ليس فقط الإمام علي عليه السلام يعلم الغيب حتى الأئمة سلام الله عليهم
أولاً قبل أن أضع الراويات الآيات التي ذكرتي لا تنفي علم الغيب بشكل استقلالي فقط
من كتب العامة ما رواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق بإسناده إلى عبد الله بن عمرو ، أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله قال في مرضه : ادعوا لي أخي ، فدُعِيَ له عثمان فأعرض عنه ثم قال : ادعوا لي أخي ، فدعي له علي بن أبي طالب ، فستره بثوب وانكبَّ عليه فلما خرج من عنده قيل له : ما قال النبي لك قال : علمني ألف باب يفتح كل باب ألف باب .[319]
فالنبي (ص) هو الذي علم الإمام علي والأئمة سلام الله عليهم الغيب
الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 256 - 257
محمد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن سدير الصيرفي قال :
سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفر عليه السلام : عن قول الله عز وجل : " بديع السماوات والأرض
قال أبو جعفر عليه السلام : إن الله عز وجل ابتدع الأشياء كلها بعلمه على غير مثال كان قبله ، فابتدع السماوات والأرضين ولم يكن قبلهن سماوات ولا أرضون ، أما تسمع لقوله تعالى : " وكان عرشه على الماء " .
فقال له حمران : " أرأيت قوله جل ذكره : " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا "
فقال أبو جعفر عليه السلام : " إلا من ارتضى من رسول " وكان والله محمد ممن ارتضاه ،
وأما قوله " عالم الغيب " فإن الله عز وجل عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدر من شئ ، ويقضيه في علمه قبل أن يخلقه ، وقبل أن يفضيه إلى الملائكة ، فذلك يا حمران ، علم موقوف عنده ، إليه فيه المشيئة ، فيقضيه إذا أراد ، ويبدو له فيه فلا يمضيه ، فأما العلم الذي يقدره الله عز وجل فيقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم إلينا .
أمير المؤمنين عليه السلام ينفى كونه عالما بالغيب؟ هناك أيضا من إستدل
ببعض الشواهد النقلية لنفى علم الغيب عن الرسول (صلى الله عليه وآله)
و الأئمة المعصومين (عليهم السلام) متمسكا بجواب أمير المؤمنين عليه
السلام لسائل حينما مدحه بقوله: لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب،
فتدبري يا أختي البحرانيه هل يمكن الإستدلال به على نفى معرفته عليه
السلام بالغيب. و قد جاءت الأخبار فيما يخبر به من الملاحم بالبصرة أنه
عليه السلام قال: يا أحنف كأني به وقد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار
ولا لجب ، ولا قعقعة لجم، ولا حمحمة خيل . يثيرون الأرض بأقدامهم كأنها
أقدام النعام يومي بذلك إلى صاحب الزنج. ثم قال عليه السلام):
ويل لسكككم العامرة ، والدور المزخرفة التي لها أجنحة كأجنحة النسور ،
وخراطيم كخراطيم الفيلة، من أولئك الذين لا يندب قتلهم، ولا يفتقد غائبهم.
أنا كأب الدنيا لوجهها، وقادرها بقدرها، وناظرها بعينها (منه، ويومي به إلى وصف الأتراك)
كأني أراهم قوما كأن وجوههم المجان المطرقة،
يلبسون السرق والديباج ، ويعتقبون الخيل العتاق . ويكون هناك استحرار
قتل حتى يمشي المجروح على المقتول، ويكون المفلت أقل من المأسور
(فقال له بعض أصحابه: لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب، فضحك عليه السلام، وقال للرجل وكان كلبيا):
يا أخا كلبيا ليس هو بعلم غيب، وإنما هو تعلم من ذي علم. وإنما علم
الغيب علم الساعة وما عدد الله سبحانه بقوله " إن الله عنده علم الساعة
فيعلم سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى، وقبيح أو جميل،
وسخي أو بخيل، وشقي أو سعيد، ومن يكون في النار حطبا، أو في الجنان
للنبيين مرافقا. فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله، وما سوى ذلك
فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه، ودعا لي بأن يعيه صدري، وتضطم عليه
جوانحي . علم الغيب المنسوب إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) واله
الطاهرين (عليهم السلام) لاذاتى إستقلالى و كثير من الكتب ككتاب خلفيات
كتاب مأساة الزهراء عليها السلام أشارت إلى النقطة المهمة وهى أنه
صلى الله عليه واله و الأئمة المعصومين عليهم السلام يعلمون الغيب لا
بالإستقلال و التكوين الذاتى، بل هو علم مستمد من علم الله، فيما أعطاه
وفتح له من مجالاته وهيأ له أسبابه، فليس للمخلوق أن يحيط بشئ من
علم الله في عالم الشهود، وفي عالم الغيب إلا بما شاء الله، و هو الذي
يفيض علي الأنبياء (ع) بما يحتاجون إليه من ذلك في شؤونهم الرسالية
من خلال طبيعة الدور الذي يقومون به والتحديات التي تواجههم. الرد على
جبرين بعض من المخالفين لمذهب أهل البيت (ع) يحاولون دائما تسجيل
الأخطاء و العقائد الفاسدة، و انتسابها إلى الشيعة جهلا منهم بما هو حقيقة
التشيع و روحه كما فعله الشيخ جبرين. و قد أجابه سماحة الشيخ جعفر
السبحاني دام ظله بقوله: ويقول جبرين في فتواه: " وجعلوه - يعني عليا -
يعلم الغيب ". إن صاحب هذه الفتوى الباطلة جاهل حتى باللغة العربية
والمصطلح الديني، فإن العلم بالغيب في الكتاب العزيز هو العلم النابع من
الذات (أي من ذات العالم) غير المكتسب من آخر وهذا يختص بالله الواحد
الأحد، وإليه يشير قوله سبحانه: * (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله) * (النمل: 65. )،
وأما الإخبار بالغيب بتعليم من الله فالكتاب
العزيز والسنة الشريفة مليئان منه. فهذه سورة يوسف تخبرنا بأن يعقوب
وابنه يوسف قد أخبرا عن حوادث مستقبلية كثيرة. . أي أخبرا بالغيب:
1 - لما أخبر يوسف والده بأنه رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدين له، قال يعقوب عليه السلام: * (يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا) * (يوسف: 5) وبذلك أخبر ضمنا عن مستقبله المشرق الذي لو عرف به إخوته لثارت عليه حفائظهم.
