأنه سيكون قريبا من منطقة الخطر منطقة غضب الله ورسوله، بعيدا عن رحمة الله ورسوله. خسارة للبشرية حتما برحيل الزهراء (عليها السلام) السريع وبتلك الطريقة المؤثرة والحزينة والمؤلمة فقدت الأمة والعالم دور أعظم شخصية نسائية في التاريخ،.. وبغياب وتغييب وتهميش شخصيتها ودورها عن عالم المسلمين والإنسانية في التاريخ الحديث من المناهج المدرسية ومن وسائل الإعلام والكتب بالصورة المطلوبة تخسر البشرية الكثير. فالزهراء مسؤولية إنسانية، وعلى محبيها والمصلحين أن يساهموا في تعريف الناس برسالاتها وأهدافها وشخصيتها... لأنها رسالة إصلاح وتغيير، ومن الصعب أن تتطور مجتمعاتنا وتتغير إلى الأفضل بدون أن تنزع المرأة "الأم" حريتها ومكانتها، وتقوم بدورها الحقيقي وتتحرك بشكل صحيح، ولهذا لا بد من عودة المرأة إلى منبع الزهراء لحمل راية التغيير والمطالبة بالإصلاح والبناء. فمن أسباب التخلف والتشرذم وانتشار الفساد وغياب العدالة والمساواة.. في المجتمعات البشرية يعود بشكل رئيسي إلى غياب دور المرأة الأم الواعية الناضجة التي تتحمل وتتصدى للتحديات..، القادرة على صناعة جيل يرفض الظلم والتخلف والاستسلام، جيل يعيش للعلم والمعرفة والحرية والمساواة ومقاوم التحديات والظالمين. أيها الأحرار في العالم من جميع الأديان والمذاهب والأعراق ان كنتم تسعون للنجاح والفلاح والعلا.. عليكم بالتوجه إلى تراث مدرسة السيدة فاطمة الزهراء منبع الطهارة والرحمة والشفاعة والمعرفة والتصدي والتغيير والعدالة فهذه السيدة "سيدة نساء العالمين" تناديكم لحمل لواء الإيمان والمحبة والعلم والإصلاح ومقاومة الظالمين والاهتمام بالآخرين.. فهل من مجيب؟! السلام عليك يا سيدة نساء العالمين يا ام الحسن والحسين ورحمة الله وبركاته
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام
الساعة الآن: 01:05 PM.
بحسب توقيت النجف الأشرف