حذر إمام وخطيب جمعة كربلاء المقدسة مما وصفه "مؤامرة كبيرة ضد العقل العراقي تدار في الخفاء ويراد منها إفراغ العراق من عقوله وكفاءاته بالاغتيال المبرمج للبعض مما يحدو بالآخرين إلى الوقوع بين ناري الهجرة والقتل وليس أمامهم غير الخيار الأول والخاسر هو الشعب العراقي".
ودعا السيد أحمد الصافي الحكومة العراقية إلى أن "تعتني بالكفاءات العراقية داخل العراق وأن تعمل على استرجاع من هاجر منهم إلى خارجه من خلال توفير وسائل الأمن التي تحميهم من عمليات الاغتيال المبرمج والتي تقوم به جهات رسمت مخططا كبيرا يستهدف العقل العراقي"
وقال إن على الحكومة "أن تخصص المحفزات المالية والمعنوية للمحافظة على هذه الكفاءات وتهيئة الأجواء التي تؤمن استقرارهم المادي والعلمي بما يخدم العراق فالمؤامرة ضد العقل العراقي مازالت مستمرة وقد يتذكر البعض ما جرى على العالم العراقي الذي حصل على 14 براءة اختراع في عدة مجالات في الثلاثينات من القرن الماضي ومنها إنتاج الطاقة الكهربائية بالخلايا الشمسية باعتبار الوطن العربي غني بها وقد فضل ترك بلاد المهجر التي أغرته بالعمل فيها بكل أنواع الإغراءات المادية لكنه رفض وفضل العودة واختار لبنان كبلد لتطبيق بعض مشاريعه ولكن الاغتيال المقصود كان بانتظاره قبل أن يصل لبنان وأغلقت القضية في حينها".
وأوضح أن "هناك كلام مقروء ومسموع له وجهان ظاهر وباطن ولا يُعلم الأخير إلا بتحليل ما وراء السطور حيث سألنا جملة من الحكماء وأهل الرأي عن رأيهم بالعقل العراقي فأجمع الكل على أن الكفاءة والعقل العراقيين خارج العراق لهما الدور الكبير في تشغيل وإدارة إنتاج الكثير من المشاريع الهندسية والتقنية والعلمية والطبية والخدمية ، فمثلا في بريطانيا تذكر بعض التقارير أن من كل 7 أطباء فيها بينهم عراقي واحد وهو ليس طبيبا عاديا بل مختصا مرموقا ويقال أنهم لو عادوا إلى العراق لأحدثوا خللا في الجانب الطبي في بريطانيا".
وتابع "أن العراق بلد الحضارات والأنبياء والابتكارات والتأريخ الأعرق ونحن لسنا ممن نقف على الأطلال ونتغنى بأمجاد الماضي فقط بل ممن نريد أن تحفزنا هذه الأمجاد على السير إلى الأمام في تطوير أنفسنا واسترجاع كفاءاتنا المهاجرة وتطوير الموجود منها في العراق ورعايتها وهذا أمر مهم ومن واجبات الحكومة".
وطالب الصافي الكفاءات العراقية المهاجرة بأن "لا تنسى العراق ودجلة والفرات وهذا الوطن المعطاء وأن لا ينصهروا في بودقة الظروف التي تحيطهم في المهجر فيصبحوا جزءا منه ولا يستطيعون التنصل والعودة لأنهم سيكونون حينها عاجزين عن ذلك أو غير موفقين خاصة بعد تقادم الزمن وكبر العمر وبالتالي نحن ندعوهم للتفكير بوطنهم والعودة إليه واختيار المناطق الآمنة الكثيرة فيه حاليا ليخدموا بلدهم فإننا بحاجة إليهم حتى إننا قد نضطر أحيانا لاستيراد كفاءة ما رغم وجودها ضمن المهجر".
وفي معرض الإشارة إلى ما يبدو أنه تشخيص لأسباب مشكلة البطاقة قال الصافي "حتى نحصل على بطاقة تموينية كاملة وبمواصفات جيدة بل قد تكون أفضل من السابق قبل سقوط الطاغية فإننا نحتاج إلى موظف مختص ونزيه نضعه في المكان المناسب ليقوم بإدارة هذا الملف المهم والخطر في نفس الوقت لو لم تتم معالجته" مؤكدا إن "العراق يستأهل منا كل خير وقد بذلنا ومازلنا من أجله عشرات المقابر الجماعية وملايين التضحيات وأكثر من ذلك أموالا وجهدا ونحتاج الآن إلى عمل دؤوب لتعويض ما فاتنا من نقص في كل مجالات الحياة لنصل بالوطن والمواطن إلى السعادة وهو أمر مطلوب من الجميع وخاصة من المسؤولين".
وبخصوص الفساد الإداري والمالي في وزارة التجارة عرض الصافي أمام جمهور المصلين نسخة من تقرير هيئة النزاهة العامة مشيراً إلى أن "هذه النسخة قد وصلت إلى صناع القرار وأهل الرأي في العراق وقد وصلتنا نسخة أيضا ولن نتدخل فيما جاء فيها إلا فيما يعنينا وقد جذب انتباهي في هذا التقرير أن الهيئة قد طالبت بتوقيع عقد وطني بين رئيس الوزراء والوزراء والمحافظين ورؤساء مجالس المحافظات و... من أجل عدم حماية المفسدين والتستر عليهم وكذلك التعهد بنشر قيم الشفافية والنزاهة في البلاد".
وقال "ذكر التقرير أن أقسام هيئة النزاهة في المحافظات يجب أن تبتعد عن المحاصصة الحزبية" معلقاً أنه "كلام جيد لو عمل به خاصة وأن كل كتلة سياسية تبحث عن النجاح ومن مصلحتها أن تجد أناسا يصدقون لها القول ويسدون لها النصيحة لا أشخاصا يزوقون لها الحقائق".