عندما خرج سبط الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ضد يزيد ، خرج الحق ليمحوا ذلك الباطل ، لقد خرج الإمام الحسين معه ثلة مؤمنة و أهل بيته، قد رفعوا شعار الحسين هيهات منا الذلة.
نعم خرج الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة و السلام رافعاً الرأس بكل شموخ و إباء، لأنه قد خرج و كما قال (ع) إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله، و بالفعل حقق (ع) ذلك الهدف و انتصر الحق على الباطل رغم الهزيمة العسكرية، حيث أنه بثورة الإمام الحسين (ع) حصل جميع المظلومين على درس كبير في المطالبة بالحقوق ليندفعوا ضد ذلك الطاغية يزيد ذا الفكر الجاهلي ليطيعوا ذلك الكيان المتجبر، الصاعد على أعناق الناس.
و استمرت عطاءات الثورة الحسينية على مر التاريخ، فكان شعار الحسين (هيهات منا الذلة) شعار لكل ثائر ضد الظلم، شعاراً لكل مجاهد و مناضل، شعاراً يرغب الظالمين السائرين على النهج اليزيدي فأصبح العلماء و الكتاب ينهلون من الدروس العاشورائية، الدروس الحسينية ليبثوها إلى أذهان الناس لتنعم الحياة على من يستفيد من تلك الدروس، لأنها تطبيق الإسلام على الواقع، فعلى سبيل المثال: لو قرأنا كيف كان حوار الشهيد و العقيلة زينب، لو رأينا تلك التضحيات و لا سيما تضحية القاسم، التضحية الشبابية تلك الروح المؤمنة الصابرة على الأذى لتنال ما تعتقده، تنال ذلك الحق عقد الشهادة . فهنيئاً لكم يا أنصار الحسين.
فنحن إن استفدنا و طبقنا الدروس العاشورائية، عندما نقف مع الحق، عندما نتآلف و نتزاحم، عندما نرفع شعار الحسين أمامنا، عندما نصرخ في وجه الظلم، عندما نجتمع في أيام عاشوراء و نزيل عداوتنا، عندما نجعل من الحسين وحدة لنا، عندما نحافظ على الصلوات، فبذلك حتماً قد أحيينا الحسين أما إذا جاء المحرم و صار الجميع في عراك و عدوان، و ساء النفاق فينا، و كثرت انحرافاتنا و أخطائنا، فبكل خطأ و ذنب نفترقه حتماً كأننا نساعد الشمر اللعين في احتزاز رأس الحسين (ع).
فيا أخي القارئ:
إذا جاء محرم و انتهى، و نحن لم نغير في أنفسنا شيء نحو التقدم، فلنعلم أننا نقتل الحسين، و من نقتله يجب أن ننساه و ما يذكرنا به. كذلك إذا اجتمعنا في ذلك المأتم و أخرجنا منه متخاصمين يجب علينا أن نغلقه.
إذا فلنغلق مآتمنا و لننسى حسيننا.
و أخيراً نقول ذلك اليوم الذي يصبح فيه ما يجب أن يجمعنا يفرقنا