الامام علي عليه السلام والدنيا
اقلّبُ طرفي في الدنيا وابحُرُ
بأمواجٍ تتلاطم حين تعبرُ
وأنظرُ في صروفِ الدهرِ طورا
وانباءُ الحوادثُ كيف تُخبر
عن الايامِ تحملُ في طواها
مظالمٌ لا تعدُ لمن سيحصر
كفى بك من رزايا الدهر ظلماً
مقالتهم معاويةُ ....وحيدر
وتقديم الطغاة من البرايا
وتأخيرُ الاميرُ عن المقرر
فكم بك من هوان عند ربي
ايا دنيا وطالبك ......مغرر
ابا حسنٍ فيالك من صبورٍ
على دار تتوجُ من تكبّرُ
وانت تذلها وتصد عنها
ويركع عندها الملك الغضنفر
سعيتَ تريدُ هادمها بشوق ٍ
وغيرُكَ فازعٌ يخشى المقدّر
وفرّ الموتُ منك ابا تراب
عدوت بأثره والموت أدبر
طلبتَ لقائه مذُ يومَ بدر
وأُحد وابن ودٍ وهو يزأر
فلم يُقدم اليك وذو الفقار
يكرُ ولا يفرُ بأرضِ خيبر
وفزت بنيله من بعد لأي
بمحرابِ الصلاة واي منحر !
**********
أبا الحسنين ياسيدي
قلوب الوالهين اليك تهفو
وانت حبيبها وعليك تؤجر
ملكتَ قلوبها وحكمت فيها
وصرت وليها والقوم قصّر
وساق الناس دنياهم اليكَ
واخراهم ترومك حين محشر
فعلّمت اللبيب بكل عصر
معاني الزهد في دار التكبّر
وكيف أدرت ظهرك للأماني
فعفط العنز اغلى حين تصدر
وحقرت العتاة من البغاة
ولم يعلق بقلبك مثل قنبر
لقد طلقتها فسعت لغيرك
وهيجت الدنيا بغضا تجذّر
بصدر منافق عفن زنيم
فحاربك السفيه ومن تغرّر
وصرت تعدُ فردا من صحاب
الوف كلهم نبع ومصدر !
ثقاة لا يرد لهم كلام
هداة كالنجوم لمن تعثر!
ولست تفوقهم علما ودينا
وما انت الوصي كما تقرر!
ولا نص الرسول عليك يوما
بأمر من عليم ليس يقهر !
فنازعك الذين سعوا لملكٍ
عضوض لا يدوم وليس يعمر
قلوب ما رعت لله حقا
وغايةٌ ما تمنت ان تؤمّر
لقد خدعتهم الدنيا بفوزٍ
كذوبٍ كالفقاعة حين تكبر
الا تعسا لهم ايكون نصرا
مخالفة الاله ودفع حيدر
وكيف دهاءهم والله خصم
واين لمكرهم والرب يمكر
سيكشف في غد من فاز فيها
ومن يسقي الانام بماء كوثر
*****
اين القصوؤر ياابا يزيد هل انتفعت بها وهل انتفعت بقتالك لسيد الكون الامام علي عليه السلام وقتلك الحسن المجتبى عليه السلام
كان معاويه في حياته يسكن في قصر فخم والان قبره خلف اسوار من حديد مصدي واذا اردنا توصيف الحال نذكر هذا الموقف من الشاعر محمد مجدوب السوري
والقبة الشمـاء نكـس طرفهـا *** فبكـل جزء للـفناء بهــا يدُ
تهمي السـحائب من خلال شقوقها *** والريح فـي جنـباتها تــترددُ
وكذا المصلى مظــلم فكــأنه *** مـذ كان لم يجتز به متعــبدُ
أأبا يزيد وتلك حكـمة خالق *** تـجلى على قلب الحكيم فيرشدُ
أرأيت عاقبة الجـــموح ونزوة *** أودى بـلبك غّـيها الترصــدُ
منقول
مرتضى العاملي
|