العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الإجتماعي

المنتدى الإجتماعي المنتدى مخصص للأمور الإجتماعية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية البحرانية
البحرانية
شيعي حسيني
رقم العضوية : 2710
الإنتساب : Feb 2007
المشاركات : 20,583
بمعدل : 3.06 يوميا

البحرانية غير متصل

 عرض البوم صور البحرانية

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : السید الامینی المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-03-2009 الساعة : 04:31 PM


يعطيك العافية اخي الاميني وجزيت خيرا على هذه التوصياااات المهمة

وان شاااء الله في ميزان اعمالك الصالحة باذن الله

والله يقدرنا ان نتبعها ونعمل بها لنخرج من هذه الدنيا وقد ادينا ماعلينا من امانة ااتمنا عليها وسنحاسب على التقصير بها

تقبل شكري وتقديري

ودمتم بحفظ الله ورعايتة


توقيع : البحرانية
من مواضيع : البحرانية 0 الرز الشيلاني (( الابيض))
0 البرياني على طريقتي !
0 ‏​‏​معجم لترجمة بعض كلمات البحارنه
0 حبة الخردل ...
0 من سيرة الصحابي الجليل حُجر بن عَدِي

الصورة الرمزية السید الامینی
السید الامینی
عضو فضي
رقم العضوية : 31113
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 1,792
بمعدل : 0.30 يوميا

السید الامینی غير متصل

 عرض البوم صور السید الامینی

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : السید الامینی المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-03-2009 الساعة : 05:12 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البحرانية [ مشاهدة المشاركة ]
يعطيك العافية اخي الاميني وجزيت خيرا على هذه التوصياااات المهمة


وان شاااء الله في ميزان اعمالك الصالحة باذن الله

والله يقدرنا ان نتبعها ونعمل بها لنخرج من هذه الدنيا وقد ادينا ماعلينا من امانة ااتمنا عليها وسنحاسب على التقصير بها

تقبل شكري وتقديري

ودمتم بحفظ الله ورعايتة



الله یوفقکم اختی الکریمه و شکرا لکم

توقيع : السید الامینی
ا
لتوقيع :


قال الإمام الباقر - عليه السلام - : "بلية الناس علينا عظيمة إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا
من مواضيع : السید الامینی 0 لماذا الوهابية يخافون من حديث الثقلين؟ أين أصحاب العقل والعلم والتقوى والأنصاف
0 سلسة في الحب
0 مصر يحتاج الى مثل هذا الحاكم(عهد الامام علي (ع)لواليه على مصر مالك الاشتر
0 امام زماننا المهدي الموعود عليه السلام -- و من هو امام زمانكم ايها الوهابية؟
0 فطُوبى لمن وعاها واستيقَظ بها.

الصورة الرمزية السید الامینی
السید الامینی
عضو فضي
رقم العضوية : 31113
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 1,792
بمعدل : 0.30 يوميا

السید الامینی غير متصل

 عرض البوم صور السید الامینی

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : السید الامینی المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-03-2009 الساعة : 05:13 PM



أساس التدرّج في تعليم المسائل الدينيّة
ينبغي على الوالدَين والمعلّمين الذين يقومون بتعليم الناشئة المعارفَ والمسائلَ الدينيّة، التوجّه إلى حقيقة أنّ لهذه المعارف درجاتٍ ومَراتبَ مختلفة باختلاف الأفراد في نموّ قابليّاتهم الذهنيّة والروحيّة، وتفاوتهم في المعلومات والتجارب، وفي الظروف الاجتماعية والثقافيّة. ولذلك ينبغي إلقاء الأفكار والمفاهيم التعليميّة والدينيّة بما يتناسب ومستوى إدراك الطلاّب والناشئة، وبما ينسجم وقواهم الذهنية والروحيّة. وعلى الوالدين أن لا ينتظرا من ولدهما أن يصبح بسرعة من أهل العبادة والصلاة. ويجب أن يكون برنامج تعويد الناشئة على الصلاة مبنيّاً على أساس التدرّج والرِّفق، وأن يَحذَر الوالدان من أن يحسّ الطفل بثقل الواجبات الدينيّة الملقاة على عاتقه، وأن يواظبا على تجنيبه الواجبات الثقيلة التي لا تتناسب مع طاقته؛ لأنّ من الممكن أن يؤدّي ذلك إلى الإضرار بعقائد الطفل.
وقد وردت توصيات كثيرة في الإسلام في أمر التدرّج في تعليم المسائل الدينيّة، فقد أوصى الإمام الصادق عليه السّلام أن الطفل إذا بلغ ثلاث سنين أمَرَه والداه أن يقول يوميّاً سبع مرّات عبارة « لا إله إلاّ الله »، ثمّ يُترك لشأنه حتّى يبلغ عمره ثلاث سنين وسبعة أشهر وعشرين يوماً، فيُعلّم قول « محمّد رسول الله » سبع مرّات يوميّاً، ثمّ يُترك وشأنه حتّى يبلغ أربعة سنين، فإذا بلغها عُلّم قول « صلّى الله عليه وآله » سبع مرّات، ثمّ يُترك لشأنه حتّى يبلغ الخامسة من عمره. فإذا ميّز الطفل بين يُمناه ويُسراه، وُجّه إلى القِبلة وعُلّم السجود. فإذا بلغ السادسة عُلّم الركوع والسجود وباقي أجزاء الصلاة. فإذا أتمّ السابعة قيل له أن يغسل وجهه ويديه ( بعد أن يُعلّم الوضوء تدريجاً ) ثمّ يُؤمر بالصلاة، ثمّ يُترك وشأنه إلى أن يبلغ التاسعة، فإذا بلغ التاسعة عُلّم الوضوء الصحيح وأُمر بالصلاة.
والأمر كذلك بالنسبة إلى الصوم، حيث روى الكلينيّ في كتابه ( الكافي ) عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: إنّا نأمر صبياننا بالصلاة إذا كانوا بني خمس سنين، فمُروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا أبناء سبع سنين. ونحن نأمر صبياننا بالصوم إذا كانوا بني سبع سنين بما أطاقوا من صيام، إن كان إلى نصف النهار أو أكثر من ذلك أو أقلّ، فإذا غلب عليهم العطش والغرث أفطروا، حتّى يتعوّدوا الصوم ويُطيقوه؛ فمُروا صبيانكم إذا كانوا بني تسع سنين بالصوم ما استطاعوا من صيام اليوم، فإذا غلبهم العطش أفطروا (6).
ونلاحظ تاريخيّاً حقيقة أنّ التعاليم الإسلاميّة نزلت بالتدريج، وأنّ القرآن أُنزل تدريجاً، في حين يُشاهد ـ وهذا ممّا يؤسف له ـ أن بعض الآباء والمربّين يحاولون إيصال المتعلّمين إلى الصورة التي يرسمونها في أذهانهم بسرعة ومن دون تريّث ولا تدرّج، مع أنّ المختصّين بأمور التربية والتعليم يؤكّدون على أنّ أيّ رسالة تربويّة إذا ما نُقلت إلى الطفل بسرعة وعجلة ومن دون ترك فرصة للطفل للتلقّي الصحيح، فإنّ الاستجابة لتلك الرسالة التربويّة ستكون ظاهريّة فقط وغير دائمة. ومن هنا كان من الأفضل أن يُترك للطفل فرصة ـ ولو يسيرة ـ لهضم واستيعاب ما تلقّاه، وإلاّ صار ما يتلقّاه سطحيّاً سريع الزوال.
وفي الحقيقة أنّ الانسجام والتعاون المشترك بين قابليّة الطفل المتعلّم من جهة، والإمكانات التربويّة المناسبة من جهة أخرى يتطلّبان سرعة معيّنة يؤدّي زيادتها أو تقليلها إلى اختلال العملية التربويّة، بل إلى اختلال التعادل في شخصيّة المتعلّم.


