جدا.
وشيئا فشيئا أدركت أنها لم تعد تحبني. لقد مات حبها، وكنت أنا الذي قتلته!
وكانت الخطوة التالية حتمية، ووجدت نفسي أنتظرها و أنا خائف منها.
ثم دخل ديريك وينرايت في حياتنا. كان لديه كل ما أفتقر أنا إليه... كان صاحب عقل راجح ولسان عذب، وكان وسيما أيضا. و أنا مجبر على الاعتراف بأنه كان رجلا طيبا. وحالما رأيته قلت في نفسي: هذا هو الرجل الذي يناسب سيلفيا تماما!
وقد حاربت سيلفيا ذلك. أعرف أنها قاومت، ولكني لم أساعدها، إذ لم أستطع. كنت أسير تحفظي النكد، وكنت أعاني معاناة شديدة...ولم أستطع أن أمد إصبعا لإنقاذ نفسي. لم أساعدها، بل جعلت الأمور أكثر سوءا. فقد أطلقت لساني عليها ذات يوم وشتمتها شتما قبيحا. كنت شبه مجنون غيرة وبؤسا، وكانت الكلمات التي قلتها قاسية جدا وغير صحيحة، وقد عرفت -و أنا أقولها- كم هي قاسية وغير صحيحة،ومع ذلك استمتعت بقولها استمتاعا بهيما!
أتذكر كيف احمرت سيلفيا وانكمشت. بقد دفعتها إلى حافة التحمل. و أتذكرأنها قالت: لا يمكن لهذا أن يستمر...
* * *
عندما جئت إلى البيت في تلك الليلة كان فارغا...فارغا. وكانت هناك رسالة...وفق الطريقة التقليدية تماما.
كانت تقول فيها ستتركني...إلى الأبد، وإنها ذاهبة إلى ((باغويرثي))ليوم أو يومين،وبعد ذلك ستذهب إلى الشخص الوحيد الذي أحبها واحتاج إليها... وإن علي أن أفهم أن ذلك أمر نهائي.
أظن أننني لم أكن مصدقا ش حتى تلك اللحظة؛ فهذه الرسالة التي تؤكد -بما لا يقبل الشك- أسوأ مخاوفي جعلتني كامجنون.
وهكذا ذهبت إلى باغويرثي وراءها بأسرع ما يمكن للسيارة أن تصل به. و أذكر أنها كانت قد غيرت ثوبها لتوها لتناول العشاء عندما اندفعت داخل الغرفة ورأيت وجهها... جميلا... خائفا!
قلت:" لا أحد غيري سيأخذك...لا أحد" . و أمسكت رقبتها بكلتا يدي و أطبقت عليها وألقيتها إلى الوراء.
و فجأة رأيت انعكاسا لنا في المرآة... سيلفيا تختنق و أنا أخنقها، و أثر الجرح على خدي حيث مرت الرصاصة من تحت أذني اليمنى!
لا، لم أقتلها؛ فقد شلني ذلك الكشف المفاجىء فأرخيت قبضتي وتركت سيلفيا تنزلق إلى
الأرض.
ثم انهرت. وقامت هي بالترويح عني... نعم، لقد روحت عني.
أخبرتها بكل شيء، و أخبرتني هي بأن المقصود بعبارتها:"الشخص الوحيد الذي أحبها ويحتاج إليها" هو أخوها ألان. وفي تلك الليلة دخل كل منا قلب صاحبه، ولا أحسب أن أحدنا ابتعد عن الآخر منذ تلك اللحظة.
كانت تلك تجربة تهدىء من غلو المرء وهو يحملها في حياته، ولولا رحمة الله ثم تلك المرآة لأصبح المرء قاتلا!
وشيء آخر مات في تلك الليلة... إنه شيطان الغيرة الذي تملكني فترة طويلة!
ولكني أتساءل أحيانا. لنفترض أنني لم أرتكب ذلك الخطأ الأول... أثر الجرح على الخد الأيسر، بينما كان في الحقيقة على الخد الأيمن وعكسته المرآة... فهل سأكون - عندها - متأكدا لتلك الدرجة من أن الرجل هو تشارلز كراولي؟ هل كنت سأحذر سيلفيا؟ هل كانت ستتزوجني... أو تتزوجه؟
أم أن الماضي و المستقبل شيء واحد؟
إنني رجل بسيط ولا أزعم أنني أفهم هذه الأمور، ولكني رأيت ما رأيته... وبسبب ما رأيته فقد أصبح كل منا،أنا وسيلفيا، ملكا للآخر ( حسب الكلمات التقليديه)... إلى أن يفرق الموت بيننا