العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.94 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي الامام علي نموذج العدل والتسامح
قديم بتاريخ : 04-10-2007 الساعة : 06:36 PM


اللهم صل على صاحب الدعوه المحمديه والشجاعه الحيدريه والعصمه الفاطميه والصلابه الحسنيه والأستقامه الحسينيه والعباده السجاديه والماثر الباقريه والاثار الجعفريه والعلوم الكاظميه والحجج الرضويه والفضائل الجواديه والانوار الهاديه والهيبه العسكريه والحجه الالهيه

السلم والالعنف بين النظرية والتطبيقفي نهج الامام علي (ع)

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله الكريم ( يا أيها الذين أمنوا






ادخلوا في السلم كافة ًولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين ) .البقرة 208

ماذا يمكننا أن نفهم من هذه الآية الكريمة ؟

أعتقد أن ابسط ما يمكن أن نفهمه من هذه الآية المباركة هو أن السلم عمل الرحمن في حين أن الحرب و العنف هو عمل الشيطان ، فكل حرب لسبب غير معقول ومع وجود الخيار السلمي هي حرب تسير بلا شكٍ على نهج شيطاني لا على نهج قرآني أو إنساني بل كيف لا تكون حرب كتلك الحرب حرباً شيطانية و الله يدعونا دائماً للسلم والسلام حتى أنه عز وجل قد أسمى نفسه (السلام) ووصف نفسه أيضاً في مبدأ كل سورةٍ من سور كتابه الكريم بـ(الرحمن ) و (الرحيم). وبالتالي هل يكون السلام غير الرحمة و المحبة ؟!!

فمسألة العلاقة بين السلم واللاعنف في الفكر الإسلامي الأصيل عموماً ، وفي فكر الإمام علي (ع) خصوصاً هي علاقةٌ واضحة ُالمعالم إذ أنها تستمد وجودها من عمق الآداب الإلهية والأخلاق الرسالية.

فأمير المؤمنين علي (ع) وعلى الرغم من قصر فترة خلافته وعلى الرغم من الإضطرابات الخطيرة التي شهدتها الأمة الإسلامية وقتئذٍ كان خير معلم في رسم الخطوط العريضة لمذهب اللاعنف في الإسلام .

وبإمكان الدارس لسيرة أمير المؤمنين علي(ع) أن يلحظ أن هناك خطين أساسيين لمبدأ السلم واللاعنف في منظومتيه الفكرية العامة .

فالخط الأول يتمثل في كيفية التعامل مع العدو الخارجي وموقع ذلك العدو من مبدأ السلم واللاعنف .

أما الخط الثاني وهو برأينا الشخصي الأكثر أهمية والأشد حساسية، فهو ذلك الخط الذي يحدد مكانة ما يمكن أن يسمى بالعدو الداخلي، ولو كان مسلماً، وكيفية التعامل مع ذلك العدو من منطلق السلم المتمثل بالكلمة الطيبة وبالحوار المبني على الدفع بالتي هي أحسن .

ولو أردنا أن نقف قليلاً مع الخط الأول لنتعرف عن قرب على وجهة نظر الإمام علي (ع) من السلم ونقيضه مع العدو الخارجي، فما علينا إلا أن نقرأ تلك المقاطع الهامة من عهده الخالد لمالك بن الأشتر النخعي حين ولاه أمر مصر .

وغني عن الإستفاضة في القول أن الكثير من الدراسات والأبحاث قد قامت بدراسة وتحليل ذلك العهد من قبل العديد من المفكرين المسلمين والمسيحيين على حد سواء.

وكل من يقرأ ذلك العهد لابد وأنه سيدرك في نهاية المطاف أنه دستور كامل متكامل لكل حاكم أو رجل دولة يريد أن تكون السياسة مبدأً لا لعبة على مسرح الحياة .

وعلى كل حال ، فإن الإمام علياً(ع) يحدد في ذلك العهد الخطوط التي يجب أن يسير عليها الحاكم أو الوالي في عملية التعامل مع العدو الخارجي المجاهر بعدائه للمسلمين.

وهاهو (ع) يقول في عهده مخاطباً الأشتر:

(ولا تدفعن صلحاً دعاك إليه عدوك ولله في رضىً، فإن الصلح دعةً لجنودك، وراحةً من همومك وأمنا ً لبلادك ، ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحة، فإن العدو ربما قارب ليتغفل ... وإن عقدت بينك و بين عدوك عقدةً أو ألبسته منك ذمةً فحط عهدك بالوفاء ، وارع ذمتك بالأمانة).(1)

إذن السلم مطلب أساسي ومبدئي في سياسة الإمام علي (ع) مع الأعداء طالما أن فيه رضى لله وحفظاً للأمة وصونا ًلكرامتها، وكما أن السلم مطلبٌ أساسي فكذلك الحال بالنسبة لاحترام العهود والمواثيق المبرمة مع العدو أيضاً، بالتالي فالحرب في هذه الحالة هي حرب على من اعتدى وبغى، وفي هذا ترجمة واضحة لقوله تعالى: ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولتعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) البقرة /190 .

ولذلك علينا أيها الأخوة الحضور ألا نستغرب من تمسك الإمام علي (عليه السلام) بالسلم ونبذه الواضح لكل مظهر من مظاهر العنف اللا مبرر.

فالإمام علي (عليه السلام) هو القرآن الناطق مثلما أن القران هو الإمام الصامت. وعلى هذا الأثر فإن آيات الذكر الحكيم جاءت لتؤكد بشكل جلي على مسألة السلم والسلام، فقد خاطب الله عباده المؤمنين قائلاً: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) البقرة 208. وقد دعا الرسول الأعظم صلى الله عليه واله نفسه إلى الجنح للسلم إذا جنح إليه المشركون، فقال عز وجل ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) الأنفال/ 61.

ومن هنا، من هذه الانطلاقة القرآنية والتعاليم السماوية، نستطيع أن نستكشف رؤية الإمام علي (ع) لمبدأ اللاعنف في تعامله مع الآخر، فمن المعروف عنه (ع) أنه كان دائم الاهتمام بموضوع الإعذار، والإعذار هو إيضاح الأمر لدى الخصم ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيى عن بينة.

وهذه الحقيقة المؤكدة في البعد الاجتماعي نجده جلية مشرقة في قاموس الإمام علي (ع) الإنساني على مدى امتداد فترة خلافته وما قبلها.

فرغم كونه القائد الحق، ورغم كونه المبدوء دائماً بالحرب، رغم ذلك فإنه لا يواجه عدواناً بالسيف حتى يبدأ بالوعظ والإرشاد والنصح والهداية يحاجج من جيّش الجيوش عليه وأقبل بالعدوان إليه.

ولو أردنا أن نأخذ أمثلة حيّة على ذلك، لوقع اختيارنا على الوقائع التالية:

ففي حرب الجمل المشهورة، نرى الإمام علي (ع) وقد نزل بالموضع المعروف بالزاوية في البصرة، فصلى أربع ركعات ثم رفع يديه داعياً: (اللهم رب السموات وما أظلّت، والأرض وما أقلّت، ورب العرش العظيم..... اللهم إن هؤلاء القوم قد خلعوا طاعتي وبغوا علي، ونكثوا بيعتي، اللهم احقن دماء المسلمين).

وبعد ذلك أرسل إليهم من يناشدهم الله في الدماء، فأبوا إلا الحرب، ثم عاد فأرسل إليهم رجلاًًًًًًًًً من أصحابه يقال له مسلم يدعوهم إلى الله، فرموه بسهم حتى جاء عبد الله بن بديل ورقاء بأخ له مقتول من الميمنة وجاء قوم برجل آخر قد رمي فقتل، وبالرغم من كل ذلك لم تكن هذه آخر مساعيه في طلب السلم وحقن الدماء، فبعث إليهم عبد الله بن عباس فأبلغ في الحجة لكنهم رفضوا إلا الحرب، فلم يستسلم الإمام علي (ع) لما كان، فعاد وأرسل إليهم أيضاًًَ عمار بن ياسر (رض) سبيلاً إلى السلام لعلهم يتذكرون قول الرسول (ص) له: (تقتلك الفئة الباغية)، غير أنه لم يفلح في مهمته، فما كان منه إلا أن عاد إلى الإمام علي (ع) ليقول له: (ليس لك عند القوم إلا الحرب).

وبعد أن كان ما كان من تلك الحرب الطاحنة وانتصاره فيها، نراه يعامل السيدة عائشة ربّة الجمل بكل احترام ووقار ويعيدها على الرغم من كل ما كان منها إلى المدينة عزيزة كريمة وكأنها لم تكن بالنسبة إليه عدوّاً ابداً، بل وفوق ذلك أيضاً فقد عفا عن كل المحاربين الأسرى وعن رؤوس التحريض كابن الزبير ومروان بن الحكم.

فهذا المشهد الأول من سياسة اللاعنف عند علي (ع)، والذي روته كتب التاريخ عموماً على مختلف مشارب مؤلفيها، هو أحد الأدلة القوية على أنّ نهج علي (ع) العام كان نهجاً إسلامياً حقيقاً رافضاً للتعصب نابذاً للعنف طالباً للسلم.

وهذا المشهد العملي أيضاً هو التطبيق الواقعي لنظرية الإمام علي (ع) في ضرورة طلب السلم ورفض العنف الذي تأباه النفس البشرية السوية، ومن أقواله المأثورة عنه (ع) في هذا المجال، قوله: (من عامل بالعنف ندم)، (ومن ركب العنف ندم)، وهو القائل أيضاً عن العنف (كن ليّناً من غير ضعف، شديداً من غير عنف).

وربما هذه الأقوال النظرية وما رافقها من تطبيقات عملية هي أحد الجوانب التي حببت به الكثير من المفكرين والأدباء المسيحيين المعاصرين سواء في الشرق أم في الغرب، حتى أنّ العديد منهم قد شبهه بالنبي سليمان الحكيم (ع) نظراً لما يملك من علم وحكمة في التعامل مع الناس والأحداث، وقد أكد ذلك المفكر والمؤرخ المشهور( فيليب حتي) في كتابه المعروف.

في حين أنّ البعض الآخر قد رأى أنّ الإمام علي (ع) قد لاقى نهايته المحتومة نتيجة الإفراط في تعامله الإنساني مع الآخرين الذين استغلوا نزعته الإنسانية للقضاء عليه وعلى تلك النزعة التي لا تروق لهم ولا لمخططاتهم وهذا ما أكده المستشرق الاسكتلندي (وليم موير) {1819- 1905} في كتاباته المتعددة عن تاريخ الإسلام والمسلمين.

أما المشهد الثاني من التطبيقات العملية لكراهة مبدأ العنف والميل إلى السلم في نهج الإمام علي (ع)، فيمكننا أن نراه في موقعة صفين الغنية عن التعريف.

فعلى الرغم من كل ما فعله معاوية وصاحبه عمرو بن العاص بالإمام علي (ع) من شقّ عصا الطاعة وتأليب الناس عليه وتجييش جيش إعلامي لتشويه سمعته وسمعة أهل بيت رسول الله (ص) عموماً واضطهاد أتباعه وملاحقتهم في كل مكان، نرى الإمام علياً (ع) يخاطب أتباعه الذين استبطؤوه في الخروج إلى صفين قائلاًً:

(فوالله ما دفعت الحرب يوماً إلا وأنا أطمع أن تلحق بي طائفة، فيهتدي بي وتعسو إلى ضوئي، وذلك أحب إلي من أن أقتلها على ضلالها وإن كانت تبوء بآثامها).

وبذلك، فإن الحرب عند الإمام علي (ع) هي بمثابة الخيار الأخير وبشرٍ لابدّ منه، أو بمثابة العمل الجراحي الذي لا مفر من القيام به بعد استنفاذ كل النصائح والإرشادات وكل الطرق الوقائية.