أساس الاعتدال في تعليم المسائل الدينيّة
الاعتدال هو الحجر الأساس الذي تقوم عليه التعاليم الإسلاميّة، بحيث أكّدت جميع تلك التعاليم على رعاية الاعتدال وعلى اجتناب الإفراط والتفريط.
وأساس الاعتدال من جملة الأسس التي عُني بها القرآن الكريم، حيث يقول الله تبارك وتعالى: وكذلكَ جَعَلناكُم أُمّةً وَسَطاً (7).
ويمكن ملاحظة هذا الأساس في جميع أعمال وسيرة رسول الله صلّى الله عليه وآله وأئمّة الهدى عليهم السّلام، يقول أمير المؤمنين عليه السّلام في صفة رسول الله صلّى الله عليه وآله: « سِيرتُه القَصْد » (8).
ولمّا كان الإنسان موجوداً ذا أبعاد متعدّدة وجوانب مختلفة، وكان الإسلام ديناً كاملاً يُعنى بجميع أبعاد الإنسان الوجوديّة، فإنّ جميع أبعاد الإنسان ينبغي ملاحظتها ورعايتها وتنميتها بصورة متعادلة ومتكاملة من أجل أن يصل البشر إلى كماله الحقيقيّ؛ وإنّ الاهتمام بأحد أبعاد الإنسان أو ببعض أبعاده الوجوديّة دون البعض الآخر سيجعل منه فرداً شاذّاً غير متوازن، وسيؤدّي إلى القضاء على الشخصيّة الإنسانيّة لذلك الفرد.
إنّ أغلب الانحرافات الفرديّة والاجتماعيّة والأخلاقيّة والروحيّة التي تعاني منها المجتمعات البشريّة في العصر الحاضر يرجع إلى الإفراط أو التفريط في تنمية الأبعاد الوجوديّة للبشر. يقول النبيّ الكريم صلّى الله عليه وآله: « إنّ هذا الدين متين، فأوغِلُوا فيه بِرِفق، ولا تُكرّهوا عبادةَ الله إلى عِبادِ الله، فتكونوا كالراكب المُنْبَتّ (9) الذي لا سَفراً قَطَع ولا ظَهْراً أبقى » (10).
وكما كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يحذّر أصحابه من الانهماك في المسائل الماديّة والشهوانيّة، فإنّه ـ كذلك ـ كان يحذّرهم من الانهماك في الرهبانيّة والإفراط الزائد في العبادات، وكان ينبّههم إلى حقيقة أنّ لأبدانهم وأزواجهم وأصحابهم عليهم حقّاً، وأنّ عليهم رعاية تلك الحقوق وعدم تضييعها.
من ذلك قوله صلّى الله عليه وآله ـ وقد بَلَغه أنّ عُثمانَ بنَ مَظعون تَرَهّب ولَبِس المُسوحَ واعتزل زوجتَه ـ: ما بالُ أقوامٍ يُحرِّمون على أنفسهم الطيّبات ؟! ألاَ إنّي أنامُ الليلَ وأنكحُ وأُفطِرُ بالنهار، فمن رَغِب عن سُنّتي فليس منّي (11).
ومن ذلك قول أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام لعاصم بن زياد ـ وقد بَلَغه أنّه لبس الخشنَ من أثواب الصوف وتخلّى عن الدنيا ـ: يا عُدَيَّ نفسِه، لقد استهام بك الخبيثُ ( يعني الشيطان )، أمَا رَحِمتَ أهلَك وولدَك ؟! أترى اللهَ أحلّ لك الطيّباتِ وهو يَكرَهُ أن تأخُذَها ؟ أنت أهوَنُ على الله مِن ذلك. قال عاصم: يا أمير المؤمنين، هذا أنتَ في خُشونةِ مَلبسِك وجُشوبة مأكلك!
قال عليه السّلام: وَيْحكَ! إنّي لستُ كأنت. إنّ الله تعالى فرض على أئمّة الحقّ أن يُقدّروا أنفسَهُم بِضَعَفَةِ الناسِ كي لا يَتَبَيّغ (12) بالفقيرِ فَقرُه (13).
وروى الكلينيّ عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: اجتهدتُ في العبادة وأنا شابّ، فقال لي أبي: يا بُنيّ، دون ما أراك تصنع، فإنّ اللهَ عزّوجلّ إذا أحبَّ عبداً رضي عنه باليسير (14).
وروى عن أبي بصير، عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: مرّ بي أبي وأنا بالطواف وأنا حَدَثٌ وقد اجتهدتُ في العبادة، فرآني وأنا أتصابّ عَرَقاً، فقال لي: يا جعفر يا بُنيّ، إنّ الله إذا أحبّ عبداً أدخله الجنّةَ ورضي عنه باليسير (15).
ويُلاحظ ـ مع الأسف ـ أنّ بعض الآباء والمربّين الذين يفتقرون إلى الاطّلاع على سيرة أهل البيت عليهم السّلام ووصاياهم وتعاليمهم في مجال التربية، يرتكبون بعض الأعمال التي تضرّ بعقائد الأطفال والناشئة. ويُشاهَد أنّ الاهتمام الزائد لبعض الآباء في تنشئة أبنائهم نشأة دينيّة من دون رعاية لقابليّات أبنائهم واحتياجاتهم الروحيّة والفكريّة، ومن دون رعاية لحدّ الاعتدال في التربية، يؤدّي إلى عواقب وخيمة، ويكرّه لدى هؤلاء الأبناء واجباتهم الدينيّة.



6 ـ الكافي للكليني 309:3.
7 ـ البقرة:143.
8 ـ بحار الأنوار 379:16 ـ نقلاً عن نهج البلاغة.
9 ـ المنبتّ: الراكب الذي عَطَبت راحلتُه وانقطع به في سفره.
10 ـ الكافي للكلينيّ 86:2 ـ 87.
11 ـ بحار الأنوار للمجلسي 116:67 ـ نقلاً عن تفسير القمّي، ذيل قوله تعالى « يا أيّها الذين آمنوا لا تُحرّموا طيّبات ما أحلّ اللهُ لكم ».
12 ـ يتبيّغ: يثور ويهيج.
13 ـ نهج البلاغة: الخطبة رقم 207؛ بحار الأنوار 118:67.
14 ـ الكافي للكلينيّ 87:2/ ح 5.
15 ـ الكافي 86:2 / ح 4


توقيع : السید الامینی
ا
لتوقيع :


قال الإمام الباقر - عليه السلام - : "بلية الناس علينا عظيمة إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا
من مواضيع : السید الامینی 0 لماذا الوهابية يخافون من حديث الثقلين؟ أين أصحاب العقل والعلم والتقوى والأنصاف
0 سلسة في الحب
0 مصر يحتاج الى مثل هذا الحاكم(عهد الامام علي (ع)لواليه على مصر مالك الاشتر
0 امام زماننا المهدي الموعود عليه السلام -- و من هو امام زمانكم ايها الوهابية؟
0 فطُوبى لمن وعاها واستيقَظ بها.

الصورة الرمزية السید الامینی
السید الامینی
عضو فضي
رقم العضوية : 31113
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 1,792
بمعدل : 0.30 يوميا

السید الامینی غير متصل

 عرض البوم صور السید الامینی

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : السید الامینی المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي تتمة
قديم بتاريخ : 18-03-2009 الساعة : 09:50 PM


أساس التكرار والمداومة في تعليم المسائل الدينيّة
التكرار والاستمرار في عملٍ ما يؤدّيان إلى إتقان ذلك العمل وإلى رسوخه في النفس.
ولا يُماري أحد في أنّ تعلّم أيّ مهارة إذا لم يتزامن مع العمل بها وتكرارها فإنّ تلك المهارة سرعان ما تُنسى. ولذلك يوصي مختصّو التعليم أن يُصار إلى استخدام وسيلة التكرار لدى الأطفال من أجل الوصول إلى إيجاد سلوك ثابت وعادة دائمة لديهم. ويصدق أمر العمل والتكرار حتّى في شأن الإيمان الذي يؤدّي العمل إلى تثبيته:
روى الكليني في الكافي عن الإمام الصادق عليه السّلام في حديث، قال: لا يثبت له ( أي للمؤمن ) الإيمان إلاّ بالعمل، والعمل منه(16) ( أي من الإيمان ).
وروى بإسناده عن الإمام الباقر عليه السّلام، قال: ما مِن شيء أحبّ إلى الله عزّوجلّ من عملٍ يُداوَم عليه وإن قَلّ(17). وروى بإسناده عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: إيّاك أن تفرض على نفسك فريضةً فتفارقها اثنَي عَشَر هِلالاً(18) ( أي: سنةً كاملة ).
وقد ثبت في أمر التربية أنّ المداومة على عمل معيّن يجعل ذلك العمل يتسرّب بالتدريج من ظاهر الفرد إلى باطنه، حتّى أنّ بعض الأعمال التي قد يُخالطها الرياء في بادئ الأمر يمكن أن تتحوّل تدريجاً إلى أعمال صحيحة مقبولة بالمداومة، بشرط أن يُرافق ذلك تصحيح للنيّة.
ويمكن تشجيع الأطفال للقيام ببعض العبادات، أو لحضور المسجد، فيكون فِعلهم لتلك العبادات مقترناً بالخاطرة اللذيذة التي حصلت لهم من قبل، ثمّ إنّ الأمور المعنويّة للعبادات وللمساجد ستجذبهم نحوها تلقائيّاً.
وينبغي السعي إلى توجيه الأطفال نحو التكرار الظاهريّ للعبادات، من أجل تهيئة أرضيّة أُنس لهم بالعبادات، وصولاً إلى تثبيت العمل وإيجاد العادة المستحكمة لديهم للعبادة.
وقد رُويت عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ وهو المعلّم الأكبر ـ قصّةٌ في أمر تعليم الصلاة والتكرار فيها، ينبغي أن تكون أنموذجاً يُحتذى من قِبل الآباء والمعلّمين، وفيها إشارة مهمّة إلى أهميّة تكرار العمل في صبر وأناة، وصولاً إلى تلقينه للمتعلّمين.
روى الشيخ الطوسيّ في ( التهذيب ) عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان في الصلاة وإلى جانبه الحسين بن عليّ، فكبّر رسول الله صلّى الله عليه وآله فلم يُحِر الحسين التكبير، ولم يزل رسول الله صلّى الله عليه وآله يكبّر ويعالج الحسينُ التكبيرَ ولم يُحِر، حتّى أكمل سبع تكبيرات، فأحار الحسينُ التكبير في السابعة(19).


