بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صَلِّ على محمد وآل محمد
عيد الله الأكبر
سمي عيد الله الاكبر لأهميته الكبرى ، وذلك لـ بداية مرحلة جديدة في حياة المسلمين .. في هذا اليوم اعلان عن حدث مهم جداً ومن أهميته أكد الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وآله ان يبلغ المسلمين في هذا المكان ولم يمهله الى ان يصل المدينة فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}[1] وفي هذ الآية المباركة نوع من التهديد (فان لم تفعل ما بلغت رسالتك) وذلك لقوة المرحلة القادمة في حياة المسلمين ألا وهو مقام الإمامة ولها أدوار دينية وأدوار سياسية وادوار اقتصادية وادوار اجتماعية ، اي بمعنى مكمل لاعمال النبي واشغال منصب النبوة إلا الوحي .. كان موقف التبليغ محرجاً على رسول الله (صلى الله عليه وآله) لكونه يعرف نفسيات أصحابه ، منهم المنافق ومنهم الوصولي ومنهم الحسود ، فقد نجح في التبليغ .. فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيد علي (عليه السلام) فرفعها وقال: (من كنت مولاهُ فعليٌّ مولاهُ).[2] وبدأت التهاني لأمير المؤمنين (سلام الله عليه) من قبل كبار الصحابة (بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم)[3] .
وكذلك سمي عيد الله الاكبر لأنه بهذا اليوم اكتمل الدين ؛ قوله تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }[4]
.. وكذلك اكتمل الإيمان حيث قال تعالى: { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[5]، فاذن الولاية هي كمال الأيمان كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في معركة الخندق: (برز الأيمان كله الى الشرك كله) ...
وكذلك سمي عيد الله الاكبر ؛ كل الأعياد يحتفل بها المنافق والمسلم ، بينما عيد الغدير لا يحتفل به الا المؤمن لقول رسول الله (صلى الله عليه وأله) : ( لا يحبك يا علي آلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق )[6] .
وايضاً عن أبي سعيد الخدري قال: (ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا ببغض علي)[7].
اللهم اجعلنا من المؤمنين ولا تجعلنا من المنافقين برحمتك يا ارحم الراحمين ..
اللهم وأجدد بيعتي لسيدي ومولاي أمير المؤمنين .. وأهنأ سيدي ومولاي الحجة بن الحسن بهذا الذكرى العظيمة ، وكما أهنأ السادة المراجع العظام ، وأنأكم وأنفسنا بهذا اليوم الأغر ، نسأل الله الثبات على الولاية ...
بقلمي
نســـألكم الدعـــــاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1](سورة المائدة: 67) .
[2] (21867)(25514) كتاب المُحَصّلُ لمسند احمد بن حنبل تأليف عبد الله بن ابراهيم بن عثمان القرعاوي المجلد السابع عشر ص542 الطبعة الاولى (1427هـ ـ 2006م) دار العاصمة المملكة العربية السعودية ـ الرياض .
[3] ([27500] المحصل لمسند الإمام احمد بن حنبل(نفس المصدر) . ولفظ (بعد ذلك) من تاريخ ابن كثير 5 / 210) .
[4] [المائدة: 3] .
[5] (سورة الحجرات: 14) .
[6] روى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن مساور الحميري عن أمه عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي : لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق ( هامش فضائل الصحابة 2 / 648 ) .
[7] (جزء علي بن محمد الحميري، ص97، الحديث رقم 38) تأليف أبي الحسن علي بن محمد بن هارون ابن زياد الحميري، المتوفى 323هـ، تحقيق ودراسة وتخريج الدكتور عبد العزيز سليمان بن إبراهيم البعيمي الاستاذ المشارك في كلية الحديث الشريفة، الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، مكتبة الرشد، شركة الرياض للنشر والتوزيع، أنا إنما أشرت إلى المصدر كاملاً حتى يتضح للمشاهد لأنه لأول مرة أشير إلى هذا الكتاب، الطبعة الأولى، 1418هـ، المملكة العربية السعودية، الرياض، طريق الحجاز .