ولذلك، فعندما استبد الطرف الآخر برأيه وطمع بكرسيه وأبى بعد مراسلات عديدة إلا الخروج والقتال، لم يكن أمام أمير المؤمنين علي (ع) إلا أن وصل إلى حالة التعبئة العامة للجيش وملاقاة العدو، وقد أوصى جيشه قبل اللقاء قائلاًً:

(لا تقاتلوهم حتى يبدؤوكم، فإنكم بحمد الله على حجة، وترككم إياهم حتى يبدؤوكم حجة أخرى لكم عليهم، فإن كانت الهزيمة بإذن الله فلا تقتلوا مدبراً، ولا تصيبوا معوراً، ولا تجهزوا على جريح، ولا تهيجوا النساء بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم).

ولم يتوقف الإمام علي (ع) عند حدود هذه النصيحة المتعلقة بآداب القتال كخيار أخير أمام السلم، بل إنه سمع في بعض أيام صفين قوماً من أصحابه يسبّون أهل الشام، فقال: (إني أكره لكم أن تكونوا سبّابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبّكم إياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرفوا الحق من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان من نهج به).

إذن، حتى السباب والشتائم ضد العدو لا وجود له في قاموس الإمام علي (ع) الأخلاقي، فالميل إلى السلم ونبذ مبدأ العنف يبدأ عنده من مستوى الكلمة والحروف وينتهي عند لغة النزال والسيوف.

ومن الشواهد الجلية أيضاً على كراهة الإمام علي (ع) لمبدأ الحرب وحل المشاكل بلغة العنف والدماء، أنه سئل مرة: لم لا تحب الحرب إلا بعد فترة زوال الشمس؟

فكان جوابه (ع)هو أقرب إلى الليل وأجدر أن يقل القتل ويرجع الطالب ويفلت المهزوم).

وهكذا نرى أن الحرب المفروضة على الإمام علي (ع) بدلاً من السلم الذي يريده هو، كان الإمام يظللها بالرحمة والعدل في الآخرين، فلا يجوز عنده قتل غير المحاربين ولا يجوز لحاق الفارين ولا يجوز عنده منع الأعداء من الماء حتى في وقت الحرب معه، كما حدث معه في صفين، ولا يجوز عنده منعهم من إقامة الصلاة أو الإغارة عليهم في وقت إقامتها، وتجوز عنده التوبة والرجوع عن الخطأ، ولا يجوز عنده تحقير الأسرى ولا إذلالهم، ويكفي أن نذكر مثالاً واحداً على ذلك هنا، وهو أن الإمام علي (ع) بعد وقعة صفين قام بإطلاق جميع الأسرى من جيش معاوية في حين أنّ عمرو بن العاص هو الذي أشار على معاوية بقتل جميع أسرى جيش علي (ع).

ومن التعليقات الهامة على مبدأ السلم عند علي (ع)، هو قول الأديب والمفكر العربي الكبير (جورج جرداق) صاحب كتاب (الإمام علي (ع) صوت العدالة الإنسانية)، ففي ذلك يقول: (ونحن لا نغالي إذا قلنا إنّ دعوة ابن أبي طالب للسلم كمبدأ عام، كانت منعطفاً إلى الخير في تاريخ العرب الذين كان حب القتال شريعة لهم في الجاهلية).

وبالطبع، فإن هذا الكلام من الأستاذ (جرداق) يمثل كلام الشريحة الأوسع من رجال الدين والأدباء والمفكرين المسيحيين الذين فتحوا نوافذ عقولهم المستنيرة على ثقافات وقيم الغير، فتفاعلوا مع تلك الثقافات والقيم، فاستفادوا وأفادوا، وتأثروا وأثروا، وها هو الزعيم المصري القبطي (مكرم عبيد) يقول صراحة: ( نحن مسلمون وطناً، ونصارى ديناً، اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك، وللوطن أنصاراً، واللهم اجعلنا نصارى لك، وللوطن مسلمين).

وآخر مشهد من مشاهد حب السلم ورفض العنف في سفر علي (ع) الإنساني، هو ذلك المشهد التراجيدي المهيب الذي يمثل آخر ساعة من ساعات الإمام علي (ع) بيننا قبيل انطلاقته ورحيله إلى الملأ الأعلى.

فحينما ضرب الخارجي عبد الرحمن بن ملجم، وإني أترفع عن سبه إمتثالاً لأوامر الإمام بعدم السب، أمير المؤمنين علياً (ع) في المحراب عند صلاة الفجر، نقل إلى داره، وقال له بعض ممن كانوا حوله: هذا عدو الله وعدوك ابن ملجم قد أمكننا الله منه وقد حضر بين يديك، فما أنت آمر به؟

ففتح أمير المؤمنين (ع) عينيه الحزينتين ونظر إلى ابن ملجم، وقال له بصوت منكسر حزين: يا هذا لقد ارتكبت أمراً عظيماً وخطباً جسيماً، أبئس الإمام كنت لك حتى جازيتني هذا الجزاء؟

ألم يكن يقال لي فيك كذا وكذا فخليت لك السبيل ومنحتك عطائي وقد كنت أعلم أنك قاتلي لا محالة؟ ولكن رجوت بذلك الإستظهار من الله تعالى عليك علّ أن ترجع عن غيك، فغلبت عليك الشقاوة فقتلتني يا شقي الأشقياء.

فبكى ابن ملجم بين يدي الإمام (ع)، فالتفت الإمام علي (ع) إلى ولده الحسن (ع) وقال له: (أرفق يا ولدي بأسيرك وارحمه، وأحسن إليه وأشفق عليه، ألا ترى إلى عينيه قد صارتا في أم رأسه وقلبه يرجف خوفاً ورعباً وفزعاً).

ولما دهش كل من كان حاضراً من رد فعل الإمام البالغ في الإنسانية، أكمل الإمام (ع) كلامه طالباً من ابنه الحسن (ع) ألا يغل له يداً وألا يقيد له قدماً، بل أضاف قائلاًً: (نعم يا بني! نحن أهل البيت لا نزداد على المذنب إلينا إلا كرما وعفواً، والرحمة والشفقة من شيمتنا، بحقي عليك أطعمه يا بني مما تأكل وأسقه مما تشرب، فإن أنا مت فاقتص منه.. وإن عشت فأنا أولى بالعفو عنه، وأنا أعلم بما أفعل به).

وقد جاء في بعض المراجع والمصادر الإسلامية، وحتى المسيحية أيضاً، كما في ملحمة الإمام علي (ع) لعبد المسيح الإنطاكي، تلك الملحمة التي يبلغ عدد أبياتها الشعرية/ 5595/ بيتاً من الشعر، أنّ آخر ما قاله الإمام علي بشأن قاتله:

(إن أبق فأنا وليّ دمي، وإن أفن فالفناء ميعادي، وإن أعف فالعفو لي قربة، وهو لكم حسنة فاعفو، ألا تحبون أن يغفر الله لكم؟).

هذا هو الإمام علي (ع)، وهذه هي عقيدته في السلم واللاعنف، هذا هو الإمام علي (ع) الذي علّم معلّمي البشرية أن الكلمة أمضى من السيف وأن السلام خير من السلاح، ثم ألم يعلم الإمام علي (ع) المهاتما غاندي داعية اللاعنف في العصر الحديث أن الذي يريد أن ينتصر على عدوه بالفضيلة والحق ونبذ العنف عليه أن يقتدي بابن الإمام علي (ع) وتلميذه الإمام الحسين (ع)؟

ألم يقل غاندي تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر).

هذا هو إمامنا ووصي رسولنا الذي علينا أن نقتدي به دائماً في الميل إلى السلم ونبذ العنف اللامبرر بكل أشكاله وصيغه، والذي يعلمنا دائماً وأبداً أن العنف لا يقود إلا إلى العنف، وأن السلم بيننا في الأرض هو المعراج إلى السلام في السماء.

وقد صدق الأديب والشاعر المسيحي (بولس سلامة) عندما أوجز الكلام في إنسانية الإمام علي (ع) بعد أن رأى أن السلم عنده منهاج متكامل في الحياة وليس على مستوى الحرب فقط، فقال: (سدرة المنتهى في الكمال الإنساني علي بن أبي طالب (ع).

ولذلك نرى دائماً وأبداً أنه إذا كانت إرادة السماء قد شاءت أن يكون نداؤها الأخير للإنسان قد تمثل نغماً قدسياً في رسالة الإسلام، فقد شاءت إرادة الحق أن يكون الإمام علي (ع) ضمير الرسالة وإمام الفضيلة وسيد السلام.

المراجع والمصادر المستخدمة:

1- الإمام علي (ع) نهج البلاغة شرح محمد عبده الدار الإسلامية – بيروت 1992 ج3 ص490

2- عبد الرضا الزبيدي في الفكر الاجتماعي عند الإمام علي (ع) مكتبة فدك- قم 2005م ص122

3- المسعودي مروج الذهب دار الهجرة قم ج2 ص261

4-5-6- الشيخ محمد تقي باقر لا عنف عنوان المؤمن المسلم الحر- واشنطن 2001 ص7

p.Hitti History of the Arabs Macmillan London \1959\ P. 183 7-

8- عباس محمود العقاد عبقرية الإمام علي (ع) المكتبة العصرية- بيروت 1967 ص202

9-الإمام علي (ع) نهج البلاغة مصدر سابق ج1 ص100

10- عبد الرضا الزبيدي في الفكر الاجتماعي عند علي (ع) مصدر سابق ص124

11- الإمام علي (ع) نهج البلاغة مصدر سابق ج3 ص360

12- قاسم عباس خضير الإمام علي (ع) رائد العدالة الاجتماعية والسياسية دار الأضواء- بيروت 2004م ص188

13- عباس محمود العقاد عمرو بن العاص دار الكتاب العربي- بيروت 1969 ص234

14- جورج جرداق الإمام علي صوت العدالة الإنسانية دار مكتبة الحياة- بيروت1970 ج5 ص94

15- قاسم عباس خضير الإمام علي رائد العدالة الاجتماعية والسياسية مصدر سابق ص209

16- آية الله محمد الحسيني الشيرازي اللاعنف في الإسلام مؤسسة المجتبى- بيروت 2002 ص72

17- راجع:

أ- الإمام علي (ع) نهج البلاغة شرح صبحي الصالح دار الكتاب اللبناني 1982 ص378

ب- عبد المسيح الإنطاكي ملحمة الإمام علي (ع) مؤسسة الأعلمي- بيروت 1991 ص694

18- رضي منصور العسيف سفر النجاة دار المحجّة البيضاء- بيروت 2003 ص86

19- روكس بن زائد العزيزي الإمام علي أسد الإسلام وقدّيسه دار الكتاب اللبناني 1979 ص12

* ورقة مقدمة الى مهرجان الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) العالمي السابع في دمشق الذي عقد تحت شعار السلام واللاعنف في فكر الإمام علي بن أبي طالب (ع)






توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.94 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2007 الساعة : 06:41 PM


الإمام داعية السلام


سلام الله على ذاتك وبركاته على صفاتك وصلواته على سِرك يا روح أرواحِ الأولياء، وحقَّ حقيقة الأصفياء، ويا بهجةَ وفاء الأوفياء، وعلي العلا في عالم الأمانة والطهر والنقاء.

السلام في اللغة:

إن معنى السلام في الأصل هو السلامة والبراءة من كل سوء وعيب، سواء في الظاهر أم في الباطن، إلا أنه يأتي السلام غالباً في مقابل الحرب، وبمعنى المعايشة القائمة على التعاون والمحبة.

يقول صاحب (موسوعة لسان العرب): وكان العرب في الجاهلية يحيّون بعضهم ويقولون (سلام عليكم)، فكأنه علامة المسالمة، وأنه لا حرب هناك.

الإسلام دين العدل والسلام:

كان الناس في الجاهلية يعيشون على القتل والغزو والسلب، فجاء الإسلام بمفاهيمه وتعاليمه يدعو إلى السلام، حتى نعمت به الجزيرة العربية، ثم امتد إلى بقية أقطار الأرض وأصقاعها، إلى أن عمّت الحضارة الإسلامية أكثر من نصف الكرة الأرضية لقرون، ولا زالت آثارها باقية حتى الآن.

أسباب الحروب:

إن للحرب والعدوان والإرهاب دوافع وأسباب، ومن أهمها ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، فإذا انتفى الظلم وحلّ محلّه العدل، عمّ السلام وخيّم الوئام.

وهذا هو السبيل الذي سلكه الإسلام لينقل العرب من العداء إلى الإخاء، ومن الصراع إلى الولاء.

معالم السلام في الإسلام:

أجل ... الإسلام دين السلام، لأنه يعني التسليم لمبادئ الإسلام، القائمة كلها على السلام.

في الإسلام الرب هو رب السلام.

في الإسلام النبي هو رسول السلام.

في الإسلام الدين هو دين السلام.

في الإسلام التحية هي السلام.

الله هو السلام ومنبع السلام:

في الإسلام الرب هو السلام، يقول تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو، الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن). سورة الحشر 23.

ولأنه السلام فهو يفيض السلام على كل أجزاء الكون، فحيثما جلت ببصرك ترى معالم السلام، كل ما في الكون يسير في نظام ثابت مستقر محكم يشيع بين النجوم والكواكب السلام، ليس نجم يتعدى على نجم، وليس كوكب يتعدى مداره الذي رسم له، كل جرم يعرف حقه وواجبه فيضفي على الكون السلام.

لقد صوّرت بعض الديانات أن الإله شرير يتحكم بالكون ويبطش بالأشياء ويغضب على مخلوقاته، ثم لا يرضى عنهم حتى يقدّموا له الذبائح والقرابين، وأن كل جزء من الطبيعة يسير على هذا المنوال، فهو في تصارع مستمر مع غيره ومع الإنسان.

أما في نظرة الإسلام فليس هناك صراع وقتال وعداء، بل هناك محبة وتفاهم وإخاء، فكل ما في الكون متوافق متكامل مسخّر لخدمة الإنسان.

المسلم يشعر أنه يحب كل ما في الكون، وأن كل ما في الكون يحبه، كل المخلوقات مطيعة لله تسير بأمره، تربطها المحبة والتفاهم لانتمائها إلى خالق ومهيمن واحد.

وحتى بعض الظواهر التي يبدو في ظاهرها الاضطراب والتدمير وعدم السلام، فهي تنطوي في نتيجتها على السلام وتؤدي في حقيقتها إلى خدمة الإنسان، إنها مسخّرة لخدمته لأنها تضم في وظيفتها الخير والسلام.

أنظر يا أخي مثلاً إلى (الرياح) التي تقدّم أكبر الفوائد للإنسان، رغم أنها قد تظهر في بعض الأحيان، بشكل عواصف وأعاصير وسيكلونات، تدمّر المدن والبلدان، فهي التي تسيّر السفن في البحر، وهي التي تشكّل السحب في الجو، وتحمل الغيوم إلى عنان السماء ثم تسيّرها إلى الجبال والسهول، لتنزل الأمطار العذبة في الشتاء، التي تشيع في اليابسة الخصب والسلام، وهي التي تهبّ في الربيع على الأشجار فتلقّح الزهور التي تعطي الثماؤ والنماء والسلام، ولو أمكن استخدام طاقة هذه الرياح لأغنت عن كثير من منابع الطاقة والقدرة.

ثم انظر إلى (الأنهار) التي تنقل المياه من الينابيع في أعالي الجبال لتصبّها في البحر، كيف أنها تسقي كل ما حولها أثناء مسيرها، مشيعة الحياة والحضارة والسلام، تصوّروا لو أنّ نهر النيل لم يكن موجوداً في مصر، إذن لكانت مصر صحراء جدباء لا يدوسها إنسان ولا يزورها حيوان.

ثم انظر إلى (البرق) الذي يخطف بالأبصار، وهو يحوي الدمار والإحراق لبعض الناس، إذا ما انفرغت شراراته النارية بالأرض، كيف أنه يعمل على إنزال المطر الشديد المصحوب بالسماد الآزوتي المتشكل، فيروي الأرض العطشى، ويغذي النباتات الظمآى، فينبت الأرض بعد موتها، ويبث فيها الأشجار والأزهار، والفواكه والثمار.

فالبرق والرعد هما في حقيقتهما آيتان من آيات الله، هدفهما الخير والخصب وإشاعة الرفاهية والسلام.

ثم انظر إلى (الشمس) التي هي بؤرة انفجارات نووية مرعبة مروّعة، من نوع القنابل الهيدروجينية الإندماجية، التي لو وصل صوت إنفجاراتها فقط إلينا لأصيب كل من على الكرة الأرضية بالصمم، كيف أنها استوت في السماء أعظم منبع لنا للخير، فهي التي تمدنا بالنور الساطع والحرارة والدفء، ولولاها لجمد كل من في الأرض من الأنام، وهلك في أيام لا أعوام.

ثم انظر إلى (القنبلة الذرية) الإنشطارية، التي تستجمع في طيّاتها أسباب الممات وأسباب الحياة، فهي بإشعاعاتها إذا انتشرت على الأرض فإنها لا تبقي ولا تذر، ثم هي اليوم من أعظم مصادر الطاقة الحرارية والكهربائية في العالم.

نستشف من كل هذه الأمثلة، أن كل ما خلق سبحانه في الطبيعة والكون، فهو مسخّر لخدمة الإنسان وسعادته وراحته، يقول تعالى: (الله الذي خلق السموات والأرض، أنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم، وسخّر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره، وسخّر لكم الأنهار، وسخّر لكم الشمس والقمر دائبين، وسخّر لكم الليل والنهار). إبراهيم 33و34.

ولا ينفي ذلك أنه سبحانه قد أوجد أيضاً بعض المصادر المدمرة كالبراكين والزلازل، التي جعلها سلاحاً لمعاقبة الناس إذا ما طغوا وبغوا وحادوا عن تعاليمه، فتحمل في ظاهرها الدمار والخصام، إلا أنها تحمل في حقيقتها السلام، لأن التخلص من الظالمين والباغين هو من الضرورات الملحة لإشاعة السلام على الأرض.

إذن فالله هو السلام، ويهدي إلى السلام، ويدعو إلى جنة السلام، وكما قال سبحانه: (والله يدعو إلى دار السلام، ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) يونس 25.

النبي محمد (ص) رسول السلام:

من أجل ذلك بعث الله للبشرية نبياً يدعو إلى السلام، بعثه بدين السلام والإسلام.

وفي حين كان بعض الأنبياء يدعون على قومهم بالهلاك بعد أن دعوهم إلى الهدى فلم يستجيبوا، كما فعل نوح وعاد وصالح وغيرهم، فإن نبينا محمداً (ص) لم يرض أن يدعو على قومه، رغم كل ما فعلوه به، بل اكتفى بالقول: (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون)، وقد تحمّل صنوف الأذى من قومه الذين أذاقوه ألوان العذاب، حتى هجروه، ثم هجّروه من بلده، وذلك لطمعه في أن يهتدوا يوماً ما، أو أن يأتي من نسلهم من يوّحد الله وينصر دينه، كما حصل فعلاً، وحتى المنافقين لم يقتلهم طالما أنهم لم يشهروا عليه سيفاً، بل ظلوا يتظاهرون بالإسلام، وحين ظفر ببعض الأسرى في بدر، فداهم بالمال والتعليم، وحين ظفر بأهل مكة يوم الفتح، أطلق سراحهم ولم يقتص منهم، لماذا كل هذا؟ لأنه رسول الخير والرحمة والهداية والسلام.

الإمام علي (ع) إمام الهداية والسلام:

وعلى هذا الهدي المبارك سار صنوه وحبيبه الإمام علي (ع) فكان يعفو عند المقدرة حتى عن أكبر أعدائه، صفح عن مروان بن الحكم يوم الجمل، ولما ظفر بعائشة أرجعها إلى بيتها في المدينة معززة مكرمة، وحين ملك مشرعة الفرات في صفين لم يعامل معاوية بالمثل فيمنع عنه الماء، وكان دينه وديدنه أن يهدي كل الناس، لأنه إمام الهداية والمحبة والسلام.

والذي يتمعّن في سورة الفاتحة التي نقرؤها في كل صلاة، نجد أن غاية الإنسان الأساسية الهداية (اهدنا الصراط المستقيم)، فهو يطلبها من ربه دائماً ويطلب منه الدوام عليها، أما المؤمن فبعد أن ينعم بنور الهداية، فإن غايته في الحياة أن يهدي غيره، كشكر لهداية الله له .. وهداية الغير هدف عظيم نبيل، لذلك كان أجره وثوابه كبير جزيل.

وهكذا كان هدف علي الكبير هداية الناس أجمعين، وهو الذي قال له النبي (ص): (يا علي، لأن يهدي الله بك رجلاً، أحب إليك من حُمر النعم)

الإسلام دين السلام:

حقاً إن الإسلام هو دين السلام، لأنه جاء ليشيع بين الناس مبادئ الحق والعدل والسلام، ولم يكن في مبدأ محمد (ص) الحرب والاعتداء والخصومة، فهو لم يلجأ إلى القتال إلى بعد أن استنفد كل الوسائل الأخرى، فبعد أن دعا قومه إلى الحق وإلى دين السلام فأبوا إلا المكابرة والمعاندة والقتال، اضطر إلى حربهم، وكان دائماً يتحاشى القتال ولا يبدأ به.

وعلى هذا النهج سار الإمام علي (ع)، فكان قبل أن يبدأ القتال مع أعدائه، يرشدهم ويهديهم ويدعوهم إلى القرآن والإسلام، فإن أبوا لا يبدأهم بالقتال حتى يبدؤوا به، وإذا دعوه إلى الصلح كان هو الأسبق إليه.

لقد كان علي (ع) داعية هداية وسلام، ولم يكن داعية حرب وخصام.

انظروا إلى معركة صفين، لقد كانت أطول حرب عرفها التاريخ، لقد استمرت مائة يوم قبل الوقعة الفاصلة، لماذا؟ لقد ظل الإمام (ع) مائة يوم يحاول هداية خصومه ويرسل إليهم الرسل والرسائل، عساهم يرجعوا إلى الحق وينكفئوا عن الباطل، ولما يئس من هدايتهم ولم يجد بداً من السيف، قرر الحرب الفاصلة، وكانت ليلة الهرير.

وبالنسبة للخوارج لم يقاتلهم حتى جهّزوا جيشاً لحربه في النهروان، وبعد إنخذالهم في المعركة بلغه اجتماع بعضهم في (حروراء) فلم يتعرّض لهم طالما أنهم لم يشهروا عليه سلاحاً، وكان من جملة وصاياه فيهم قوله: (لا تقاتلوا أولاد الخوارج من بعدي) أي لا تقاتلوهم بجريرة آبائهم.

وحتى الإمام الحسين (ع) حين أحاط به الأعداء في كربلاء يريدون قتله، لم يبدأهم بالقتال، بل بدأهم بالنصيحة وتقديم الحجة، بعد أن عرّفهم بنفسه وموقعه من الإسلام، وبيّن لهم أهداف نهضته، حتى يكونوا على بيّنة من أمرهم.

الاستقامة سبيل السلام:

وهكذا إذا نظرنا إلى ديننا الإسلامي وبنائه القويم، نجد أنه كله سلام ... فالله هو السلام (والله يدعو إلى دار السلام)، وتحية المسلم هي السلام، وتبتدئ الصلاة باسم الله وتنتهي بالسلام: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.. ).

والله حين يدعونا إلى السلام، يبيّن لنا الطريق الموصلة إلى السلام، يقول تعالى: (والله يدعو إلى دار السلام، ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم).

فالآخرة هي دار السلام، ومن يلتزم بالاستقامة على الصراط المستقيم يجعل حياته الدنيا كدار الآخرة في سلام، وإذا حاد عن الاستقامة جعل الحياة الدنيا جحيماً، فيستحق في الآخرة الجحيم.

والاستقامة التي هي الطريق إلى السلام، تعني السير على الطريق القويم الذي ميزانه العدل، ونفي البغي والطغيان، لذلك قال سبحانه في سورة هود: (واستقم كما امرت ومن تاب معك، ولا تطغوا، إنه بما تعملون بصير) 112.