وعلى الآباء والمعلّمين أن يضعوا نصب أعينهم أمر مراحل نموّ الطفل، وأن يسعوا في صبر إلى الاستجابة لاحتياجات الطفل الفطريّة.
إنّ مهارة المربّين الكبيرة هي أن يُدركوا عالَم الطفل، وأن يعلموا أنّ بعض الأمور التي تبدو للكبار مُتعبة ومُملّة تبدو للأطفال لذيذة ومُبهجة، وأن يعلموا أنّ الأطفال لا يملّون من تكرار المكرّرات. والأمّهات يَعلَمنَ جيّداً أنّ أطفالهنّ لا يملّون أبداً من سماع القصص الجميلة التي يَسردْنها عليهم بصوت حنون ربّما مئات المرّات. ومن هنا يُوصى الآباءُ بأداء الصلاة أمام أطفالهم في هيئة مناسبة، وأن تكون ألفاظهم واضحة من أجل أن يكون انجذاب الأطفال إلى الكلام الإلهيّ أقوى.
وعلى الآباء أن يكونوا صبورين أمام تصرّفات أولادهم، وأن يعلموا أن مستقبل أبنائهم مرهون بتعليمهم وإرشادهم. وبتعبير آخر فإنّ الأطفال سرعان ما يصبحون مرآةً جَليّة لوالديهم، فإن هم لاحظوا في آبائهم أنّهم يولون صلاتهم أهميّةً كبيرة، وأنّ أفضل حالاتهم وأوقاتهم هي التي يقفون فيها لأداء الصلاة أمام خالقهم، فإنّ من المسلّم أنّ سيرة الأطفال ستكون على هذا النحو.

أساس المرونة والليونة في تعليم المسائل الدينيّة
أكّد رسول الله صلّى الله عليه وآله في مناسبات مختلفة على أنّ الإسلام دين اليُسر، ونهى عن أن يُضيِّق الرجلُ على نفسه في العبادة.
روى أحمد في مسنده أنّ الناس اجتمعوا حول رسول الله صلّى الله عليه وآله بعد الصلاة، فجعلوا يسألونه: أعلينا حَرَج في كذا ؟ فقال صلّى الله عليه وآله: لا؛ أيّها الناس، إنّ دين الله عزّوجلّ في يُسر ـ يقولها ثلاثاً(20).
وكان صلّى الله عليه وآله إذا بعث رجلاً لإرشاد الناس وتعليمهم القرآن والصلاة، أوصاه أن يبشّر الناس بالجنّة، وإن يأخذ الناس باليُسر والرفق والمداراة، وأن يجتنب التشديد عليهم.
وقد وردت توصيات عديدة في روايات أهل البيت عليهم السّلام لمن يؤمّ الناس في الصلاة أن يُصلّي بهم صلاةَ أضعَفِهم، وأن يُراعي حال الشيخ المُسنّ والطفل الصغير.
روى أحمد في مسنده عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله من أتمّ الناس صلاةً وأوجزه(21).
وروى الصدوق أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله كان ذات يوم يَؤمّ أصحابه، فيسمع بكاء الصبيّ، فيُخفّف الصلاة(22).
وروى الصدوق عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: ينبغي للإمام أن تكونَ صَلاتُه على صلاةِ أضعَفِ مَن خَلفَه(23).
وروى الصدوق أنّ مُعاذ بن جَبَل كان يَؤمّ في مسجدٍ على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله ويُطيل القراءة، وأنّه مرّ به رجل فافتتح سورةً طويلة، فقرأ الرجلُ لنفسه وصلّى ثمّ ركب راحلته، فبلغ ذلك النبيَّ صلّى الله عليه وآله فبعث إلى معاذ فقال: يا مُعاذ، إيّاكَ أن تكون فَتّاناً، عليك بـ « الشمس وضُحاها »، وذواتها(24).
ومن البديهيّ أنّ اليُسر والرفق في المسائل الدينيّة ـ فيما يتعلّق بالأطفال ـ أشدّ ضرورة. وعلى المربّين أن يحرصوا على تجنيب الأطفال الإحساسَ بالمَلَل والضَّجَر، وأن يعلموا أنّ في مصلحة الأطفال أن تكون القراءة والركوع والسجود في الصلاة قصيرةً غير مُطوَّلة، وأن يُحترز من أداء المستحبّات التي قد تَثقُل على هؤلاء الصبيان.
وروى الحرّ العامليّ في ( وسائل الشيعة ) عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: إنّا نأمر الصبيان أن يجمعوا بين الصَّلاتَين: الأولى ( أي الظهر ) والعصر، وبين المغرب والعشاء الآخرة ما داموا على وضوء، قبل أن يشتغلوا(25).
وقد ذكر أحد العرفاء الأجلاّء قصّة شيّقة تبيّن الأثر الكبير الذي يمكن للمربّي الواعي المتبصّر أن يخلّفه في نفوس الصبيان الذين يقوم بتعليمهم وتربيتهم. فقد سُئل سَهْل التُّسْتَري، وهو أحد العرفاء الكبار: كيف بلغتَ هذا المقام ؟
قال: كنتُ أيّام طفولتي أعيش مع خالي، وكان عمري يومذاك سبع سنين. وحصل في ليلة من الليالي أن استَيقَظتُ في منتصف الليل ونَهَضتُ من فراشي، فذهبت إلى دورة المياه، وحين عُدت إلى فراشي استوقفني صوتٌ شجيّ يتلو القرآن، فتوجّهت إلى مصدر الصوت وشاهدت خالي جالساً على سجّادته متوجّهاً إلى القِبلة وهو منهمك في أداء صلاته. جلستُ إلى جانبه وقد شدّني منظره وهو يصلّي حتّى أنهى صلاته، والتفتَ إليّ وسألني في حُنُوّ: ما بالُكَ يا ولدي ؟ اذهَبْ ونَمْ في فراشك!
قلتُ: أُحبُّ أن أجلس قُربَك وأسمعك تصلّي.
قال: اذهب ونَم يا ولدي!
نَهَضت وعُدت إلى فراشي ونمت. ثمّ تكرّر استيقاظي في الليلة التالية، ولمّا شاهدني خالي جالساً قريباً منه قال لي: اذهب ونَم يا ولدي.
أجبت: أُحِبّ أن أكرّر ما تقوله في صلاتك.
فأجلسني خالي إلى جانبه، ووجّهني إلى القبلة وقال: قُل مرةً واحدة: يا حاضِر، يا ناظِر!
فكرّرتُ ما قال. ثمّ إنّه قال لي: يكفي هذا الليلة، فعُد إلى فراشك يا ولدي!
وتكرّر هذا العمل عدّة مرّات، وكنت أقول كلّ ليلة « يا حاضر، يا ناظِر ».
ثمّ إنّ خالي علّمني كيف أتوضّأ، ثمّ قال لي: قُل سبع مرّات: « يا حاضر يا ناظر »! ثمّ تدرّجت في ذلك حتّى بلغتُ حدّاً صرتُ معه أستيقظ قبل أذان الفجر، فأنهض وأتوضّأ وأمسك بالمسبحة وأكرّر « يا حاضر يا ناظر ». وقد كان حظّي من هذه العبادة المعنويّة بحيث أوصلني إلى ما بلغتُ.
ولنُوردْ في المقابل قصّة شخص اخر كَرَّه إليه والدُه الصلاةَ والعبادة، فأضحى في النتيجة تاركاً للصلاة، محروماً من نعمة العبادة.
ينقل الدكتور أحمد الأحمدي أنّه يعرف شخصاً تدرّج في دراسته حتّى أضحى طبيباً مختصاً في التغذية. وهذا الطبيب يعيش حاليّاً في ألمانيا. ونقل عنه أنّه قال:
وُلدتُ في عائلة متديّنة، وكان أبي رجلاً متديّناً معروفاً، وكان يوقظنا ـ أنا وأخوتي ـ للصلاة فجراً، ثمّ يتركنا ويذهب ليصلّي في الغرفة المجاورة، وكنّا نتثاقل من الوضوء، فقد كانت مدينتنا معروفة بالبرودة الشديدة في الشتاء، فاتّفقتُ مع أخوتي على أن نصلّي في غرفتنا بصوت مرتفع ـ ونحن في الفراش ـ دون أن ننهض للوضوء، ثمّ نعود إلى النوم!
ثمّ عَلِم والدُنا ـ بالصدفة ـ بما كنّا نفعل، فعاقبنا على ذلك، ثمّ إنّه كان يأمرنا بالنهوض للتوضّؤ، ثمّ يتركنا ويذهب إلى غرفته، فكنّا لا نتوضّأ ثمّ نقف ونصلّي بصوتٍ عالٍ لنُسمع أبانا أنّنا نصلّي.
وهكذا انقضت أيّام الصِّبا، وآلَ أمُرنا ـ أنا وأخوتي ـ أن صرنا جميعاً من تاركي الصلاة(26).
ونُلفت نظر أولياء الأمور والمربّين إلى ضرورة الرجوع إلى سنّة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسيرة أئمّة أهل البيت عليهم السّلام في هذا الخصوص.

