بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
تكاليف المرأة تختلف عن تكاليف الرجل لما بينهما من اختلاف تكويني، مع ان حقوقهما واحدة، ذلك ان الله سبحانه وتعالى عادل لا يكلف الا بالمستطاع والمقدور. فالمرأة في حكم الجهاد – مثلا - غير مكلفة بالقتال، لكنها يمكن ان تساعد في مجال التمويل والخدمات الغذائية والصحية وما شابه ذلك، تبرعا منها وهو عمل تحمد عليه ولا تحرم ثوابه. أما نصرة الإمام المهدي «عليه السلام » في غيبته وعند ظهوره عجل الله فرجه الشريف، فهو واجب عليها كما على الرجل لان التهيئة للظهور تتكون من امرين اساسيين هما: التربية والدعاء. اما التربية، فتشمل تربية النفس على الاستعداد لنصرة الإمام بما يطلبه الإمام في حال ظهوره، وكذلك تربية الابناء الصالحين، لبناء جيل مستعد لطاعته واستقباله بالولاء والنصرة. اما الدعاء، فهو لازم لكل مؤمن، لأنه نمو له وزيادة ببركة وجود الإمام وفق معادلة إلهية، تجعل منفعة الدعاء للإمام تصل للداعي أيضا كما ورد في النصوص الشريفة. لعل تكليف المرأة اهم من تكليف الرجل في تربية النفس والابناء على الاستعداد لإجابة الإمام، وهو بحد ذاته انتظارٌ للظهور، وتسجل به من المنتظرين له ( عليه السلام )، حتى لو لم تقصد من ذلك التسجيل، وهو افضل، لأن عطاءها إن كان بدون قصد حصول الصفة فهو أقرب للإيمان. نعم هناك من أضاف للانتظار أعمالا تدل على حقيقة الانتظار مثل المعاهدة اليومية للإمام، ولهذا يوجبون قراءة ( دعاء العهد ) اما يوميا وإلا فأسبوعيا او شهريا على اقل تقدير. وبعضهم يضيف ورداً يوميا مكونا من ألف مرة ( اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ) فانه بنفسه مما يربط الإنسان بالإمام «عليه السلام » ليكون من اوليائه، بشرط اخلاص النية وترك الادعاء والكذب على الإمام، وتلك هي مشكلة اغلب المنتظرين الذين ضلوا، فإما لانهم كشفوا السر الذي امروا بكتمانه، او انهم تباهوا فكذبوا على الإمام بإظهار عنايته الخاصة بهم، حيث يعتقدون ان لطفه وكرمه معهم اعتناءٌ خاص بهم، وهذا جهل بل كذب على الإمام، وكم قد خسر السائرون الى رضى الإمام رضاه والعياذ بالله، فنسأل الله العافية للمؤمنين والمؤمنات. لهذا، على المرأة المؤمنة ان تعمل لنفسها جدولا لتربية نفسها بمعاهدة الإمام دوريا، وان تربي ابناءها على حب الإمام وانتظاره، وان تقوم بأعمال تساعدها لنيل الحضوة عنده كوِرد الصلاة على محمد وآل محمد، وزيارته يوميا، وتكوين مجتمع محب للإمام باذل في خدمته، مع الحرص على تلافي السلبيات التي ادت الى خسارة المؤمنين مقامهم، لهذا علينا ان نكرر دعاء: ( ولا تستبدل بي غير )، فان هذا الاستبدال واقع يوميا، لان خط الإمام عجل الله فرجه الشريف دقيق جدا والزيغ عنه ولو يسيرا يخسر الزائغ موقعه وتصنيفه.