ـ عرف العرب العسل والنحل منذ زمن بعيد ، وفي العصر الإسلامي ورد ذكر النحل في القرآن الكريم في سورة النحل ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) آية 68 ( ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) آية 69 ) .
ورويت عن النبي محمد ( ص ) عدة أحاديث عن العسل ، منها :
ـ نْعم الشرابُ العسلُ ، يرعى القلب ويُهبُ بردَ الصدرِ .
ـ إن كان في شيء من أدويتكمُ خيرٌ ، ففي : شرطة ـ محجمٍ ، أو شرْبةِ عَسلٍ ، أو لذعةٍ بنار تُوافق الدواءَ ، وما أُحِبّ أن أكتوي .
ـ عليكم بالشفاءَين : العسلِ والقُرآن .
ـ من لعق من العسل ثلاث غدواتٍ كلَّ شهرٍ ، لم يُصبُــه عظيم البلاءٍ ، (( الغدوة : أي النهار )) .
وروي : أن النبي ( محمد ) صلى الله عليه وآله وسلم كان يشربُ العسل على الريق .
كيف يصنع النحل العسل :
تنطلق النحلة ( العاملة ) من خليتها التي بنتها مع زميلاتها بمهارة هندسية عجيبة أو من الوكر ـ في شجرة أو صخرة ـ الذي أتخذه النحل مأوى له ، وذلك مع إشراقة النهار الأولى ، فتمر في طريقها بكل زهرة أو نبته ـ تصادفها ، فتمتص من رحيقها ( المادة الحلوة الموجودة فيـها ) الذي تقدمه لها بسخاء ، وبدون ممانعة ، لأن التعامل بينهما يقوم على أخذ وعطاء .. تأخذ النحلة الرحيق ، وتعطي النبتة عملية التلقيح .. وهذا الرحيق يكون ـ في البدء سائلاً مائياً سكرياً رقيقاً جداً ، وهو يختلف في مواده بين زهرة وأخرى ، والنحلة تعرف ذلك تماماً ، فتقصد الزهرة ـ أو النبته ـ التي تعطيها المواد الأفضل ، ويقدر ما تحمله في كل رحلة من رحلاتها اليومية البالغة ستين رحلة ـ بنقطة صغيرة ، ويبلغ مجموع ما تجمعه في اليوم عشرة غرامات من العسل زارت لأجلها زهرات ونبتات يتراوح عددها بين 500 إلى 1100 زهرة .
تجمع النحلة الرحيق الذي تمتصه في (( كيس العسل )) الموجود في جسمها ، وفي هذا الكيس خمائر وعصارات تحوّل السكر العادي إلى سكر بسيط ، وبذلك يتغير الرحيق إلى عسل غير ناضج ، كما تجري تحولات أخرى معقدة ، يجري هذا كله خلال طيران النحلة بين الزهور والنباتات ، وخلال عودتها إلى الخلية . وعند الخلية تسلم النحلة العاملة ما حملته إلى زميلة أخرى تنتظرها وتعود هي إلى الجني ، أو يقنع حملــهــا فـــي عـــين من عيون قرص الشمع . وفي هذه المرحلة يمـر ( العسل غير الناضج ) في طريق طويل قبل أن يصبح ناضجاً وتغلق العين بالشمع عليه ، ليأخذ شكله النهائي .
إن الجهد الذي يبذله النحل لملء قرص واحد بالعسل يقتضيه قطع مسافة تزيد على ثلاثين مليون كيلو متر قام خلالها بأربعين ألف رحلة ذهاباً وغياباً ، وكيلو العسل يحتاج إلى عمل 300 نحلة تقوم بأربعين ألف سفرة !!!
تختلف صفات العسل باختلاف البلاد الآتي منها ن والفصول ، ونوع النحل ، والنباتات التي يطوف عليها ، وأحبها إليه : البرسم ، والزيزفون ، والنعناع ، وأكثر أشجار الحمضيات . إن العسل النقي سائل صاف ، وهو حلو مقبول ورائحته عطرية ،والأسمر طعمه حِريّف ورائحته غير مقبولة .
وأجودهم للأكل الأبيض الصافي ، أو الأزرق الصافي الخالي من الحدة والحرفة وكراهة الرائحة ، وأما المر الأحمر الثخين المتقطع والأسود واليابس فرديء كالعتيق . وأجوده الربيهي ، ثم الصيفي ، وأردأه الشتوي .
