التمر في الطب القديم :
وتحدث الأطباء العرب مطولاً عن التمر ، وقالوا : إنه من أكثر الثمار تغذية للبدن ، وذكروا أنه مقو للكبد ، ملين للطبع ، يزيد في البَاه ( الجنس ) ـ ولا سيما مع حب الصنوبر والحليب ، ويبرئ من خشونة الحلْق ، وأكله على الريق يقتل الدود ، وهو فاكهة وغذاء وشراب وحلوى ، والإكثار منه يؤذي الأسنان ، ويهيج الصداع ، ويُدفع ضرره باللوز والخَشْخاش ، أو بالعسل والزبد .
وبعض الأطباء ميزوا بين البلح والتمر ، فقالوا عن البلح : إنه يقوي اللثة والمعدة ، ويوقف الإسهال ، وسيلان الرحم ، ويقطع دم البواسير ، ويلزق الجراحات ضماداً . وهو رديء للصدر والرئة ، ويحدث سُدداً في الكبد ، ويبطئ الهضم وينفخ إذا شرب الماء على أثره ، ويُدفعُ ضرره بشرب الزنجبيل بعده ومربى العسل .
أما التمر فقالوا عنه : يقوي الكبد ، ويلين الطبع ، ويزيد في القوة الجنسية مع الحليب والقرفة ، ويخصب البدن ويسخنه ، وينفع الصدر والرئة ، ويحسن اللون . وهو عسر الهضم . ويُحدث الكثير منه صداعاً ، ويضر الكبد . وأحسن أكله في وقت البرد .
وفي القرون الوسطى استعمل التمر علاجاً للصدر ومهدئاً للسعال ، ثم سقطت مكانته واتهم بأنه صعب الهضم ، ويجمدّ الدم ، ومع ذلك فقد ظل يستعمل في مستحضرات دوائية ضد البلغم والأخلاط التي ترشح من المخ .
:: يتبع ::
أما في الطب الحديث ، فقد أظهر تحليل التمر الجاف أن فيه : 70.6% من الكربوهيدرات و 2.5% من الدهن ، و 33% من الماء ، و 1.32% من الأملاح المعدنية ، و 10% من الألياف ، وكميات من الكورمين ، وفيتامينات أ ـ ب1 ـ ب2 ، ج ، ومن البروتين والسكر والزيت والكلس والحديد ، والفوسفور والكبريت والبوتاس والمغنيز والكلورين والنحاس والكلسيوم والمنغنيزيوم .
ومعنى هذا أن التمر ذو قيمة غذائية عظيمة ، وهو مقو للعضلات والأعصاب ومرمم ، ومؤخر لمظاهر الشيخوخة ، وإذا أضيف إليه الحليب كان من أصلح الأغذية ، وبخاصة لمن كان جهازه الهضمي ضعيفاً . إن القيمة الغذائية في التمر تضارع بعض ما لأنواع اللحوم ، وثلاثة أمثال ما للسمك من قيمة غذائية . وهو يفيد المصابين بفقر الدم ، وبالأمراض الصدرية ـ ويعطى على شكل عجينه أو منقوع يُغلَى ويشرب على دفعات . وهو يفيد ـ خاصة ـ الأولاد والصغار والشبان ، والرياضيين ، والعمال ، والناقهين ، والنحيفين ، والمصابين بفقر الدم ، والنساء الحاملات .
إنه يزيد في وزن الأطفال ، ويحفظ رطوبة العين وبريقها ، ويمنع جحوظ كرتها ، ويكافح الغشاوة ويقوي الرؤية وأعصاب السمع ، ويهدئ الأعصاب ويحارب القلق العصبي ، وينشط الغدة الدرقية ، ويشيع السكينة والهدوء في النفس ـ بتناوله صباحاً مع كأس حليب . ويقوي الأعصاب ، ويلين الأوعية الدموية ، ويرطب الأمعاء ويحفظها من الضعف والالتهاب ، ويقوي حجيرات الدماغ ، والقوة الجنسية ، ويقوي العضلات ويكافح الدوخة وزوغان البصر ، والتراخي والكسل ـ عند الصائمين والمرهقين ، وهو سهل الهضم ، سريع التأثير في تنشيط الجسم ، ويدر البول ، وينظف الكبد ، ويغسل الكُلَى ، ومنقوعة يفيد ضد السعال والتهاب القصبات والبلغم . وأليافه تكافح الإمساك . وأملاحه المعدنية القلوية تعدل حموضة الدم ( ِAcidose ) التي تسبب حصيات الكلى والمرارة والنِّقرس ، والبواسير ، وارتفاع الضغط . وإضافة اللوز والجوز إليه ، أو تناوله مع الحليب يزيد في مفعوله . وغناه بالبروتين والدهن .
لا يمنع التمر إلا عن البدينين ، والمصابين بالسكري .
يستخرج من التمر الخل ويستخرج من نوى التمر زيت النخيل ، ويحمَّص نواه ويطحن ويستعمل بديلاً عن البن في بعض المناطق ، ويستخرج من عصيره السكر ، ويستخرج من التمر دبس وصف في الطب أنه : يحلل البلغم الخام ، وينفع من السعال والبرد والفالج ووجع المفاصل .
تعريف : التمر الهندي ، أو تمر الهند : ثمرة شجر مثمر من الفصيلة القرنية كبيرة الحجم جميل الشكر كشجر الرمان .. يعرف باللغة العربية بأسماء : الحُمر ، الصبار وفي السودان باسم الحومز ، والعرديب ، ثمرته قرنية الشكل تحوي ما بين بذرة وأربع بذور ، وهي ذات طعم حامض . قيل : إن موطنه الأصلي أفريقيا الاستوائية . وعرف منذ القديم في مصر والهند وغيرهما ، وتنجح زراعته في المناطق الحارة .
