اللهم صلي على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
اللهم صلي على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك
- ياللَّه ياللَّه لهذا النور.. قطعة دُرية انفلق نورها الازهر وسط هذه الدنيا المترقبة للهدى.
وافصحت سماء الملكوت عن فرحتها فنادت:
- يا بشرى
- يا بشرى لبنت المصطفى.
فالتفتن كريمات الجنة حول المولود الازهر، المتقد هيكله بأجمل نور.
اجل سيدتي، كنت ساجدة على الأرض
[ذكر الخبر صاحب نزهة المجالس. و اضاف الطبري: (فوقعت على الارض ساجدة رافعة أصبعها) كما و ذكره جمع من علماء الشيعة.، حينما ولدتك اُمك و انت تسبحين المولى تعالى.
[«حضور آسية و حواء و كلثوم و مريم عند ولادة فاطمة» و ذكر إنها كانت تحدثها و هي في بطنها (أي بطن خديجة).]و قد علت ملامحهنّ مسحة من نورك البهي الجميل... فبدينّ ابهى و اسعد مما كنّ عليه من نور الجنان.
فداعبنها بأبتساماتهنّ... يمسحنّ بأكفهن فوق بدن المولدة الطاهرة ليتبركنّ من نورها.
.. فهبط الى الارض من كان يرتقب شمسك.
انهنّ الحور العين أجل: فلقد هبطت افواجهن تحمل معها الفرح والبهجة و هنّ يحتضننّ ابريقاً ذهبياً مصاغاً بأعلى الفردوس، قد ملى ء بماء الكوثر، الذي اُهدي حوضه الى رسول اللَّه، فكان لك يوم ولدتِ، و سيورده شيعتك و محبيك يوم يردون الودره المورود.
... ثم نزل موكب من الملائكة و الحور العين يحملون طستاً هائلاً عظيماً يشع بأنواره البهية.
اجل مولاتي فلقد تناولتك الحور، و وضعتك وسط الطست الذي غطى نورك نوره و تألقه.
ثم صُب الماء على بنت العصمة والطهارة، إن ماءه ابيض كالثلج حينما يلمع تحت اشعة الاصيل.
.. انحدرت ذرات المياه من بدنك الازهر، و كأنه جبل شامخ انحدرت من شاخصاته ينابيع العيون...
اما نورك فهو اشبه شي ء بتلك القمة العالية، التي لا تصل لها الايدي و لا ترمقها العيون، و هي تقذف تلك الاشعة المتمثلة بشخصك على كل بقاع الارض.. و هو يتهالك يجلي بأشعتك القلوب المحزونة.
بلى: ملئ الطست المرصع بذرات النور الذهبية، فأنبثقت منه شمس جمالك ممتزجة برائحة بدنك الشريف.
عند ذلك هبطن حور عين اُخريات يحملن لباس المولودة، انه من الجنة من سندس و استبرق.
فتشعشعت انوار تغشى العيون، فانجلت عن ذلك (خرقتين بيضاويتين). بل إنهما اشد بياضاً من الدر و اطيب ريحاً من المسك و العنبر.
فجففتِ سيدتي بتلك الاقمشة، وقنعتِ.
ثم تلقفنك ايادي المباركات مستبشرات فرحات، بما كرمهنّ اللَّه به... وانطقنها باذن اللَّه، فنطقت حبيبة رسول رب العالمين:
(اشهد ان لا اله إلّا اللَّه و ان أبي رسول اللَّه، سيد الانبياء و ان بعلي سيد الأوصياء، و ولدي سادة الاسباط).
ثم سلمت عليهنّ باجمل و اكمل و افصح سلام، و سمتهنّ باسمائهنّ.. ففاضت قلوبهن فرحاً و بشراً بولادة الزكية الزهراء.
[«اللَّه يسلم على فاطمة» ميزان الاعتدال ج 2 ص 26 ط القاهرة.
«لما ولدت فاطمة سماها النبي صلى اللَّه عليه و آله و سلم المنصورة فنزل جبرائيل فقال اللَّه يقرؤك السلام و يقرء مولودك السلام» لسان الميزان للعسقلاني ج 3 ص 267.]