وما الصلاة في فاتحتها إلا دعوة للتمسك بأحكام الدين والصراط المستقيم: (اهدنا الصراط المستقيم).

المحبة عماد السلام:

أقام الإسلام المجتمع على مبادئ الإخاء والمحبة والمودة، التي هي في نظره طابع الكون كله.

فالمسلم المستقيم الفطرة يحب كل إنسان وكل شيء في الوجود، ولذلك يحسن إلى كل شيء، إلى أخيه الإنسان فيرحمه ويساعده، وإلى الحيوان يرأف به ويريحه، وإلى النبات يتعهده ويعتني به، وهو لذلك لا يؤذي حتى النملة التي لا قيمة لها، ولذلك اعتبر الإمام علي (ع) من الذنوب الكبيرة أن يخلّص الإنسان النملة من قشرة شعيرة تحملها في فمها وتسير بها إلى بيتها لتدخّرها قوتاً لأولادها.

والمسلم الصحيح من سلم المسلمون من لسانه ويده، وإن السلام مع الذات ومع الآخرين ومع الكون كله، هدف أصيل من أهداف هذا الدين.

السلام تحية الإسلام:

ولتثبيت ذلك جعل الإسلام التحية بين أتباعه، السلام والرحمة والبركة: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، قال رسول الله (ص): (إن أولى الناس بالله من يبدأ بالسلام) رواه الترمذي.

وعندما تلقي هذا السلام على كل من تلقاه من الناس، فكأنك تعزف لحناً جميلاً على أوتار قلبك، فيلتقي مع قلوب الآخرين في إطار الحب العميق الذي يجعل الجميع إخوة على دين واحد، وعلى صعيد واحد.

إن إفشاء السلام هو علامة الحب، والحب دليل الإيمان، والإيمان مفتاح الجنة، يقول النبي (ص): (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).

وإذا كان إلقاء السلام سنّة مباركة، فردّ السلام فريضة واجبة، قال تعالى: ( وإذا حييتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها) النساء 86.

وهكذا تجد أن غاية الإسلام العليا هي السلام بين جميع الأنام، وأن هذا الشعار الذي نلقيه على بعضنا كلما التقينا (السلام عليكم) يريده الإسلام أن لا يكون مجرد لفظ باللسان، بل أن يتحقق قولاً وعملاً، فيحبّ المسلم لأخيه السلام، فلا يظلمه ولا يحقره ولا يعتدي عليه.

إن التحية في الإسلام بالسلام تشير إلى المضمون السلمي في علاقة المسلم في المجتمع بالآخرين، وتطبع علاقات المسلمين بعضهم ببعض في المجتمع بطابعه المميز الخاص، الذي يحمل معاني المسالمة والتحابب والتحسيس بالأمن والسلام من كل طرف تجاه الآخر، وإشعار الطرف الآخر بالسلام في العلاقة وانتفاء الظلم والعدوان.

سيرة الإمام علي (ع) في صون الدماء والرأفة بالضعفاء:

وعلى هذا النهج العلي والهدي المحمدي سار الإمام علي بن أبي طالب (ع) وهدفه الأساسي في الحياة هو هداية الناس.

لنتصفح نهج البلاغة وخاصة في وصايا الإمام (ع) لعماله على الأمصار، فنجده يؤكد لهم على أهمية صون الدماء وعدم إراقة محجمة دم بغير حق، ثم أن لا يعاملوا الرعية بالقسوة والعنف، بل باللين والرحمة.

ففي المحور الأول يقول الإمام (ع) في عهده لمالك الأشتر حين ولاّه مصر:

(إياك والدماء، وسفكها بغير حلها، فإنه ليس شيء أدنى لنقمة، ولا أعظم لتبعة، ولا أحرى بزوال نعمة وانقطاع مدة، من سفك الدماء بغير حقها) نهج، كتاب 53.

وفي المحور الثاني يقول (ع) في عهد له إلى محمد بن أبي بكر حين قلّده مصر:

(فاخفض لهم جناحك، وألن لهم جانبك، وابسط لهم وجهك، وآس بينهم (أي عاملهم بالمساواة) في اللحظة والنظرة، حتى لا يطمع العظماء في حيفك لهم، ولا ييأس الضعفاء من عدلك عليهم، فإن الله تعالى يسائلكم معشر عباده عن الصغيرة من أعمالكم والكبيرة، والظاهرة والمستورة، فإن يعذّب فأنتم أظلم، وإن يعف فهو أكرم...) نهج، كتاب27.

ويقول (ع) في عهده لمالك الأشتر:

)وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم).

وحتى لا يظن أحد أن هذه التعاليم خاصة بأبناء المسلمين، بل هي في منظور الإسلام مطبقة على كل الناس أجمعين، من أي عرق أو دين، قال (ع):

(ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق) إلى أن يقول: ( فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنك فوقهم، ووالي الأمر (يقصد الإمام) عليك فوقك، والله فوق من ولاّك)!.

وهكذا فإنّ الإنسان المسلم يشعر بالسكينة والسلام في قلبه، لأنه يضمر المحبة والسلام لغيره، ثم يريد هذا السلام أن يتحقق للآخرين، فيشيع في الأرض السلام، وتتحقق بذلك تعاليم الإسلام.

*


توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.94 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2007 الساعة : 06:42 PM


وجه الله


العشق عشقك وجه الله يؤنسني لما تجلى ولولا الحب أحرقني


والعشق عشقك نور القدس تشغله بوحا بروحي فكاد العشق يصعقني



والعشق عشقك لا حجم يقاس به فأعجبْ لقلب حواك كيف يسكنني



وأنت قلب يضم الكون من سعة كم يملأ الكون وجه منك يلزمني



ملأت كل جهاتي والزمان فلا أرسو بوجهته إلا تشاغلني



فأغتدي خفقة في كل عاشقة ترعى مع الشوق ما تهوى من البدن



كم أسكب النجم كالأزهار حيث أنا في كل رطب أراك الحب يشعلني



تضمنُ العشق همس الروح ممتزجا جسمي بجوهرة ترقى على الثمن



فليس تخطر في الأذهان صورتها حتى تجلت جمالا منك يأسرني



كأنها والولاء الخصب تورقنا نبتا جنيا بروض الذكر يطربني



كم عاد ينسجني ذاتا أذوب بها كما يذوب ندي الماء في الغصن



أراك في كل طهر أنت خالقه كما خلقت لحون الله بالزمن



فكل درب يريني الفجر أنت به كما عهدتك صبحا ُمشتهى وغني



نكاد نرشفه ثغرا لقبلتنا كي نرتوي ولها من أعذب المزن



ها قد ملأت جهاتي منك أغنية بها الأماني بهام السحب تغسلني



فليس لي جهة إلا أراك بها كأنك الله فوق العرش يرحمني



يا قبلة الله في محراب صفوته خذني كما الشمس أنوارا تباركني



فليس من زمن إلاك تنعشه وجه تشاطره أنشودة السنن



بداهة أنت دنيا المجد تحملها خمائلا بالجني الغض تلهمني



ما غاب وحيك عن قلبي يرتله وأنت أنت يقين الله يحملني



فليس من جهة إلا وأنت بها وليس من زمن لله لم تكن



أبا تراب وذاك الاسم معجزه كأن كل سمو منه يوجدني



أحن قلبا حنين الصادحات له إن جئت في فزع نخيا أبا حسن



الله أكبر كم يسمو النداء به أبا الحسين وهل إلاك ينقذني



آمنت أنك قطر ما تمنع إذ يستاف غيثا إذا ما الضر أرقني



وأنت أنت مداد الله أعرفها دنياك أنك وجه الله تمنحني



لم يخدع الوهم آفاقي بزخرفة وكيف يخدع قلب من علي غُني



يممت شهدك أستجلي روائعه فكل رائعة كالشمس بالزمن



فأنت أنت بساق العرش نور هدى يهدي لعالي جنان الله منك سني



فأنت أنت إلى حوا و آدمها سر من العفو يغشي قلبه الوسن



وأنت أنت سفين الحق يركبها نوح وطوفانه في محنة المحن



وأنت أنت سلام الله برده على الخليل لنار الحزن والشجن



وأنت أنت إلى موسى مكلمه وأنت أنت مزيل الشك والوهن



وأنت أنت إلى هارون نافلة على المصائب بسم الله لم تخن



وأنت أنت إلى عيسى مقلده روحا من القدس منانا بلا منن



وأنت أنت وليد البيت منقبة حباك رب السما فيها على العلن



وأنت أنت إلى المختار ناصره والدين لولاك هذا الدين لم يكن



وأنت أنت إلى القرآن ترجمة ثارت بأبعادها تنهي صدى الوثن



وأنت أنت إلى الإسلام سيف وغى في كل معضلة تطفي لظى الفتن



وأنت أنت إلى الزهراء كوثرها أبا الحسين وتاج المجد للحسن



وأنت أنت وصي المصطفى خبرا للحق حيث فروض الله بالسنن



اذ أنت نفس رسول الله دون مراء وأثمن الخلق مبريا عن الثمن



يا قالع الكفر من أحضان سطوته وقامع الشرك في عساله اللدن



يكفيك من خيبر فتحا أتيت به والوجه منك طليق والعطاء هني



وذي المكارم كم تقضي لواردها حقا يليق بذات العرش حيث بني



ما جن لليل من داج تواصله حتى كأنك والمحراب في شجن



تخر في هدءة التهليل منكسرا مجرد القلب نحو الله والبدن



وقلبك الثر نبع منك مؤتلق بالنيرات وبالأمجاد ذو سكن



هذا علي فلا تحصى مناقبه ما إن بدت خصلة منها تهيجني



وإنني اعذر الغالين فيك هوى اذ فيك ما فيك من كنه لمفتتن



حتى إذا ما غدا التأليه يسرقهم أصممت وقت الهوى عن بوحهم أذني



وقلت يا عاذلي ما كنت تعذلني في حب حيدرة لو كنت تعرفني



لولا حرارة أنفاسي موحدة لكنت أعبده شركا ليحرقني



فيا رعى الله من أوفى له ذمما ويا رعى الله من أوفي ولم يخن



عوذت عشقك عن قالٍ يقول به يراك أنت وباقي الخلق بالجنن



من لم يكن حيدرا إنسان صحوته هيهات تنفعه أنشودة الوطن



أبا تراب وفي عشقي حياة غدي وأنت أنت حياة الروح والبدن







توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.94 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2007 الساعة : 06:42 PM


الإمام علي(عليه السلام) رائد السلم واللاعنف


قال الباري تعالى في محكم كتابه الكريم(يا أيها الذين آمنوا اُدخلوا في السلم كافة) صدق الله العلي العظيم.

مع تصاعد حملات العنف في كثير من بلاد العالم خاصة في العراق الجريح بلد الإمام علي وأبنائه الأطهار(عليهم السلام) وجدنا من الجدير أن نعنون مقالنا تحت عنوان( الإمام علي عليه السلام رائد السلم واللاعنف)

فإن أكثر من تعرضوا لسيرة مولى الموحدين الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) أسهبوا في الحديث عن شجاعته وفروسيته وبطولاته المشهورة وملأوا بها المصنفات ودووا بها في كل مكان، ولكن وللأسف الشديد قلّما تجد من تعرّض لمواقفه وأحاديثه العظيمة في بعد السلم واللاعنف وكأن سيرة هذا العملاق الفواحة خلت من هاتين المفردتين، والحال أنه عليه أفضل الصلاة والسلام إلى جانب شجاعته وبأسه الشديدين كان رائدا في جانب السلم واللاعنف، حتى قال في حقه الشاعر:

جُمعت في صفاتك الأضداد فلهذا عزّت لك الأنداد

زاهد حاكم حليم شجاع ناسك فاتك فقير جواد

شيم ما جُمعت في بشر قط ولا حاز مثلهن العباد

من هنا ولكي تدفع مثل هذه الشبهة وليتعلّم العالم بأسرة من سيرة هذا الإمام الهمام الذي قدم للبشرية جمعاء خير مصاديق في جانب السلم واللاعنف وجدنا من الضروري أن نشير إلى بعض الشواهد البسيطة الدالة على التزام الإمام علي(عليه السلام) الشديد بهذين المبدئيين حتى مع أعدائه وألد خصومه ومدى حرصه البالغ على أن يعم السلم واللاعنف في العالم.

مفهوم اللاعنف والسلم عند الإمام علي(عليه السلام)

وقبل أن نستعرض الشواهد العظيمة الدالة على تأكيد أمير المؤمنين(عليه السلام) على السلم واللاعنف ينبغي أن نقف هنيئة ونلاحظ كيف فسر هذا العبقري الخالد هذين المعنيين.

ففي بعض الأخبار الشريفة الواردة عن أمير المؤمنين(عليه السلام) نجد أنه كان يدعو إلى السلم واللاعنف حينما يكون الإنسان له القدرة على رد الإساءة بمثلها والبطش بالآخرين، ففي الخبر أنه(عليه السلام) قال: عند كمال القدرة تظهر فضيلة العفو.

وقال لمولاه قنبر لما سمع أن رجلا يشتمه وقد رام قنبر أن يرد عليه، فناده( عليه السلام) قائلا: مهلا يا قنبر، دع شاتمك مهانا ترضي الرحمن وتسخط الشيطان وتعاقب عدوك،فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه.

وقال(عليه السلام): إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه.

منهجية الإمام علي(عليه السلام) في السلم واللاعنف

وبعد معرفة مفهوم السلم واللاعنف عند أمير المؤمنين(عليه السلام) لننظر كيف قدم هذا الإمام الهمام للبشرية جمعاء خير منهج في السلم واللاعنف، وما هي استراتيجيته في الوصول إلى هاذين المبدئين.

فمن جانب نجد أنه(عليه السلام) حارب وبشدة العنف بشتى مفرداته حتى صارت كلماته ومواقفه تجاه كل ما يرتبط بالعنف مضربا للأمثال عبر العصور المختلفة.

فقد روى الأمدي (في كتاب الغرر) عنه (ع) انه قال: لا ترج ما تعنّف برجائك.

وقال (ع): رأس السخف العنف.

وقال (ع): راكب العنف يتعذر مطلبه.

وقال (ع): من ركب العنف ندم.

وقال (ع): من عامل بالعنف ندم.

وقال (ع): كن ليناً من غير ضعف، شديداً من غير عنف.

وقال (ع): ينبغي للعاقل اذا علّم ان لا يعنف.

وقال (ع): من رفق بمصاحبه وافقه ومن اعنف به اخرجه وفارقه.

أما مواقف أمير المؤمنين(عليه السلام) تجاه العنف فيكفي أن نتصفح بعض الجوانب من سيرته العطرة لنرى كيف أنه(صلوات الله عليه) حارب وبشدة العنف بشتى أنواعة وبمختلف الطرق، ومن ذلك:

ما روي أن سودة بنت عمارة الهمدانية دخلت على معاوية بعد موت علي، فجعل يؤنبها على تحريضها عليه أيام صفين،وآل أمره إلى أن قال: ما حاجتك؟ قالت: إن الله مسائلك عن أمرنا وما افترض عليك من حقنا ولا يزال يتقدم علينا من قبلك من يسمو بمكانك ويبطش بقوة سلطانك، فيحصدنا حصيد السنبل ويدوسنا دوس الحرمل ، يسومنا الخسف ويذيقنا الحتف ، هذا بشر بن أرطاة قدم علينا فقتل رجالنا ، وأخذ أموالنا ، ولولا الطاعة لكان فينا عز ومنعة، فإن عزلته عنا شكرناك وإلا كفرناك، فقال معاوية: إياي تهددين بقومك يا سودة؟ لقد هممت أن أحملك على قتب أشوس فأردك إليه فينفذ فيك حكمه فأطرقت سودة ساعة ثم قالت:

صلى الاله على روح تضمنها قبر فأصبح فيه العدل مدفونا

قد حالف الحق لا يبغي به بدلا فصار بالحق والايمان مقرونا

فقال معاوية: من هذا يا سودة ؟ قالت : هو والله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والله لقد جئته في رجل كان قد ولاه صدقاتنا فجار علينا ، فصادفته قائما يصلي، فلما رآني انفتل من صلاته ثم أقبل علي برحمة ورفق ورأفة وتعطف ، وقال : ألك حاجة ؟ قلت : نعم ، فأخبرته الخبر ، فبكى ثم قال : اللهم أنت الشاهد علي و عليهم ، وأني لم آمرهم بظلم خلقك، ثم أخرج قطعة جلد فكتب فيها : بسم الله الرحمن الرحيم قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين ، فإذا قرأت كتابي هذا فاحتفظ بما في يدك من عملنا حتى يقدم عليك من يقبضه منك ، والسلام " . ثم دفع الرقعة إلي ، فوالله ما ختمها بطين ولا خزنها ، فجئت بالرقعة إلى صاحبه فانصرف عنا معزولا ، فقال معاوية : اكتبوا لها كما تريد ، واصرفوها إلى بلدها غير شاكية.

ولما أغار جند معاوية على الأنبار وروّع النساء وسلبوا إحدى نساء أهل الذمة خلخالها خرج بنفسه غضبان حتى انتهى إلى النخيلة، فمضى الناس فأدركوه، فقالوا: ارجع يا أمير المؤمنين فنحن نكفيك المؤنة، فقال: والله ما تكفوني ولا تكفون أنفسكم، ثم قام فيهم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه .. حتى قال( عليه السلام):وهذا عامل معاوية أغار على الأنبار فقتل عاملي عليها ابن حسان وانتهك أصحابه حرمات المسلمين ، لقد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينزع قرطها وخلخالها لا يمتنع منها ثم انصرفوا لم يكلم أحد منهم ، فوالله لو أن امرء مسلما مات من هذا أسفا ، ما كان عندي ملوما بل كان عندي جديرا.

نعم هكذا وقف مولى الموحدين(عليه السلام) وبهذه الصرامة أمام العنف قولا وعملا حتى حال دونه انتشاره وتفشيه في العالم الإسلامي.

أما الجانب الآخر من منهجيته المباركة في بسط السلم واللاعنف فيتجلى أيضا كالشمس في رابعة النهار من خلاله كلماته الخالده ووصاياه القيمة ومواقفه العظيمة التي بيّن من خلالها الصورة الحقيقة للإسلام الخالد الذي جاء لينعم البشرية بنعمة السلم واللين.

ويكفي أن نلقي نظرة عابرة على وصاياه(عليه السلام) لعماله لنرى كيف أنه(صلوات الله عليه) كان يؤكد عليهم وبشدة أن يتخذوا السلم واللين شعارا في تعاملهم مع الرعية، ومن ذلك كتابه لحذيفة بن اليمان لما استخلفه على المدائن جاء فيه: وكتب إليه:بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى حذيفة بن اليمان، سلام عليكم، فإنّي ولّيتك ما كنت تليه لمن كان قبل حرف المدائن.. إلى أن قال(عليه السلام): وإنّي آمرك بتقوى الله وطاعته في السرّ والعلانية فاحذر عقابه في المغيب والمشهد، وأتقدّم إليك بالإحسان إلى المحسن والشدّة على المعاند، وآمرك بالرفق في اُمورك واللين والعدل في رعيتك فإنّك مسؤول عن ذلك، وانصاف المظلوم والعفو عن الناس وحسن السيرة ما استطعت فالله يجزي المحسنين.

كما بعث(عليه السلام) إلى بعض عمّاله كتاباً يأمره فيه بالتزام اللين واللاعنف في التعامل مع الرعية فقال(عليه السلام): فاستعن بالله على ما أهمّك، وأخلط الشدّة بضغث من اللين، وارفق ما كان الرفق أرفق، واعتزم بالشدّة حين لا تغني عنك إلاّ الشدّة، واخفض للرعية جناحك، وابسط لهم وجهك، وألن لهم جانبك، وآس بينهم في اللحظة والنظرة، والإرشاد والتحيّة، حتّى لا يطمع العظماء في حيفك، ولا ييأس الضعفاء من عدلك، والسلام.

وفي عهده(عليه السلام) إلى مالك الأشتر لمّا ولاّه مصر قال:وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبّة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم فانّهم صنفان، إمّا أخ لك في الدين وإمّا نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنّك فوقهم ووالي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاّك، وقد استكفاك أمرهم وابتلاك بهم، ولا تنصبن نفسك لحرب الله فإنّه لا يد لك بنقمته، ولا غنى بك عن عفوه ورحمته، ولا تندمنّ على عفو، ولا تبجحنّ بعقوبة، ولا تسرعنّ إلى بادرة وجدت عنها مندوحة ولا تقولنّ إنّي مؤمّر أمر فأطاع، فإنّ ذلك إدغال في القلب ومنهكة للدين وتقرّب من الغير.

أما مواقفه العظيمة في السلم واللاعنف فهي لا تنكر وقد شهد بها المؤالف والمخالف ويكفينا أن التعرض إلى مواقفه مع من كانوا يعارضونه لنرى كيف أنه(عليه السلام)تعامل معهم باللين والرفق والسلم ومن ذلك:

قوله لطلحة والزبير حينما استأذناه في الخروج إلى العمرة فقال: لا والله ما تريدان العمرة وإنّما تريدان البصرة، فكان الأمر كما قال.

وقال (عليه السلام) لابن عبّاس وهو يخبره عن استئذانهما له في العمرة: إنّني أذنت لهما مع علمي بما قد انطويا عليه من الغدر واستظهرت بالله عليهما، وإنّ الله تعالى سيردّ كيدهما ويظفرني بهما.

وقال(عليه السلام) في خطبة له في ذي القار مصرّحاً عن سماحة الإسلام وعظمة سياسته اللاعنفية الداعية إلى إتاحة الحرّيات للآخرين حتّى للمعارضة:وبايعني طلحة والزبير وأنا أعرف الغدر في وجهيهما والنكث في عينيهما، ثمّ استأذنا في العمرة فأعلمتهما أنّ ليس العمرة يريدان، فسارا إلى مكّة واستخفا عائشة وخدعاها وشخص معها أبناء الطلقاء فقدموا البصرة وقتلوا بها المسلمين وفعلوا المنكر، ويا عجباً لاستقامتهما لأبي بكر وعمر وبغيهما عليَّ وهما يعلمان أنّي لست دون أحدهما ولو شئت أن أقول لقلت، ولقد كان معاوية كتب إليهما من الشام كتاباً يخدعهما فيه فكتما عنّي وخرجا يوهمان الطغام أنّهما يطلبان بدم عثمان.

و بعد واقعة الجمل قالت صفيّة بنت الحارث زوجة عبد الله بن خلف الخزاعي له: يا قاتل الأحبّة، يا مفرّق الجماعة!، فقال الإمام (عليه السلام): إنّي لا ألومك أن تبغضيني .. ولو كنت قاتل الأحبّة لقتلت من في هذه البيوت، ففتّشت البيوت فكان فيها مروان وعبد الله بن الزبير.

وروي أنه (عليه السلام) كان جالسا في أصحابه فمرت بهم امرأة جميلة فرمقها القوم بأبصارهم ) فقال عليه السلام : إن أبصار هذه الفحول طوامح، وإن ذلك سبب هبابها ، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فليلامس أهله فإنما هي امرأة كامرأة، فقال رجل من الخوارج : قاتله الله كافرا ما أفقهه ! فوثب القوم ليقتلوه ) فقال : رويدا إنما هو سب بسب أو عفو عن ذنب.

الطريق إلى الحد من العنف

واليوم والعالم يعاني من مشكلة العنف في كثير من البلاد يحق لنا أن نتسائل قائلين: لماذا هذا العنف عند بعض المسلمين؟

وكيف نعالج مشكلة العنف في العالم؟

أما منشأ العنف فهو عدم الفهم الصحيح للإسلام الأصيل الذي دعا إلى السلم واللاعنف، والجهل الكبير برؤيته إزاء العنف، بل والجهل الكبير بسيرة الرسول(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام).

فلو اطلع رواد العنف على السيرة الصحيحة للرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام) خاصة أمير المؤمنين(عليه السلام) لعرفوا شدة مبغوضية العنف في الإسلام ومدى حرص الإسلام وتأكيده على السلم واللاعنف.

ومع الأسف الشديد فإن جانبا كبيرا من ذلك تقع مسؤوليته على كواهلنا إذ أننا لم نعرّف العالم بأهل البيت(عليهم السلام) خاصة أمير المؤمنين، ولم نبّين للناس الجوانب الحضارية الأصيلة الموجودة في سيرة هذا العملاق العظيم ليقتدوا بها،ولذا فإن بعض المسلمين ولجهلهم عمدوا إلى العنف في التعامل مع الآخرين.

وحتى اليوم لم نسمع أن أحد المتصدين لهذه المعضلة سلط الأضواء وعالج هذه المشكلة وفق الموازين الأصيلة التي طرحها مولى الموحدين(عليه السلام)، ويكفي في ذلك ظلامة له(عليه السلام).

فلكي تحل هذه المعضلة لا بد من الرجوع إلى العترة الطاهرة التي جعلها رسول الله(صلى الله عليه وآله) مرجعا إلى جنب القرآن الكريم خاصة الإمام علي ونأخذ منهم المنهجية السليمة لحل هذه المعضلة.

من جانب آخر ينبغي أن نقتدي بنهج أمير المؤمنين(عليه السلام) النيرة وكيفية محاربته للإرهاب والعنف ونسير على خطاه المباركة، فنوضح للعالم بأسره رأي الإسلام وشدة بغضه ومحاربته للإرهاب والعنف عبر شتى وسائل الإعلام المؤثرة وبتركيز.

بل ينبغي لنا أن نربي الأجيال على نهج أمير المؤمنين(عليه السلام) في كل مكان ونخصص لهم المناهج التربوية المدروسة التي تعرفهم بسيرة الإمام علي(عليه السلام) الصحيحة خاصة في المدارس ونوضح لهم منذ الصغر كيف كان(عليه السلام) يحث وبشدة على حفظ معالم الإسلام وإيصاله للأجيال المختلفة سليما لينشأوا ويترعرعوا على النهج الأصيل الذي دعا إليه القرآن والرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله).

علاوة على ذلك ينبغي لنا أن نوصل للمنظمات الإنسانية التي تتبنى حقوق الإنسان نهج أمير المؤمنين(عليه السلام) في السلم واللاعنف وندعوها إلى طرحه كمنهج عام يلتزم به رسميا في العالم.

وأخيرا ندعو الكتّاب والخطباء وكل من يهمه الأمر في قضية العنف في العالم أن يدرسوا هذا النهج العلوي ويبينوه للعالم ويوضحوا للشعوب أهلية هذا النهج لإيصال الشعوب إلى شاطئ الأمان والسعادة.

فسلام الله عليك يا أبا الحسن يا رائد السلم واللاعنف يوم ولدت مظلوما ويوم عشت مظلوما ويوم قتلت شهيدا مظلوما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.94 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2007 الساعة : 06:43 PM


مولد ولي الله

بقلم الشاعر صادق درباش الخميس

ايُّ عيدٍ يجعل الأيام عيْدا

أيُّ يوم ٍ أعتلى التاريخ مجْدا

ايُّ ميلاد ٍ يفوق الفجر مدّا

أيُّ بيت ٍ صار للمولود مهْدا



ولد اليعسوب في جوف الحطيم

ابن عم المصطفى وبن الكريم

قاتل الكفار بالسيف العظيم

ذو فقار ٍ بات للأشرار ندّا



أيُّ نور ٍ أسبغ الأكوان نورا

أفعم الأرجاء كالشمسين سبْرا

قد أحيل الترب من حوليه تبْرا

بعد طه صار خير الخلق عبْدا



قبلة الكون تناغي الهاشميّا

ختم القرآن تنصيب الوليّا

أمّة الاسلام تشدوا يا عليّا

انت ليث الله هدّ الشرك هدّا



يا وليا يا وصيا يا اماما

انت في العلياء قد نلت المقاما

صرت للأيمان ميزانا لزاما

وملاذا ان اسيق العبد فردا



كان في الصغر وزيرا وامينا

نصّب اليوم امير المؤمنينا

بورك الكرار هاد الحائرينا

نفس طه للنصارى كان ردّا



علـّت الأفراح في يوم الوصايهْ

أعلن الرحمن قانون الهدايهْ

أنـّما الأيمان في سرّ الولايهْ

صار للجنـّات مفتاحا وسدّا



حبّ طه وعليٍّ صلب ديني

وكذا الزهراء ثم الحسنين

هم ْ صراط الله بالحق المبين

فهنيئا من لهم ادْخر ودّا





توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.94 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2007 الساعة : 06:44 PM


وليد الكعبة.. قبلة التوحيد


التوحيد في الاسلام من يؤمن بالله الواحد الاحد ربا واحدا لاشريك له، ويجسد ايمانه هذا فعلا صادقا في السر والعلانية، ويسلم ذاته تسليم العبد الى خالقه المالك المطلق. ولقد تمثلت شخصية امام الموحدين علي بن أبي طالب عليه السلام رمزا من الرموز الالهية التي اصطفاها رب العزة كدليل بشري في التوحيد. أي يكون للناس علما ونبراسا لمن أراد التحدث عن النماذج الانسية في عبادتها للخالق سبحانه وتعالى.

كذلك فيما نفهمه عن هذه الشخصية العظيمة هي العلاقة الملازمة بينه عليه السلام وبين شيعته الذين عانوا اشد المعاناة ومحص ايمانهم بالله تبارك وتعالى من خلال موالاتهم لامير المؤمنين على طول التاريخ منذ وفاة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم.

هذه المسألة تحتاج الى فهم يستوعب جيدا المعاني والفلسفة الالهية التي من ورائها عرف الامام بامام الموحدين وأمير المؤمنين وجعلت ولادته في داخل بيت الله الحرام الذي يطوف حوله ملايين الناس ملبين نداء التوحيد لبيك اللهم لبيك.

عن حذيفة بن اليمان أن أناسا تذاكروا فقالوا: مانزلت آية في القرآن فيها (( ياأيها الذين آمنوا)) الا في أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقال حذيفة: مانزلت في القرآن ((ياأيها الذن آمنوا)) الا وعلي لبها ولبابها.

وعن سعيد بن الجبير عن ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب أنت الطريق الواضح وأنت الصراط المستقيم وأنت يعسوب الدين. بهذا المنطق يكون التأمل في القرآن الكريم (( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الظالين)) ومفهوم الصراط لابد أن تكون له مصاديق من النموذج الانساني بالاقتداء والموالاة ومتابعة الاعمال الحسنة منهم كل هذا المنطق نراه في شخصية الامام امير المؤمنين عليه السلام وهي ليست مسألة مزاجية في الطرح أوليس علي بن أبي طالب هو الميزان لايمان الانسان وصدقه والتمييز بين المنافق من الصحابة وباعترافهم هم يكون من خلال المحبة للامام فكانوا يقولون اذا اردنا ان نعرف المنافق من المؤمن نعرفه من خلال حبه لعلي. هذا هو الابتلاء بعينه حينما تبتلى بايمانك بالله سبحانه وتعالى وباهم أصل من أصول الدين وهو التوحيد تختبر بحبك لعلي.

بل الاكثر من ذلك نحن عندما نقف في محراب الامامة وقيادتها السياسية والدينية لانجد من يمثل أمل البشرية جمعاء بالخروج من المستنقع المظلم الذي هو اليوم عالم الظلمات كما كان ظهور النبي الاكرم وبعثته المباركة حسب الطرح القرآني ليخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم كذلك امامة أهل البيت وقيادتهم للعالم وليس المسلمين فقط انما هي انقاذ للبشرية من التهلكة واخراجهم من جديد من الظلمات الى النور باذن ربهم لان الانحراف سيكون مشتركا في العالم اجمع وبذلك تبرز الحاجة الى نظرية الامام الحجة المنتظر عجل الله ظهوره الشريف.

من هنا يكون الحديث عن قبلة التوحيد الامام علي عليه السلام حديث الواقع الانساني المؤلم الذي يتطلع الى اصلاح المجتمع وتنقية الدين من الاختراق المنحرف في حركة المجتمع الاسلامي الذي لم تنفذ وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ بعثته المباركة والى رحيله من الحياة الدنيا، فكم أشار بمقام أهل بيته ومكانة الامام عليه السلام من الدين والامة وفق الوحي القرآني الذي بعلي نزلت سبعون آية لم يشركه الله تبارك وتعالى أحد.

ان من أهم الامور التي أود الاشارة اليها في هذا المقام هي مأساة الطريق المظلم الذي تسير عليه الامة الاسلامية بلا نور ولاية علي عليه السلام وأهل بيته الاطهار فهذه من الامور التي يفترض ان ينتبه اليها المعنيون من أتباع أهل البيت وقد نبههم الامام منذ ان تصدى لقيادة الامة بقوله:

فأين تذهبون ؟ وأنى تؤفكون والأعلام قائمة، والآيات واضحة، والمنار منصوبة، فأين يتاه بكم ! وكيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم ؟ ! وهم أزمة الحق، وأعلام الدين، وألسنة الصدق فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن. وردوهم ورود الهيم العطاش. أيها الناس، خذوها عن خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم : إنه يموت من مات منا، وليس بميت، ويبلى من بلي منا وليس ببال. فلا تقولوا بما لاتعرفون فإن أكثر الحق في ما تنكرون.. واعذروا من لا حجة لكم عليه، وهو أنا.. ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر وأترك فيكم الثقل الأصغر ؟

. أمة رضيت بشر الخلق لقيادتها فمن الطبيعي يخلف الشر الذي هو امتداد للكفر وأعني به معاوية ويزيد وما أكثرهم اليوم. فمن الطبيعي تصل بهم الامور الى استباحة دماء المستضعفين كما في العراق ويتصورون انهم يحسنون صنعا بذلك.

(( قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )).





توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'

الصورة الرمزية ابوحسن علي
ابوحسن علي
عضو برونزي
رقم العضوية : 2971
الإنتساب : Mar 2007
المشاركات : 790
بمعدل : 0.12 يوميا

ابوحسن علي غير متصل

 عرض البوم صور ابوحسن علي

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2007 الساعة : 06:52 PM


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
مشكورين على الطرح الرائع عن الامام علي عليه السلام
الامام علي بن أبي طالب- عليه السلام- و ثقافة اللاعنف والتعايش من هنا

توقيع : ابوحسن علي

من مواضيع : ابوحسن علي 0 الطريق الطويل
0 ياثار الله
0 على الدنيا بهدك العفا
0 الخلود
0 مولد منقذ البشرية وأمل المستضعفين فى العالم الإمام المهدى

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.94 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-10-2007 الساعة : 03:47 PM


الإمام علي(ع) جامع إنساني ومثال عسير

شبكة النبأ: الامام علي عليه السلام كتاب كبير وجامع انساني، اغترف منه الادباء والمصلحين والمفكرين والفلاسفة حكمة الحياة وحكمة السلوك، كما اغترف منه اهل الدنيا ما للدنيا، فقد كان ينبوعا في الجريان الروحي، والاتصال بالروح العليا، والتجلي كروح هفهافة رقيقة بلغت شأوا من النور لتكون ملائمة بدرجة كبيرة في مستوى الانسجام مع الكون الروحاني الذي خلقه الله سبحانه وتعالى ليحيا فيه الانسان الابدي.
لقد كان الامام مثالا عسيرا لكل من حاول اقتفاء سيرته او سلوكه حتى ان الامام السجاد عليه السلام وهو العابد الزاهد قال بقنوط واضح: لن اكون ممن يلحقون بعبادة او سلوك علي بن ابي طالب.
كما كان مثالا عسيرا للحكام، فلم يجرأ احد ان يتوازى مع سيرته، فيما استطاع التاريخ الذي كتبه الحكام فقط ان يدعي بان الحكام في الزمن الفلاني والعهد الفلاني ساروا على ذلك المسار العسير، بفصول زائفة موضوعة من قبل المتملقين والماجورين وعبيد القصور.
وجانبه الانساني العميق وعدالته التي يطبقها على نفسه اولا، ولا يجعل لها مهربا من مواجهة الواقع، وهو لايزيد عن عدالته التي طبقها على نفسه عندما تكون في مواجهة الآخرين، فان احتمال التساهل والمعاذير والمسوغات تشمل غيره ولا تشمله بقيراط.
حافظ على كونه انموذج الامة وقرآنها السلوكي، وزبورها الحكيم وضوئها الانساني الوهاج في زوايا الجهل والتخلف والهوى وحب الاستحواذ والتسلط.
كان الانموذج العالي في الحكمة والعلم والكلام، وله من الاسرار الكونية والعلوم المخبوئة والنظرة المستشرفة للمستقبل البعيد والقريب، وذاكرة متفاعلة للامتداد الزمني الذي قبله واخبار التاريخ وعادات الناس.
كان نسيجا اندمج بالقرآن فصار من ضمن الفكر والحكمة التي تدور في انفتاقات حكمته وتجليات عقله المبدع.
وايضا كان رسالة كبيرة وواضحة لكل من ياتي بعده، او في غير زمانه ليرى كيف يكون انسانا بحق؟ وكيف يريد الله سبحانه وتعالى ان يكون الانسان في الحياة الدنيا كعامل وكآفل.
كيف يمكن ان تبنى الحياة والتجديد كيف تتم الاخوة الانسانية مع بنو البشر كافة دون ان يفرقهم امر او ادلجة او مصالح ضيقة فقوله لايزال يتفكر به المتفكرون هذا الرجل الذي نشا في تلك الصحراء ان يقول اما اخاك في الدين او نظيرك في الخلق!!.
فما هو مقدار البعد الانساني الشامل لهذه الفكرة الاسلامية التي اعطاها دفعا كبيرا في سماء انسانية واسعة؟.
الامة الاسلامية اليوم وبالنسبة الواقعية التي قرات بصورة عقلانية تاريخ السلطات المدعية للاسلام، تحلم بحاكم يحتكم ولو على عشر معشار السيرة التي سارها الامام في الشعب وهي تنقب عن ذلك الحاكم تنقيب العبد عن التمرات.
وتمرات العبد او ( خلالات العبد ) كما يلفظها العراقيون، ان العبد وجد تمرات في التراب راى ان كلبا قد بال عليها قبل ان يصل اليها لكنه كان جائعا فاحتار في بادئ الامر كيف ياكلها لكنه فكر اذ ربما تكون بعضها لم تتنجس بالبول فاخذ يتناول ما يظنه غير متنجس الى ان اتى عليها كلها.
فالعقلاء اليوم يرضون ان يكون الحاكم متوسط في الرشوة ومتوسط في الفساد ومتوسط في الظلم شرط ان لايغالي بها وان يعطي نسبة معقولة من الحقوق لاصحابها وان لاينشغل الى درجة العمى بنفسه واستحواذاته وسرقاته المفضوحة.
فلا وجود لمن -يطفئ السراج- مخافة ان يهدر اموال الامة فالامة واموالها اشياء شخصية للحاكم، منقسمة الى ما يضعه في الخزائن البعيدة في المدن الاجنبية، وناس هم في حكم العبيد اجسادا وارواحا.
ان شخصية الامام التي قد يحلم بها الحالمون لن تتكرر ابدا في الزمن الردئ الذي نعيشه، فلا يتكرر الامام ولا يتكرر القرآن ولا يتكرر النبي ولا يتكرر الائمة المعصومين فهم لحمة واحدة من الانوار التي برقت في سماء الانسانية، وظلت بما خلفته من مفاهيم وسير نبراسا يهدي بضوءه البشرية السائرة على الطريق وهي تبحث عن كمالها وشأوها الذي يريده الله سبحانه وتعالى.
وظلت تلك الانوار مقياسا لن تبلغه النفوس الضعيفة المنحطة النفوس المستعبدة من ذاتها وضيق افق تفكيرها وتفاهة آمالها وصغر اهدافها ودونيتها.
فماذا يسعنا ان نقرا من هذا الكتاب الكبير الذي هو الامام علي بن ابي طالب؟.
ان من يريد الكتابة عن الامام انما يضع نفسه في احراج كبير، فاي من اوجه الذكر طويل الشرح، في العدالة ام في الحكمة ام في السياسة ام في الزهد والعبادة ام في المسلك الاجتماعي ام في علم القرآن والدين ام في الاخلاق او الادارة او في النضال والصبر وتحمل الاذى في سبيل الله؟.
لكنه كتاب منشور يتحدث به الجميع، شانه شان القرآن والسيرة النبوية الشريفة،حتى اصبح كما الهواء في سماء الاسلام تحفظ الآيات القرأنية على ظهر القلب وتستذكر السيرة النبوية بمختلف النقل على الالسن، وتحفظ حكم وارشادات الامام علي عليه السلام وسيرته العملية، لكنها مجرد اصوات مجرد اقوال مجرد زخرفات مجرد ادعاءات مجرد لافتات مجرد اقنعة يتقنع بها سراق الامة وتجارها السياسيون والمتسلطون فلا يرد تطبيقها على نهر الحياة الجاري بالماء الرائب بالنفايات والرشاوي والظلم.
وعلى ذكرى مولده فلنستذكر تلك السيرة العطرة للشخصية التي جسدت الانسانية العريضة بكل مالها وعليها، ولنمتثل ولو بجزئيات ملامحها الممكنة ونحن في طريق ان نضاعف من مسيرتنا بما يتشابه معها صعودا منذ درجة الصفر.
فسلاما عليك ياابا الحسن يوم ولدت ويوم رحلت عن دنيانا ويوم ان تبعث حيا فانك فينا حلما مؤجلا شانك شان القرآن والسنة التي وضعت ظهريا رغم ان اطفالنا وصحفنا وكتاباتنا والسننا تذكر لك السيرة وتتناقل الكلام والحكمة من جيل الى جيل.
ورغم ان الحكام صعدوا سدات الحكم بادعائهم فيك وتواعدوا بسيرتك ورفعوا شعارك على جدران المدن البائسة دون ان يحترموا الاسم والسيرة والموعظة الحسنة.







توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.94 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-10-2007 الساعة : 03:49 PM


العقل والحرية في رؤية الامام علي(ع)

شبكة النبأ: اكد القرآن بصورة متواترة على وجوب ان يستخدم الانسان العقل والتفكر حيث عد ساعة من التفكر بما يوازي عبادة مضاعفة وذلك لأن العقل هو جزء من حكمة الله سبحانه وتعالى أي ان العقل هو ربيب الله في دار الدنيا وهو الذي انشأه وعلمه الحكمة اذ علمه الاسماء كلها وامتحن الملائكة فعجزوا ان يؤدوا ما لدى الانسان من تلك الروح المتفكرة التي زجها فيه.
وصار العقل بمثابة الهادي الى نور الله وتوحيده والاعتراف بالربوبية له.
ان الله لما خلق آدم عليه السلام مسح على ظهره فاخرج ذريته من صلبه نسما في هيئة الذر فالزمهم العقل وقررهم انه الرب وانهم العبيد فاقروا له بالربوبية وشهدوا على انفسهم بالعبودية لله عز وجل.
فالعبادة بحسب تصنيف الامام على على ثلاث اقسام هي عبادة العبيد وعبادة التجار وعبادة الاحرار.
** فعبادة العبيد تحكمها البيئة والتقليد فانهم ان وجدوا في مجتمع نصراني تنصروا وفي اليهود تهودوا وفي الاسلام كانوا مسلمين يقودهم الخوف من العقاب.
اضافة الى ذلك فان عبادة من هذا النوع وهو السائد تجري هذه العبادة تحت مقياس هكذا وجدنا آباءنا سالكون فسلكنا مسلكهم، وهي عبادة غير عقلية أي انها لم تات من تفكير عميق اودى في نهاية المطاف الى اليقين والحقيقة الكبرى.
** واما التجار فانهم يحسبون الحساب التجاري فلا تفوتهم الربحية الآخروية بما انها مكسب ومرغب لتشكيل الصورة المناسبة ازاء المجتمع الذي يعيشون فيه ولو كانت البيئة نصرانية فانهم سيحسنون الصورة الاجتماعية فيتنصرون لدفع تجارتهم تحت الرضا الاجتماعي العام.
** واما عبادة الاحرار فان هذه لا تتم الا من خلال القناعة العقلية ويكون المحرض لها هو الشك.
فقد سئل الامام جعفر الصادق عليه السلام عن الشك فقال هو بداية الايمان او هو مدخل الايمان. ولعلنا نقف كثيرا امام الآية الكريمة التي تقول:
إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما.
فما هي تلك السيئات التي يبدلها الله سبحانه وتعالى بل أي من السيئات يمكن ان تبدل لو استخدمنا المنطق والعقل.
هل يمكن ان نتصور ان الربا او الزنا او السرقة او اكل مال اليتيم او غير ذلك من توافه الافعال يمكن ان يبدلها الله الى حسنات؟.
ان امورا مثل ما ذكرنا قد يمحوها الله برحمته او انه يستر عليها وهو خير الساترين ولكن ليس من منظار العقل البشري ان يرى انه يبدلها بقدر التجاهل رحمة وسترا للعبد المقترف.
في حين ان التفكر واعادة النظر بالكون والشك فيه وفي القرآن كفكر وكمنهج وكفلسفة وكدين من منطلق التوصل الى القناعة الباتة أي من اجل الوصول الى الحقيقة فان هذه سيئات وتعديات قد تكون سيئات كثيرة وارتكابات خلال فترة الشك والتفكير التي قد تطول لسنين وفيها اهمال واسع لتادية العبادات واخطاء في المعاملات والسير الخاطئ في الدروب الوعرة لكنها ليست اشياء تافهة وغير مخلة بالعقل والتفكر والتقصي وبذل الوسع لإيجاد القناعة اليقينية والوصول اخيرا الى مرفأ الحق الاكبر في نهاية المطاف هذه ليست امور تافهة ان تكون نتائجها ان يعبد الله عن قناعة فذلك هو الايمان الذي لايتزعزع ولا يحيد.
ومن هذا فهي تستحق ان تبدل برحمة الله الواسعة وتتحول الى حسنات، كونها استندت الى التوبة أي البراءة من الاعمال السيئة السابقة وايضا كانت التوبة عن ايمان مطلق وبما ان الايمان الذاتي دافع كبير وقوي باتجاه العمل الصالح فان جميع اسباب العمل الصالح حاضرة ومنتهزة لكل فرصة سانحة فانها حركة ديناميكية وماكنة خيرة صالحة وحاضرة في الجسد الاسلامي وهذا هو العمل الصالح.
** في قول للامام علي(ع): اللهم اني ما عبدتك طمعا ولا خوفا ولكن رايتك اهلا لذلك فعبدتك!.
فكيف راى الإمام الاهلية للعبادة هل رأى سعي الآباء والاجداد والعشيرة والبيئة فشب عليها
وانسحب تحتها دون ان يسال ويتقصى؟.
ام انه اعاد النظر وتفكر مليا وبذل الوسع والاستقصاء ثم اقتنع بايمان واعتنق الحقيقة العظمى للربوبية والتوحيد؟.
** واذن ليست هناك خطوطا حمراء لايتصل بها الفكر والتفكر طالما انها جسور تؤدي الى المآل والمبتغى الكبير من خلال الحرية الحقيقية والاختيار الذي وهبه الله سبحانه وتعالى للانسان.
** وفي قول قاله الامام علي عليه السلام عند انتهاء حرب الخوارج بما معناه.، لا تحاربوا الخوارج من بعدي فانهم طلبوا الحق فأخطأوه، وليس من طلب الحق كمن طلب الباطل، واي كانت الصيغة في النقل فانها في ذات المحور العقلي فالخوارج ارادوا طلب الحق لكنهم اخطاوه أي انهم استخدموا العقل أي بمعنى استخدام الجدلية للوصول الى الحقيقة الكبرى وبما انه تفكر فان احتمال افضاءه الى الحقيقة في نهاية المطاف والوصول الى اليقين في نهاية الامر.
ولذا فان الامام راى ببصيرته ان هؤلاء يتوصلون اليها طالما استعملوا الوسيلة الموصلة التي كان القرآن يؤكد عليها على طول الخط، فاوصى ان لا يقاتلهم احد من بعده ما بقوا على صيغة العقل والتفكر.
يقول الامام(ع) وقوله خير تعبير عن الايمان بالقناعة وليست بالميراث المتداول بين جيل وآخر:
لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا، واذن فان اليقين ليس له حاجة بعد الاستدلال العقلي
بقدر الاطمئنان النفسي الذي هو ليس بشك وانما هي نازعة الشك المواربة في اللاشعور التي يدخرها الفكر في العقل الباطن وهي الممحصة بتحفز لدى الانسان.
ولذ فقد قيل(كي يطمئن قلبي)، على لسان احد الانبياء، نتيجة انه قد خلق مفكرا يستدل بالجوهرة التي باهى بها الله الملائكة، حتى قالوا ربنا لا نعلم إلا ما علمتنا..
.................................................. ...
المصادر/
امير المؤمنين-يوم الدين/الجزء الاول



توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.94 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-10-2007 الساعة : 03:50 PM



الأمام علي بن أبي طالب ((ع)) رجل الحرية والديمقراطية الأول
لايمكن لأي مسلم أو غير مسلم في مغارب الأرض ومشارقها ينكر شخصية الأمام علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين ومن الذين تربو في حجر الرسول الأكرم محمد (( ص )) واشرف خلق الله ونبيه المختار. وقد استطاع الأمام من أن يجعل فترة حكمه التي شابها الكثير من المعارضة والفتن الداخلية من قبل من كانوا متنفذين ومساهمين في عرقلة المسيرة العادلة لفترة حكم الإمام, وهو الذي لم يجبر احد على مبايعته لا من العامة ولا من السادة. وقد وضح علي الوردي في ذلك ((ولعلنا لا نغالي إذا قلنا أن ديمقراطية هذا الرجل وصلت إلى درجة يعجز عن الوصول إليها كثير من حكام القرن العشرين))(( الديمقراطية في الإسلام)). وبذلك استطاع أن يصحح الكثير من الأخطاء التي ترتبت على سياسات عقيمة مورست قبله لذلك استشاط هؤلاء المتنفذين غضبا وأكالو كل التهم لهذا الأمام وشرعو في جعل المؤامرات تأخذ كل حيز تفكير الأمام في أدارته للدولة ولولا هذه المؤامرات لوصل الأمر إلى أن يصنع دولة تتمتع من حقوق الإنسان جانبا مهما وكبيرا. فقد كان سلام الله عليه لا يفرق بين من هو من صلبه وعامة الشعب كما جاء في أحدى رسالاته إلى احد ولاته ويقول فيها((فَوَالله لو أن الحسن والحسين فعلا مثل الذي فعلتَ ما كانت لهما عندي هوادة، ولما تركتهما حتى آخذ الحق منهما )) وهذا الدليل الأكبر على أن الأمام كان ينظر إلى الناس سواسية كأسنان المشط وقد كان حديثة مع ابن عباس قمة في الارتقاء نحو دولة الحرية والديمقراطية واحترام الإنسان قبل كل شئ ((دخل عليه تلميذه عبد الله بن عباس يوماً فوجده يخصف نعله ، فعجب ابن عباس من أن يخصف أمير المؤمنين ( عليه السلام ) نعله بنفسه, وهو يحكم مناطق شاسعة من العالم القديم ، فقال ( عليه السلام ) لابن عباس : ما قيمة هذه - مشيراً إلى نعله - ؟
قال ابن عباس: لا قيمة لها.
فقال ( عليه السلام ): والله لَهِيَ أحبُّ إلي من إمرتكم، إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً.
فالحكم عند الأمام هو الفرق بين الحق والباطل وبين ما تعتمر به قلوب العامة هو نفسه الذي يجب أن يعتمر في قلب كل حاكم ووالي لذلك كان لايتواني في أرشاد وتوجيه ومعاقبة من يخطئ من ولان ولاياته ولا يجامل احد منهم على حساب العامة من الشعب واستعمل منهم في كل البقاع الاسلاميه من خيار المسلمين الثقاة حفاظا على حقوق العامة ((أمثال مالك الأشتر، ومحمد بن أبي بكر، وسهل بن حنيف، وحبر الأمة عبد الله بن عباس، ونظرائهم من الذين توفّرت فيهم الخبرة التامة في شؤون الحكم والإدارة )) وقد كان الأمام علية السلام يزودهم قبل توليهم برسالة يحدد لهم مسار الحكم ورؤيته حول العدل بين الرعية وهو العدل في وقته وزمانه وكان دائم التفكير في حقوق الناس وكان غزير الدمعة إزاء أحوال المسلمين وكثير الخوف من الله سبحانه وتعالى وكان يحمل من الأخلاق الحميدة ما تزود منه من المدرسة المحمدية التي قال فيها الله سبحانه وتعالى في محكم كتابة (( انك لعلى خلق عظيم )).
وكان في المجتمع الإسلامي في الكوفة من الذين استفادوا في العهود السابقة مثل كالأشعث، وعمرو بن حريث، وشبت بن ربعي مما كانوا يحاولون أن يدسوا الدسائس والمكائد مع اللعين معاوية فلذلك كان الأمام علية السلام يحاول أن يصلح الناس بالطرق السلمية فكان يحاول أن يصلحهم بالحوار والجدال متخذا من مبداء حرية ألراءي وكان بامكانه أن يطيح برؤؤسهم وان يزجهم في السجن وهو الحاكم المطلق لأربع قارات بدون منازع ولكن كانت أخلاقه ومبدئيته تمنع من أن يتخذ هذا القرار الصعب على الصالحين فيقول ( عليه السلام ): (( لولا أن المكر والخداع في النار لكنتُ أمكر الناس)) فقد كان الأمام يتمتع بالأخلاق المحمدية الشريفة فقد كان مصداقا بارزا للآية الكريمة التي تقول (( كونو قوامين بالقسط)) وقد كان اقسط الناس بعد الرسول الكريم وكان إذا يساوي نفسة مع عامة الناس وكان يخيط ملابسة بنفسة ويخصف نعله وكان اصبر الناس على الظيم والظلم وقد كان ( عليه السلام ) يسد جوعته بكسرة خبز يابسة، ويأتدم الملح ليكون مستوى معيشته كأضعف الناس ، ويقول : ( إن الله فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفه الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره , فقد كان الأمام يصور لنا نظرته إلى العمق التاريخي للبشرية ويحتكم إلى الإنسان في كل الأمور ولم يكن يطرح في كلامه وحياته البعد الإسلامي فقط بل كان إنسانيا بكل معنى الكلمة فقد كان يقول سلام الله علية(( أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق )) مما يدلل بصورة جلية على أن هذا الأمام كانت كلماته وعظاته وحياته التي كان فيها خارج الخلافة وفي الخلافة (( لان إمامته على امتداد حياته الشريفة موجودة ومن بعدة ابناءة المعصومين )) تمثل البعد التاريخي للإنسانية اليوم وغدا وحتى قيام الساعة وقد كانت نظرته البعيدة سلام الله علية من قوله ((نَظَرْتُ فِي أَعْمَالِهِمْ، وَفَكَّرْتُ فِي أَخْبَارِهِمْ وَسِرْتُ فِي آثَارِهِمْ )) وقد استقى هذا من اشرف ما موجود على وجة الخليقة الأول من كلام الله سبحانه وتعالى ومن المدرسة المحمدية الشريفة المستقاة علومها من الله سبحانه وتعالى كما قال الإمام عليه السلام : عَلَّمَني رَسُولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) ألْفَ بَابِ مِنَ العِلِم ، كُلُّ بابِ يَفتَحُ ألفَ بابٍ .
كان الأمام علية السلام ثائرا من الطراز الأول ضد الترف والانحراف الذي يضر الإنسان بغض النظر عن دينه وجنسة لذلك كان مريديه قلة لان الأفكار التي كان ينادي بها تسابق العصر الذي كان يعيش بة وقد كان سلام اللة علية مثال للتجديد الديمقراطي في حكم الدولة الإسلامية الناشئة ولم يكن ألا رجل استطاع أن ياسر قلوب المؤمنين ويعيش في دولة أرادها الله سبحانه وتعالى ضوء ونبراس لكل الأحرار وليثبت للعالم اجمع أن الإسلام هو الأب الشرعي للديمقراطية وحرية ألراءي حيث يقول علي الوردي ((وهو في الواقع آخر حاكم في تاريخ الإسلام انثالت العامة على بيعته طوعا واختياراً. وقد أشار هو إلى ذلك حيث قال: "أن العامة لم تبايعني لسلطان غالب ولا لعرض حاضر". أما الخاصة فقد بايعه معظمهم. وحين رفض بعضهم بيعته تركهم أحرارا، فلم يجبر أحد منهم عليها، وإنما خلى بينهم وبين ما أرادوا من الاعتزال، وقبل منهم ما قدموا من عذر، وقام دونهم يمنع الثائرين من أن يصلوا أليهم))((الإسلام والديمقراطية)) وهذا إذا دل فإنما يدل على عمق الحرية والديمقراطية التي كان يتمتع بها الإمام والتي غابت على الإسلام والمسلمين منذ استشهاده ولحد ألان التي غابت ونسيها المسلمين وما كانت فلسفته في الحرية والديمقراطية لا يمكن ان تصاغ في الوقت الحاضر وممارستها حتى إلى اقرب الناس إلية ألا وهم أبناءه ومنهم الإمامين المفترضين الطاعة الحسن المجتبى وأبا عبد الله الحسين سلام الله عليهم أجمعين.
وقد قيل الكثير في الإمام من الأعداء قبل الأصدقاء ويدلل ذلك على تأثيره في الرسالة المحمدية العظيمة وسنتذكر منها أكراما له باستذكارنا له في يوم استشهاده.
قال الدكتور طه حسين: ( كان الفرق بين علي ( عليه السلام ) ومعاوية عظيماً في السيرة والسياسة، فقد كان علي مؤمناً بالخلافة ويرى أن من الحق عليه أن يقيم العدل بأوسع معانيه بين الناس، أما معاوية فإنه لا يجد في ذلك بأساً ولا جناحاً، فكان الطامعون يجدون عنده ما يريدون، وكان الزاهدون يجدون عند علي ما يحبون ) علي وبنوه: ص59
قال جبران خليل جبران: ( إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كلام الله الناطق، وقلب الله الواعي، نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس، وذاته من شدة الاقتراب ممسوس في ذات الله ) حاشية الشفاء ص 566 / باب الخليفة والإمام.
أن الأمام سلام الله علية كان منارا في الحق والحرية والعدالة واحترام الإنسان وقد بقي أبا الحسن منارا للكثير من المظلومين لأنة بحق كان مجسدا لما امتلكه من حس أنساني وتمثيلا صادقا للرسالة الإسلامية وجسد تقاليد استلهم منها الكثير من الناس حضاريتهم وعمقهم لفهم الرسالة التي ابتغاها الشرفاء من هذا العالم فقد كان بحق ثورة على الظلم والاستكبار لصنع حياة زاهرة ومطمئنه للانسانية والتثقيف لدولة الممهدين لدولة الأمام المهدي (( عج )) ولترتقي الإنسانية إلى ما تصبو أليه بعد ما صارت بين جنباتنا ثمار ما جادت بة قريحة هذا الأمام المفترض الطاعة.
أليك يا سيدي مني سلام يوم ولدت في جوف الكعبة المشرفة ويوم استشهدت في جوف محرابك بين يدي الله سبحانه وتعالى في مسجد الكوفة.





توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 01:40 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية