لايمكن باي حالمن الاحوال ان تعصم جميع الصحابه من خلال الايه الكريمة
فالسنة النبوية الشريفة المطهرة عدل القران عن طريق اهل البيت المعصومين وضحت لنا حال نفر من الصحابه في اهوال يوم القيامه
ويزيد ذلك بياناً وبرهاناً خبر الحوض الذي أخرجه البخاري في صحيحه - وهو أصح كتاب في الاعتبار بعد كتاب الله كما يزعمه الخصوم - فقد جاء فيه من حديث أبي هريرة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (بينما أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل بيني وبينهم فقال: هلم فقلت أين؟ قال إلى النار والله, قلت: ما شأنهم؟ قال: انهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى,وإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل بيني وبينهم فقال : هلم, قلت : أين ؟ قال إلى النار والله, قلت : ماشأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري فلا أراه يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم...)(صحيح البخاري ج 8 / 121 ط بولاق).
حديث أبي هريرة أيضاًً وحديث سهل بن سعد وحديث أنس وحديث أبي سعيد الخدري بألفاظ متفاوتة تزيد وتنقص وفي جميعها ما يدل على الإرتداد, فقد جاء في حديث أبي هريرة انه قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (يرد عليَّ يوم القيامة رهطٌ من أصحابي فيملؤن عني الحوض فأقول يا ربّ أصحابي يقول انك لا علم لك بما أحدثوا بعدك انهم ارتدوا على أدبارهم القهقهرى )(صحيح البخاري ج 8 / 120 ط بولاق). وما حديث ابن عباس المذكور في (ج 8 / 111 أوائل باب في الحوض) من دون ذلك. فهذه الأحاديث تكشف عن وقوع الارتداد من الصحابة لا يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم, ومعلوم ان الناجين هم الذين ثبتوا على أوامر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلصوا من شائبة الانحراف, ومنهم من القلة كهمل النعم وهي ضوال الإبل (كما في التاج) وكم تكون الضوال في القطيع الكثير العدد يا ترى؟!
ألا يكفي ما قلناه في ثبوت الارتداد ونسبة من يخلص منه
نود ان نبين هنا ان ليس كل مهاجر هاجر في الاسلام كان عن اخلاص وايمان وان لم تكن هجرته لله سبحانه فهي غير مقبولة منه ولايحصل منها سوى المشقة والتعب فعن رسول الله صلوات الله عليه واله قال :
إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) .
رواه البخاري و مسلم
وبعد هذا تبين ان بعض المهاجرين لم يكن لغاية للدين بل لمصلحة شخصية يتبعها فكيف يكون داخلا في الاية الكريمة فهذا مهاجر ام قيس
ذكره بعض العلماء أن قصة مهاجر أم قيس سبب لورود حديث إنما الأعمال بالنيات
- روايات قصة مهاجر أم قيس :
نقل الحافظ ابن حجر في الفتح (1/16)
أن سعيد بن منصور رواها بإسناده فقال :وقصة مهاجر أم قيس رواها سعيد بن منصور قال : أخبرنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله هو بن مسعود قال : من هاجر يبتغي شيئا فإنما له ذلك ، هاجر رجل ليتزوج امرأة يقال لها أم قيس فكان يقال له : مهاجر أم قيس .ا.هـ.
وقد رواها أيضا الطبراني في المعجم الكبير (9/103) فقال :
حدثنا محمد بن علي الصائغ ، ثنا سعيد بن منصور به .ا.هـ.
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (1/16) :
ورواه الطبراني من طريق أخرى عن الأعمش بلفظ : كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها أم قيس فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر فهاجر فتزوجها ، فكنا نسميه مهاجر أم قيس .ا.هـ.
يتبع ...
وخرجها الحافظ ابن حجر في الإصابة (13/270) فقال :
خرج ابن منده ، وأبو نعيم ، من طريق إسماعيل بن عصام بن يزيد قال : وجدت في كتاب جدي يزيد الذي يقال له : حَبر ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن بن مسعود قال : كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها : أم قيس ، فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر ، فهاجر فتزوجها ، فكنا نسميه مهاجر أم قيس ، قال ابن مسعود : من هاجر لشيء فهو له ، قال أبو نعيم تابعه عبد الملك الذماري عن سفيان انتهى . وهو يدفع إشارة أبي موسى أنه من أفراد حَبْر .ا.هـ.
وهذه القصة صحيحة من جهة الإسناد .
قال المزي في تهذيب الكمال (16/126) بعد أن ذكرها :
هذا إسناد صحيح .ا.هـ.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (10/590) عند ترجمة سعيد بن منصور بعد إيرادها :
إسناده صحيح .ا.هـ.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/101) :
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح .ا.هـ.
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (1/16) :
وهذا إسناد على شرط الشيخين .ا.هـ.