2 - لما أخبر صاحبا يوسف في السجن يوسف برؤياهما قال عليه السلام لمن أخبره بأنه يعصر خمرا: * (أما أحدكما فيسقي ربه خمرا) * وقال للثاني - الذي قال إنه رأى يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه -: * (وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه) * (يوسف: 41).
3 - لما فصلت العير قال أبوهم " يعقوب ": * (إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون) * (يوسف: 94). 4 - قال النبي عيسى عليه السلام لقومه في معرض بيان معاجزه وبيناته: * (وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم) *.
أليست كل هذه إخبارات بالغيب، ومغيبات أنبأ بها الرسل؟ وإذا هي ثبتت لنبي جاز نسبتها إلى العترة الطاهرة لما لهم من المنزلة والمكانة العليا، وهل علي عليه السلام أقل شأنا من هارون عليه السلام وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شأنه:
" يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "؟
الذي يعني أنه له ما للرسول إلا أنه ليس نبيا، لختم النبوة برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم. كيف لا، وعلي عليه السلام وارث علم رسول الله بإجماع الأمة الإسلامية،
وهل علي عليه السلام أقل من كعب الأحبار الذي أخبر الخليفة الثاني بأنه سيموت بعد ثلاثة أيام وتحققت هذه النبوءة فعلا.
وهلا علم " جبرين " ما أخرجه قومه في أئمتهم من العلم بالغيب ففي مسند أحمد: أن عمر بن الخطاب أخبر بموته بسبب رؤيا رآها وكان بين رؤياه وبين يوم مصرعه أسبوع واحد؟ .
ما يمكن إستنتاجه من البحث و يمكن إستنتاج النكات التالية بناءا على ما سبق من البحوث: علم الغيب منحصر بالبارى عز و جل إذا كان المراد بالذات
و الإستقلال، و يشمل النبى الأكرم صلى الله عليه وءاله و الأئمة المعصومين عليهم السلام بالعرض.
أولا: إنه ليس شرطا في إمامتهم بل لطف في طاعتهم.
ثانيا: إنه بالسماع والنقل لا بالعقل.
ثالثا: إنه ليس ذاتيا ومستقلا بل بإعلام الله (تعالى) لهم.
رابعا: إنه لا يطلق عليه علم الغيب لظهوره في العلم الاستقلالي لا ما كان بإعلام الله تعالى. أن الله سبحانه سطر في اللوح المحفوظ علم ما كان وما يكون، ثم أبرز إلى كل نبي منهم ما يكون له ولأوصيائه، إلى ظهور الشريعة التي تأتي بعده حتى ختمت الرسل بفاتحهم، وختمت الشرايع بخاتمها، فوجب أن يكون عنده علم ما سبق وما يلحق إلى يوم القيامة، لكونه خاتما لأن كتابه الجامع المانع.
خامسا: لا يحتاج النبي إلى الغيب إلا في تاريخ رسالات السابقين فقط.
سادسا: علم الغيب إنما يكون بطريق الوحي التدريجي عند الحاجة.
سابعا: قد يكون المراد بالغيب الذي يطلع عليه رسله الجو الملائكي الذي يحميه من الشياطين
ثامنا: علم الغيب الماضي وحي، وفيما يواجهه من حاجات إلهام.
تاسعا: الاستثناء في آية (إلا من ارتضى من رسول) منقطع.
بمساعدة مركز البحوث العاقائدي
أخوه و أخوات اكفاء امثال
حيدره و ابو طالب العاملي و ابو شهاب و ضد المنحرفين
و لبيك داعي الله و الاخت نجفيه و الكثير الكثير وان شاء الله يجيبوا عليكم اي اشكال