بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
المحترمة / ثأر الزهراء
اقتباس :
ولمعرفة مكنونات الآية الأولى نطرح هذه التساؤلات:
ما معنى الولاية في الآية، ما دلالتها على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام، ما هي قصة التصدق بالخاتم في الركوع، من رواها من علماء الحديث ؟
وفي مقام الإجابة: نقسم الموضوع إلى أربعة مباحث:
جميل منك اتباع المنهج المنطقي في مناقشة المسائل
اقتباس :
أولاً: معنى الولاية لغةً والدليل عليها...
لو رجعنا إلى كلمات أهل اللغة في هذا الموضوع لرأينا أنهم يقولون أن معنى الولي هو القائم بالشيء أو من له حق الطاعة، فحينما نقول السلطان ولي أي القائم بشؤون الرعية والمسئول عنهم، وكذلك لو قلنا زيد ولي عمرو، وعلي ولي محمّد، أي القائم بأمره والمسئول عنه، ونجد هذا المعنى واضح وجلي في الآيات الشريفة التي تذكر الولاية كالآيتين السابقتين،
وأنت حينما تُسأل من هو وليك ؟ فإن المتبادر إلى ذهنك هو من هو القائم بأمرك والمسئول عنك، وهذا أمر فطري بديهي لا يحتاج إلى تأويل أو تعليل.
أوافقك على أن من معاني الولاية القيام بالأمر والمسؤلية ، وهذا يلغي خصوصية علي رضي الله عنه وانفراده بهذا المعنى إذ يشترك معه كل مسؤول .
اقتباس :
ثانياً: دلالتها على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام...
إن دلالة الآية الكريمة (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)، على ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام واضحة بعد أن قرنها الله تعالى بولايته وولاية الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومعلوم أن ولايتهما عامة فالرسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم قال تعالى (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) وهذا يقتضي أنّ الرسول هو (الأولى بالتصرف من أنفسهم) بمعنى السيد المطاع، فكذلك ولاية علي عليه السلام بحكم المقارنة، وقليل من التأمل والتدبر البصيري وليس البصري في الآية كريمة يكشف عن ذلك.
عندي في هذا سؤال واحد فقط أعجز الله تعالى - تعالى عن ذلك علوا كبيرا -عن ذكر اسم علي رضي الله عنه في الآية كما ذكر رسوله صلى الله وسلم ؟؟ مالحكمة من إخفاء اسم المقصود وعليه سيحاسب الناس ؟؟
اقتباس :
ثالثا: قصة التصدق بالخاتم في الركوع..
روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: بسند صحيح عن ابن عباس: في قوله تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ) يعني ناصركم الله، (وَرَسُولُهُ) يعني محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثمَّ قال: (وَالَّذِينَ آمَنُواْ) فخصّ من بين المؤمنين علي بن أبي طالب، فقال: (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ) يعني يتمّون وضوءها وقراءتها وركوعها وسجودها وخشوعها في مواقيتها، (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)، وذلك أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم صلى يوماً بأصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه فلم يبق في المسجد غير علي قائماً يصلي بين الظهر والعصر, إذ دخل المسجد فقير من فقراء المسلمين, فلم ير في المسجد أحداً خلا علياً, فأقبل نحوه فقال: يا ولي الله بالذي تصلي له أن تتصدق عليّ بما أمكنك, وله خاتم عقيق يماني أحمر كان يلبسه في الصلاة في يمينه, فمد يده فوضعها على ظهره وأشار إلى السائل بنزعه, فنزعه ودعا له, ومضى, وهبط جبرائيل, فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي: فقد باهى الله بك ملائكته اليوم، اقرأ (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ...)
لن نتناقش حول صحة هذه القصة ولكن :
- من إقامة الصلاة إتمام الخشوع فيها ، ومد اليد على الظهر والإشارة بها ينافي تمام الخشوع .
- الآية تحدثت عن الزكاة وما حدث كان صدقة ، ولو افترضنا أنها زكاة لكان دفع الزكاة أثناء الركوع أولى اقتداء بعلي رضي الله عنه .
- وصف ( وهم راكعون ) شمل المعطوف والمعطوف عليه ( يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة ) فلا يفهم منها أنه أقام الصلاة وهو راكع لأن الركوع جزء من الصلاة فهو حاصل بالصلاة وهذا يعني أن الوصف ( وهم راكعون ) يعني وهم خاشعون ، لأن من معاني الكوع الخشوع ويمكنك العودة إلى معجم لغوي .
- من الذي روى القصة والمسجد قد خلا إلا من علي رضي الله عنه والفقير؟؟؟
فطريقة صياغة القصة تقول أن الذي حكاها ليس الرسول صلى الله عليه وسلم ولا علي رضي الله عنه ولا الفقير .
اقتباس :
رابعاً: رواة أسباب النزول في شأن زوج البتول عليهما السلام من علماء الحديث...
