العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.64 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-12-2007 الساعة : 08:54 PM


وصية الإمام الباقر ( عليه السلام ) لجابر الجعفي


زوّد الإمام الباقر ( عليه السلام ) تلميذه العالم جابر بن يزيد الجعفي ، بهذه الوصية الخالدة الحافلة بجميع القيم الكريمة ، والمثل العليا التي يسمو بها الإنسان فيما لو طبّقها على واقع حياته ، وهذا بعض ما جاء فيها :
( أوصيك بخمس : إن ظلمت فلا تظلم ، وإن خانوك فلا تخن ، وإن كذبت فلا تغضب ، وإن مدحت فلا تفرح ، وإن ذممت فلا تجزع ، وفكّر فيما قيل فيك ، فإن عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين الله جلّ وعزّ عند غضبك من الحق أعظم عليك مصيبة ممّا خفت من سقوطك من أعين الناس ، وإن كنت على خلاف ما قيل فيك ، فثواب اكتسبته من غير أن يتعب بدنك .
واعلم بأنّك لا تكون لنا ولياً حتّى لو اجتمع عليك أهل مصرك ، وقالوا : إنّك رجل سوء لم يحزنك ذلك ، ولو قالوا : إنّك رجل صالح لم يسرّك ذلك ، ولكن اعرض نفسك على كتاب الله ، فإن كنت سالكاً سبيله ، زاهداً في تزهيده ، راغباً في ترغيبه ، خائفاً من تخويفه ، فاثبت وأبشر ، فإنّه لا يضرّك ما قيل فيك ، وإن كنت مبائناً للقرآن ، فماذا الذي يغرّك من نفسك .
إنّ المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها ، فمرّة يقيم أودها ويخالف هواها في محبّة الله ، ومرّة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله فينتعش ، ويقيل الله عثرته فيتذكر ، ويفزع إلى التوبة والمخافة فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من الخوف ، وذلك بأنّ الله يقول : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) .
يا جابر ، استكثر لنفسك من الله قليل الرزق تخلّصاً إلى الشكر ، واستقلل من نفسك كثير الطاعة لله إزراءً على النفس وتعرّضاً للعفو .
وادفع عن نفسك حاضر الشر بحاضر العلم ، واستعمل حاضر العلم بخالص العمل ، وتحرّز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدّة التيقّظ ، واستجلب شدّة التيقّظ بصدق الخوف ، وأحذر خفي التزين بحاضر الحياة ، وتوقّ مجازفة الهوى بدلالة العقل ، وقف عند غلبة الهوى باسترشاد العلم ، واستبق خالص الأعمال ليوم الجزاء .
وانزل ساحة القناعة باتقاء الحرص ، وادفع عظيم الحرص بإيثار القناعة ، واستجلب حلاوة الزهادة بقصر الأمل ، واقطع أسباب الطمع ببرد اليأس ، وسد سبيل العجب بمعرفة النفس ، وتخلّص إلى راحة النفس بصحّة التفويض ، واطلب راحة البدن باجمام القلب ، وتخلّص إلى اجمام القلب بقلّة الخطأ .


وتعرّض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات ، واستجلب نور القلب بدوام الحزن ، وتحرّز من إبليس بالخوف الصادق ، وإيّاك والرجاء الكاذب ، فإنّه يوقعك في الخوف الصادق .
وتزيّن لله عزّ وجلّ بالصدق في الأعمال ، وتحبّب إليه بتعجيل الانتقال ، وإيّاك والتسويف ، فإنّه بحر يغرق فيه الهلكى ، وإياّك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب ، وإيّاك والتواني فيما لا عذر لك فيه فإليه يلجأ النادمون .
واسترجع سالف الذنوب بشدّة الندم ، وكثرة الاستغفار ، وتعرّض للرحمة وعفو الله بحسن المراجعة ، واستعن على حسن المراجعة بخالص الدعاء ، والمناجاة في الظلم .
وتخلّص إلى عظيم الشكر باستكثار قليل الرزق ، واستقلال كثير الطاعة ، واستجلب زيادة النعم بعظيم الشكر ، والتوسّل إلى عظيم الشكر بخوف زوال النعم ، واطلب بقاء العزّ بإماتة الطمع ، وادفع ذل الطمع بعز اليأس ، واستجلب عزّ اليأس ببعد الهمّة .
وتزوّد من الدنيا بقصر الأمل ، وبادر بانتهاز البغية عند إمكان الفرصة ، ولا إمكان كالأيام الخالية مع صحّة الأبدان ، وإيّاك والثقة بغير المأمون ، فإنّ للشر ضراوة كضراوة الغذاء .
واعلم أنّه لا علم كطلب السلامة ، ولا سلامة كسلامة القلب ، ولا عقل كمخالفة الهوى ، ولا خوف كخوف حاجز ، ولا رجاء كرجاء معين ، ولا فقر كفقر القلب ، ولا غنى كغنى النفس ، ولا قوّة كغلبة الهوى .


ولا نور كنور اليقين ، ولا يقين كاستصغارك للدنيا ، ولا معرفة كمعرفتك بنفسك ، ولا نعمة كالعافية ، ولا عافية كمساعدة التوفيق ، ولا شرف كبعد الهمّة ، ولا زهد كقصر الأمل ، ولا حرص كالمنافسة في الدرجات .
ولا عدل كالإنصاف ، ولا تعدّي كالجور ، ولا جور كموافقة الهوى ، ولا طاعة كأداء الفرائض ، ولا خوف كالحزن ، ولا مصيبة كعدم العقل ، ولا عدم عقل كقلّة اليقين ، ولا قلّة يقين كفقد الخوف ، ولا فقد خوف كقلّة الحزن على فقد الخوف ، ولا مصيبة كاستهانتك بالذنب ، ورضاك بالحالة التي أنت عليها .
ولا فضيلة كالجهاد ، ولا جهاد كمجاهدة الهوى ، ولا قوّة كردّ الغضب ، ولا معصية كحب البقاء ، ولا ذلّ كذلّ الطمع ، وإيّاك والتفريط عند إمكان الفرصة ، فإنّه ميدان يجري لأهله بالخسران ... ) .

من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.64 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-12-2007 الساعة : 08:56 PM


خطبة الإمام الباقر ( علیه السلام ) فی الشام


قال الإمام الصادق ( علیه السلام ) : لمّا أشخص هشام أبی إلى دمشق ، سمع الناس یقولون : هذا ابن أبی تراب !!
قال : فأسند ظهره إلى جدار القبلة ، ثمّ حمد الله وأثنى علیه ، وصلّى على النبی ( صلى الله علیه وآله ) ، ثمّ قال :
( اجتنبوا أهل الشقاق وذرّیة النفاق ، وحشو النار ، وحصب جهنّم عن البدر الزاهر ، والبحر الزاخر ، والشهاب الثاقب ، ونور المؤمنین ، والصراط المستقیم ، ( مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً ) .

ثمّ قال بعد كلام : ( أبصنو رسول الله تستهزئون ؟ أم بیعسوب الدین تلمزون ؟ وأی سبیل بعده تسلكون ؟ وأی حزب بعده تتبعون ؟!
هیهات هیهات برز لله بالسبق ، وفاز بالفضل ، واستوى على الغایة ، وأحرز الخطار ، فانحسرت عنه الأبصار ، وخضعت دونه الرقاب ، وفرع الذروة العلیا ، فكذّب من رام من نفسه السعی ، وأعیاه الطلب ، فأنّى لهم التناوش من مكان بعید ) .
وقال :
أقلّـوا أقلّـوا لا أبـاً لأبیــكم ** من اللوم بل سدّوا المكان الذی سدّوا
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البناء ** وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا


فأنى یسد ثلمة أخی رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) إذ شفعوا ، وشقیقه إذ نسبوا ، وندیده إذ قتلوا ، وذی قرنی كنزها إذ فتحوا ، ومصلی القبلتین إذ انحرفوا ، والمشهود له بالإیمان إذ كفروا ، والمبید لعهد المشركین إذ نكلوا ، والخلیفة على المهاد لیلة الحصار إذ جزعوا ، والمستودع لأسرار ساعة الوداع ) .