يباع العسل مصفى وبشهده ، ويندر أن يكون المصفى غير مغشوش بمــادة الغلـوكوز ( سكر العنب ) الذي يباع بأقل من نصف قيمة السكر .
ويغــش العسل بالدقـيـق المحمـص ، ويعـرف بواسطة ( الكحول )
الضعيف حيث لا يرسب فيه ، كما يغش بالنشا أو الدقيق غير المحمص ، فيزيل منه خاصة سيولته بالحرارة وعدم ذوبانه بالماء البارد ، ويكتسب اللون الأزرق بمادة اليود ؛ وبذلك يعرف هذا الغش .
كان العسل يستعمل عند القدماء بمنزلة السكر ، فكان قاعدة لشرابهم ولا يزال حتى الآن عند بعض الأقوام ، كما يحضِّر بعضهم منه سائلاً كحولياً . ويمكن حفظ العسل زمناً طويلاً إذا أذيب وأصبح سائلاً ، وإذا وضع في وعاء من البلور ( الزجاج ) ، أو الفخار ، أو البورسلان ، وفي مكان بعيد عن الهواء والنور .
قيمة العسل الغذائية :
وصف العسل بأنه غذاء منشط جداً ، وهو يعطي ( 300 ) سعره حرارية في كل 100 غرام ، وهو غذاء ذو قيمة كبيرة بحجم صغير . والكيلو الواحد منه يعادل في تغذيته خمسة كيلوات من الحليب ، أو 26 موزة ، أو 60 برتقاله ، أو 50 بيضة ، أو11.750 كيلو غرام من لحم العجل ، أو 12 كيلو من الخضراوات والمواد السكرية الموجودة فيه هي سكاكر سهلة الهضم ، وهو يقدم لعضلات الجسم نشاطاً سريعاً وقوياً .
ويقول عنه الدكتور ( كارتون ) : إنه غذائي حيوي ، معدني معطر ، ذو خمائر مفيدة للهضم ، وعطره يفتح الشهية ، وما فيه من الحديد يكافح فقر الدم ، والفسفور فيه ينشط الخلايا الدماغية . وفيتامينات ( أ ، ب ، ج ) فيه تجعله غذاء ناجحاً لتغذية العضلات وإنمائها وحمايتها .
وقد أشادت الدكتورة ( بربارا كارتلاند ) في كتابها ( سحر العسل ) بفوائد العسل ، ونصحت لمدراء الشركات بأن يقدموا لعمالهم وجبة كل صباح فيها مقدار كاف من العسل ، فإن يضاعف نشاطهم ويزيد إنتاجهم ، وأشارت في كتابها إلى أن المسلمين كانوا أول من عرف قيمة غذاء العسل وفوائده العلاجية بفضل ما ذكره قرآنهم عنه .
ووصف العسل بأنه سريع الهضم والتمثل في الجسم ، لأنه سبق أن هضم في معد النحل ، ولأنه لا يتعب الكبد كما تتعبها النشويات والسكاكر التجارية .
والعسل غذاء مركز يتمثل في الجسم بسهولة ، ويمنحه الدفء والحركة والنشاط ، وينفع في مداواة علل كثيرة ، وخصوصاً في أمراض الرئة والحلق والمثانة ، وهو ملطِّف ومسهل خفيف.
إن العناصر المغذية في العسل تؤلف 80% من تركيبه ، وقيمته الغذائية تفوق أنواع السكاكر والحلويات والمربيات والزبدة . وهو يحوي عناصر شافية مستخلصة من الزخور والنباتات وتتضمن قوة حيوية عظيمة لا تفسد بسهولة ، كما هو شأن بقية المنتوجات الطبيعية .
وفي الطب الحديث تبين من تحليل العسل أنه يحوي عناصر ثمينة كثيرة ، أهمها السكاكر ـ التي أكتشف منها حتى الآن نحو ( 15 ) نوعا فقط ، والبروتين ، والمعادن ( الحديد ، النحاس ، الكبريت ، البوتاسيوم ، المنغنيز ، الفوسفور ، الكلور ، الصوديوم ، الكلسيوم ، السليكيا ، السيليكون ، المنغنيزيوم ) ، وفيتامينات ( ب1 ، ب2 ، ب5 ، ب6 ، ج ) ، والخمائر ، والنتروجين ، والحوامض ، والزيوت الثيرية ، والمواد القطرانية .
