وفي كتاب سليم بن قيس عن ابن عباس... فضربها قنفذ بالسوط فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته، فألجأها إلى عضادة بيتها ودفعها، فكسر ضلعاً من جنبها، فألقت جنيناً من بطنها.. الخ.
وقال الإمام الصادق (عليه السلام)... وكان سبب وفاتها أن قنفذاً مولى... لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسناً، ومرضت من ذلك مرضاً شديداً... الخ.
هكذا يستفاد أن أكثر من واحد ضرب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) مما سبّب إجهاض الجنين.
وترى الشعراء يتألّمون من هذه المأساة المروّعة ويتحدثون عنها، قال أحدهم:
فأسقطت بنت الهدى واحَزَنا جنينها ذاك المسمّى محسنا
وقال الآخر:
والداخلين على البتولة بيتها والمســقطين لها أعزَّ جنين
والآخر:
أو تــدري ما صدر فاطم ما المسما ر مــــا حــــــــال ضلعها المكسور
ما سقـــــوط الجــــــنين؟ ما حمرة العين وما بــــــال قــــرطها المنثور
وللآخر:
ولست أدري خبر المســمار سل صدرها خزانة الأسرار
استنجدت السيدة فاطمة بخادمتها فضة وصاحت يا فضة! إليك فخذيني وإلى صدرك فاسنديني، والله لقد قتلوا ما في أحشائي!!
أسرعت فضة واحتضنت السيدة فاطمة لتحملها إلى الحجرة، ولكن الجنين سقط قبل وصول الزهراء إلى الحجرة.
والمعروف أن آلام الإجهاض أشد من آلام الولادة، فكانت حبيبة رسول الله فاطمة تئن أنيناً يوجع كل قلب، ويُبكي كل عين، فالطفل فارق الحياة وأمه تنظر إليه.