تقطف الثمار وتقشر ويعجن لبها ، ويضاف إليه قليل من عصير قصب السكر لحفظها من الفساد ، أو تنظف الثمار من الألياف والنوى وتنقع في الماء المغلي مدة لتصفى ، وتغلى مرة ثانية في حمام ماري ( وهو وضعه في إناء يوضع في وعاء أكبر منه فيه ماء ويغلى ) وحيث يصبح كرُبّ البنادورة ( الطماطم ) ، يحفظ في وعاء من الخزف ( الفخار ) أو البلور ، ويستعمل عند الحاجة كصنع شراب أو لتحميض بعض الأطعمة ، أو المياه الغازية ، وينصح باجتناب تجهيزه في وعاء نحاسي لأنه يتفاعل مع النحاس ، وأحسنه الحديث الطري الذي لم يذبل .
التمر الهندي في الطب القديم والحديث :
وصف في الطب القديم بأنه ينفع من القيء والعطش والحميات ، والإسهال ، وهو يقوي القلب ، والمعدة ، ويزيل الصفراء ، والحكَّة من البدن ، ويلين الطبيعة ، ويسكن هيجان الدم والغثيان والصداع ، وهو يهيج السعال ويضر الطحال .
وظهر للطب الحديث من تحليله أنه يحتوي على : حمض الطرطير ، وحمض الليمون ، وحمض التفاح ، وبعض المواد القلوية ، وحمض التانين القابض ، كما يحوي مقادير من السكر ، والحديد ، والفوسفور ، والمنغنيز ، والكلس والصودا ، والكلور ، وغيرها .
وذكر أنه يستعمل في أوروبا وأمريكا مغلياً كالشاي ضد الحميات والقبض ، ويحضر في انجلترا مركب من نقعه في الحليب بنسبة 1 إلى 4 : ويسمى ( مصل تمر الهند ) . ومن فوائده أنه ملين ومرطب ، ومزيل للحموضة الزائدة في الجسم ، والفضلات التي تتراكم من ترك المشي والحركة والرياضة ، ويفيد في الزكام ، وفي اليَرقان .
التوت
تعريف : جنس شجر من الفصيلة القراصية والقبيلة التوتية تزرع لثمرها يأكله الإنسان ، ولورقها يأكله دود القز ، واسمه أيضاً توث وفرصاد وأشجار التوت أنواع منها الكبير والصغير ومن ثمره التوت الأبيض والأسود الشامي والأحمر .
التوت في الطب القديم :
تحدث الأطباء القدماء عن خواص التوت ، ومنهم ابن سينا ، الذي قال عنه : التوت صنفان ، أحدهما هو الفِرصاد الحلو ، وهو يجري مجرى التين في الإنضاج ، إلا أنه أردأ غذاء ، وأقل وأفسد دماً ، وأردأ للمعدة . وأما المُزُّ الذي يعرف بالتوت الشامي ؛ ففيه قبض وتبريد ، وعصارته قابضة ، والحامض منه يحبس أورام الفم والحلق ، والقروح الخبيثة ، ويجب أن تؤكل جميع أصنافه قبل الطعام . والشامي لا يضر معدة صفراوية ، وهو يشهي الطعام ويخرجه بسرعة ، والعفص المجفف المملح يحبس البول شديداً ، وينفع من ( الديزنتاريا ) ، وفي جميع أصنافه إدرار للبول ، وعصارته تليّن الطبيعة ، وإذا طبخ ورقه وورق الكرم والتي الأسود بماء المطر سود الشعر . وإذا جُفف ثمر التوت الأسود قام مقام السماق ، وورقه يمنع من الذبحة والخوانيق وأورام الحلق واللهاة ، والتوت يقوي المعدة والأمعاء ويدر البول ، ويربي شحم الكُلَى .
[] مغلي أوراق التوت ضد السكري ( 30 ـ 50 نقطة ) قبل الطعام .
والتوت الشامي ( الأسود ) يفيد المصابين بفقر الدم ، وضعف الكبد ، والسعال ، والحصبة والجدري ، وأورام الحلق ، واللثة ، ويخفف الحرارة والعطش ، وشرب عصيره الطازج ـ بدون سكر ـ عدة مرات طول الموسم يبني الشحم حول الكُلى الساقطة ويرفعها ، ويفيد شرابه في ترطيب التهابات فم الأطفال ، ويلطف الحميات ، والغرغرة به تهدئ الذبحة الصدرية ، وتناول مقدار منه قبل الأكل يفتح الشهية ، ويلين المعدة ، والإكثار منه يؤذي الأعصاب والصدر ، ويسبب إمساكاً شديداً .
مزايا التوت البري :
ومن التوت نوع بري ، وصف أنه في تركيبه ( ابن عم ) الفراولة الكرز ، وهو غني بحامض الليمون ، وقابض لغناه بالبكتين ، ومذاقه شديد الحموضة . ومن مزاياه تخفيف العطش ، وإذا أخذ قبل الطعام فتح الشهية ونقى الدم .
أهم العناصر التي عرفت في تركيب التوت البري : سكر 3.48 ، وبكتين 0.94 ، عدة حوامض ، فيتامين ( أ ، ج ) ، مواد دسمة ، أملاح ، صمغ ، زيوت أساسية . وخصائصه واستعمالاته تشبه خصائص التوت وطرق استعماله داخلياً وخارجياً .