بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكــــــــــــــــــــم ورحمــــــة اللــــــه وبركاتــه
لايخفاكم ياأخوة وأخوات أن إمامنا الحسين عليه السلام بكاه كل شيئ لأن مصيبته فوق الوصف لِما بها من البشاعة والفضاعة ولأن الإمام هو قطب العالم الأكبر وقلبه لابد وأن يتأثر له كل شيئ مثل قلب الإنسان حِين يضطرب تتأثر له سائر الأعضاء وفي ساعة مقتله ظهرت علامات كونية الكون أظلم وكأني به إرتدى السواد السماء أمطرت دماً وكأني بها بكته دماً المخلوقات كلها تأثرت لأن مصيبته ورزيته صغرت عندها جميع المصائب والرزايا وظهر الخلل في العالم العلوي والسفلي ثم سكنت لوجود الحجة من بعده وهو إمامنا علي بن الحسين عليه السلام فما من شيئ إلا وقد تأثر وبكى على ماأصابه
والإمام المهدي في زيارة الناحية مخاطباً جده (( ولئن أخرتني الدهور وعاقني عن نصرك المقدور فلأندبنك
صباحاُ ومساءاً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً ))
فسر بعض الأحبة مقولة الإمام (ع) بأنه يبكي جده دماً بالتعبير المجازي لتبيان شدة الألم
أقول أن قضية الإمام الحسين (ع) ليس بها تعبير مجازي وكلام الإمام الحجة (ع) نجده عهد يعاهد به جده بأن يندبه صباح ومساء ثم ليبكيه بدل الدموع دماً مثل الكلمة العامية التي تخرج من البعض حين يقول لشخص يحبه ((وحقك علي لأعمل كذا وكذا)) وإن كان هذا الشخص حراً شهماً عليه أن يوفي بعهده
وهل كلام الإمام يُقاس بكلام الناس ؟! لِذا نجد أصحاب الإمام الحسين (ع) هؤلاء البواسل الصادقين مع إمامهم والذين بذلوا الغالي والرخيص من أجله حين يُخيّرهم بالبقاء أو الرحيل فلا نجدهم إلا صامدين غير خائفين ولاوجلين ومنهم سعيد بن عبد الله الحنفي حيث يقول (( مولاي والله لو علمت أني أقتل فيك ثم أحيا ثم أحرق حياً ثم أذرى ويُفعل بي ذلك سبعون مرة مافارقت حتى ألقى حمامي دونك))
والصحابي الآخر محمد بن بشير الحضرمي يُخاطب إمامه بكل صدق ((أكلتني السباع حياً إن فارقتك ))
وكلام هؤلاء البواسل الصادقين مع إمامهم يتكلمون بكل الحب والوفاء والفداء صادقين بما يقولون ولايُعتبر كلامهم مجرد تعبير مجازي والذي يدل على صدق كلامهم هو وقوفهم معه والخوف ليس له من أثر في قلوبهم المحبة الصادقة الوفية وإذا كان هذا كلام أصحاب كيف بكم بكلام إمام ؟؟!!
كيف يحدث البكاء ؟؟ وكيف يتحول الى دم ؟؟
البكاء يحدث بحزن القلب ولأن القلب هو المضخة الرئيسية للدم ومن أثر الحزن يغلي ويظهر منه بخار يجري في عروق العين ويخرج دمع وإذا إشتد الحزن وطال البكاء حصلت اليبوسة بالجسم والتي تُسبب جفاف داخلي والدمع هو يُرطب العين لكن في حين توقفه تتأثر العروق وتتقرح فيخرج منها الدم بدل الدمع لِذا أهل البيت (ع) يقولون ((أن يوم الحسين أقرح جفوننا))
وكمثل هذه الحالة حالة تحصل أحياناً للبعض من الناس إذا حصل معهم جفاف بالحنجرة وإشتدت عليه ((الكحة)) وطالت تجده يقذف شيئاً من الدم وكذلك الأنف حِين العِطاس 0
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من الباكين على الحسين عليه السلام وأن يرزقنا بالدنيا
زيارته وبالآخرة شفاعته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته