ياالمجتبي وبحبك - مفتونك يسموني
هالحب ساكن أجفاني
يا المجتبي وبحبك - مفتونكيسموني
يا نور العين
عنك إذا سئلوني - تفضحني بيك عيوني
إنت الحسنوبذاتك كل الحسن يتجمع - من أصلك اللاهوتي معنى القدس يتفرع
خيوط الشمس من وجهكعالدنية تزهي او تسطع - سيد شباب الجنة والجنة دونك بلقع
لاون گلت ما أبالغ بيكالرسل تتولع - موسى ابعصى ثعبانه إلساحر جمالك يخضع
داوود تكسر درعه ابشوگك لونيتدرع - أيوب لو يتصبر صبره ابمجبتك يجزع
سبحانه رب القدرة يا قدرة قادر - ياالحسن صاغك أمره بالحسن الزاهر
حسنك أجل من فكرة ينظمها الشاعر - يامن ابأولنظرة يهواك الناظر
يل جمالك - من كمالك
مرهونة روحي ابكيفك - وأرخصها حتىإلشوفة طيفك
يل بيك اجنوني
للهادي يا ريحانة بضلوعي شوگك يكبر - ما أملكأكبر منه بس چلمة الله أكبر
كل سائل إليسألني عنك يا ضنوة حيدر - بعيوني يلگةاجوابي ابحبك او ما يتغير
حبك أحضنه ابجفني جفني اويا حبك يسهر - دجلة او فراتآمالي تروي لي حلمي الأخضر
وعيوني كل ما ترمش كل ما محبتك تكثر - عاد إحسب اشچممرة والناتج اشيتقرر
وإحسب ابعالم صدري چم نبضة ابگلبي - كل نبضة لاون تدرياتعبر عن حبي
دمي ابمحبتك يجري او خل يشهد ربي - فدوة إلك كل عمري يا راسمدربي
عمري فدوة - للي أهوى
ابعمري إشتريت اوصالك - بس لحظة تصفالي اوأدنالك
لا تخيب اظنوني
حگه البدر بوجودك ما يظهر إلا خلافك - حين إليتسهر حگه هالليل لو ما عافك
بدر او شمس واتلاگن و صار الوجه مضيافك - من وجهك اوأنواره اتغار الشمس وتخافك
هالعالم ابكل حسنه إلهامه من ألطافك - للحسن تفصيلاتهوالمختصر بشفافك
حتى إلي ما يتغزل يتغزل ابأوصافك - الأخرس تنطق السانه ياالمجتبي لو شافك
كل الذي يتأمل بعض امن آياتك - ابلا رادة لن يتغزل ويوصفذاتك
ايحير اشيوصفه الأول يبدي ابقسماتك - لو يلي جفنك أكحل يبديابنظراتك
ابهالمحاسن - والمفاتن
حاير شگولن عنك - وأسهر ليالي او أشكيلحسنك
ذوبت اجفوني
معجم مضامين الحب ما يفتهم مضمونك - كل المعاني إحتارتيا سيدي بعيونك
أهمس لون أنظرهن هونك عليه هونك - سهم الرمش لو تدري صوب گلبمفتونك
وبهالعشگ لو گالوا قيسك أنا او مجنونك - سبعين قيس ابمثلي ما گدرواايعشگونك
عاشگ أنا او هالوادم يدروني رهن اجفونك - خاف أحچي عنك وأحچي ايحسدونيويحسدونك
خل كل حسود او لايم يتركني ابحالي - مهما يريد ايساوم ما أبيعالغالي
آنه ابإمامي هايم وأكتب آمالي - گلبي اعلى كل حب صايم هالحب اهلالي
ياإمامي - يا هيامي
أقسم ابإسمك أقسم - ماعوفك او عذالي ما يهم
خلييلوموني
التعديل الأخير تم بواسطة Dr.Zahra ; 14-09-2008 الساعة 11:55 AM.
`~'*¤!||!¤*'~`(( ألوان من العطرالطاهر . . من معاجز وكرامات الامام الحسن ))`~'*¤!||!¤*'~`
إليكم اثنتين من كرامات إمامنا الحسن الزكي عليه السلام
1- روى حسين بن عبد الوهاب بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خرج الحسن بن علي في بعض أسفاره ومعه رجل من أولاد الزبير كان يقول بإمامته، فنزلوا في منزل تحت نخل يابس قد يبس من العطش، ففرش للحسن تحت نخلة منهما، وفرش الزّبيري بحذائه، قال: فرفع الزبيري رأسه إلى النّخلة، وقال: لو كان عليها رطب لأكلنا منه، فقال له الحسن (عليه السلام) إنك لتشتهي الرّطب؟ قال: نعم، فرفع يده إلى السّماء ودعا بكلمات فاخضرّت النّخلة، وحملت رطباً فقال الجمال الذي اكتروا منه: سحر والله، فقال الحسن (عليه السلام) ليس هذا بسحر، ولكن دعوة أولاد الأنبياء مستجابة، فصعد أحدهم النخلة وجنى من الرّطب ما كفاهم(1).
2- روى ابن شهر آشوب بإسناده عن زين العابدين (عليه السلام) قال: كان الحسن بن علي جالساً فأتاه آت، فقال: يا ابن رسول الله، قد احترقت دارك قال: لا، ما احترقت، إذ أتاه آت فقال: يا ابن رسول الله، قد وقعت النار في دار إلى جنب دارك حتى ما شككنا أنها ستحرق دارك ثم أن الله صرفها عنها.
حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق رحمه الله ، قال: حدثنا محمد ابن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان جالسا ذات يوم إذ أقبل الحسن (عليه السلام )، فلما رآه بكى، ثم قال:
«إلي يا بني، فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى، ثم أقبل الحسين (عليه السلام )، فلما رآه بكى، ثم قال: إلي يا بني، فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى، ثم أقبلت فاطمة عليها السلام ، فلما رآها بكى، ثم قال: إلي يا بنية، فأجلسها بين يديه، ثم أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام )، فلما رآه بكى، ثم قال: إلي يا أخي، فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن، فقال له أصحابه: يا رسول الله، ما ترى واحدا من هؤلاء إلا بكيت، أو ما فيهم من تسر برؤيته !»
فقال صلى الله عليه وآله : «والذي بعثني بالنبوة، واصطفاني على جميع البرية، إني وإياهم لأكرم الخلق على الله عز وجل، وما على وجه الأرض نسمة أحب إلي منهم.... »
إلى أن قال صلى الله عليه وآله : «وأما الحسن فإنه ابني وولدي، وبضعة مني وقرة عيني، وضياء قلبي وثمرة فؤادي، وهو سيد شباب أهل الجنة، وحجة الله على الأمة، أمره أمري وقوله قولي، من تبعه فإنه مني، ومن عصاه فليس مني، وإني لما نظرت إليه تذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي، فلا يزال الأمر به حتى يقتل بالسم ظلما وعدوانا، فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته، ويبكيه كل شيء حتى الطير في جو السماء، والحيتان في جوف الماء، فمن بكاه لم تعمِ عينه يوم تعمى العيون، ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب، ومن زاره في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام. »
ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وبكى من حوله، وارتفعت أصواتهم بالضجيج، ثم قام ’: وهو يقول: «اللهم إني أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي، »ثم دخل منزله.(1)
سأل معاوية جلساءه يوما، فقال: من اكرم الناس أبا وأما، وجدا وجدة، وعما وعمة، وخالا وخالة؟
فقالوا: أنت أعلم.
فأخذ معاوية بيد الحسن بن علي (عليهما السلام) وقال: هذا أكرم الناس، أبوه علي بن أبي طالب، وأمه بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وجدته خديجة، وعمه جعفر بن أبي طالب، وعمته هالة بنت أبي طالب، وخاله القاسم بن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخالته زينب بنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
روى الزبير بن بكار في كتاب المفاخرات قال : اجتمع عند معاوية عمرو بن العاص ، والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، وعتبة بن أبي سفيان بن حرب ، والمغيرة بن شعبة ، وكان بلغهم عن الحسن بن علي عليه السلام قوارض ، وبلغه عنهم مثل ذلك فقالوا : يا أمير المؤمنين إن الحسن قد أحيا أباه وذكره ، وقال فصدق ، وأمر فأطيع ، وخفقت له النعال ، وإن ذلك لرافعه إلى ما هو أعظم منه ، ولا يزال يبلغنا عنه ما يسؤنا .
قال معاوية : فماذا تريدون ؟
قالوا : ابعث عليه فليحضر لنسبه ، ونسب أباه ، ونعيره ، ونوبخه ، ونخبره أن أباه قتل عثمان ، ونقرره بذلك ، ولا يستطيع أن يغير علينا شيئاً من ذلك .
فقال معاوية : إني لا أرى ذلك ، ولا أفعله .
قالوا : عزمنا عليك يا أمير المؤمنين لتفعلن .
فقال : ويحكم لاتفعلوا ، فوالله ما رأيته قط جالساً عندي إلا خفت مقامه ، وعيبه علي .
قالوا : ابعث عليه على كل حال .
قال : إن بعثت إليه لأنصفنه منكم .
فقال عمرو بن العاص : أتخشى أن يأتي باطله على حقنا ، أو يربى قوله على قولنا ؟
قال معاوية : أما إني أن أبعث إليه لآمرنه أن يتكلم بلسانه كله .
قالوا : مره بذلك .
قال : أما إذا عصيتموني ، وبعثتم إليه ، وأبيتم إلا ذلك ، فلا تمرضوا له في القول ، واعلموا أنهم أهل بيت لا يعيبهم العائب ، ولا يلصق بهم العار ، ولكن اقذفوه بحجره ، تقولون له : إن أباك قتل عثمان ، وكره خلافة الخلفاء من قبله .
فبعث إليه معاوية ، فجاءه رسوله فقال : إن أمير المؤمنين يدعوك . قال : من عنده ؟
فسماهم .
فقال الحسن عليه السلام : مالهم خر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ، ثم قال يا جارية ابغيني ثيابي ، اللهم إني أعوذ بك من شرورهم ، وأدرأ بك في نحورهم ، واستعين بك عليهم ، فاكفنيهم كيف شئت وأنى شئت بحول منك وقوة يا أرحم الراحمين .
ثم قام فدخل على معاوية فأعظمه ، وأكرمه ، وأجلسه إلى جانبه وقد ارتاد القوم ، وخطروا خطران الفحول ، بغياً في أنفسهم وعلواً . ثم قال : يا أبا محمد إن هؤلاء بعثوا إليك وعصوني .
فقال الحسن عليه السلام : سبحان الله ، الدار دارك ، والإذن فيها إليك ، والله إن كنت أجبتهم إلى ما أرادوا وما في أنفسهم إني لأستحي لك من الفحش ، وإن كانوا غلبوك على رأيك إني لأستحي لك من الضعف ، فأيهما تقر ، وأيهما تنكر ؟ أما إني لو علمت بمكانهم جئت معي بمثلهم من بني عبد المطلب ، وما لي أن أكون مستوحشاً منك ولا منهم ، إن وليي الله وهو يتولى الصالحين .
فقال معاوية : يا هذا إني كرهت أن أدعوك ولكن هؤلاء حملوني على ذلك مع كراهيتي له ، وأن لك منهم النصف ومني ، وإنما دعوناك لنقررك أن عثمان قتل مظلوماً ، وأن أباك قتله ، فاستمع منهم ثم أجبهم ولا تمنعك وحدتك واجتماعهم أن تتكلم بكل لسانك .
فتكلم عمرو بن العاص : فحمد الله وصلى على رسوله ، ثم ذكر علياً عليه السلام فلم يترك شيئاُ يعيبه به إلا قاله ، وقال : انه شتم أبا بكر وكره خلافته ، وامتنع من بيعته ثم بايعه مكرهاً ، وشرك في دم عمر ، وقتل عثمان ظلماً ، وادعى من الخلافة ما ليس له . ثم ذكر الفتنة يعيره بها ، وأضاف إليه مساويء وقال : إنكم يا بني عبد المطلب لم يكن الله ليعطيكم الملك على قتلكم الخلفاء ، واستحلالكم ما حرم الله من الدماء ، وحرصكم على الملك ، وإتيانكم ما لا يحل . ثم إنك يا حسن تحدث نفسك أن الخلافة صائرة إليك ، وليس عندك عقل ذلك ، ولا لبه . كيف ترى الله سبحانه سلبك عقلك ، وتركك أحمق قريش ، يسخر منك ، ويهزأ بك ، وذلك لسوء عمل أبيك ، وإنما دعوناك لنسبك وأباك ، فأما أباك فقد تفرد الله به ، وكفانا أمره ، وأما أنت فانك في أيدينا نختار فيك الخصال ، ولو قتلناك ما كان علينا إثم من الله ، ولا عيب من الناس . فهل تستطيع أن ترد علينا وتكذبنا ؟ فان كنت ترى إنا كذبنا في شيء فاردده علينا ، وإلا فاعلم أنك وأباك ظالمان .
ثم تكلم الوليد بن أبي عقبة بن أبي معيط فقال : يا بني هاشم إنكم كنتم أخوال عثمان فنعم الولد كان لكم ، فعرف حقكم ، وكنتم أصهاره فنعم الصهر كان لكم ، يكرمكم ، فكنتم أول من حسده ، فقتله أبوك ظلماً ، لا عذر له ولا حجة ، فكيف ترون أن الله طلب بدمه ، وأنزلكم منزلتكم . والله إن بني أمية خير لبني هاشم من بني هاشم لبني أمية ، وان معاوية خير لك من نفسك .
ثم تكلم عتبة بن أبي سفيان فقال : يا حسن كان أبوك شر قريش لقريش ، لسفكه لدمائها ، وقطعه لأرحامها ، طويل السيف واللسان ، يقتل الحي ويعيب الميت ، وانك ممن قتل عثمان ، ونحن قاتلوك به . وأما رجاؤك الخلافة فلست في زندها قادحاً ، ولا في ميراثها راجحاً ، وإنكم يا بني هاشم قتلتم عثمان ، وإن من الحق أن نقتلك وأخاك به ، فأما أبوك فقد كفانا الله أمره ، وأقاد منه ، وأما أنت فوالله ما علينا لو قتلناك بعثمان أثم ولا عدوان .
ثم تكلم المغيرة بن شعبة فشتم علياً وقال : والله ما أعيبه في قضية يخون ، ولا في حكم يميل ، ولكنه قتل عثمان .
ثم سكتوا ، فتكلم الحسن بن علي عليه السلام ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على رسوله وآله ، ثم قال : أما بعد يا معاوية فما هؤلاء شتموني ، ولكنك شتمتني ، فحشاً ألفته ، وسوء رأي عرفت به ، وخلقاً سيئاً ثبت عليه ، وبغياً علينا ، وعداوة منك لمحمد وأهله . ولكن اسمع يا معاوية واسمعوا فلأقولن فيك وفيهم ما هو دون ما فيكم : أنشدكم الله أيها الرهط أتعلمون أن الذي شتمتموه منذ اليوم صلى القبلتين كليهما وأنت يا معاوية بهما كافر ، تراها ضلالة ، وتعبد اللات والعزى غواية ؟ وأنشدكم الله هل تعلمون أنه بايع البيعتين كليهما : بيعة الفتح ، وبيعة الرضوان ، وأنت يا معاوية بأحدهما كافر ، وبالأخرى ناكث ؟ وأنشدكم الله هل تعلمون أنه أول الناس إيماناً ؟ وإنك يا معاوية وأباك من المؤلفة قلوبهم ، تسترون الكفر ، وتظهرون الإسلام ، وتستمالون بالأموال .
وأنشدكم الله ألستم تعلمون أنه كان صاحب راية رسول الله (ص) يوم بدر ، وأن راية المشركين كانت مع معاوية ومع أبيه ، ثم لقيكم يوم أحد ، ويوم الأحزاب ، ومعه راية رسول الله (ص) ، ومعك ومع أبيك راية الشرك ، وفي كل ذلك يفتح الله عليه ، ويفلج حجته ، وينصر دعوته ، ويصدق حديثه ، ورسول الله (ص) في تلك المواطن كلها عنه راض ، وعليك وعلى أبيك ساخط .
وأنشدك الله يا معاوية أتذكر يوم جاء أبوك على جمل أحمر ، وأنت تسوقه ، وأخوك عتبة هذا يقوده ، فرآكم رسول الله (ص) فقال : اللهم العن الراكب والقائد والسائق .
أتنسى يا معاوية الشعر الذي كتبته إلى أبيك لما هم أن يسلم ، تنهاه عن ذلك ؟
يا صخر لا تسلمن يوماً فتفضحنا ****
بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا
خالــي وعمـــي وعــم الأم ثالثهم ****
وحنظل الخير قد أهدى لنا الأرقا
لا تــركنن إلــــــــى أمـــر تكلفنـــا ****
والراقصات به في مكة الخرقا
فالموت أهون من قول العداة لقد ****
حاد ابن حرب عن العزى إذا مزقا
والله لما أخفيت من أمرك أكبر مما أبديت .
وأنشدكم الله أيها الرهط أتعلمون أن علياً حرم الشهوات على نفسه بين أصحاب رسول الله (ص) فأنزل الله فيه ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ) وأن رسول الله (ص) بعث أكابر أصحابه إلى بني قريظة فنزلوا من حصنهم فهزموا ، فبعث علياً بالراية فاستنزلهم على حكم الله وحكم رسوله ، وفعل في خيبر مثلها ؟
ثم قال : يا معاوية أظنك لا تعلم أني أعلم ما دعا به عليك رسول الله (ص) لما أراد أن يكتب كتاباً إلى بني خزيمة ، فبعث إليك ونهمك إلى تموت .
وأنتم أيها الرهط نشدتكم الله ألا تعلمون أن رسول الله (ص) لعن أبا سفيان في سبعة مواطن لا تستطيعون ردها ، أولها : يوم لقي رسول الله (ص) خارجاً من مكة على الطائف ، يدعو ثقيفاً إلى الدين ، فوقع به ، وسبه ، وشتمه ، وكذبه ، وتوعده ، وهم أن يبطش به ن فلعنه رسول الله (ص) ، وصرف عنه .
والثانية : يوم العير ، إذ عرض لها رسول الله (ص) ، وهي جائية من الشام فطردها أبو سفيان ، وساحل بها ، فلم يظفر المسلمون بها ، ولعنه رسول الله (ص) ودعا عليه ، فكانت وقعة بدر لأجلها .
والثالثة : يوم أحد ، حيث وقف تحت الجبل ، ورسول الله (ص) في أعلاه وهو ينادي : أ ُعلُ هبل ، مراراً فلعنه رسول الله (ص) عشر مرات ولعنه المسلمون .
والرابعة : يوم جاء بالأحزاب ، وغطفان واليهود ، فلعنه رسول الله (ص) ، وابتهل .
والخامسة : يوم جاء أبو سفيان في قريش ، فصدوا رسول الله (ص) عن المسجد الحرام ، والهدي معكوفاً أن يبلغ محله ، وذلك يوم الحديبية . فلعن رسول الله (ص) أبا سفيان ، ولعن القادة ، والأتباع وقال : ملعونون كلهم ، وليس فيهم مؤمن . فقيل : يا رسول الله أفما يرجى الإسلام لأحد منهم فكيف باللعنة ؟ فقال : لا تصيب اللعنة أحداً من الأتباع ، وأما القادة فلا يفلح منهم أحد .
والسادسة : يوم الجمل الأحمر .
والسابعة : يوم وقفوا لرسول الله (ص) في العقبة ، ليستنفروا ناقته ، وكانوا أثني عشر رجلاً ، منهم أبو سفيان .
فهذا لك يا معاوية ، وأما أنت يا بن العاص فان أمرك مشترك ، وضعتك أمك مجهولاً من عهر وسفاح ، فتحاكم فيك أربعة من قريش ، فغلب عليك جزارها ، ألأمهم حسباً ، وأخبثهم منصباً ، ثم قام أبوك فقال : أنا شانيء محمد الأبتر ، فأنزل الله فيه ما أنزل، وقاتلت رسول الله (ص) في جميع المشاهد ، وهجوته ، وأذيته بمكة ، وكدته كيدك كله ، وكنت من أشد الناس له تكذيبا وعداوة ، ثم خرجت تريد النجاشي مع أصحاب السفينة لتأتي بجعفر وأصحابه إلى أهل مكة ، فلما أخطأت ما رجوت ، ورجعك الله خائباً ، وأكذبك واشياً ، جعلت حدك على عمارة بن الوليد ، فوشيت به إلى النجاشي ، حسداً لما ارتكب من حليلته . ففضحك الله ، وفضح صاحبك ، فأنت عدو بني هاشم في الجاهلية والإسلام ، ثم انك تعلم ، وهذا الرهط يعلمون أنك هجوت رسول الله (ص) بسبعين بيتاً من الشعر ، فقال رسول الله (ص) : اللهم إني لا أقول الشعر ، ولا ينبغي لي ، اللهم العنه بكل حرف لعنة ، فعليك إذاً من الله ما لا يحصى من اللعن . وأما ما ذكرت من أمر عثمان ، فأنت سعرت عليه الدنيا ناراً ، ثم لحقت بفلسطين ، فلما أتاك قتله قلت : أنا أبو عبد الله إذا نكأت قرحة أدميتها . ثم حبست نفسك إلى معاوية ، وبعت دينك بدنياه ، فلسنا نلومك على بغض ، ولا نعاتبك على ود ، وبالله ما نصرت عثمان حياً ، ولا غضبت له مقتولاً . ويحك يا ابن العاص الست القائل في بني هاشم لما خرجت من مكة إلى النجاشي :
تقول ابنتي أين هذا الرحيل ****
وما السير مني بمستنكر
فقلت ذريني فإنــــــــي امرؤ****
أريد النجاشي في جعفر
لأكــــــويــــه عنــــــده كيـــة ****
أقيم بها نخوة الأصعر
وشانــــــي أحمـــد من بينهم ****
وأقولهم فيه بالمنكر
وأجري إلى عتبة جاهداً ******
ولو كان كالذهب الأحمر
ولا أنثني عن بني هاشم *****
وما استطعت في الغيب والمحضر
فان قبل العتب مني له *******
وإلا لويت له مشفري
فهذا جوابك هل سمعته ؟
وأما أنت يا وليد فوالله ما ألومك على بغض علي ، وقد جلدك ثمانين في الخمر ، وقتل أباك بين يدي رسول الله (ص) صبراً ، وأنت الذي سماه الله الفاسق ، وسمى علياً المؤمن ، حيث تفاخرتما ، فقلت له : اسكت يا علي ، فأنا أشجع منك جناناً ، وأطول منك لساناً .
فقال لك علي : اسكت يا وليد فأنا مؤمن ، وأنت فاسق . فأنزل الله موافقة قوله ( أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون ) ثم أنزل فيك على موافقة قوله أيضاً ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) ويحك يا وليد مهما نسيت فلا تنس قول الشاعر فيك وفيه :
أنزل الله والكتاب عزيز **********
في علي وفي الوليد قرانا
فتبوا الوليد إذ ذاك فسقاً ******
وعلي مبوأ إيمانا
ليس من كان مؤمناً عمرك الله ***
كمن كان فاسقاً خوانا
سوف يدعى الوليد بعد قليل *****
وعلي إلى الحساب عيانا
فعلي يجزى بذاك جناناً *****
ووليد يجزى بذاك هوانا
رب جد لعقبة بن أبان *****
لا بس في بلادنا تبانا
وما أنت وقريش ، واقسم بالله لأنت أكبر في الميلاد وأسن مما تدعى إليه .
وأما أنت يا عتبة ، فوالله ما أنت حصيف فأجيبك ، ولا عاقل فأحاورك وأعاتبك ، وما عندك خير يرجى ، ولا شر يتقى ، وما عقلك وعقل أمتك إلا سواء . وما يضر علياً لو سببته على رؤوس الأشهاد ، وأما وعيدك إياي بالقتل ، فهلا قتلت اللحياني إذ وجدته على فراشك ، أما تستحي من قول نصر بن حجاج فيك :
يا للرجال وحادث الأزمان *****
ولسبة تخزي أبا سفيان
نبئت عتبة خانه في عرسه *****
جنس لئيم الأصل من لحيان
وبعد هذا ما أربا بنفسي عن ذكره لفحشه ، فكيف يخاف أحد سيفك ولم تقتل فاضحك ؟! وكيف ألومك على بغض علي وقد قتل خالك الوليد مبارزة يوم بدر ، وشرك حمزة في قتل جدك عتبة , وأوحدك من أخيك حنظلة في مقام واحد .
وأما أنت يا مغيرة فلم تكن بخليق أن تقع في هذا وشبهه ، وإنما مثلك مثل البعوضة إذ قالت للنخلة : استمسكي فإني طائرة عنك ، فقالت النخلة : وهل علمت بك واقعة علي فاعلم بك طائرة عني . والله ما نشعر بعداوتك إيانا ، ولا اغتممنا إذا علمنا بها ، ولا يشق علينا كلامك ، وإن حد الله في الزنا لثابت عليك ، ولقد درأ عمر عنك حقاً الله سائله عنه ، ولقد سألت رسول الله (ص) : هل ينظر الرجل إلى المرأة يريد أن يتزوجها ؟ فقال : لا بأس بذلك يا مغيرة ما لم ينو الزنا ، لعلمه بأنك زان .
وأما فخركم علينا بالإمارة فان الله تعالى يقول ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) .
ثم قام الحسن عليه السلام فنفض ثوبه فانصرف ، فتعلق عمرو بن العاص بثوبه وقال : يا أمير المؤمنين قد شهدت قوله وقذفه أمي بالزنا وأنا مطالب له بحد القذف .
فقال معاوية : خل عنه لا جزاك الله خيراً ، فتركه ..
فقال معاوية : قد أنبأتكم انه ممن لا تطاق عارضته ، ونهيتكم أن تسبوه فعصيتموني ، والله ما قام حتى أظلم علي البيت ، قوموا عني فلقد فضحكم الله وأخزاكم بترككم الحزم ، وعدولكم عن رأي الناصح المشفق ، والله المستعان .(1)
(1)صور تأريخية مشرقة / 59-72 ، كتبه السندباد بشبكة أنصار الحسين ع .