|
شاعر
|
رقم العضوية : 65231
|
الإنتساب : Apr 2011
|
المشاركات : 2,027
|
بمعدل : 0.41 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
(صلاةُ الماءِ والقمح)
بتاريخ : 12-06-2017 الساعة : 09:58 PM
(صلاةُ الماءِ والقمح)...الى أمير المؤمنين علي عليه السلام
د. أحمد جاسم آل مسيلم الخيّال
يسمُو كأنّ صلاةَ الغيمِ ترسمُهُ
سماؤُها البسملاتُ البيضُ تلثمُهُ
محمّلاً وطناً تغفُو سنابلُهُ
على مباسمِ حقلٍ كان يحلُمُهُ
يرتّبُ الليلَ آياتٍ يرتّلُها
كمنْ يدقُّ ولا بابٌ تكلّمُهُ
أبو ترابٍ أميرُ الحقِّ نبعُ هدى
يمناه مُعطِيةٌ والجودُ مَغرَمُهُ
لا نايَ دمعٍ يُغيثُ القمحَ شهقتُه
ولا ندىً ينسجُ المحرابَ أنجمُهُ
أعادَ للرملِ لوحَ الماءِ مُقتبِساً
نهراً يفيضُ قُرىً والجرفُ مَبسمُهُ
تناسلَ السعفُ من إيمانِ نخلتِه
تهزُّ كوفتَهُ العذراءَ مريمُهُ
نهارُ طلعتهِ الغرّاءِ صومعةٌ
وصمتُ دمعتهِ البيضاءِ تفهمُهُ
الله قال: عليٌّ ظلُّ خيمتِنا
ومن عساهُ تغاضى، كيف يكتمُهُ؟
من ألفِ عامٍ مسيرُ الماءِ يقطنُهُ
وحياً ومن رئةِ الأمواجِ موسمُهُ
هو انتظارُ حكاياتٍ مؤجَّلةٍ
يقصُّها لو دجى ليلٌ متيّمُهُ
كان اخضرارَ سُلالاتٍ يُؤرجحُه
نحو الشُروقِ ضياءٌ هلَّ برعمُهُ
ما جفَّ قلبٌ وما تاهتْ مناهِلُه
مُذ أن تفجّرَ في الوجدانِ زمزمُهُ
وَليُّنا قبسٌ إنْ نصْطليهِ هدىً
فكيف لا؟ وحبيبُ الربِّ مُلهمُهُ
فما تجلّى وما أسرى لغيرِ ندىً
بِراقُهُ النورُ والإيمانُ مَقدمُهُ
إذا تخطّى تتيهُ الحربُ فازعةً
إنْ تَشْتَجِرْ يَصطخبْ فالعزُّ مُضرِمُهُ
قلبٌ تسامى بحبِّ اللهِ نبضُ فتىً
بين المشارقِ والأنوارِ مَحرمُهُ
لا تدري أيَّ صفاتِ اللهِ جسّدَها
فأيُّما صفةٍ لو تبدو أعظمُهُ
نهارُ ليلهِ خوفُ اللهِ يسكنُهُ
وفي التسابيحِ أنهارٌ تُتَرجِمُهُ
صباحُ سجدتِهِ السمراءِ ساقيةٌ
وقمحُ كفَّيهِ لو يدعو سيُطعِمُهُ
هذا إمامي مدارُ الحقِّ مصدرُه
معناه حيدرُ والقرآنُ معجمُهُ
عطرُ النبيِّ، شذاهُ من ولايتِهِ،
وصيُّهُ المرتضى جبريلُ يخدمُهُ
صراطُنا والمَدى زلَّتْ شواهدُهُ
والصدقُ أنّى سرى ما قائلٌ فمُهُ
بين المساكينِ مهمومٌ وذو وجعٍ
وآهةٌ تلتظي والجوفُ مأْتمُهُ
والخبزُ يحلُمُ في إيناسِ دعوتِهِ
يغضُّ طرفاً وعزُّ الجُوعِ توأَمُهُ
هذا أميري عليٌّ نبضُ قافيتي
وبسملاتُ نُذوري حينَ أَختِمُهُ
لولاه لا كونَ يسمُو في الرؤى أبداً
فهو الحقيقةُ والإيمانُ سلَّمُهُ
|
|
|
|
|