يازهــــــــــــــــــــــــــــــــــراء يازهــــــــــــــــــــــــــــــــــراء يازهــــــــــــــــــــــــــــــــــراء
فاطمة الزهراء (ع) وإرساء معالم البيت الإسلامي
السلام عليك يا زهراء..السلام عليك أيتها الحوراء الأنسية..أيتها البتول..
أيُّ قلم يرقى إليك ليكتب عنك؟!...وأيُّ ريشة تدقّ وتلطف حتى تستطيع أن تصورك كما أنت؟...
في هذه الأسطر المتواضعة أقف خاشعة أتذكر سيرتك العطرة...
أنت الأم الحنون التي ربت أولادها على تعاليم الرسالة الإسلامية.
وأنت الزوجة المطيعة.. الوفية التي بذلك حياتها في سبيل زوجها وأولادها.
وأنت الإبنة الزكية الطاهرة التي خصها أبوها بالمحبة والحنان وخصها بلقب (أم أبيها).
السلام عليك يا بضعة محمد (ص).يا من يغضب الله عز وجل لغضبها
ويرضى لرضاها.
السلام عليك يا إشراقة الروح، ونور الإيمان، وشعلة العقيدة...
السلام عليك يا أمّ مصلح البشرية الإمام المهدي (عج).
السلام عليك يا كاملة، يا من جمعت رجاحة العقل، وعمق التفكير.
وقوة الوعي والصلابة والثبات في الفكر والإيمان.
وجمعت جمال الروح وكمال العقل، والفصاحة والبلاغة والعظمة والفضيلة والشرف.
فكنت آية من آيات عظمته وجلاله... تبارك الله أحسن الخالقين.
إن المتتبع لسيرة السيدة فاطمة الزهراء (ع) يجد أنها مدرسة متكاملة في مختلف أبعاد الحياة فينبغي أن تكون قدوة لجميع النساء بل وحتى الرجال...
فاطمة الزهراء (ع) نقطة تحول عظيمة:
إن بناء الذات البشرية يشكل القاعدة الأساس التي يقوم عليها البناء الحضاري الشامل، وهو أحد الأعمدة الرئيسية لبناء شخصية الإنسان بوجه خاص. ومن هنا فإن الرسول (ص) أولى النفس البشرية أهمية خاصة، وجعلها حجر الزاوية في عملية التغيير، والتي أضحت قاعدة تشمل الجوانب المهمة في حياة الإنسان.. وهكذا أخذ الرسول (ص) يهذب النفس البشرية ويطهرها من رواسب الجاهلية بأسلوب قلّ نظيره، ويعد من أروع أساليب التربية السليمة، ليتسنى لها احتضان الفضائل والقيم العالية والحكمة والعلم. وقد أشارت الآية الكريمة لهذا المعنى (ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة) (1) فإذا تمت القاعدة يقوم البناء العقلي والذهني والعلمي، وبإمكان الإنسان بعد توفر القاعدة توظيف العلم في الخير والسيطرة على مسارات حياته وسلوكه.
النفس أخطر منطقة، وأهم منطقة، كما قال الرسول (ص) : (أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك) (2).
هناك خطوات مهمة فيما يخص الجانب الاجتماعي الذي أصابه الانهيار قبل البعثة، وتلاشت قيمه، ولكن بولادة الزهراء (ع)، ظهر إلى الوجود، وأشرقت مفرداته، ذلك عندما أحاط الرسول (ص) الزهراء (ع) بالرعاية العالية، وشملها بالتكريم والتبجيل، وكانت معاملته لها تجسد أرفع صور الأخلاق والإنسانية، مما خلق انطباعاً لدى الكثير، أن المرأة تستحق التكريم والاحترام، ومخلوق ينبغي الاهتمام به، وقضى على التصورات التي كانت تعشعش في عقول الكثير حول المرأة.
وكما هو معروف في علم النفس الاجتماعي أن الخطوات العملية، تعد العامل الأمثل في التأثير، أي كلما كانت الخطوة عملية وواقعية يكون تأثيرها أكثر عمقاً، أما إذا كانت الفكرة تدور في نطاق الكلام فحسب، فإنها لا تؤثر كثيراً في النفوس، ومن هنا فقد استطاع الإسلام الإجهاز على الكثير من العادات السيئة بفعل الخطوات العملية ودقة معالجة الظواهر الشاذة.
ويعد احترام البنت والمرأة من أفضل الخطوات في هذا المجال، وهكذا فإن احترام الزهراء (ع) يدخل في هذا الإطار؛ فقد كان عاملاً حيوياً في إعادة الاعتبار للمرأة، وكان له الأثر الكبير في إصلاح العديد من جوانب الحياة والتي تخص حياة الإنسان بالصميم ومنها البيت، فقد قامت بيوت المسلمين على قواعد صحيحة ومتينة، وأضحى لبنة أساسية في جدار المجتمع وتحول إلى راحة وسكن لنشر السكينة والدفء وتوفير والاستقرار والطمأنينة؛ فهو يعتبر عاملاً أساسياً في تغيير القوى المعنوية داخل الإنسان.
ومن جملة الأصول قيام المرأة بدورها البناء داخل الأسرة، ويرتبط بإعطاءها الاعتبار اللازم واحترام مكانتها، فإذا تم احترامها وتقدير جهودها، فإنها تقوم بدورها وتخلص في مهمتها وهذه قاعدة حياتية؛ إذ الاحترام والتقدير يدفع الإنسان إلى العمل الخلاق ويعمق فيه الإخلاص والحب، والعكس صحيح.
نقرأ حياة أو سلوك الرسول (ص) حيث نجد احترامه البالغ للسيدة خديجة (ع) والسيدة الزهراء (ع)، ففي الحديث: (وكانت إذا دخلت عليه الزهراء أخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل
عليها قبلته وأخذت بيده فأجلسته في مكانها) (3) وقد ساهم هذا الاحترام في صياغة شخصيتها المباركة بشكل كامل، ومن جانب آخر كان الاحترام يدفع الزهراء إلى تمثل صفات الرسول (ص)، وتجسيد الخلق الإسلامي الرفيع مع زوجها أمير المؤمنين (ع)؛ فولادة الزهراء بعد البعثة شكل عاملاً حيوياً هاماً في إظهار الجانب الاجتماعي، وتأكيد مفرداته في الحياة الاجتماعية، وكانت إحدى مفرداته ترتيب البيت الإسلامي، فقد أثرى البيت بمفاهيم عالية وغرس فيه مثل الإسلام فأورقت المثل وأخذت تظلل البيت الإسلامي.
الاحترام والتكريم أسلوب تربوي رائع:
كما هو ثابت فإن الأسرة تشكل اللبنة الأساسية للمجتمع وهي الأداة الرئيسية التي تجعل من الفرد كائناً اجتماعياً يتآلف مع محيطه، ويتواصل مع ثقافته، ويكتسب المهارات الضرورية التي تؤهله للعيش في كنف المجتمع ، ويستقيم إذا استقامت الأسرة وقامت على أصول سليمة.
ولكي ننشئ أبناءً مستقيمين ينبغي أن نتعامل معهم وفق القواعد التربوية الصحيحة، وإن احترام الأولاد في بداية حياتهم يزرع الثقة في نفوسهم، وينمي شخصيتهم، كما وأنه يحافظ على اتزانهم، والأولاد إذا اتزنوا داخل البيت فإنهم يتزنون خارجه، فالرسول (ص) والسيدة خديجة (ع) تعاهدا الزهراء وهي بنت صغيرة، بل وحتى في المرحلة الجنينية، تحت ظل المحبة والاحترام والعطف؛ فلهذا التعاهد الأثر الكبير في توفير القاعدة الصلبة التي قامت عليها شخصيتها المباركة.
وكما هو ثابت في علم النفس التربوي فإن الجنين يتأثر بأخلاق أبويه، وبالذات بأخلاق الأم عن طريق السلوك ثم الغذاء حيث يحتوي على المكونات الأخلاقية والخلقية. قال تعالى: (ثم جعلناه نطفة في قرار مكين) (4) والقرار المكين هو الرحم الرفيع العالي، والقرآن الكريم عندما يذكر القرار المكين، فإنه إنما يشير إلى تأثر الجنين، فينبغي أن يكون في مكان رفيع حتى تنمو فيه الرفعة والسمو ويتغذى منه، فأي غذاء معنوي فإنه يسري إلى الجنين، فإذا كانت الأم صادقة ومؤمنة وطيبة تؤثر في جنينها وتخلق منه إنساناً سوياً ومستقيماً وحتى أثناء الرضاعة فإن الأم تؤثر وتسري أخلاقها إليه قال تعالى: (وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه وهم له ناصحون) (5). وهكذا كان النبي (ص) يفتح لها أبواب الرفعة والسمو ويرقى بها في سلم الكمال، لأنها جمعت عوامل العظمة من أبيها وأمها، وهي بعد من نطفة الجنة. ويمكن أن نستفيد من سلوك الرسول (ص) في تشجيع أولادنا على فعل الخير؛ إذ إن بذرة الخير موجودة ونموها مرهون بالأجواء الطيبة، فمثلاً إذا تلقف الطفل عبارة جميلة ـ ومن عادة الطفل التلقف ـ أو حفظ آية، نشد على يديه ونبارك له، وإذا أراد أن يتكلم بمنقبة، فينبغي أن نستمع له ونعطيه آذاناً صاغية مثلما كانت تفعل الزهراء (ع) مع ولديها الإمامين الحسن والحسين والعقيلة زينب وأم كلثوم(ع). فقد كان الإمام الحسن المجتبى يذهب إلى المسجد النبوي ويستمع إلى خطب الرسول (ص) وكذلك يفعل الإمام الحسين (ع)، وعندما ينتهي النبي (ص) من الخطبة يأتي الإمام الحسن (ع) ويلقي الخطبة على مسامع أمه الزهراء (ع) فكانت تسمع وتشجع الإمام الحسن (ع) ـ كما في الرواية ـ وهذا أدب رفيع وتربية سامية وأسلوب تربوي رائع؛ فالاستماع من الأم والأب يشجعان الطفل كثيراً ويطوران قابليته الكلامية كما أنه يقوي لسانه وينطلق بقوة ومن ثم يقوي قلبه كما قال أمير المؤمنين (ع): (قوة البيان، من قوة الجنان) (6). وإذا امتلك الطفل القابلية على الكلام فسوف يصبح بليغاً ومفوهاً كما هو ثابت في علم النفس، وهكذا كانت الزهراء تعلم أولادها الأطهار على الكلام وإلقاء الخطب فأثر هذا التعليم في بلاغتهم وفصاحتهم.
ومن هنا وحتى نزرع القابلية في أولادنا على الكلام، فعلينا أن نقتدي بالزهراء (ع)فنستمع جيداً ونتحاور ونناقش ونوجه الأسئلة على قدر فهم واستيعاب الطفل، حيث أن الاستماع الجيد والمناقشة الهادئة تفجر قابليات عديدة عند الطفل، وهذه القابليات تبدأ منذ الصغر؛ فإن الأجواء التي تحيط بالطفل تلعب دوراً أساسياً في تحديد مستقبله في معظم الأحيان، فإن الأب والأم يشكلان أحد العوامل الأساسية على هذا الصعيد.
ماذا يجب على المرأة المعاصرة؟
ومع غياب الدور النسائي في هذا العصر عصر العولمة وهدر الحقوق، يجدر بالمرأة أن تقتدي بالزهراء(ع)، المثال الأرقى للمرأة، أخلاقياً، ودينياً، وفكرياً، وهو الأمر الذي يضع النساء بصورة عام أمام التكامل والسعي نحو بناء المرأة المتكاملة في جميع النواحي. لأن العالم الغربي المتحضر - في عصر العولمة - يحاول أن يقدم بديلاً آخر وبصورة أخرى للمرأة من خلال منظومته الفكرية الفارغة روحياً ويسوقه على مستوى العالم أجمع.
لذلك من الضروري التمسك بالمثال القويم والمتكامل، الذي هو متجسد في شخصية الزهراء، كنموذج ومثال للمرأة المتفوقة علمياً وفكرياً وعرفانياً وبالشكل الذي يحفز جميع النساء على التقدم في اكتساب جميع العلوم واحتواء المعارف اللاهبة إلى أعلى درجاتها.
لذلك لا بد أن نستفيد من العولمة في تعريف العالم بشخصية الزهراء كنموذج متكامل يصلح لهذا العصر وكل العصور.
السلام على من أحبها غير ملومٍ.. أي والله غير ملومٍ
السلام على الزهراء الشهيدة.. السلام على بنت سيد الأنبياء وخير الخـــــــلق
السلام على نور الضياء ..السلام على الطهر والصفاء والنقاء والعفة
السلام على التي باسمها يقبل الدعاء .. السلام على النور في السماء
السلام على من قيل في حقها أعظم رثاء .. السلام على أم الشهيد بكربلاء
السلام على أم الأقمار ..السلام على ذات الخمار ..السلام على حجة الجبار
السلام على أم الأطهار.. السلام على سر الأسرار ..السلام على زوجة الكرار
السلام على حبيبة المختار .. السلام على سر اللاهوت ..السلام على نور الجبروت
السلام على الثريا في الملكوت ..السلام على الحوراء في عالم الناسوت
السلام عليك يا مولاتي يا نور النور .. السلام على الضلع الذي كسر
السلام على الخد الذي لطم .. السلام على المدفونة سرا
السلام على المخفية قبراً ..السلام على السبب المتصل بين الارض والسماء
السلام عليكِ يا بنت رسول الله ويا سيدة نساء العالمين
عظّم الله لك الأجر يا أمير المؤمنين عليه السلام ..
عظّم الله لك الأجر يا كريم أهل البيت عليه السلام
عظّم الله لك الأجر يا سيد الشهداء عليه السلام ..
عظّم الله لكِ الأجر يا أُم المصائب عليها السلام ..
عظم الله لك الاجر يا صاحب الأمر أرواحنا لك الفداء ..
عظّم الله لكم الأجر يا مراجعنا العظام وعلمائنا العاملين الكرام..
عظم الله لكم الأجر اخواني واخواتي المؤمنين والمؤمنات ..
عظم الله لك الأجر يا صاحب العصر و الزمان لاستشهاد سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين
ببالغ الحزن و الآسى نرفع أحر التعازي إلى مقامك و إلى علمائنا و إلى المؤمنين و المؤمنات
لنواسي إمام زماننا في هذه اأيام
فمصيبة الزهراء عظيمة ..
فأي ظلم لحق بأهل البيت عليهم السلام ولحبيبة النبي الكريم بعد رحيله إلى الرفيق الأعلى بفترة وجيزة جدا ً فقد آذوها وأغضبوها وضربوها واقتحموا دارها واسقطوا جنينها لا لشيء إلا لمخالفة أمر الرسول الكريم (ص)وإبعاد من أوصى به أن يكون خليفة من بعدة وللسيطرة على مركز القيادة وهذا كله لاغتصاب الخلافة منهم فقد هجم القوم على بيت فاطمة واحرقوا بيتها وكسروا بابها ودخلوا جبرا ولطموا خد ها وكسروا ضلعها وقد نبت المسمار في صدرها واسقطوا جنينها وأخذوا فدكها...نعم حدث ذلك لهذه السيدة العظيمة حبيبة رسول الله (ص)بعد رحيل والدها النبي (ص)من الدنيا .
ولقد شاءت الارادة الالهية أن تكون مظلومية الزهراء مصداقاً حيّاً وناطقاً إلى الأبد لذلك الانقلاب الخطير الذي تغشّى الاُمّة بعد وفاة نبيها سلم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة ، فكلّما قرأت الأجيال المتعاقبة عن المصائب التي جرت على بضعة المصطفى سلم وأحبّ الناس إليه بعين الانصاف تتجلّى لها كثير من الحقائق المؤلمة التي تعتصر لها القلوب أسىً وحزناً ، وتفيض لها العيون دماً!!
قالت وهي تندب أباها سلم :
قل للمغيب تـحت أطباق الثرى إن كنت تسمع صرختي وندائيا
صُبّت عـليّ مصـائب لو أنّها صُبّت علـى الأيام صِرن لياليا
قد كنت ذات حمـىً بظلِّ محمد لا أختشأي ضيماً وكان جماليا
فـاليـوم أخشـع للذليل وأتقي ضيمي وأدفع ظالمي بـردائــيا
فلأجعلنّ الحزن بعـدك مؤنسي ولأجعلنّ الدمع فيك وشاحيـــا
كانت تأخذ بيد الحسن والحسين وتقول: حبيبي حسن ولدي حسين أين جدكم؟؟ كانوا يخرجون إلى خارج المدينة يستظلون في ظلال شجرة يبكون على فـراق رسول الله لأن الظلمة والمنافقين إذا بكت على أبيها في بيتها يمنعونها من البكاء ، وقد خرجت مع أبنائها للبكاء على رسول الله (ص)لأن الظلمة منعوها من البكاء على رسول الله في بيتها وقد جاءوا إلى علي (ع) وقالوا له يا علي : أمنع فاطمة من البكاء وقل لها أما أن تبكي ليلاً أو نهارا لا تزعجنا بصوتها ، وعندما سمعت فاطمة قولهم خرجت من المدينة إلى ظل تلك الشجرة وحينما عرفوا أن بنت رسول الله تبكي أباها في ظلال تلك الشجرة حتى أتى الظالمين وقطعوا الشجرة التي تستظل بها سيدتنا الزهراء سلام الله عليها حتى بقت تبكي أباها تحت لهيب وحرارة الشمس ، حتى أتي أمير المؤمنين (ع) خلف البقيع وبنى لها عريشاً يعرف ببيت الأحزان - كانت هناك تأتي وتأخذ شيئاَ من تراب قبر رسول الله تشم تراب أبيها وتنشد تقول:
ماذا على من شم تربة احمد إلا يشــم مـدى الزمــان غواليـا
صبت عليّ مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليـــــا
هذه هي الّتي يقول لها جبرائيل عليه السّلام يوم القيامة : " يا فاطمة " سلي حاجتك ، فتقول: ياربّ شيعتي ، فيقول عزّ وجلّ : قد غفرت لهم ، فتقول : ياربّ ، شيعة ولدي ، فيقول الله : قد غفرت لهم ، فتقول : ياربّ شيعة شيعتي ، فيقول الله : انطلقي فمن اعتصم بك فهو معك في الجنّة ، فعند ذلك يودّ الخلائق أنّهم كانوا فاطميّين .
فاسمحي لي مولاتي بنقل بعض الأبيات من احد الشعراء* عزاءً لنفسي ولأمة أبيك صلّى الله عليه وآله :-
هلاّ بكيت على البتولة فاطــــــــــــم حزنا فواسيت النّبيّ وحيـــــدرا
لم أنسها من بعد والدها وقـــــــــــد جرّعتها الأيّام كأسا ممقــــــــرا
هجموا عليها وهي حسرى فانزوت عنهم وراء الباب كي تتستــــترا
وعلى الوصيّ تجمّعوا حشدا إلــــى أن أخرجوه وهو يندب جعفـــرا
عصرت بمرآه ولولا أنّــــــــــــــــــه موصى لما كانت هناك لتعصرا
فعدت تناديهم ألا خلّــــــــــــــــــــوه أو أشكو إلى ربّ الـــــــــــورى
رجعوا إليها وهي تصرخ بينــــــهم أين النّبيّ فليت عينه تـــــــــرى
أبتاه عزّ عليك أن ترنـــــــــــــو إلى ضلعي بعصرهم العنيف تكسّــرا
ولما دفنها علي عليه السلام قام على: شفير القبر فأنشأ يقول :و قال الحاكم في المستدرك لما ماتت فاطمة قال علي بن أبي طالب
لكل اجتماع من خليلين فرقة و كل الذي دون الفراق قليل
وإن افتقادي فاطما بعد أحمد دليل على أن لا يدوم خليل
يا عجب بعدك يغالـي يضربونـيأبكف غدرهم يا حبيبي على أعيوني
ورى الباب أنعصر ظلعي وعذبونيوطاح طفلي بين أديـة وفجعونـي
قلبـي مــا يسـكـت نحيـبـةمـحـنـتـي والله عـصـيـبـة
أنــا الـزهــراء النجـيـبـةمـحـنـتـي والله عـصـيـبـة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق الخلق جاعل الملائكة رسلا أولي بئس شديد
أكرمنا بحب أهل بيت النبوة وجعلنا لهم برحمته لنا من التابعين
وصلاة وسلاما عليهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ،،
############################# كرامات فاطمة الزهراء عليها السلام
صلوات الله وملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وعلى أجسادهم ورحمة الله وبركاته:..
ورد عن الثعلبي في ( قصص الأنبياء ) ، والزمخشري في ( الكشاف ) في تفسير قوله تعالى : ( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا المِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً ) آل عمران : 37 .
في خبر طويل نقتطف منه ما يلي : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لفاطمة ( ) : ( يَا بُنَيَّة هَلْ عندك شيء آكل ؟ فإني جائع ) .
فقالت ( ) : ( لا والله ، بأبي أنت وأمي ) .
فلما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من عندها ، بَعَثَت إِليها جارةٌ لها بِرَغِيفَيْنِ ، وبضعة لحم .
فأخذَتْهُ ( ) منها ، ووضعته في جفنة ، وغطت عليه ، وقالت : ( لأُوثِرَنَّ بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على نفسي ، ومن عندي ) وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبْعَة من طعام .
فبعثت حَسَناً وحسيناً إلى جَدِّهِما ( صلى الله عليه وآله ) ، فرجع ( صلى الله عليه وآله ) إليها ، فقالت ( ) : ( بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، قد أتانا الله بشيء فخبأتُه لك ) .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( فَهَلُمِّي به ) فَأْتِي به ، فكشفت ( ) عن الجفنة ، فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً .
فلما نظرَتْ ( ) إليه بهتَت ، وعرفت أنها بركة من الله تعالى ، فحمدت الله تعالى ، وصلّت على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( من أين لك هذا يا بُنَيَّة ؟ ) .
قالت ( ) : ( هو من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( الحمد لله ، جعلك شبيهة بسيِّدة نساء بني إسرائيل ، فإنها كانت إذا رَزَقها الله رزقاً حسناً ، فسُئلت عنه ، قالت : هو من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) .
فبعث الرسول ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ( ) ، فَأتَى .
فأكل الرسول وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، وجميع أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى شبعوا ، وبقيت الجفنة كما هي .
فقالت فاطمة ( ) : ( وأوسعت منها على جميع جيراني ، وجعل الله فيها بركة ، وخيراً طويلاً ) .
وكان أصل الجفنة رغيفين ، وبضعة لحم ، والباقي بركة من الله تعالى .
وعن الحسن البصري ، وابن إسحاق ، عن ميمونة قالت : وَجدتُ فاطمة ( ) نائمة ، والرَحى تدور ، فأخبرتُ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بذلك فقال : ( إن اللهَ عَلِمَ ضَعفَ أَمَتِهِ ، فَأوحى إِلى الرَّحى أَن تدورَ ، فَدَارَتْ ) .
ورهنت ـ مرَّةً ـ فاطمة ( ) كسوة لها عند امرأة زيد اليهودي في المدينة ، واستقرضت الشعير ، فلما دخل زيد داره ، قال : ما هذه الأنوار في دارنا ؟! قالت : لِكِسوَةِ فاطمة ( ) .
فأسلَمَ في الحال ، وأسلَمَت امرأتُه وجيرانُه ، حتى أسلم ثمانون نفساً .
وعن علي بن معمر ، قال : خرجَتْ أمُّ أَيمَن إلى مكة ، بعد وفاة فاطمة ( ) ، وقالت : لا أرى المدينة بعدها .
فأصابها عطش شديد في الجحفة ، حتى خافت على نفسها ، فكسرت عَينَيها نحو السماء ، ثم قالت : يَا ربِّ ، أَتَعَطِّشَنِي ، وأنا خَادمة بنت نبيك ( صلى الله عليه وآله ) .
قال : فنزل إليها دَلوٌ من ماء الجنَّة ، فَشَرِبَتْ ، ولم تَجُعْ ، وَلَمْ تَعطَشْ سَبع سِنين .
وما ذكرناه شيء يسير من كرامات ( ) .