النعماني/264، عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ينادي مناد من السماء إن فلاناً هو الأمير، وينادي مناد إن علياً وشيعته هم الفائزون. قلت: فمن يقاتل المهدي بعد هذا؟ فقال: إن الشيطان ينادي: إن فلاناً وشيعته هم الفائزون لرجل من بني أمية. قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب؟ قال: يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا ويقولون إنه يكون قبل أن يكون، ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون. وعنه البحار:52/294، وإثبات الهداة:3/736.
اقول : انظر قول المعصوم ع : ( ينادي مناد من السماء : إن فلاناً هو الأمير ، وينادي مناد : إن علياً وشيعته هم الفائزون )
هنا في هذه الرواية الفريدة والمهمة جدا في مضمونها فيما يخص طرحنا ، تلاحظ ان الامام ع يشير الى ندائين وليس نداء واحد !
وهذا نفس ما توصلنا اليه من نتيجة وفهم للروايات حسب طرحنا هنا .*
النداء الاول هو : إنّ فلاناً هو الامير ( وهذا قريب من مضمون صيحة جبرائيل في ليلة القدر كما علمنا سابقا )
النداء الثاني ويبدأ بعد حرف العطف ( الواو ) : وينادي مناد " إنّ علياً وشيعته هم الفائزون " ( وهذا نفس مضمون الصيحة التي تُحدثنا عنها الروايات والصادرة عن الجسم الذي في عين الشمس بعد ركودها )
----------------------------
تدقيق على الطرح (2)
نضع الروايتين التاليتين :
(1) النعماني/260،عن عبد الله بن سنان بروايتين، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فسمعت رجلاً من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة يعيروننا ويقولون لنا: إنكم تزعمون أن منادياً ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر، وكان متكئاً فغضب وجلس، ثم قال: لا تروه عني وارووه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك، أشهد أني قد سمعت أبي عليه السلام يقول: والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبين حيث يقول: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)، فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء ألا إن الحق في علي بن أبي طالب عليه السلام وشيعته!قال: فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن أهل الأرض، ثم ينادي: ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته فإنه قتل مظلوماً فاطلبوا بدمه، قال: فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول، ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرؤون منا ويتناولوننا فيقولون: إن المنادي الأول سحرٌ من سحر أهل هذا البيت، ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام قول الله عز وجل: (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ). وعنه البرهان:3/179، والمحجة/157، والبحار:52/292.
(2) وفي النعماني/253، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام من حديث طويل فيه كثير من الأحداث والعلامات، قال عليه السلام: إذا رأيتم ناراً من قبل المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد عليهم السلام إن شاء الله عز وجل، إن الله عزيز حكيم. ثم قال: الصيحة لاتكون إلا في شهر رمضان شهر الله هي صيحة جبرئيل عليه السلام إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم عليه السلام فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعاً من ذلك الصوت!فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب، فإن الصوت الأول هو صوت جبرئيل الروح الأمين عليه السلام. ثم قال عليه السلام: يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي ألا إن فلاناً قتل مظلوماً ليشكك الناس ويفتنهم ، فكم في ذلك اليوم من شاك متحير قد هوى في النار، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا فيه إنه صوت جبرئيل، وعلامة ذلك أنه ينادي باسم القائم واسم أبيه حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج.
اقول : في الرواية رقم (1) اعلاه يبين المعصوم ان النداء الاول هو : إلا انّ الحق في علي ع وشيعته*
وهذا كما برهنا في الطرح هو غير الصيحة / النداء الذي يكون في ليلة القدر . بل بعدها وعلى اثر ركود الشمس ومن الجسم ( صدر ووجه ) في عين الشمس .
بينما في الرواية رقم (2) اعلاه يبين المعصوم ع ان الصوت الاول هو صوت جبرائيل ليلة الجمعة ليلة 23 من رمضان .*
هنا ظاهرا يبدو تعارض / اختلاف حول من سيكون الاول ( لعلمنا ، او على الاقل افتراضنا هناك صوتين / ندائين بوقتين مختلفين )
الجواب والحل هو إنه يمكن اعتبار كلا الندائين هما النداء الاول وذلك لاشتراك المضمون والغاية فيه ولكن الفارق بالصيغة والتفصيل*
ذلك ان مضمون النداء الاول بالعموم هو : ان امامكم فلان بن فلان قائم ال محمد فاسمعوا له واطيعوا .
ومضمون النداء الاخر هو : الحق في علي ع وشيعته .
وعليه فان قائم ال محمد ص وهو الامام الحجة بن الحسن هو الامتداد الحقيقي والشرعي لخلافة الرسول محمد ص والتي تبدأ بامير المؤمنين علي ع وعليه يدور الحق ، ولذلك الحق في علي ع وشيعته ، والمهدي من شيعته واخر معصوم من ال البيت ع .*
ملاحظة : انظر قول المعصوم ع التالي ( فكم في ذلك اليوم من شاك متحير قد هوى في النار، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا فيه إنه صوت جبرئيل )
اقول : هؤلاء الشاكين المتحيرين الذين هووا في النار ذلك اليوم ، هو لعله اشارة الى اغلاق باب التوبة والختم عليهم بالضلال ، بعد الايات الباهرة والحجج المبينة .
بمعنى وعلى سياق الطرح وتفاصيله سيكون النداء الجبرائيلي قبل اية السماء التي بها تغلق باب التوبة وهي خروج الشمس من المغرب ( وهذه تاويل : يوم ياتي بعض آيات ربك لا ينفع نفس أيمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا )
والمتأمل لهذا الحدث يرى انه يشابه قصة النبي نوح ع وقومه حيث يتحدث القرآن في نهاية الصراع بينهما
( وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )
فبعد الصيحة الذي لم يؤمن ويستمع ويطيع خط السماء ( المهدي من ال محمد ع ، علي ع وشيعته ) فلا امل منه وانه ضال مبين ويختم عليه بذلك ( عند طلوع الشمس من مغربها ) ويهلك او يجتث عند القيام .