العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية نور المستوحشين
نور المستوحشين
شيعي حسيني
رقم العضوية : 10716
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 21,590
بمعدل : 3.32 يوميا

نور المستوحشين غير متصل

 عرض البوم صور نور المستوحشين

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : نور المستوحشين المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-04-2009 الساعة : 03:09 AM


الصراخ يعتلي في بيت "أبو حسن" ، أصوات أقداح تتناثر ، أم تتوعد و بنت تسترحم و تتعطف ، دخل "حسن" المنزل بخطوات حذرة ، كانت "أم حسن" تعتلي "هدى" ممسكة بيدها اليسرى شعرها و بكفها اليمنى قلم القدو ، و هي تصرخ:

- أين كنتِ حتى هذا الوقت؟؟ بنات المدارس قد عادوا إلى منازلهن و جلسن مع أهلهن، و أنتِ أين ذهبتِ؟؟
- قسما بالله لقد كنتُ في المدرسة ، لم أذهب أي مكانٍ آخر.
- أي مديرة تبقى في المدرسة إلى هذا الوقت ؟ اعترفي قبل أن أدخل النار بسببك... أخبريني أين كنتِ.
- أين سأكون! أقسمتُ لكِ بالله أنني كنتُ في المدرسة ، لقد احتجزتنا المديرة ، اسألي "أمل".
- هيا! اتصلي إلى أمل قبل أن أقضي عليكِ
- دعيني كي أتصل..
- اتصلي قبل أن أقبرك الساعة..

ساد الهدوء في المنزل ، الأم تترقب و "هدى" تطلق الآهات، و تجري الدموع و تمسك سماعة الهاتف ، "حسن" مشلول الحركة لا يدري ما يعمل ، نهبت "أم حسن" السماعة من يد "هدى":

- ألو..
- ...
- أهلا... كيف حالكِ يا"أمل"؟
- ...
- أين ذهبت "هدى" بعد الانتهاء من الدراسة؟
- ...
- إذا كلامها صحيح ، لماذا لم تأتِ لتخبريني ، كنتُ أضرب أخماسا بأسداس..
- ...
- لا... لقد وصلت للتو..
- ...
- شكرا يا "أمل" ، مع السلامة.

************

كان الوضع هادئا في منزل "عبير" ، تجلس أم "عبد الله" تتابع برنامجا ثقافيا في راحة بال تامة ، ترتمي "عبير" منفجرة في بكاء الفاقدين ، تفزع الأم تكيل للمعلمات الظنون ، تحتظن ابنتها:

- أي معلمة هذه المرة التي تعرضت لكِ؟ لابد أن أذهب للمديرة يوم السبت و أوقفهن جميعا عند حدودهن...
- لا.. يا أماه ، المعلمات لم يفعلن شيء.
- إذاً ، مالأمر؟
- ابنة الفلاحين.. "هدى"
- هؤلاء البنات تربية شوارع ، و لابد أن يتجبرن عليكن ، ينبغي فصلهن عنكن ، سوف أذهب يوم السبت و أعلمها الأدب.
- لا يا أمي ، أرجوكِ لا تذهبي.
- ماذا يخيفكِ ؟ إن لم أوقفها هذه المرة فسوف تتمادى..
- لا يا أمي ، أرجوكِ أن لا تذهبي ، رجاء...
- يبدو أنكِ المخطئة ، ألم أطلب منكِ تجنب المشاكل؟ كيف أواجه المديرة بعد أن وعدتها بالتزامك...
- لا يا أمي ، لقد تم حل المشكلة ، لكن الحل لم يعجبني...
- و ماهو الحل؟
- أن نسامح بعضنا البعض يوم السبت ، أو سوف تعاقبنا الإدارة بالفصل.
- و لمَ لم يعجبك الحل؟
- ماذا تقولين؟ أتطلبين مني أن أسامح هذه الفلاحة؟
- أ لستِ المخطئة؟
- لكني لا أتأسف.