تواتر خبر تصدق أمير المؤمنين عليه السلام بالخاتم لذاك الفقير، بين علماء الفريقين – سنة وشيعة – ممّا لا يدع مجالاً للشك والريب في ثبوت الواقعة، ومن المستقبح عقلاً أن يناقش البعض أسانيد الخبر بعد كونه متواترا، وهذه جملة من علماء أهل الحديث، وللعلم فقد رُويَّ هذا الحديث عن جملة من صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، والرواة هم:
أنس بن مالك، جابر بن عبد الله الأنصاري، الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، أبو ذر الغفاري، سلمة بن كهيل، السديّ، عبد الله بن عباس، عبد الله ابن محمّد بن الحنفية، عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، عتبة بن أبي حكيم، عطاء بن السائب، الإمام علي بن الحسين عليهما السلام، أمير المؤمنين علي عليه السلام، عمار بن ياسر، عمرو بن العاص، غالب بن عبد الله، مجاهد، محمّد بن الحنفية، محمّد بن السائب الكلبي، الإمام محمّد بن علي الباقر عليهما السلام، المقداد بن الأسود... وغيرهم.
عندي في هذا سؤال واحد فقط أعجز الله تعالى - تعالى عن ذلك علوا كبيرا -عن ذكر اسم علي رضي الله عنه في الآية كما ذكر رسوله صلى الله وسلم ؟؟ مالحكمة من إخفاء اسم المقصود وعليه سيحاسب الناس ؟؟
الله لم ولن يعجز أبداً بل عجزتم أنتم عن تفسير هذه الآية الكريمة ..
أخي الكريم ,,
إنه الله لم يذكر اسم علي تصريحاً في القرآن الكريم بأكمله ,, فكيف تقول أخفى الله عزّوجل في هذه هذه الآية فقط .
ملاحظة: اسم علي مشتق من أسماء الله الحُسنى " العلي "
وكذلك أبو بكر وباقي الصحابة لم تُذكر أسماءهم تصريحاً في القرآن الكريم ,,
وفي حالة إخفاء الله عزّوجل أسمائهم في القرآن " قد يكون لحكمة معينة وفي الله لا أعلمها ولا أريد القيام بقول شيء أجهله " فيمكننا الرجوع إلى السنة النبوية الشريفة ,,
قال الرسول "ص " : ياعلي أنت حجة الله , و أنت باب الله , و أنت الطريق إلى الله , وأنت النبأ العظيم , و أنت الصراط المستقيم , و أنت المثل الأعلى "
ابن المغازلي الشافعي في مناقب عليّ بن أبي طالب …: ص87 ـ 88 الرقم 130: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّ وجلّ،
يسبّح الله ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق الله آدم بألف عام، فلمّا خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه، فلم يزل في شيء واحد، حتى افترقنا في صلب عبد المطلب فَفِيَّ النبوة وفي عليّ الخلافة».
القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص16 ب1. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي : «أنا وأنت من نور الله عز ّوجلّ».
الحاكم في المستدرك على الصحيحين: ج2 ص241. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليّ…: «يا علي! الناس من شجر شتّى وأنا وأنت من شجرة واحدة، ثمّ قرأ رسول الله(صلى الله عليه وآله): (وجنّات من أعناب وزرع) الآية». سورة الرعد: 4.
القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص76 ب 13. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أقدم أُمتي سلماً وأكثرهم علماً وأصحهم ديناً وأفضلهم يقيناً وأكملهم حلماً وأسمحهم كفاً وأشجعهم قلباً: علي، وهو الإمام على أُمتي».
القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص146 ب41: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إن الله قد فرض عليكم طاعتي ونهاكم عن معصيتي، وفرض عليكمطاعة علي بعدي ونهاكم عن معصيته، وهو وصيي ووارثي، وهو مني وأنا منه، حبه إيمان وبغضه كفر، محبه محبي ومبغضه مبغضي، وهو مولى من أنا مولاه، وأنا مولى كل مسلم ومسلمة، وأنا وهو أبوا هذه الأمة». بالمنطق: علي نفس محمد ومحمد نفس علي "وأنفسنا وأنفسكم"
القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص109 ب23. عن ابن مسعود قال: «لما برز علي إلى عمرو بن عبدود قال النبي(صلى الله عليه وآله): برز الإيمان كله إلى الشرك كله! فلما قتله قال: أبشر يا علي! فلو وزن عملك اليوم بعمل أُمتي لرجح عملك بعملهم».
ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب …: ص222، الرقم: 267. قال النبي(صلى الله عليه وآله):
«عليّ منّي وأنا من علي، ولا يؤدّى عنّي إلاّ أنا أو عليّ».
القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص 64 ب7. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «علي مني وأنا منه، وقال جبرائيل: أنا منكما».
البخاري في صحيحه: ج4 ص208 كتاب أصحاب النبي ب 9 مناقب علي بن أبي طالب. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى».
ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب …ة: ص 45و46 الرقم: 68. قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «من ناصب عليّاً الخلافة بعدي فهو كافر، وقد حارب الله ورسوله، ومن شكّ في عليّ فهو كافر».
ابن المغازلي مناقب عليّ بن أبي طالب: ص92 الرقم 135 و136، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):