وفي الطب الحديث تبين من تحليل العسل أنه يحوي عناصر ثمينة كثيرة ، أهمها السكاكر ـ التي أكتشف منها حتى الآن نحو ( 15 ) نوعا فقط ، والبروتين ، والمعادن ( الحديد ، النحاس ، الكبريت ، البوتاسيوم ، المنغنيز ، الفوسفور ، الكلور ، الصوديوم ، الكلسيوم ، السليكيا ، السيليكون ، المنغنيزيوم ) ، وفيتامينات ( ب1 ، ب2 ، ب5 ، ب6 ، ج ) ، والخمائر ، والنتروجين ، والحوامض ، والزيوت الثيرية ، والمواد القطرانية .
وهنا نسرد بعض أقوال كبار الأطباء في العالم اليوم عن فؤاد العسل : -
قال الطبيب الشهير الدكتور جافس Dr.Jarvis في كتابه طب الشعوب : -
( إن التجربة المحققة قد أثبتت أن البكتريا لا تعيش في العسل ؛ لا حتوائه على مادة البوتاس ، وهي تحرم البكتريا الرطوبة التي هي مادة حياتها . )
ويقول : لقد وضع الدكتور ( ساكيت ) استاذ البكتيريا في كلية الزراعة فـي ( فورت كولنز ) أنواعاً من جراثيم الأمراض في قوارير مملوءه بالعسل الصرف ، فماتت جراثيم التيفوئيد بعد ثمان وأربعين ساعة ، وما تت جراثيم النزلات الصدرية في اليوم الرابع ، وجراثيم الزنتارية بعد عشر ساعات ، وجراثيم أخرى بعد خمس ساعات .
وأثبتت تجارب أجريت في ( معهد باستور ) بفرنسا : أن العسل مُعقِّم ، ومضاد للفساد ، وأن أي جرثوم لا يستطيع أن يعيش فيه طويلاً ، لأن درجة تركيزه تجذب الماء من أجسام الجراثيم فتبددها .
وتبين من أبحاث جرثومية أجراها أطباء وعلماء كبار في روسيا أن العسل لا يفسد ولا يتعفن إذا كان في وعاء مفتوح ، لأن فيه مادة لا تمكن الجراثيم أو الفطور التي يأتي بها الهواء أن تنمو ف يالعسل ، وأن العَصَويَّات التيفية لا تعيش فيه أكثر من 48 ساعة ، والزحارية تموت خلال 10 ساعات ، وعصيات السل يوقف تكاثرها .
وصف العسل ـ نتيجة أبحاث طويلة ودقيقة ـ بأنه ذو تأثير مدهش في بناء جسم الطفل إذا خلط بلبن المرضعة أو غيره ، فهو يقوي الرضيع ، ويساعده على النمو ، ويطهر جسمه ، ويسهل وظائف أعضائه .
وثبتت فائدة العسل في معالجة الجروح المتقيحة ، والتقرحات الجلدية ، والتهاب الغدد العرقية ، والعظم والنّفْي ، والحروق ، وذلك بدهنها بالعسل ، وعولجت الدمامل والحميرة والخبيثة بدهنها بالعسل عدة مرات في اليوم بعد تشطيب المكان المصاب ليدخل العسل إلى مكان الداء .
ويوصف العسل اليوم كأحسن علاج لحفظ حيوية الجلد ، ونضارة الوجه ، وقوة الشعر وجماله ولمعانه .
يفيد العسل ـ خاصة ـ المفكرين ، وكبار السن الضعفاء ، والأطفال الرُّضع ، وفي مرض البلاغرا المتصف بخشونة الجلد أو الاضطرابات الهضمية والعصبية . وهو يثبت الكلس في العظام ، ويحمي من الكُساح ونخر الأسنان ، وتقوس الساقين ، وينظم حركة التنفس ، ويفيد المصابين بأمراض الصدر ، ويلين ، ويلطف صعوبة البلع والسعال وجفاف الفم ، ويقي من فقر الدم .
وهو ينفع الكبد والكليتين والالتهابات في المعدة ، والسل الرئوي ، وضيق النفس والنزلات الصدرية ، ويفيد في الأمراض التي تصيب الكليتين مصحوبة بالصديد ، كما يفيد في حالات سوء الهضم ، والقرحة في المعدة .
والعسل منوِّم ومقو ، وذو فائدة عظيمة في الأمراض الباطنية ، وأمراض المسالك الهوائية وهو يلائم كل الأمزجة .
وتحدث الطبيب ( جارفس ) عن مزايا المادة السكرية في العسل ، فقال :
إنها لا تهيج جدران قناة الهضم ، وهي سريعة التمثيل ، وتتحول سريعاً إلى طاقة بدنية ، وهي مناسبة للمشتغلين بالألعاب الرياضية ، وهي من بين أنواع السكريات ـ أوفقها للكليتين ، وهي مهدئه ملطفة ومساعدة طبيعية لعملية الهضم .
يطلق على أسم (( الشَّهد الملوكي )) على غذاء ملكة النحل ، وهو الإفراز الغددي الذي تخرجه صغيرات النحل من ريقها وغدد فمها ، وتغذي به ( ملكة النحل ) من ساعة تكوينها إلى يوم زوالها . والمعتقد أن هذا الغذاء العجيب هو الذي يجعل ( الملكة ) تعيش ستة أعوام ، بينما النحلة العادية لا تعيش أكثر من بضعة شهور ، وهناك شيء أهم هو أن الملكة لتبيض بضعة آلاف بيضة يومياً ـ ما يعادل ثقل جسمها ـ وهذا ما حمل العلماء على درس ( الشهد الملوكي ) درساً عميقاً وأن يجربوه كغذاء وعلاج ، ويحاولوا اكتشاف أسراره . وكانت أول حصيلة للدراسات الجديدة التي قام بها عدد كبير من الأطباء والاختصاصيين أن أعلنوا في سنة 1959م ، ( أن الشهد الملوكي يجب أن يعتبر غذاء ممتازاً ، مجدداً للحيوية ، ولا شيء غير ذلك ...)
وعلى هذا ، اشترط أن يكون ما يؤخذ منه مقدار كاف يتراوح بين خمسة ، وعشرين ميليغراماً في اليوم . وذكرت تلك الدراسات أن ( الشهد الملكي ) يفقد خواصه الحيوية بعد ساعتين من خروجه من الخلية .
وعلى هذا ، فإن الذين يقومـون بتربية النحل أخذوا يعملون لاستثمار هذا ( الكشف العجيب ) بطرق ووسائل توصل ( الشهد الملكي ) ـ في الوقت المحدد ـ إلى المحتاجين إليه من المرضى الراغبين في الشفاء ، والشيوخ الطامعين بالحياة الطويلة ، والنساء الساعيات وراء الجمال .
وفور الإعلان عـن النتائج المشجعة التي أظهرت أن ( الشهد الملكي ) يحوي مجموعة من الفيتامينات والهرمونات المقوية والمنبهة ، وقد جرب على الحيوانات ، واستعملت للإنسان ـ كمقو ومجدد للغدد والأنسجة ـ فأعطى نتائج حسنة للضعفاء ومتعبي الأعصاب والغدد ـ سارعوا إلى اتباع الوسائل التي تكفل اخراج ( الدواء الثمين ) من الخلية وحفظه في حالات خاصة تضمن احتفاظه بخواصه المدة المحدودة له .
وعلى هذا ، نرى الآن في المؤسسات الغذائية صناديق يحوي كل واحد منها ثلاث حقن صغيرة مملؤه بالعسل وثلاثة أنابيب من الشهد الملكي الثمين ، وكل واحد من الحقن يضاف إلى واحد من الأنابيب فيؤخذان لمدة ثمانية أيام ، وتكرر العملية ذاتها لاكتمال ثلاثة أسابيع ، وهكذا قيل إن الشهد الملكي اصبح يُثدَّم لطالبية حين يريدونه ، ويكون محتفظاً بخواصه العجيبة .
وهكذا ، يعالج اليوم بالغذاء العجيب : الضعف والشيخوخه ، وتصلب الشرايين والشعور بالتعب وفقر الدم .
ويجيب العلم : أن فاعلية ( الشهد الملكي ) تنقص تدريجياً مهما كانت طريقة حفظه جيده ، وكذلك تعاطية بطريق الفم يفقده كثيراً فاعليته بتأثير عصارات الهضم في محتوياته من الهرمونات الدقيقة التركيب ، ولا بد من صبر طويل ن وبحث دقيق حتى يمكن الوصول إلى اكتشاف ما خفي من أسراره وخواصة .
إن السائل الذي يخرج من بطون النحل ـ من المؤخرة ـ هو ( سم النحل ) تفرزه في الجسم الذي تلسعه دفاعاً عن نفسها . لقد تبين ـ بالبحث والتحليل ـ أن فيه شفاء لبعض الأمراض ، فقد لسع النحل ـ بطريق الصدفة ـ مريضاً بالروماتيزما بجوار مفصله المريض ، وكان عجيباً أن شفي من مرضه بعد اللسع ، فحدا هذا ببعض المختبرات إلى إجراء تجارب على مرض الروماتيزما ، و المرض القطني ، وعرق النسا ، فظهرت نتائج حسنة ومشجعه على استنباط علاج لهذه الأمراض من ( سم النحل ) .
وجرَّب الطبيب الأمريكي الشهير ( إيكارت ) علاج لسعة النحل بدهنها بالعسل ، فهدأ الألم ، وزال الورم .
والشمع الذي تفرزه النحلة من غدة خاصة بين حلقات بطنها ، يخرج أولاً كصفائح رقيقة صلبة ، تتلقفها النحلة في فمها ، وتمضغها فتلين صلابتها ، ويسهل بعد ذلك تشكيلها في صنع الحجرات الصغيرة السداسية ذات الشكل الهندسي الرائع ، وتخبئ فيها العسل .
هذا الشمع كان يستعمله الإنسان قديماً في صناعة شموع الإضاءة ، واليوم يستعمله ـ في الطب ـ أساساً لصنع المراهم والدهانات والكريمات المرطبة ، كما يستعمل العسل قاعدة لصنع مركبات ومعاجين علاجية ، ومسوغات لعمل الحبوب الطبية ، ولإخفاء طعم بعض الأدوية الكريهة .
وفيما يلي مجموعة من وصفات طبية من العسل مفيدة لبعض العلل والآفات :
ـ لتقوية الشعر : يمزج مقدار من العسل بنصفه من زيت الزيتون ويسخن قليلاً ، ثم يدعك به الشعر ( مرة في الشهر ) ويغسل بعد وقت قصير .
ـ لبشرة الوجه الجافة : يصنع قناع من 40 غراماً من العسل ، و25 من القمح و10 غ من الماء ، ينظف الوجه بالماء البارد ، ثم توضع عليه كمادات دافئة لمدة ثلاث دقائق ، ويصنع قناع من الشاش المفصل بحجم الوجه وتجعل فيه فتحات للفم والأنف والعينين وينشر فوقه المزيج ، ويوضع على الوجه مدة 20 دقيقة ، ثم ينزع ، وتكرر الكمادات الدافئة بضع دقائق ، ويغسل الوجه بالماء .
ـ قناع آخر : يضاف إلى دقيق القمح والماء صفار بيضه ، وملعقة صغيرة من العسل ويطبق كالسابق لمدة 20 دقيقة . ( ويمكن إضافة ملعقة صغيرة من زيت الزيتون ) .
ـ قناع ثالث : تمزج 50 غرام من العسل بصفار بيضه ـ أو ملعقة كبيرة من القشطة وقليل من الماء ـ ينظف الوجه بزيت نباتي ، ثم يدهن الوجه بالمزيج ، ويغسل بعد ربع ساعة بماء فاتر ، ويغطى بالبودرة .
ـ لخشون اليدين : تمزج ملعقة كبيرة من العسل ، بملعقة صغيرة من الجلسيرين ، وقليل من الطحين ، وبياض بيضه ، وتدهن بها اليدين .
ـ لالتهاب البشرة وحب الشباب : يمزج مقدار من العسل مبثله من عصير الجزر ويدلك الوجه بالمزيج كل يوم . وأكل هذا المزيج يفيد أيضاً .
ـ لالتهاب العين : يمزج مقدار من العسل في ماء الورد وتقطر به العين الملتهبة .
ـ للتقوية وتطهير الفم : يغلي ورق الجوز ويحلى بالعسل ، فيحصل شراب مطهر للدم ، ومقو ، يشرب في كل يوم فنجان منه .
ـ لالتهاب الحلق والنزلات الشعبية : 100 غ من العسل تمزج بعصير نصف ليمونه أو بمقدار من الحليب الساخن ، أو الشاي ، أو شراب الخردل ، تؤخذ على دفعات وينفع العسل بالماء الفاتر غرغرة .
ـ للقرحة والتهاب المعدة : كأس من الماء المغلي ـ أو الحليب ـ يذاب فيه 30 غرام من العسل يشرب صباحاً قبل الطعام بساعة ونصف أو ساعتين ، أو بعد تناول الطعام بثلاث ساعات ، وفي النهار يؤخذ كأس آخر مقدار العسل فيه 40 غرام ، وفي المساء كأس ثالث مقدار العسل فيه 30 غرام ، ويستعمل لمدة شهرين ، ويعاد عند اللزوم . وفي حالة التهاب المعدة تؤخذ المقادير نفسها قبل الطعام أو بعدة بدقائق .
ـ للآفات القلبية : تناول سبعين غراما من العسل يومياً لمدة شهر إلى شهرين يفيد المصابين بآفات قلبية شديدة ن ويعيد تركيب الدم إلى طبيعته ، ويزيد نسبة الهيموغلوبين في المقوية القلبية الوعائية .
ـ لآفات الجهاز العصبي : تناول 30 غرام من العسل صباحاً و 30 نهاراً ، و40 مساءً يفيد كثيراً في معالجة آفات الجهاز العصبي .
ـ لمكافحة الأرق : تناول كأس من الماء الفاتر المحلَّى بملعقة كبيرة من العسل يزيل الأرق إذا شرب قبل النوم بساعة .
ـ لتخفيف الوزن : ملعقة من العسل صباحاً بعدها فنجان شاي أحسن دواء لتخفيف الأرق.
ـ ضد مرض السكر : تناول ثلاث ملاعق من العسل يومياً على 3 مرات يكافح مرض السكر .
ـ ضد أدمان الخمر : تناول ملعقة من العسل صباحاً تمنع من إدمان الخمر .
ـ لإراحة المعدة : تناول ملعقة من العسل صباح كل يوم تريح المعدة والأمعاء وتنشط وتدفء وتهدئ .
ـ لتسنن الأطفال وتكلمهم : مزج قليل من العسل بعصير الليمون الحامض تدلك به لثة الأطفال لتسهيل خروج الأسنان . ويفيد التدليل به لثات الكبار والصغار ، وتدليل لسان الصبي الذي تأخر كلامه بالعسل مع الملح يجعله يتكلم بفصاحه .
ـ ضد النحافة : تؤخذ ملعقتان صغيرتان من العسل في الصباح ، وملعقتان في الساعة العاشرة ، وملعقتان مع الغذاء .
ـ ضد القُلاع ( بثور الفم واللسان ) : يؤخذ من مزيج العسل والليمون ملعقة صغيرة تحفظ في الفم أكبر وقت ممكن .
ـ ضد الحروق : دهن الحروق بالعسل يسكن الألم ، ويمنع ظهور نفطات ، ويعجل بالشفاء.
ـ للمغص الليلي : يسكن الألم أخذ ملعقتين صغيرتين من العسل مع كل وجبة ، ويستمر ذلك حتى معالجة السبب .
ـ ضد التبول : يعطى للأطفال ملعقة قهوة من العسل قبل النوم .
ـ ضد التعب العضلي : تؤخذ ملعقتان كبيرتان من العسل قبل القيام بأي جهد عضلي ، كما ينصح بتناول الفواكه ، واللبن الرائب ، أو الكريما .
ـ ضد الأرق : تؤخذ ملعقة كبيرة من العسل وقت الغذاء ، وإذا لم تكف ، تؤخذ ملعقة من العسل ممزوجة بملعقة من خل التفاح ثلاث مرات ، فيزول الأرق المستعصي بعد نصف ساعة .
ـ ضد التهاب الحلق والعيون : يغلي لتر من الماء بضع دقائق ويضاف إليه ملعقة كبيرة من العسل ، يستعمل غرغرة للحلق عدة مرات في النهار ، وكمادات للعيون .
ـ ضد الروماتيزما وأوجاع المفاصل والعضلات : يدهن مكان المرض بالعسل ، وتوضع فوقه قطعة قماش من الصوف مدة ساعتين ، وتجدد عنه الحاجة ، وتؤخذ ملعقتان كبيرتان من العسل على الريق كل صباح .