16 ـ الكافي للكليني 38:2 / ح 6.
17 ـ الكافي 82:1 / ح 3.
18 ـ الكافي 83:1 / ح 6.
19 ـ التهذيب ـ وعنه: بحار الأنوار المجلسيّ 307:43 / ح 69.
20 ـ مسند أحمد 69:5.
21 ـ مسند أحمد 100:3.
22 ـ من لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق 255:1 / ح 64.
23 ـ من لا يحضره الفقيه 255:1 / ح 62.
24 ـ من لا يحضره الفقيه 255:1 / ح 63.
25 ـ وسائل الشيعة 183:15 / ح 7.
26 ـ مجموعة مقالات للدكتور الأحمدي، المؤتمر العام لمراكز أولياء أمور الطلبة ومربّيهم، ص 194.




توقيع : السید الامینی
ا
لتوقيع :


قال الإمام الباقر - عليه السلام - : "بلية الناس علينا عظيمة إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا
من مواضيع : السید الامینی 0 لماذا الوهابية يخافون من حديث الثقلين؟ أين أصحاب العقل والعلم والتقوى والأنصاف
0 سلسة في الحب
0 مصر يحتاج الى مثل هذا الحاكم(عهد الامام علي (ع)لواليه على مصر مالك الاشتر
0 امام زماننا المهدي الموعود عليه السلام -- و من هو امام زمانكم ايها الوهابية؟
0 فطُوبى لمن وعاها واستيقَظ بها.

الصورة الرمزية ربيعيه
ربيعيه
عضو فضي
رقم العضوية : 23507
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 2,265
بمعدل : 0.37 يوميا

ربيعيه غير متصل

 عرض البوم صور ربيعيه

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : السید الامینی المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-03-2009 الساعة : 01:40 AM


موضوع اكثر من رائع

اتمنى الكل يستفيد منه


سلمت يمناك

من مواضيع : ربيعيه 0 اهداء لكل الحوامل جدول مبسط
0 طلبتكم بالدعاء لقضاء حاجتي
0 10 اشياء لايخبرك بها احد عندما تلدين طفلا
0 جديد فساتين البنات من Gymboree
0 فائدة غير متوقعة للمصاصة المطاطية
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 03:27 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية