التربية الإسلامية هي : عملية بناء وتوجيه وإعداد الشخصية وفق منهج الإسلام وأهدافه في الحياة .
ومن المعروف أن الإنسان عندما يولد فإنه يكون كالصفحة البيضاء وكالأرض الخالية يولد وهو يملك الاستعداد لتلقي العلوم والمعارف التي تكَوِن شخصيته وسلوكياته لذلك أهتم الإسلام اهتماماً شديداً في ذلك فقال أطلب العلم من المهد إلى اللحد لأنه حتى الطفل يوم ميلاده يسمع ويفهم فترديد كلمات الأذان والإقامة في أذن الطفل لم تكن إلا لقدرة هذا الطفل على تسجيل هذه الكلمات النورانية في عقله .
ونصيحة الإسلام للوالدين أن يأخذوا أبناءهم معهم إلى مجالس الوعظ والإرشاد وجلسات القرآن الكريم لم تأتي اعتباطاً إنما لقدرة هذا الطفل الصغير على تخزين المعلومات التي يراها أو يستمع إليها لتظهر عليه حينما يكبر في سلوكه وأقواله .
ما يؤثر في التربية :
المحيط الإجتماعي : مما لا يمكن التغافل عنه هو تأثير المحيط الإجتماعي القوي والفعال في شخصية الإنسان فالطفل يتأثر بأنواع السلوك وأساليب العيش المحيطة به وبالوالدين ، وسلوك الوالدين والأسرة تؤثر في الطفل تأثيراً كبيراً وكذلك سلوك الأقرباء والأصدقاء وحتى المدرسة والمجتمع ووسائله الفكرية والإعلامية وعاداته وأساليب حياته .
ومن هنا جاء دور الإسلام في الإصرار على الإنسان على أن يحاول أن يُكَوِن شخصيته وشخصية ما يتعلق به بصورة مطابقة للأخلاق الإسلامية الحميدة ومحاولة عدم التأثر بالمحيط الإجتماعي الفاسد خوله وذلم من خلال برامج وتعاليم وضحها وفهَمها للإنسان المسلم .
ما يتعلق في تربية الفتاة المسلمة :
إعدادها كأم وربة بيت وزوجة : لأن ذلك أمر ضروري لا بد منه ولا يمكن لأي فتاة إلا أن يتحمل هذه المسئولية وتمر بذلك الدور .
فتحتاج الفتاة في إعدادها لهذه المسئولية إلى تزويدها بالثقافة والمهارات اللازمة لهذه المسئولية .
مثلاً تدريسها وتعليمها كيف تكون زوجة وأم مربية صالحة ، والاهتمام في كونها زوجة وأم مثقفة ثقافة إسلامية نافعة ، وتعليمها أسس التربية الصحيحة الخاصة بالأطفال وعلم النفس المتعلق بالأطفال أيضا .
وإذا أستطاع المجتمع أن يربي النساء المؤمنات الصالحات فسوف يخرج من بيوتهم رجال صالحون ونساء صالحات يخدمون المجتمع ويرفعون من شأنه أمام العالم .
الطفل والتربية القيادية :
يمكن للأب والأم والأسرة والمدرسة والمجتمع أن يساهموا في تكوين الشخصية القيادية لأطفالهم فهناك قابليات كبيرة موجودة لدى الأطفال وتظهر فيهم منذ البداية وذلك من خلال :
1- زرع الثقة في نفس الطفل ومكافأة المتفوق وعدم توجيه الاهانة إلى الطفل الفاشل أو إشعاره بالقصور والعجز بل يجب مناقشة الموضوع معه ليشعر بأهمية شخصيته ويكشف في نفس الوقت خطأه كما يجب الاستمرار بتكليفه على قدر طاقته حتى تبرز لديه يوما صفة قيادية ناجحة في مجال ما .
2- عدم تكليف الطفل ببعض الأعمال التي لا يرغب بها أو التي تفوق قدراته لئلا يواجه الفشل المتكرر ويفقد الثقة بنفسه .
3- تنمية الروح القيادية لدى الطفل بنعظيم وتحبيب الشخصيات القيادية السابقة والحالية وبيان سر العظمة وموطن القوة لدى هذه الشخصيات القيادية وطرق الوصول إلى هذه المراتب العالية لتحقيق الهدف النهائي وهو رضى الله عز وجل عن الإنسان .
4- مراقبة الطفل والحذر من أن يقع في الغرور والتعالي نتيجة نجاحه أو شعوره بتفوقه وتدريسه وتعليمه الصفات الأخلاقية الحميدة التي يجب أن تكون لدى القيادي.
5- توضيح الحالة التي يعيشها مجتمعنا في الوقت الحالي وإمكانية النهوض به وتطويره ووضعه بالعمل والمثابرة في مقدمة المجتمعات القيادية في هذا العالم وذلك :
أ- بإيجاد خط فكري عقائدي ملتزم لديه .
ب- بيان الدور الحضاري والقيادي الذي قامت أمتنا به في تاريخها البشري المشرف .
ج- تعليمه على مواجهة التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية وتنمية روح المواجهة لديه وقدرته على المواجهة إذا أعد لتلك المواجهة إعداداً جيداً.
د- بيان الأسباب الحقيقية لتخلف الأمة الإسلامية وقدرتها على تجاوز محنتها وإزالة اليأس من عدم قدرتها على ذلك .
هـ- بيان مواضيع القوة وإمكانات النهوض الكثيرة التي تتمتع بها أمتنا الإسلامية .
و- بيان الحالة التي تعيشها الأمم التي تدعي التقدم بتوضيح حالات التخلف الأخلاقي والإجتماعي التي لديهم وغير ذلك من أنواع التخلف الكثيرة التي لديهم .
6- التركيز على دور الإعلام في توجيه وتشجيع الطفل على التنمية المواهب القيادية لديه .
فلا ننسى دور التلفزيون والفيديو والمجلات والقصص المصورة والبوسترات والنشرات في تكوين الشخصية القيادية الصالحة لديه .