هو ملك البراري بمنافعه ورائحته النفاذة قديماً تناوله الناس ضد الطاعون والكوليرا واليوم يأكلونه لمحاربة الزكام وللمساعدة في الإفراز الكبدي وحفظ التوتر الشرياني وكمليّن للشرايين المتصلبة إنه الثوم .
وقد ورد ذكره في القرآن الكريم بقوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم :
المواد الفعالة في الثوم : زيت طيار مع مركبات الكبريت ، فيتامينات وهرمونات تشبه الهرمونات الجنسية ، وكذلك مواد مضادة للعفونة ومخفضة لضغط الدم ، قاتلة للديدان المعوية ومدرة لإفرازات الكبد ( الصفراء ) .
ويستعمل الثوم أيضاً لتسكين الآلام الموضعية التي لا يعرف لها سبب ظاهر كآلام الروماتزم ، وكثيراً ما تسكن آلام الأسنان بوضع فصوص الثوم المهروسة فوق موضع الألم أو فص واحد مقشر في الأذن على جانب الألم وتسكن ألم الأذن بتنقيط بضع نقط دافئة من زيت الزيتون طبخت فيه بضعة فصوص من الثوم . ولمعالجة القشرة في الرأس تفرم أربع حبات أو رؤوس من الثوم فرماً ناعماً وتوضع مع كمية من الكحول في زجاجة محكمة الغطاء تترك في الشمس لمدة عشرة أيام ، ثم تصفى وتدلك بهذا المزيج المخمر فروة الرأس مرتين في اليوم . ويعالج الجرب والجروح العفنة بعصير الثوم .
كذلك فإن الثوم يقوي مناعة الجسم ويكسبه نشاطاً لذلك يوصي الأطباء بأكله للوقاية من الأوبئة ( التيفوس والكوليرا ) والأمراض المعوية كالزحار ، ولتنشيط الجسم عند تعرضه لمجهود كبير بالعمل أو السير الطويل ، وقد ثبت أخيراً لدى الأطباء أن الثوم يقي من الإصابة بمرض السرطان حيث يعيق نمو الخلايا السرطانية . كما يفيد مرضى البول السكري كما دلت التجارب أن الثوم يقي من الإصابة بشلل الأطفال إلى حد كبير .
وفي الصيدليات أدوية كثيرة مستخرجة من الثوم ليس لها مثل مذاقه . وفوائد الثوم كثيرة لا حصر لها ، ويمكن إزالة رائحته الكريهة بأكل تفاحة أو شرب ملعقة كبيرة من عسل النحل بعد أكله بنصف ساعة .
في سنة 1776م انتشر وباء الطاعون في مرسيليا ، وقتل عدة آلاف من السكان . وفي ذلك الوقت رغم هلع جميع السكان من هذا الوباء القاتل ، عثر على أربعه لصوص يسرقون أسواق المدينة بدون خوف من عدوى الطاعون المنتشر . حوكم هؤلاء اللصوص بعقوبة الموت لكن مع الوعد بالعفو عنهم فيما إذا كشفوا عن السر الذي أنقذهم من عدوى الوباء .
وقد تبين أن هؤلاء اللصوص الأربعة كانوا يأكلون علاج (( سحري )) مكون من (( الثوم والخل )) .
عرف الناس الثوم ( Allium Sativum) وأقبلوا على أكله منذ أقدم الأزمان . يصدق هذا على أهل بابل وقد ثبت أنهم أكلوا الثوم قبل أكثر من ( 6000 ) سنه . وعلى بناة الأهرامات الذين وجدوا فيه خير غذاء لهم قبل ( 5000 ) سنه. واكتشف أهل الهند والصين مزايا الثوم الصحية منذ أكثر من ( 2000 ) سنة .
ولم يغفل الطب الحديث عن فوائد الثوم وخصائصه العلاجية وحسبك مرجع ( مرك ) الشهير الذي ينشر ويوزع على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية. والذي يؤكد فاعلية الثوم في قتل الميكروبات . تلك الخاصية التي دفعت العلماء الروس إلى إنتاج عصارة الثوم وتوزيعها باعتبارها عقاراً مضاداً للجراثيم وقد أطلقوا عليه أسم الليسين Alicin ويسميه الكثيرون ( البنسلين الروسي ) .