دخل "عبد الله" المنزل ليرى أخته في حجر أمه في حالة شكوى ، استمع إلى المشكلة ، تأكد من اسم "هدى" ، سأل أخته:

-أمتأكدة أنها "هدى علي"
- كما أنا متأكدة من أنك "عبد الله"
- أين منزلها؟
- في حي الوسادة

تمتم:
- و "حسن" اسمه "حسن علي " من الوسادة...
- ماذا تقول؟
- أقول هلمي معي..
- أين؟
- أنا أعرف عائلة "هدى" ، وهم أناس محترمون و أستطيع أن أحل المشكلة.
- أ تعرفهم، أنت؟ أنت تعرف قرويين؟
- أنا أعرف أخاها ، إنه معي في الجامعة.
- لابد أن يكون قبيح و ثيابه مهملة.
- احترمي حالك
- إن شاء الله
- هيا ، سوف أحل المشكلة

********
تحول الصراخ في بيت "أم حسن" إلى درس من المواعظ و الحكم من قبل "أم حسن" التي تكرر خطبتها و تضيف فيها ، كانت "هدى" مشحونة بعواطف ملتهبة تكاد تكفيها لقضاء يوم كامل من البكاء ، أما "حسن" فقد وجد نفسه مجبورا على البقاء و الاستماع لحديث أمه ، و "حسين" الذي استغل ثورة أمه ، و دخل غرفته و تمدد ينصت للعاصفة ، تنهدت "أم حسن" :

- إنّ أباكم يطلب رزقه ، و لا يعلم عنكم شيئا ، و لو يحدث أمرا سيئا أصبح أنا المسؤولة ، و أنا امرأة ضعيفة ، لا أقدر على فعل شيء ، و الزمن مخيف ، هنا بنت مخطوفة ، و هناك أخرى هاربة مع عشيقها ، و أبناء الحرام يملؤن المكان ،ألم تسمعوا بقصة الذين أخذا طفلة يوم العيد الفائت ؟ ألم يعصفوا بأهل الطفلة المسكينة؟ ألم يقلبوا عيدهم إلى مأتم؟ الولد هذه الأيام يخشى عليه فكيف البنت ، و أنا مهما يكن أم ، و لابد أن أخاف ، ماذا تطلب الأم من الدنيا سوى سعادة أولادها و بناتها ، غذا إن شاء الله يأتيكِ ابن الحلال الذي يسعدكِ و تعرفي معنى التربية...

كان الباب قد طرق فانقطعت المواعظ ترقبا لمن يقف على الباب ، خرج "حسن" ليجد شاب يبدو له مألوفا بعض الشيء ، كان يتحرك أمام الباب ذهابا و إيابا في ارتباك واضح ، هتف "حسن":

-أهلا..
رفع الشاب رأسه ، كان يحاول أن يدفع الكلام من فمه:
-أهلا..
- خيرا ، من تريد؟؟
- أنا "صالح" زميلك في الجامعة و هذا "سعيد".
- شعرتُ أنكما مألوفين، خيرا إن شاء الله..
- بالصراحة..
-...
- نحن نعلم أنك صاحب المرحوم
- الله يرحمه..
- و كنا نحاول أن نعزيك في الجامعة لكن خشينا أن لا تتقبل...
- على العكس ، ولماذا لا أتقبل؟
- على كلٍ ، الله يرحمه و عظم الله أجرك..
- و إن أتت متأخرة، لكن أطال الله عمريكما و حرس شبابكما
- كنتَ تذهب إلى الجامعة و تعود منها بصحبته ،أليس كذلك؟
- بلى..
- ماذا بعد موته يرحمه الله؟
- أنا؟؟ أذهب مع صديق يدرس في السنة الثالثة تخصص
- طيب ، لماذا لا تذهب و تعود معنا عوضا عن تأخير الرجال و انتظاره.
- شكرا ، لكني لا أعرفك ، قصدي لم أعرفك إلا للتو..

كانت سيارة "عبدالله" قد مرَت أمامهما ثم توقفت إلى جانب الطريق ، عندما ترجل "عبد الله" من السيارة ، هتف "حسن" بحماسة:

- المؤمن عند ذكره..
- خيرا إن شاء الله..
- لقد كان "صالح" يسألني عمن أذهب معه إلى الجامعة ، فأخبرته أنني أذهب معك ، نسيتُ أن أعرفك ، "صالح" و "سعيد" معي في السنة التحضيرية ،و "عبد الله" سنة ثالثة تخصص هندسة كهربائية..

كان حياء أول لقاء يشل حركة "صالح"و "سعيد" الذي كان يقف صامتا طول الوقت ، أما "عبد الله" فقال:

- إذاً ، ستذهب معي إلى الجامعة و ستعود معهما ، إذ يقارب وقتك و قت انتهائهما...
- إذا كان هذا رأيك فلا مانع

تحرر "صالح" قليلا..
- رأي جيد.

ثم التفت "عبد الله" إلى "حسن" وقال:

- أريدك في أمر خاص

نظر "حسن" إلى "صالح" بحرج ، فتدارك "صالح" الأمر:

- أراك يوم السبت في البوفيه ، مع السلامة..
- مع السلامة ، وشكرا لمساعدتك
- هذا واجب...

عندما أصبح "حسن" مع "عبد الله" وحيدين ، بدت علائم الارتباك في محيا "عبدالله" ، فتساءل "حسن":

- خيرا إن شاء الله ، مالأمر؟؟
- خيرا إن شاء الله ، لكن بين أختي وأختك نشب خلاف
- إذا هي أختك التي...
- نعم ، و أمي وأختي في السيارة و هماآتيتان ليتفاهما، و إن شاء الله تنتهي المشكلة..
- أمك و أختك في السيارة و نحن نتحدث؟؟ لماذا لم تخبرني كي أدخلهما المنزل...
- ....
- تفضلوا ، و إن كان المنزل ليس في المقام ، عن إذنك أخبر أمي...
- إذنك معك..


توقيع : نور المستوحشين

ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح
من مواضيع : نور المستوحشين 0 من مطبخي .. عصيدة التوفي
0 وجعلنا من الماء كل شيء حيا...
0 كلبه نور ...
0 من مطبخي : شراب المارس
0 طقطقات من هنا وهناك ...

الصورة الرمزية نور المستوحشين
نور المستوحشين
شيعي حسيني
رقم العضوية : 10716
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 21,590
بمعدل : 3.32 يوميا

نور المستوحشين غير متصل

 عرض البوم صور نور المستوحشين

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : نور المستوحشين المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-04-2009 الساعة : 03:10 AM


كانت الصورة التي رسمتها "عبير" في خيالها لـ "حسن" مرسومة وفقا لصورة "هدى" في المدرسة، عندما وقفت السيارة بجانب الطريق ألقت نظرة فوجدت شابين واقفين يتجاذبان أطراف الحديث ، استبعدت أن يكون "حسن" أحدهما إذ لا يوجد من يتطابق مع الصورة الخيالية التي رسمتها في ذهنها ، و عندما هبط "عبد الله" من السيارة ليتجه نحو الشابين ساورها الشك لكنها جزمت بأنه إن كان "حسن" أحدهما فهو ذلك الفتى الأقل وسامة بينهما ، تحطمت جميع الصور أمام صخرة الواقع ، فقد انتحى "عبد الله" بالفتى الأوسم ، و أخذ يحادثه بينما انصرف الشاب الآخر ، لم يلبث أن دخل الشاب أحد البيوت ليعود "عبد الله" إلى السيارة و يطفئ المحرك طالبا من أمه و أخته أن يترجلا ، كانت الصدمة قد أدخلت "عبير" في دوامة تساؤلات و استغراب ، كيف يكون لـ "هدى" أخٌ جميلٌ كهذا؟؟ دخلت مع أمها الصالة لتستقبلهما "أم حسن" بتواضع مجبول ، بادلت "أم عبد الله" "أم حسن" كلمات الترحيب و المجاملات العربية الطويلة ، بينما شرد فكر "هدى" على ملامح "أم حسن" ، بدت لها فائقة الجمال رغم بساطة ما تلبس ، لم تر شعرها لأنها كانت تغطيه بمقدمة رداء يسمى مشمرا ، مضت ربع ساعة قدمت خلالها "أم حسن" ما يتوفر من كرم الضيافة عبارة عن صينية عصائر و مكسرات و بعض التمر ، ثم جلست دقائق لتسأل بعدها إن كانت "أم عبد الله" تدخن فأجابت "أم عبد الله":
- لا شكراً ، ولا أحب التدخين
- في الواقع ، أفضل لكِ ، مالكِ و التدخين
- لا يأتي منه سوى الأمراض الخبيثة...
- أعوذ بالله من شره..
- المهم يا"أم حسن"... هذه ابنتي "عبير" مع ابنتكِ "هدى" في المدرسة... و حدث بينهمااختلاف ، فرأيت أن نحل هذا الخلاف قبل أن يتضخم...
- لا ترهقي نفسكِ معهن يا "أم عبد الله" ، البنات يختلفن مرة و يتفقن أخرى..
- كلامكِ صحيح يا"أم حسن" لكن المشكلة بدأت منذ مدة ، و أرى أن التدخل أصبح واجبا...
- صدقتِ يا "أم عبد الله"...
- عن إذنكِ كي أنادي "هدى" لتأتي
- تفضلي...


ذهبت "أم حسن" إلى غرفة "هدى" ، فبقيت "أم عبد الله" مع ابنتها، فخاطبتها:
- رغم فقرهم ، لكن يبدو عليهم الأصالة و الطيبة
- يبدو أن أمها طيبة ، لكنهم لم يزالوا يحيون في الماضي...
- الاختلاف بين الناس سنة الله في الأرض ، و لذلك أمرنا الله بالتعارف يا بنيتي..
- لقد قبلتُ بما تحكمين يا أماه..
- اسمها "هدى" ، أليس كذلك؟
- نعم يا أماه
************
كانت "هدى" مصممة على أن لا تخرج لأحد ، لكن رجاء أمها أجبرها على النهوض ، مشت خلف أمها إلى الصالون ، رحبت بالضيوف ثم جلست إلى جانب أمها ، كانت تفكر فيما سيحدث في اللحظات القادمة ، بينما كانت "عبير" تحملق بوجهها بنظرات على غير العادة ، كانت "عبير" مشدوهة مما تراه ، بدت "هدى" في عينيها جميلة كذلك ، و كأنها تراها لأول مرة ، كانت خجولة بعض الشيء ، لا ترفع رأسها عن الأرض ، و قد تشرب خدها بحمرة الخوف و الحياء ، سألتها "أم عبد الله":
- ما هي المشكلة يا "هدى"؟
- لا أعلم!
- أخبرينا عن المشكلة كي نستطيع حلها قبل أن يصعب حلها

هتفت "عبير":
- أنا المخطئة يا أمي ، كنت أنظر بنظرة الدون إلى "هدى" ، و هذا كل المشكلة...
ردت "أم عبد الله":
- إذاً ، نحن آسفون يا "أم حسن" ، و عليكِ أن تقدمي اعتذاركِ يا "عبير" ، و ستصبحان صديقتين منذ اليوم..
- لاداعي لاعتذارها يا "أم عبد الله" ، الأصدقاء يخطئون في حق بعضهن و يرجعون..
- لابد من اعتذارها كي لا تعود لخطئها...
نطقت "هدى":
- لقد سامحتها على أن لا تعود لمضايقتي...
تشجعت "عبير":
- أنا آشفة يا "هدى" و أعدكِ أنني لن أتعرض لكِ مجددا بل أعرض عليكِ صداقتي..
- و أنا أتشرف بصداقتكِ يا "عبير"


توقيع : نور المستوحشين

ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح
من مواضيع : نور المستوحشين 0 من مطبخي .. عصيدة التوفي
0 وجعلنا من الماء كل شيء حيا...
0 كلبه نور ...
0 من مطبخي : شراب المارس
0 طقطقات من هنا وهناك ...
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:52 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية