* إِبَانَةُ بْنُ بُطَّةَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو عُمَيْرٍ:
لَقَدْ حَجَّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام خَمْساً وَ عِشْرِينَ حَجَّةً مَاشِياً وَ إِنَّ النَّجَائِبَ لَتُقَادُ مَعَهُ.
تامل:
من جمال الرويات انها تفصل تفصيلا تزيل جميع الشبهات التي تثار امام القضايا الحسينية ؛ ومن الشبهات التي تثار هي:
لماذا تمشون على اقدامكم نحو زيارة الامام الحسين عليه السلام واليوم متوفرة انواع الوسائل بينما لم تكن هذه الوسائل موجوده في تلك الايام لذلك كانوا يمشون على اقدامهم فلا تضيعوا الوقت بالسير على اقدامكم؟
بينما هذه الرواية دفعت هذه الشبهة وبينت الحقيقة بان الامام الحسين عليه السلام كان يسير الى الحج ماشيا على قدميه الشريفتين ولم تكتفي الرواية بهذا الحد وانما تقول والنجائب تقاد معه
يعني كانت الوسيلة موجودة معه ؛ ولكن كان روحي فداه يسير ماشيا؛ وكذلك نحن نقتدي بامامنا في الزيارة فنسير ماشين اليه مع وجود الوسائل معنا.
وان من اهم ما اكد عليه الاسلام التواضع لله تعالى وهذا السير على الاقدام مشيا من مظاهر التواضع لله تعالى ومن خيرة العبادة واي هدف خلقنا لاجله اهم من العبادة
وهو القائل :
وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 17
الكافي ج 8 ص 215
عن سُفْيَانَ بْنِ مُصْعَبٍ الْعَبْدِيِّ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فَقَالَ :
قُولُوا لِأُمِّ فَرْوَةَ تَجِيءُ فَتَسْمَعُ مَا صُنِعَ بِجَدِّهَا قَالَ فَجَاءَتْ فَقَعَدَتْ خَلْفَ السِّتْرِ ثُمَّ قَالَ:
أَنْشِدْنَا.
قَالَ فَقُلْتُ:
فَرْوُ جُودِي بِدَمْعِكِ الْمَسْكُوبِ
قَالَ:
فَصَاحَتْ وَ صِحْنَ النِّسَاءُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام:
الْبَابَ الْبَابَ فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ عَلَى الْبَابِ.
قَالَ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام صَبِيٌّ لَنَا غُشِيَ عَلَيْهِ فَصِحْنَ النِّسَاءُ . تامل : اولا:
انظر التقية الشديدة التي كان فيها الامام عليه السلام بحيث حتى البكاء على جده الحسين عليهالسلام كان ممنوع منه ؛ وانه كان يعلم بان اهل المدينة يترصدون بيته عليه السلام ؛ لذلك مجرد ان تعالى اصوات النساء قال الامام عليه السلام :
الْبَابَ الْبَابَ ثانيا:
في الرواية اشاره للتضييق الذي كان على الامام لمجرد البكاء فكيف يزعم من يقول ان الامام الصادقعليه السلام كان في فرجه سياسية ولذلك نشر الدين ؛ بينما نحن نقول كما في الاحاديث الصحيحة عنهم عليهم السلام انه كان تكليفه من الله تعالى نشر الدين ومهما كانت الظروف السياسي’ ثالثا :
ان الامام عليه السلام نادى ام فروة لتسمع الماتم على جدها الحسين عليه السلام والشاعر من اصحاب الامام الصادق عليه السلام ؛ ومن هنا نجد كثير من المؤمنين يجعل في بيته الماتم وتشترك المؤمنات الطيبات والرجال المؤمنين الطيبين مع مراعات الحد الشرعي في سماع القارئ على مصاب امامهم عليهم السلام ويشتركون في البكاء والنحيب. رابعا:
لعل الامام عليه السلام قال :
صَبِيٌّ لَنَا غُشِيَ عَلَيْهِ فَصِحْنَ النِّسَاءُ .
اشارتا الى الرضيع الشهيد المسجى على صدر الحسين عليه السلام رحم الله من نادى:
اللهم العن حرملة ومن مهد له السبيل
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 18
شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج 12 - ص 287
، عن سفيان بن مصعب العبدي قال :
دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقال :
قولوا لام فروة تجييء فتسمع ما صنع بجدها قال :
فجاءت فقعدت خلف الستر ثم قال :
أنشدنا
قال : فقلت :
« فرو ! جودي بدمعك المسكوب »
قال :
فصاحت وصحن النساء
فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) :
الباب الباب
فاجتمع أهل المدينة على الباب قال :
فبعث إليهم أبو عبد الله ( عليه السلام ):
صبي لنا غشيء عليه فصحن النساء .
وعن مستدركات علم رجال الحديث - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 4 - ص 93 - 94
سفيان بن مصعب العبدي الكوفي الشاعر ، أبو محمد : من أصحاب الصادق عليه السلام .
روى عن الصادق عليه السلام أنه قال :
علموا أولادكم شعر العبدي ، فإنه على دين الله .
أقول : لعل مراده من العبدي ، سيف بن مصعب العبدي أبو محمد ، لان الكشي روى هذه الرواية في ترجمة سيف هذا ، بعد نقله عن سيف هذا أنه قال له الصادق عليه السلام : قل شعرا تنوح به النساء . ورود سفيان هذا على الصادق عليه السلام وسؤاله عن تفسير قوله تعالى : ( وعلى الأعراف رجال ) وقول الصادق عليه السلام : هم الأوصياء من آل محمد الاثنا عشر ، لا يعرف الله إلا من عرفهم - إلى آخره ، فاستجازه بأن يجعله في قصيدة شعر ، فأنشد أشعارا. وكلمات الأميني في مدحه وجلالته وإنشاده لمولانا الصادق صلوات الله و سلامه عليه ، بعد مجيء النساء : فرو جودي بدمعك المسكوب
وقد ورد عن الامام الحسين عليه السلام هذه الاشعار
عن كتاب المناقب لابن شهرآشوب وَ لَهُ عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 19
وَ يُرْوَى لِلْحُسَيْنِ عليه السلام
سَبَقْتُ الْعَالَمِينَ إِلَى الْمَعَالِي بِحُسْنِ خَلِيقَةٍ وَ عُلُوِّ هِمَّةٍ
وَ لَاحَ بِحِكْمَتِي نُورُ الْهُدَى فِي لَيَالٍ فِي الضَّلَالَةِ مُدْلَهِمَّةٌ
يُرِيدُ الْجَاحِدُونَ لِيُطْفِئُوهُ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّهُ
ومن هذا الشعر الذي ينقله صاحب المناقب عن الامام الحسين عليه السلام نفهم بشائر يوحيها الينا امامنا عليه السلام وهو ان هذا النور الذي شعشعه لنا من الشمعة الحزينة بكربلاء المقدسة لم ولن تطفئ ابدا مهما حاولة الطغات والظالمون ان يطفؤه وقد رئينا باعيننا ما عمله صدام الخبيث في اطفاء مشاعل النور في كربلاء لكنها عادت بافضل واحسن واوسع مماكانت قبله .
فلامام عليه السلام يقول يريد الظالمون ليطفئوا نوري لكنهم لايستطيعوه ابدا لان الله يابى ذلك وهو على كل شيئ قدير ويد الله فوق ايدي الظالمين .
* المناقب لابن شهرآشوب:
حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ:
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله كَانَ فِي الصَّلَاةِ وَ إِلَى جَانِبِهِ الْحُسَيْنُ فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله فَلَمْ يُحِرِ الْحُسَيْنُ التَّكْبِيرَ ثُمَّ كَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ فَلَمْ يُحِرِ الْحُسَيْنُ التَّكْبِيرَ وَ لَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليهواله يُكَبِّرُ وَ يُعَالِجُ الْحُسَيْنُ التَّكْبِيرَ فَلَمْ يُحِرْ حَتَّى أَكْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ فَأَحَارَ الْحُسَيْنُ عليه السلام التَّكْبِيرَ فِي السَّابِعَةِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام:
فَصَارَتْ سُنَّةً .
تامل:
افهم من هذه الرواية:
ان التكبير الذي هو شروع الصلاة تبدء بذكر الحسين عليه السلام لنفهم ان الصلاة انما بقيت لنا بما قدمه الحسين عليه السلام من التضحيات ليبقى دين الله حياً رغم انف الامويين الذين حاولوا مع من تقدمهم ممن مهدوا لهم الظلم ان يمحوا كل اثر من الرسالة السماوية.
والحسين عليه السلام كان يومها طفلا لايستطيع الكلام بالشكل الطبيعي وبسنن الله تعالى والا هو قادر على النطق بقدرة الامامة لكنه هنا ليس مقام الاستفادة من هذه القدرة كما هو كثير في حياتهم سلام الله عليهم انما يستفيدون من تلك القدرات وفق الحكمة البالغة .
تامل :
ان الامام الحسين عليه السلام وكذلك من لاحظ كرم اهل البيت عليهم السلام سيجد الكرم ليس له معدن سواهم هم معدن الكرم واصله واساسه ؛ واين من اقتدى بهم اين؟؟
؛ ان عليه السلام لما سمع ان هذا مطلوب دَين وليس له ما يعطيه لصاحب دَينه فمعناه انه فقير لامال له؛ فاعطاه ما يقضي دينه؛ وكذلك اعطاه راس مال يستطيع ان يعيش به حرا عزيزا قد كف وجهه عن لئام الناس .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 22
**الكافي :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام:
قَالَ لَمْ يَرْضَعِ الْحُسَيْنُ مِنْ فَاطِمَةَ عليه السلام وَ لَا مِنْ أُنْثَى كَانَ يُؤْتَى بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه واله فَيَضَعُ إِبْهَامَهُ فِي فِيهِ فَيَمَصُّ مِنْهَا مَا يَكْفِيهِ الْيَوْمَيْنِ وَ الثَّلَاثَ فَنَبَتَ لَحْماً لِلْحُسَيْنِ عليه السلام مِنْ لَحْمِ رَسُولِ اللَّهِ وَ دَمِهِ وَ لَمْ يُولَدْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام .
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام:
أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يُؤْتَى بِهِ الْحُسَيْنُ فَيُلْقِمُهُ لِسَانَهُ فَيَمَصُّهُ فَيَجْتَزِئُ بِهِ وَ لَمْ يَرْضَعْ مِنْ أُنْثَى . تامل :
لذلك يقال احدى معاني الحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه واله :
حسين مني وانا من حسين
ان الامام الشهيد رضع من رسول الله صلى الله عليه واله ولذلك نبت لحمه ودمه من لحم ودم الرسولالاكرم صلى الله عليه واله والنبي من الحسين عليه السلام لان الحسين روحي فداه ارجع دين النبي بعد ما كاد يذهب عن عالم الوجود بخطط السقيفة والصحيفة وبني امية المنفذين لتلك المخططات .
**وَ قَالَ ابْنُ الْخَشَّابِ حَدَّثَنَا حَرْبٌ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ عليه السلام قَالَ:
مَضَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ
وَ هُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَ خَمْسِينَ سَنَةً
فِي عَامِ السِّتِّينَ مِنَ الْهِجْرَةِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ
كَانَ مُقَامُهُ مَعَ جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله سَبْعَ سِنِينَ إِلَّا مَا كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ أَبِي مُحَمَّدٍ وَ هُوَ سَبْعَةُ أَشْهُرٍ وَ عَشَرَةُ أَيَّامٍ
وَ أَقَامَ مَعَ أَبِيهِ عليه السلام ثَلَاثِينَ سَنَةً
وَ أَقَامَ مَعَ أَبِي مُحَمَّدٍ عَشْرَ سِنِينَ
وَ أَقَامَ بَعْدَ مُضِيِّ أَخِيهِ الْحَسَنِ عليه السلام عَشْرَ سِنِينَ
فَكَانَ عُمُرُهُ سَبْعاً وَ خَمْسِينَ سَنَةً إِلَّا مَا كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ أَخِيهِ مِنَ الْحَمْلِ
وَ قُبِضَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَ سِتِّينَ
وَ كَانَ بَقَاؤُهُ بَعْدَ أَخِيهِ الْحَسَنِ عليه السلام إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً
وقال المجلسي :
أقول الأشهر في ولادته صلوات الله عليه أنه ولد لثلاث خلون من شعبان لما رواه الشيخ في المصباح أنه خرج إلى القاسم بن العلا الهمداني وكيل أبي محمد عليه السلام أن مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصم و ادع فيه بهذا الدعاء و ذكر الدعاء.
**الكافي:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام:
قَالَ كَانَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام جَالِساً فَمَرَّتْ عَلَيْهِ جَنَازَةٌ فَقَامَ النَّاسُ حِينَ طَلَعَتِ الْجَنَازَةُ.
فَقَالَ الْحُسَيْنُ عليه السلام:
مَرَّتْ جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله عَلَى طَرِيقِهَا جَالِساً فَكَرِهَ أَنْ تَعْلُوَ رَأْسَهُ جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ فَقَامَ لِذَلِكَ .