على أن علماء الصين وأطباؤهم أولوا الثوم اهتماماً كبيراً مركزاً في السنوات الأخيرة . وخاصة ما قام به فريق من الأطباء العاملين في كلية هونان الطبية وفي المستشفى التابع لها في بلدة شنفشا فقد أجرى هؤلاء العلماء أبحاثاً وتجارب تناولت خصائص الثوم العلاجية بصفة عامة وقدرته على معالجة التهاب السحايا بصفة خاصة .
والمعروف أن التهاب السحايا ، وإن سبب هذا المرض هو طفيلية تتسرب إلى قشرة الدماغ وإلى النخاع الشوكي فتسبب التهابات خطيرة قد يكون الموت نتيجتها .
من محاسن العلاج بالثوم أنها لا تقترن بمفاعيل ثانوية مضرة ، خلافاً للمعالجة بالأدوية الكيميائية ، والدواء الشائع لمعالجة هذا الالتهاب هو أحد مشتقات بكتيريا التربة ـ أمفوتريسنين ( ب ) ونسبة العلاج بهذا العلاج 85% هذا إلى جانب المدة الطويلة ( 3 ـ 4 ) شهور التي تحتاجها المعالجة بهذا العقار .
استخدم الثوم من قبل الإنسان منذ فجر التاريخ ، وقد وجدت ستة حبات من الثوم في قبر توت تنخ آمون ، ويقول هيرودوت أن تناول العمال المصريين للثوم جعلهم يبنون الأهرامات .
جرت العادة أن يستخدم الثوم لمعالجة أمراض كثيرة ، فمثلاً عند ارتفاع الضغط تؤخذ عدة فصوص من الثوم ، تفرم إلى قطع صغيرة وتبلع ، وتعمل هذه الوصفة في حالة الصداع ، والأعصاب المتعبة .
ويعمل البعض منها لبخة يربطها حول الأعضاء المشلولة إذا كان الشلل في بدايته ، كما أن الثوم ، من العادة أن يستخدم لداء الثعلبة حيث تظهر في الرأس أو الذقن بقع خالية من الشعر ، فيدقون الملح مع الثوم ، ويجرحون المكان المصاب بداء الثعلبة ثم يضعون عليه الثوم والملح ويفيد الذين جربوا هذه الوصفة بأنها تشفي من هذا الداء .
كما يستخدمها البعض إذا شعروا بتلبك في المعدة وفقدان الشهية ونخزات في الجسم فيأخذون عدة فصوص من الثوم تدق مع الملح وتوضع مع كأس من اللبن الزبادي وتشرب وهذا يؤدي إلى إعادة الشهية وذهاب النخزات التي كانوا يشعرون بها .
تقول كتب الطب الشعبي ، بأنه ينفع من السعال والربو ، وضيق التنفس وقروح المعدة والقولنج والسدد واليرقان والمفاصل ويحلل الأورام ، وحصى الكلى ويقطع البلغم والنسيان والفالج والرعشة أكلاً ، وإذا استعمل مع العسل فإنه يفيد التشنج وداء الثعلبة .
وإذا طبخ بالزيت والعسل فإنه يدفع سموم العقارب والأفعى شرباً وطلاءً . ومن لازم عليه بالراب لم يشب ، أما إذا لازم عليه بعد الشيب فإن الشعر الأبيض يسقط ، وينبت بدله شعر أسود .
وإذا طبخ بلبن الضأن ثم بالسمن ثم يعقد بالعسل يفيد الناحية الجنسية كثيراً ، ويسكن أوجاع المفاصل ويصفي الصوت وطبيخه يقتل القمل وهو مع النوشادر يذهب البهق والبرص طلاءً .
يقول جلال الدين السيوطي : إن الثوم والملح إذا ضمدت به البواسير الرطبة قطعها .
كما يفيد الثوم في حالة تصلب الشرايين لأن الثوم يساعد على عدم ترسب الكولسترول ، ويوصف لأوجاع المعدة الناتجة عن الإسهال .
وقد ذكر أحد الأشخاص بأنه كان لديه حصوة صغيرة وذهب إلى الطبيب فوصف له بأن يأخذ عدة فصوص من الثوم ويفرمها ويبلعها على الريق دون فطور ، وقال إنه فعل ذلك في الصباح ونزلت الحصوة في المساء .
وقد ذكر رويحة في كتابه التداوي بالأعشاب بأن الثوم يفيد ضد التسمم بالنيكوتين .
الثوم يقلل نسبة الكولسترول في الدم :
أشارت آخر الأبحاث أن تناول الثوم باستمرار يمنع أو يقلل من تجمع الكولسترول في الشرايين التاجية .
ويعود السبب في ذلك إلى احتواء الثوم على مادة مضادة للتأكسد تدعى الأليسين وكميتها محدودة في الثوم الطازج .
