شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.16 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 29-03-2009 الساعة : 01:33 AM
المدرسة ..هي العالم المثالي لليلى .. المكان الذي تشعر به بالإنتماء إلى بنات جنسها ..جلست إلى مقعدها بعد التحيات الصباحية ..
فاطمة ـ كما قلت لك .. أرغمتني أمي على حفظ القصيدة كلها ..رغم أن المدرسة لم تطلب مني سوى خمسة أشطر ..
ليلى ـ ارتحت ..فلن تعودي لحفظها كاملة لاحقا .
فاطمة ـ أمي تريدني أصبح طبيبة ..لكن مستحيل ..لن أصبح طبيبة ..
ليلى ــ لماذا ؟؟
فاطمة ـ لست آينشتاين .. ليس هناك في عقلي مساحة كبيرة .. انها محدوده .
ليلى ـ آينشتاين؟
فاطمة ـ عالم ألماني كانت زوجته تحل له مساءل الرياضيات ..وقرأت أنها هي من اخترعت نظرية النسبية ..
ليلى ـ أعرف آينشتاين من .. وقرأت تلك الإشاعات عن زوجته ...
ريم ـ عم تتكلمان ؟؟
ليلى ـ آينشتاين
فاطمة ـ عن أمي ..
ريم ـ هل أمك هي آينشتاين ؟؟
فاطمة ـ ذلك موضوع آخر . أسعى إلى حله قريبا ..
ريم ــ آه فهمت .. كلاكما تتحدث في موضوع مختلف .. لكن لماذا تواجهان بعض؟؟ تتكلمان مع بعض؟؟
ابتسمت ليلى ــ كفي عن هذا .. تبدين حمقاء ..
ضحكت ريم وهي كعادتها .. تحب المزاح ..
ريم ـ خمنوا ماذا ..
فاطمة ـ ماذا ؟
ريم ـ غدا هو لجتماع لوالدات الطالبات ..
فاطمة ــ اوههه لا ... لا ..
ريم ـ ماذا بك ؟؟
فاطمة ـ حدثت بيني وبين مدرسة الرياضيات مشادة كلامية حول الواجب .. ستقول لأمي ..
ريم ـ أنت أفضل مني .. ستأتي والدتي للسؤال عني لدى كل المدرسات .. آآه ..أنا متأكده بأني سأعاقب .لا محالة .
فاطمة ـ افعلي ما فعلته مريم العام الماضي .. جعلت شقيقتها الصغيرة تأخذ والدتها لصف آخر به فتاة اسمها مريم مجتهده .. وقد مدحتها كل المدرسات .
ريم ــ لكنها في نهاية العام عوقبت بشده لانها رسبت بجميع المواد ..
لم تنتبها الفتاتين لليلى التي صمتت ..
دخلت المدرسة للحصة .. وبدأت بشرح الدرس الجديد ..
**************
كانت قد لفت جسدها جيدا بالغطاء ..
محمد ــ لن تذهبي اذا؟
ليلى ـ لا أستطيع .. أنا أشعر بصداع ..
ترك محمد ليلى التي لم تتحرك من سريرها .. وغادر المنزل .. بكت ليلى .. تكره هذا اليوم ..21 مارس.. فيه يحصل تكريم للأم .. واجتماع سنوي لوالدات الطالبات ..
في الساعة العاشرة نهضت من السرير .. وأصبحت تتجول في المنزل ..سيرينا كالعاده تخرج لتلقى خادمات الجيران.. يجتمعن ويتكلمن .. كانت سمر تحضر هذه الإجتماعات مع ثامر .. تجول في المنزل وبيدها كأس حليب.. حاوت تقليب قنوات التلفاز .. لم تجد شيئا ..
رن جرس الباب .. أكيد هذه سيرينا لم تأخذ معها المفتاح ..
فتحت الباب ..
ـ أيتها الجميلة .. أين والدك؟
ارتعشت ليلى ..فضيقت فتحة الباب قليلا ..
ــ ليس هنا ..
ــ وأمك ..
ـ ليست هنا .
ـ ألا يوجد أي أحد في المنزل ؟؟
ليلى ـ ماذا تريد ؟؟
خافت ليلى كثيرا ..فهي لوحدها في المنزل .. وهذا الشخص يبتسم لها بطريقة لم تعجبها .. حاولت اقفال الباب ..
لكن ...
خلال ثواني دفع الباب راميا بجسدها الضئيل إلى الحائط .. فتح الباب لم تتمالك ليلى نفسها فصرخت لكنه لطمها على وجهها بقسوة .. فصرخت بقوة حاول تكميمها .. وكتم صوتها . شعرت بخوف شديد ورغبة إلى الصراخ أكثر.. حاول كبح حركة يديها لكنها لم تتعب .. رغم أنه آلمها كثيرا , اندفعت الدموع إلى عينيها بدأ بالتمكن من كبح حركتها وكادت أن تهدأ لدقيقة لكنها انتبهت إلى وجهه اللئيم فزادها ذلك سخطا وغضبا وصراخا.. دافعت بضراوة وحاولت أن تفلت من بينم يديه وأشبعته خدوشا ولكما . بقبضتها الضئيلة وأسنانها وأظافرها..آلمته .. وتأكدت هي من هذا الشيء فقد تأوه بقوة . جراء عضتها له الشديده في ذراعه ... غضب منها رماها بقوة على الأرض ..واصطدم رأسها بشيء قوي . ففقدت الوعي ...
****************
فتحت عينيها بصعوبة . لم تستطع التنفس للوهلة الأولى .. شعرت بأنها تكاد أن تموت فصرخت وتأوهت من فظاعت الألم الحاد الذي مر كالسيف خلال رأسها .. ماكانت تراه لم يكن سوى اللون لأبيض.. وعندما دققت النظر وركزته .. كان رداء الممرضة التي تقف عند رأسها ,,
ــ أبي ..
أمسكت الممرضة بيدها وابتسمت لها ..
ـ لقد أفقت أخيرا؟؟ صباح الخير ..
سعلت ليلى بقوة .. وشعرت بألم فظيع .. وصرخت من الألم ..وبدأت بالبكاء ..
ركضت الممرضة إلى اطبيب الذي أسرع بحقنها ببعض المسكنات ..
ليلى ــ أين أبي ؟
الممرضة ـ سيحضر حالا .
بعد ساعة كان واقف إلى جوارها ..أمسكت بيده ..
ــ أبي لقد ضربني بالأمس ,,
محمد ـ ششششش... لاتتحدثي .. لقد وقعتي على زاوية السلم ... منذ أسبوعين تقريبا ..
ليلى ــ أسبوعان؟
محمد ـ أجل . أسبوعان ..لم نصدق أنك أفقت ..
ليلى ـ وذلك الشخص ؟
محمد ـ لا تقلقي أنه في السجن ..
ليلى ـ لا أذكر ماذا حدث ..
محمد ـ عندما وقعت كانت جارتنا ام فاطمة قد سمعت الصراخ فركضت مهرولة للمنزل .. وكذلك سيرينا ... فأنقذاك في اللحظة المناسبة ..
ليلى ـ أشعر بصداع .. رأسي يؤلمني ..
محمد ــ سيزول .. خلال لحظات .. لاتخافي .. انتهى الأسوأ .. وبقي القليل ..
كانت أيام سيئة بالنسبة لليلى التي لازمها صداعها شديد .. وكان محمد يتكلم عن كل شيء.. على غير عادته فقط لينسيها ما جرى لها .
لم تر ثامر خلال الأسبوع الأول من افاقتها .. وذلك لانه منع زيارة الأطفال لها .
كانت الضمادات تلتف بكثرة حول رأسها ..وبالكاد تحرك أي جزء من جسدها ..كانت ترى حزنا كبير في عيني والدها..تشعر به عندما يصمت قليلا ليتذكر شيئا يقوله .. والدها تعرفه أكثر من نفسها .. ليس من محبي الكلام الكثير ..في تلك اللحظات عندما يصمت قليلا .. تكاد تبكي .. ترى حزنا عميقا في عينيه حركة يديه .. حركات وجهه بحثا عن قصة ليرويها لها أو نكته طريفة ليقولها لها ..فقط لينسيها ما هي فيه ..
ـ لم تغيبت ذلك اليوم عن المدرسة ؟؟
سألها جادا .. وقد اضطرب نفسه ..
ليلى ـ كان يوم الأم .. وجميع الطالبات دعون والداتهن ..فلم أشأ الذهاب ..
لم يعلق محمد ..
ليلى ـ ليتني مت ..
محمد ـ كفى .. خسرت أروع أمرأتين في حياتي .. ولا أريد خسارتك أيضا ..
خرج غاضبا .. أغمضت عينيها .. تود العودة للمنزل .. والمدرسة .. لأول مرة اشتاقت لطعام سيرينا.. فبعد طعام المستشفى الخالي من أي نكهه وأي طعم .فأي طعام غيره هو لذيذ..حتى ولو كان طبخ سيرينا ..
لكن الطبيب أوضح لوالدها أنها لن تخرج حتى أسبوعين ..
**********************
يتبع ...
|