وعرف العرب الثوم منذ القديم ، فأشاروا إليه في كتاباتهم الطبية ، ومما قاله فيه الشيخ الرئيس ابن سينا : ( الثوم ملين يحل النفخ جداً ، مقرح للجلد ، ينفع من تغير المياه ، ورماده إذا طُلي بالعسل على البهاق نفع ، وينفع من داء الثعلب ، ومن عرق النسا ، وطبخه ومشويه يسكن وجع الأسنان ، وكذلك المضمضة بطبيخه . ويصفي الحلق مطبوخاً ، وينفع من السعال المزمن ، ومن أوجاع الصدر من البرد والجلوس في طبيخ ورقه يدر البول والطمث ، وشرب مدقوقة مع العسل يخرج البلغم .
وقال ( القزويني ) في كتابه ( عجائب المخلوقات ) : ورق الثوم يمضغ ويجعل على العين الرمدة أنفع لها من كل ذرور ، وإن مضغ مع العسل وطلي به الوجه ذهب شِقاقُه وكلَفُه .
وقال فيه ( ابن البيطار ) : محرك للريح في البطن ، والسخونة في الصدر ، وفي الرأس والعين . يلين البطن ، ويخرج الديدان .
وقالوا : إن طبخه يخفف حرارته وحدته ، ويصلحه الحوامض والأدهان واللحوم السمان . ومما يذكر أن عرب الصحارى البعيدة المنقطعة كانوا يعلقون الثوم في أعناق الأطفال علاجاً للإسهال والديدان المعوية وللوقاية من الأمراض الأخرى ، ويجددونها كلما ضعفت رائحتها .
تستعمل من الثوم ـ في المآكل وفي الطب ـ فصوصه البيضية المحدبة الظهر ، ولدى تحليلها تبين أنها تحتوي على 25% من زيت طيار فيه مركبات كبريتية ، كما يحتوي على 49% بروتين ، و 0.2 دهن و 22 فحمائيات ، 0.47% أملاح ، و60% ماء .
ولـدى إجـراء التجارب عليه ظهر أنه : مطهر معوي ، ومنبه معدي ، موقف للإسهال المكيروبي ( يؤكل بلعاً على الريق ، أو يستعمل فص أو فصان تحميلة ) ، يؤكل مع اللبن الرائب ـ لتطهير الأمعاء ومعالجة السعال ، والربو ، والسعال الديكي ، وهو يطرد الأرياح ، ويفيد الأعصاب ، وينشط القوة الجنسية ، ويفيد دهوناً في أمراض الصدر وصعوبة التنفس ، وسقوط الشعر ( تقطع الفصوص وتوضع في وعاء وتُغطى بكمية من الفازلين أو الدهن النقي ، ويُغطى الوعاء ويوضع في ماء ساخن مدة ساعتين ثم يهرس ويمزج جيداً فيكون منه مرهم يدهن به مكان الألم ) .
والثوم معرق ، ومدر للبول والطمث ، ومطبوخة بالماء أو الحليب يفيد ـ شرباً ـ في الحصى الكلوي والمغص ، ويستعمل لخفض ضغط الدم فص واحد على الريق يومياً ( وكان الفراعنة يدقونه في الزيت ويتركونه مغطى في الشمس أربعين يوماً ويتناولونه ـ باعتدال ـ لتصلب الشرايين وضغط الدم ) . واستعمل عصير الثوم في حالة السل الحنجري شرباً ، والسل الرئوي نشوقاً ، كما وصف مع الخل المعقم ضد الجروح وإنتاناتها ، ولإثارة العُطاس ، وكواقٍ من الطاعون ، وقاتل للجراثيم ، وقضمه ببطء يمنع انتقال عدوى الرشح ، ويحفظ البلعوم واللوزتين من الالتهاب ، ويمنع تجمع الكولسترول على جدران الشرايين ، ويطرد الديدان . وأخذ مائة غرامة منه مع 200 غ من الماء و 200 غ من السكر ، لشفاء أوجاع المعدة والأمعاء الناتجة عن الإسهال . وفي حالة السعال الديكي يفيد دهن أسفل الرجلين والعمود الفقري بمسحوقه ، ومسحوقه يوضع لبخات على مسامير الرجل فيزيلها . ويحضر منه مستحضر طبي معروف باسم ( الانيودول ) ( يستعمل من الخارج كمحمر ومهيج للجلد ) .
ويستعمل الثوم بمفرده ، أو مع البقدونس وزيت الزيتون لطرد الحصى والرمل . ويصنع منه شراب يستعمل ضد السعال ( تقشر فصوص الثوم وتقطع ويضاف إليها ملعقتان من العسل الأسود ويترك مدة ثلاث ساعات ثم يصفى ويحفظ لاستعماله عند اللزوم .
هذا ، وقد أعلن الطبيب الأستاذ : هانزرويتر الألماني أنه تأكد له أن الثوم ينقي الدم من الكولسترول والمواد الدهنية ، وأنه يقتل الجراثيم التي تسبب السل والدفتيريا ، وفي بعض الحالات كان أشد فعالية من البنسلين وبعض المضادات .
وجاء في نتيجة أبحاث حديثه أجراها علماء روس : أن الأبخرة المتصاعدة من الثوم المقشر أو المقطع تكفي لقتل كثير من الجراثيم دون حاجة إلى أن يلمسها الثوم ، وشاهدوا أن جراثيم الزنتارية والدفتيريا والسل تموت بعد تعريضها لبخار الثوم ـ أو البصل ـ لمدة خمس دقائق ، كما أن مضغ الثوم مدة ثلاث دقائق يقتل جراثيم الدفتيريا المتجمعة في اللوزتين . وأكل الثوم ـ أو استنشاق رائحته ـ ينفذ إلى الدم بطرق المعدة أو التنفس ، ويظل محتفظاً بتأثيره في إبادة الجراثيم بضع ساعات ، كما له تأثير في الجراثيم التي تسبب تقيحات الجروح ، والالتهابات والأمراض التسممية .
وكما للثوم هذه الفوائد الكثيرة التي ذكرت ، فإن الإكثار منه يؤدي إلى أضرار ، منها : زيادة ضغط الدم ، الضرر للنساء الحاملات ، الضرر للأطفال لمفعول الكاوي ، ولذا ينصح باستعماله بمقادير معتدلة .
وللثوم بقية >>>
التعديل الأخير تم بواسطة Dr.Zahra ; 08-10-2007 الساعة 04:46 AM.
الثوم تابل من التوابل الهامة التي تضاف إلى المآكل لتطييب طعمها وتحسين نكهتها ، وهو يحتوي على عناصر مطهرة ومعقمة تتركز في خلاصة كبريتية مؤلفة من الكبريت وأكسيد الآليل ( جذر المركبات المكتشفة في روح الثوم ) ، وهي التي تعطيه رائحته الخاصة التي يستطيبها بعض الأشخاص ويأنف منها آخرون .
هذه العناصر الطيارة تترك في الفم ( رائحة الثوم ) القوية التي تشعر بتناول هذه المادة الحريفة اللاذعة .
ومع أن الثوم مادة مغذية ، فهو عسير الهضم ، مهيج للمعدة والجهاز البولي ، ولذا يمنع عن المصابين بضعف المعدة والهضم والكلى والمثانة ، كما يمنع عن المرضعات ، لأن رائحة الثوم تختلط بالحليب فيأنفه الطفل .
أما غير هؤلاء فيمكنهم تناول الثوم للاستفادة من فوائدة الطبية .
ـ إن الثوم الغض ليس له الطعم الموجود في اليابس ، ولذا يجب حفظه في رزم تنتشر في مكان حسن التهوية والجفاف .
ـ إن القشور التي تغطي فصوص الثوم تحميها من العفن فيجب أن يحتفظ بها .
ـ إن الاحتفاظ بالثوم طويلاً يجعله مخرشاًَ ، ويعرف ذلك من اصفرار قشوره الخارجية ، وسقوطها ، وخروج براعم خضر من فصوصه ، وهذا عسير الهضم ، وأحياناً يكون مؤذياً .
ـ هناك وصفات كثيرة للخلاص من رائحة الثوم ، منها تناول حبات غضه من الفول ، أو حبات من البن ، أو الكمون ، أو الينسون أو الهيل ، أو عروق من البقدونس ، أو قطعة من الجوز ، أو تفاحه .
ـ الثوم النيئ أسهل هضماً من الثوم المطبوخ مع مأكولات فيها دهن أو لحم .
ـ حساء الثوم غذاء ودواء ، وتصنع بطبخ أربعة رؤوس من الثوم في 500 غرام من الماء لمدة نصف ساعة ، ويضاف إليها قليل من الزعتر الأخضر فيزيد ذلك في خواصها المطهرة والمعقمة .
ـ إضافة فص من الثوم إلى قليل من الحليب المغلي يفيد في علاج السعال العادي والديكي ، ويطرد الدود من معد الأطفال ، ويشفي المغص .
ـ هرس فصين من الثوم ونقعهما في ماء مغلي طوال الليل وشربهما في الصباح على الريق ـ يفتح الشهية .
ـ تناول قطعة من الخبز على الريق مع قليل من الزبد وفص ثوم مهروس يزيل توتر الشرايين .
سوف نتحدث عن موضوع مهم جداً ومادة غذئية مهمة في حياتنا اليومية
العسل
تعريف : هو المادة الصافية التي تخرجها النحل من بطونها ، ويُعرف ـ علمياً ـ بأنه : مادة حلوة ينتجها النحل من عناصر سكَّرية تفرزها أزهار بعض النباتات ، فيمتصها النحل ويصنعها في جسمه ، ويخرجها سائلاً يضعه في ثُقْب مهيّأة يصنعها من الشمــع تسمى ( النَّخاريب ) تعدها النحل لتمجّ العسل فيها ، وتسترها بغطاء رقيق من الشمع ، ولذلك سمي العســـل (( مُجاج النحل )) وسميت النحل (( المُجج )) لأنها تمج العسل من أفواهها ، أي ترمي به .
ـ العسل في اللغة العربية .. وفي اللغة العربية تستعمل أسماء عديدة للعسل يظن أنها مترادفة ، والصحيح أن لكل أسم معنى يشير إلى خصائصه وصفاته . فكلمة العَسَل تعني : الصافي مما تخرجه النحل من بطونها . وكلمة ( الشَّهِد ، الشُّهد ) تعني : العسل المختلط ما دام لم يعصر من شمعه . وكلمة ( الضّرَب ) تطلق على : العسل الأبيض الغليظ . وكلمة ( الذَّوْب ) تطلق على : العسل الخالص من أية شائبة . وكلمة : ( الأَرْي ) تطلق على : عمل النحل ( وهو صنع العسل وإخراجه ) ، كما تطلق على العسل نفسه . ويطلق على العسل أيضا : ( رحيق النحل ) أي الصافي والخالص من منتوج النحل .
والعرب ـ في لغتها ـ تُذَكِّر لفظ العسل وتُؤنِّثه ، وكان التأنيث أكثر في الشعر القديم ، أما التذكير فلغة معروفة ومتداولة أكثر في العصور الحديثة .
تجمع كلمة ( العسل ) على : أَعْسَال ، عُسُل ، عُسُول ، عُسْلان . وعسل النحل هو المنفرد بالاسم دون ما سواه من الحلو المسمى به على التشبيه ؛ فإذا قيل العسل ، ذهب الذهن رأساً إلى عسل النحل ، أما إذا أريد غيره من الحلو فلا بد من ذكر النوع ، مثل : عسل الرُّطب ، عسل التمر ( أي الدبس بالعامية ) ، عسل قصب السكر . والمعروف عند العرب أنها تسمي كل ما تستحليه (عسلاً) سواء أكان من المأكولات أم غيرها .
ـ تاريخ العسل مع الإنسان
تعود معرفة الإنسان إلى أقدم العصور ، وربما يكون قد عرفه منذ وجد على سطح الارض لما في العسل من مغريات تجذبه إلى تذوقه واستعماله .
وأقدم الكتب التي تحدثنا عن العسل يعود إلى ما قبل ثلاثة الآف سنة قبل ميلاد المسيح ، فهي منقوشة على آثار فرعونية تشير إلى اشتيار الانسان العسل من خلايا النحل ، كما وجدت مقادير من العسل في مقابر فرعونية ، لم تفسد ، وإنما تحوّل لونها ـ فقط ـ إلى لون كامد مسود ، وعثر على ملاعق في برميل عليها آثار العسل من أيام الفراعنة ، والمعروف أن الفراعنة كانوا يحنطون جثث موتاهم بالعسل وكان الرومانيوم واليونانيون يستعملون العسل لحفظ اللحم .
والرياضي اليوناني ( فيثاغوراس ) نصح تلاميذه بأن يتغذوا بالعسل والخبز . وبإيجاز : إن الشعوب كلها عرفت للعسل قيمته ، وجميع الأديان أوصت بتناول العسل .
ـ عرف العرب العسل والنحل منذ زمن بعيد ، وفي العصر الإسلامي ورد ذكر النحل في القرآن الكريم في سورة النحل ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) آية 68 ( ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) آية 69 ) .
ورويت عن النبي محمد ( ص ) عدة أحاديث عن العسل ، منها :
ـ نْعم الشرابُ العسلُ ، يرعى القلب ويُهبُ بردَ الصدرِ .
ـ إن كان في شيء من أدويتكمُ خيرٌ ، ففي : شرطة ـ محجمٍ ، أو شرْبةِ عَسلٍ ، أو لذعةٍ بنار تُوافق الدواءَ ، وما أُحِبّ أن أكتوي .
ـ عليكم بالشفاءَين : العسلِ والقُرآن .
ـ من لعق من العسل ثلاث غدواتٍ كلَّ شهرٍ ، لم يُصبُــه عظيم البلاءٍ ، (( الغدوة : أي النهار )) .
وروي : أن النبي ( محمد ) صلى الله عليه وآله وسلم كان يشربُ العسل على الريق .
كيف يصنع النحل العسل :
تنطلق النحلة ( العاملة ) من خليتها التي بنتها مع زميلاتها بمهارة هندسية عجيبة أو من الوكر ـ في شجرة أو صخرة ـ الذي أتخذه النحل مأوى له ، وذلك مع إشراقة النهار الأولى ، فتمر في طريقها بكل زهرة أو نبته ـ تصادفها ، فتمتص من رحيقها ( المادة الحلوة الموجودة فيـها ) الذي تقدمه لها بسخاء ، وبدون ممانعة ، لأن التعامل بينهما يقوم على أخذ وعطاء .. تأخذ النحلة الرحيق ، وتعطي النبتة عملية التلقيح .. وهذا الرحيق يكون ـ في البدء سائلاً مائياً سكرياً رقيقاً جداً ، وهو يختلف في مواده بين زهرة وأخرى ، والنحلة تعرف ذلك تماماً ، فتقصد الزهرة ـ أو النبته ـ التي تعطيها المواد الأفضل ، ويقدر ما تحمله في كل رحلة من رحلاتها اليومية البالغة ستين رحلة ـ بنقطة صغيرة ، ويبلغ مجموع ما تجمعه في اليوم عشرة غرامات من العسل زارت لأجلها زهرات ونبتات يتراوح عددها بين 500 إلى 1100 زهرة .
تجمع النحلة الرحيق الذي تمتصه في (( كيس العسل )) الموجود في جسمها ، وفي هذا الكيس خمائر وعصارات تحوّل السكر العادي إلى سكر بسيط ، وبذلك يتغير الرحيق إلى عسل غير ناضج ، كما تجري تحولات أخرى معقدة ، يجري هذا كله خلال طيران النحلة بين الزهور والنباتات ، وخلال عودتها إلى الخلية . وعند الخلية تسلم النحلة العاملة ما حملته إلى زميلة أخرى تنتظرها وتعود هي إلى الجني ، أو يقنع حملــهــا فـــي عـــين من عيون قرص الشمع . وفي هذه المرحلة يمـر ( العسل غير الناضج ) في طريق طويل قبل أن يصبح ناضجاً وتغلق العين بالشمع عليه ، ليأخذ شكله النهائي .
إن الجهد الذي يبذله النحل لملء قرص واحد بالعسل يقتضيه قطع مسافة تزيد على ثلاثين مليون كيلو متر قام خلالها بأربعين ألف رحلة ذهاباً وغياباً ، وكيلو العسل يحتاج إلى عمل 300 نحلة تقوم بأربعين ألف سفرة !!!