من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.64 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-12-2007 الساعة : 08:57 PM


خطبة الإمام الباقر ( عليه السلام ) في جمع من أهل الغفلة


حضر عند الإمام الباقر ( عليه السلام ) جمع من الشيعة ، وقد لاحظ أنّهم من أهل الغفلة ، فخطبهم قائلاً :
( إنّ كلامي لو وقع طرف منه في قلب أحدكم لصار ميّتاً ، ألاَ يا أشباحاً بلا أرواح ، وذباباً بلا مصباح ، كأنّكم خشب مسندة ، وأصنام مريدة ، ألاَ تأخذون الذهب من الحجر ، ألاَ تقتبسون الضياء من النور الأزهر ، ألا تأخذون اللؤلؤ من البحر ؟ خذوا الكلمة الطيّبة ممّن قالها ، وإن لم يعمل بها ، فإنّ الله تعالى يقول : ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) .
ويحك يا مغرور : ألاَ تحمد من تعطيه فانياً ؟ ويعطيك باقياً ، درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف مضاعفة من جواد كريم .
آتاك الله عند مكافأة هو مطعمك وساقيك ، وكاسيك ، ومعافيك ، وكافيك ، وساترك ممّن يراعيك ، من حفظك في ليلك ونهارك ، وأجابك عند اضطرارك ، وعزم لك على الرشد في اختبارك ، كأنّك قد نسيت ليالي أوجاعك وخوفك ، دعوته فاستجاب لك ، فاستوجب بجميل صنيعه الشكر ، فنسيته فيمن ذكر ، وخالفته فيما أمر .
ويلك إنّما أنت لص من لصوص الذنوب ، كلّما عرضت شهوة أو ارتكاب ذَنْب سارعت إليه ، وأقدمت بجهلك عليه ، فارتكبته كأنّك لست بعين الله ، أو كأنّ الله ليس لك بالمرصاد .
يا طالب الجنة : ما أطول نومك ، وأكلّ مطيّتك ، وأوهى همّتك ، فلله أنت من طالب ومطلوب ، ويا هارباً من النار ، ما أحثّ مطيّتك إليها ، وما أكسبك لما يوقعك فيها !
انظروا إلى هذه القبور ، سطوراً بأفناء الدور ، تدانوا في خططهم ، وقربوا في فرارهم ، وبُعدوا في لقائهم ، عمَّروا فخرّبوا ، وأنسوا فأوحشوا ، وسكنوا فأزعجوا ، وقنطوا فرحلوا ، فمن سمع بدانٍ بعيد ، وشاحط قريب ، وعامر مخرّب ، وآنس موحش ، وساكن مزعج ، وقاطن مرحل غير أهل القبور .
يا ابن الأيام الثلاثة : يومك الذي ولدت فيه ، ويومك الذي تنزل فيه قبرك ، ويومك الذي تخرج فيه إلى ربّك ، فيا له من يوم عظيم .
يا ذي الهيئة المعجبة ، والهيم المعطنة : ما لي أراكم أجسامكم عامرة ، وقلوبكم دامرة ، أمّا والله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه ، وأنتم إليه صائرون ، لقلتم : ( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) .

من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.64 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-12-2007 الساعة : 08:58 PM


خطبة الإمام الباقر ( علیه السلام ) فی مجلس هشام بن عبد الملك


لما حمل الإمام الباقر ( علیه السلام ) إلى الشام ، إلى هشام بن عبد الملك ، وصار ببابه ، قال هشام لأصحابه : إذا سكتت من توبیخ محمّد بن علی فلتوبخوه ، ثمّ أمر أن یؤذن له ، فلمّا دخل علیه أبو جعفر ، قال بیده : ( السلام علیكم ) ، فعمّهم بالسلام جمیعاً ، ثم جلس .
فازداد هشام علیه حقداً بتركه السلام علیه بالخلافة ، وجلوسه بغیر إذن ، فقال : یا محمّد بن علی : لا یزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمین ، ودعا إلى نفسه ، وزعم أنّه الإمام سفهاً وقلّة علم ، وجعل یوبّخه ، فلمّا سكت أقبل القوم علیه رجل بعد رجل یوبّخونه .
فلمّا سكت القوم ، نهض ( علیه السلام ) قائماً ، ثمّ قال : ( أیّها الناس : أین تذهبون ؟ وأین یراد بكم ؟ بنا هدى الله أوّلكم ، وبنا ختم آخركم ، فإن یكن لكم ملك معجّل فإنّ لنا ملكاً مؤجّلاً ، ولیس بعد ملكنا ملك ، لأنّا أهل العاقبة ، یقول الله عزّ وجل : ( والعاقبة للمتقین ) .
فأمر به إلى الحبس ، فلم یبق رجل إلاّ قام بخدمته وحسن علیه ، فجاء صاحب الحبس إلى هشام ، وأخبره بخبره ، فأمر به فحمل إلى البرید هو وأصحابه ، لكی یردّوا إلى المدینة المنوّرة .

من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.64 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-12-2007 الساعة : 08:59 PM


مدرسة الإمام الباقر ( عليه السلام )


في عصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بدأت الدولة الأموية بالتصدع ، وبدأت عندها الدعوة العباسية بالظهور .
ففي ذلك الوقت استغل الإمام الباقر ( عليه السلام ) هذا الظرف المناسب ، وفتح مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) الشهيرة ، والتي أتمَّ مسيرتها الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) من بَعدِه ، تخرَّج من هذه المدرسة المُبَاركة المِئات من العلماء الأفاضل .
وكان ذلك مُصداقاً لما أخبر به الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) جابر بن عبد الله الأنصاري ، حيث قال ( صلى الله عليه وآله ) :
( يَا جَابر يُوشَك أن تلحق بِوَلد مِن وُلدِ الحسين ، اسمُهُ كاسمي ، يبقر العِلْم بقراً ، فإِذَا رأيتَهُ فأَقرِأْهُ مِنِّي السَّلام ) .
نعم ، لقد بقر الإمام الباقر ( عليه السلام ) العلمَ ، وفَجَّره في جميع مجالات الحياة ، من خلال هذه المدرسة العظيمة .
فمدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) هي أول مدرسة فكرية أُنشِأت في الإسلام ، وقد عَملت بِكُلِّ طاقاتها على تقدّم حياة المسلمين وتطويرها .
ولم تقتصر علومها على التشريع الإسلامي ، وإنما تناولت جميع العلوم والمعارف من الإدارة ، إلى الاقتصاد ، إلى الطبِّ والكيمياء ، إلى الحكمة والفلسفة ، إلى علم الكلام ، وإلى العلوم السياسية .
هذه المؤسسة العظيمة قامت بدور مهم في تأسيس هذه العلوم وتدوينها ، بعد أن مَنَع الخليفةُ الأول والثاني تدوينَ الحديث الشريف ، لأن ذلك قد يؤثِّر في تلاوة القرآن ، وانشغال الناس بالحديث عن كتاب الله تعالى .
ولا ريب في أنه اعتذار مهلهل ، لا واقع له ، ولا يدخل في حساب المنطق السليم .
وقد روى السيد حسن الصدر في كتابه : أن الشيعة هم أول من عنوا بالفقه وتدوين بعض مسائله ، كالصلاة ، والوضوء ، وسائر الأبواب .
ومن هؤلاء نذكر علي بن أبي رافع ( رضوان الله عليه ) ، فقد كان من أعلام الشيعة وخيارهم في عصر الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، كما أنه كان كاتباً له ( عليه السلام ) .
فألَّف كتاباً في فنون الفقه ، فَصَّل فيه كل الأبواب المتعلقة بالعبادة .
وكذلك سليم بن قيس الهلالي الكوفي ( رضوان الله عليه ) ، وهومؤلف آخر ، له شأن كبير في هذا الموضوع .
فكان من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وعَاشَ إلى زمن الطاغية الحَجَّاج بن يوسف .
وقد أراد هذا - الحجاج - الفتك به ، فلجأ إلى أبان بن عَيَّاش ، فآواه .
وحينما حضرته الوفاة أعطاه كتابه المشهور باسمه ، وهو أول كتاب ظهر للشيعة ، رواه أبان بن أبي عياش .
مُميِّزات مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) :
تميزت مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) بما يأتي :
أولاً : الاتصال بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) :
فالشيء المهم في فقه أهل البيت ( عليهم السلام ) هو أنه يتصل اتصالاً مباشراً بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) .