وقال مارفن موزر أستاذ الأمراض الباطنية بجامعة بيل الذي أجرى أبحاثاً حول فوائد الثوم ( أشارت نتائج الأبحاث إلى أن المسحوق المركز من الثوم غير ضار . وقد يكون مفيداً كبديل لخفض نسبة الكولسترول أو كبديل لبعض عقاقير خفض الكولسترول ) .
وجاءت تصريحات موزر في مؤتمر صحفي لإعلان نتائج أبحاثه على أقراص جديدة من مادة الثوم العديمة الرائحة التي أنتجتها شركة ليختفر الألمانية . ويتم تناول هذه الأقراص بمعدل قرص يومياً ويحتوي القرص الواحد على مسحوق الثوم المركز .
قال الباحثون خلال اجتماع للمعهد القومي لمكافحة السرطان في أتلنتا ( جورجيا ) أن بعض المواد الغذائية تحتوي على مكونات كيميائية نباتية قادرة على حماية الجسم من الإصابة بسرطان الثدي .
وتوجد هذه المكونات بكثرة في الشاي الأخضر وزيت البرتقال والثوم والبصل والقنبيط ( القرنبيط ) والصويا وهي مواد تدخل في أطعمة سكان المناطق التي تنخفض فيها نسبة الإصابة بسرطان الثدي كاليابان وحوض البحر المتوسط .
:: يتبع ::
الثوم يؤكل مشوياً :
بعد أن ثبت فائدة الثوم في تخفيض نسبة الكولسترول أخذ المختصون باكتشاف طرق جديدة لأكله لإرضاء أذواق الناس ومن بينها شي ( شوي ) الثوم على النار .
وقالت صحيفة ( يواس توداي ) : إن شي الثوم يتم بكشط طبقة رقيقة من الجزء العلوي لسن الثوم كي يظهر الجزء الداخلي منها ثم توضع في الفرن ويرش عليها قليل من زيت الزيتون وتغطى لمدة ساعة في حرارة 350 درجة حتى يظهر جزؤها الداخلي ثم لمدة ساعة أخرى حتى تصبح طرية وذات لون ذهبي . وأضافت الصحيفة : إنه يمكن استعمال الثوم لدهن الساندويتشات وعلى السلطات والأطعمة المختلفة دون الشعور برائحته أو نكهته الشديدة .
لقد ازداد استهلاك الثوم في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 100 في المائة عنه خلال العقد الماضي . وازدادت زراعته وتصنيعه خاصة في كاليفورنيا وملئت رفوف الأسواق الحديثة من الثوم المصنع كبوردة الثوم ، والثوم بالملح ، وكبسولات الثوم وحبوبه ، حيث ذكر بليني الحكيم واحداً وستين علاجاً للثوم بما فيها : عضة الحية ، الباسور ، الحموضة والحرقة ، الرجفان ، الحصبة والرشح .
ويوصي أطباء الهنود باستعماله لتحسين الصوت والذهن . كما أوصى به الفارسيون في القرون الوسطى لتحسين الدورة الدموية ، والصينيون أوصوا به كمخدر . وأينما ينتشر وباء الكوليرا ، يكثر الناس من أكله بكميات كبيرة.
عندما يهرس فص الثوم ، فهو مطهر قوي ، وفي سنة 1954 ، وجد عالم روسي أن عصير الثوم يقتل جميع البكتيريا خلال ثلاث دقائق في وعاء البكتيريا المزروعة .
إننا نلاحظ أن سن ثوم طري وغير مسحوق ، لا تظهر منه سوى رائحة ضعيفة فإذا ما سخناه أو قسمناه ، انبعثت منه رائحته الخاصة النفاذة . إن هذه الظاهرة مردها إلى احتكاك مادة الأليسين بالهواء ، فإذا ما أردنا أن نحصل على الفائدة المتوفرة في هذه المادة ، فعلينا سحق الثوم بعناية قبل وضعه بالفم أو أثناء مضغه ، وإذا علمنا أن مادة الأليسين تحتاج إلى حرارة لا تزيد عن سبع وثلاثين درجة يتبين لنا أن الجسم الإنساني ـ مهيأ بصورة طبيعية تلقائية ـ للإفادة من خواص هذه المادة الرئيسية في قوام الثوم . ومعنى ذلك ، من جهة أخرى ، أن طهي الثوم يدمر تلك المادة إذ سيحرمنا من الاستفادة منها بالشكل المرغوب .