فطريقُهُ إليه أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، الذين أذهب اللهُ عنهم الرجسَ ، وطهَّرَهم تطهيراً ، وجعلهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) سُفُن النجاة ، وأَمْن العِبَاد ، وعُدَلاء الذكر الحكيم ، حَسْبَما تواترت الأخبار بذلك .
قال ( عليه السلام ) : ( لو إِنَّنا حَدَّثنا برأينا ضَلَلْنا ، كما ضَلَّ من قبلنا ، ولكِنَّا حَدَّثنا بِبَيِّنَة من رَبِّنا بَيَّنها لنبِيِّه ( صلى الله عليه وآله ) ، فَبَيَّنَها لَنا ) .
ثانياً : المُرُونة :
إنَّ فِقه أهل البيت يساير الحياة ، ويواكب التطوُّر ، ولا يَشُذُّ عن الفطرة ، ويتمشَّى مع جميع مُتطلَّبات الحياة .
فَلَيس فيه حرج ولا ضيق ، ولا ضرر ولا إضرار ، وإنما فيه الصالح العام ، والتوازن في جميع مناحي تشريعاته ، وقد نال إعجاب جميع رجال القانون ، واعترفوا بأنه من أثْرى ما قُنِّنَ في عالم التشريع ، عُمقاً وأصالة وإبداعاً .
ثالثاً : فتح باب الاجتهاد :
إنَّ من أهم ما تَميَّز به فقه أهل البيت ( عليهم السلام ) هو فتح باب الاجتهاد ، فقد دلَّ ذلك على حَيَويَّة فقه أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وتفاعله مع الحياة ، واستمراره في العطاء لجميع شؤون الإنسان .
وإنه لا يقف مَكتوفاً أمام الأحداث المستجِدَّة التي يبتلى بها الناس خصوصاً في هذا العصر الذي برزت فيه كثير من الأحداث ، واستحدثت فيه كثير من الموضوعات .
وقد أدرك كبار علماء المسلمين من الأزهر في عصرنا الحاضر مدى الحاجة الملحَّة إلى فتح باب الاجتهاد ، كما فعلت الشيعة الإمامية .
رابعاً : الرجوع إلى حكم العقل :
اِنفرد فقهاء الإمامية عن بقيَّة المذاهب الإسلامية فَجَعلوا العقل واحداً من المصادر الأربعة لاستنباط الاحكام الشرعية ، وقد أضفوا عليه أسمى ألوان التقديس فاعتبروه رسول الله الباطني ، وإنه مما يُعبَد به الرحمن ، ويكتَسب به الجنان .
ومن الطبيعي أن الرجوع إلى حكم العقل إنَّما يَجوز إذا لم يكن في المسألة نَصٌّ خاص أو عام ، وإلا فهو حاكم عليه ، وإن للعقل مَسرحاً كبيراً في علم الأصول الذي يتوقف عليه الاجتهاد .
خامساً : تنوع علوم المدرسة :
إنَّ مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) التي كان يشرف عليها الإمام الباقر ( عليه السلام ) لم تقتصر على تدريس علم الفقه ، بل اهتمَّت بجميع العلوم العلمية ، والفكرية ، والاجتماعية ، والأدبية ، والتاريخية .
وأخيراً : نقول : إزدهرت هذه المدرسة في عهد الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، لأنه قام برعايتها خير قيام ، حتى باتَتْ معروفة على صعيد العالم الإسلامي ، مما جعل العلماء يلتفُّون حوله ، من كل حدب وصوب ، وينهلون من نَمِير علومه ، ومعارفه ، وحكمه ، وتفسيراته .
وقد تخرَّج من هذه المدرسة مجموعة كبيرة من الرواة ، والمحدِّثين ، والعلماء الثقات ، فتَلقّوا علوماً كثيرة في شتى المجالات ، نذكر نموذجاً منهم :
زرارة بن اعين ، محمد بن مسلم ، ابان ابن تغلب ، عطاء بن أبي رباح ، عمرو بن دينار ، الزهري ، ربيعة الرأي ، ابن جريج ، الاوزاعي ، بسام الصيرفي ، أبو حنيفة ، جابر بن حيان الكوفي . وقد روى بعض مَن شَاهَد الإمام الباقر ( عليه السلام ) أثناء أدائه لمراسم الحَجِّ ، فقال : إنثال عليه الناس يستفتونه عن المُعضلات ، ويستفتحون أبواب المُشكلات ، فلم يرم حتى أفتاهم ( عليه السلام ) مِن ألف مسألة ، ثم نهض يريد رحله .

من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 05:04 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية