ما لاقاه الصحابة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم)
عمار بن ياسر :
عمار بن ياسر أبو اليقظان وهو صحابي جليل وقد استشهد أبواه ياسر وسمية - أول شهيدة في الإسلام - بعد أن عذبا وعمار عذابا شديدا من مشركي قريش . وعمار هو الذي نزل فيه قوله تعالى : ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) (سورة النحل : 106) بعدما نال من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وذكر آلهة المشركين على رواية لشدة ما ناله من العذاب ، وقد قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " عمار تقتله الفئة الباغية " (صحيح البخاري 4 : 25 . هذا مع أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " من أبغض عمارا أبغضه الله " . أنظر مسند أحمد 4 : 89 ، فما بالك إذن بمن قتله واجترأ عليه ؟) وفعلا استشهد عمار يوم حرب صفين بين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ورئيس الفرقة الباغية معاوية بن هند . وقبل أن يقتل " الصحابي " معاوية عمارا كما قتل غيره ، تعرض عمار للضرب والشتم من عثمان ووزيره مروان بن الحكم ، وإليك القصة كما أوردها ابن قتيبة في كتابه ( الإمامة والسياسة ) : "..ثم تعاهد القوم ليدفعن الكتاب في يد عثمان ، وكان ممن حضر الكتاب عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود ، وكانوا عشرة ، فلما خرجوا بالكتاب ليدفعوه إلى عثمان والكتاب في يد عمار جعلوا يتسللون عن عمار حتى بقي وحده ، فمضى حتى جاء دار عثمان ، فاستأذن عليه ، فأذن له في يوم شات فدخل عليه وعنده مروان بن الحكم وأهله من بني أمية ، فدفع إليه الكتاب فقرأه فقال له : أنت كتبت هذا الكتاب ؟ قال نعم ، قال : ومن كان معك ؟ قال كان معي نفر تفرقوا فرقا منك ، قال : من هم ؟ قال : لا أخبرك بهم، قال : فلم اجترأت علي من بينهم ؟ فقال مروان : يا أمير المؤمنين إن هذا العبد الأسود ( يعني عمار ) قد جرأ عليك الناس ، وإنك إن قتلته نكلت به من وراءه ، قال عثمان : اضربوه ، فضربوه وضربه عثمان معهم حتى فتقوا بطنه، فغشي عليه ، فجروه حتى طرحوه على باب الدار ، فأمرت به أم سلمة زوج النبي عليه الصلاة والسلام فأدخل منزلها... " (الإمامة والسياسة 1 : 50 - 51) .
أبو ذر الغفاري :
هو جندب بن جنادة من قبيلة غفار ، وكان رابع من أسلم أو خامسهم بعد خديجة وعلي وزيد بن حارثة ، وقد قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر " (طبقات ابن سعد ج 4 ، ترجمة أبي ذر الغفاري) . وأبو ذر هذا نفاه عثمان بن عفان إلى الشام ، لكن معاوية خاف منه ومن صرامته في الحق فأرسل لعثمان كتابا قال له فيه : انقذني من أبي ذر ، فأرجعه عثمان وشتمه ونفاه إلى صحراء الربذة حتى مات هناك ، فصدق فيه قول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك " (الحديث عن عبد الله بن مسعود وقد قاله رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأبي ذر في غزوة تبوك ، الطبقات الكبرى لابن سعد 4 : 173) .
بل إن هذا الصحابي الجليل القدر لم يجد حين حضرته الوفاة كفنا يكفن فيه ، في حين كان مروان بن الحكم وغيره من بني أمية المجرمين يتنعمون ويبذرون مال الله على شهواتهم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
سهل بن سعد الساعدي :
صحابي من الصحابة ، وقد قال ابن الأثير في ترجمته "... وعاش وطال عمره ، حتى أدرك الحجاج بن يوسف وامتحن معه ، أرسل الحجاج سنة أربع وسبعين إلى سهل بن سعد ( رضي الله عنه ) وقال له : ما منعك من نصر أمير المؤمنين عثمان ؟ ! قال : قد فعلته . قال : كذبت ، ثم أمر به فختم في عنقه ، وختم أيضا في عنق أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) ، حتى ورد عليه كتاب عبد الملك بن مروان فيه ، وختم في يد جابر بن عبد الله ، يريد ( أي الحجاج ) إذلالهم بذلك ، وأن يجتنبهم الناس ولا يسمعوا منهم " (أسد الغابة 2 : 472 ، ترجمة سهل بن سعد الساعدي) . وكما ترى فإن الحجاج ومن قبله معاوية ويزيد لم يدعوا حرمة للصحابة بل ختموا على رقابهم وأيديهم كالأغنام ، وقد ختم يزيد على رقاب أهل المدينة بعد أن غزاها وكان فيها من الصحابة والتابعين الكثير وشرط عليهم أن يختم عليهم وأن يشهدوا على أنهم عبيد ليزيد . ولاحظ حقد الحجاج على من لم ينصر عثمان ، فما بالك بمن حارب عثمان ودعا لقتله ، وقد فعل هذا كثير من الصحابة كعائشة وطلحة والزبير وعمرو بن العاص وغيرهم كثير ، وبهذا تعرف لماذا صارت لعثمان فضائل كثيرة مزعومة ومثالب وشتائم لمن عارضه أو قتله أو رضي بذلك ، فافهم ! !
نكتفي بهذا القدر ، ولو أردنا التوسع فيما لقيه الصحابة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من التنكيل والتبعيد والقتل والسب والشتم لاحتاج كل ذلك إلى كتاب على أقل تقدير ، ثم يقال بعد هذا إن سب الصحابي كفر وزندقة؟!
رأي التابعين في الصحابة :
في الواقع إن الباحث الفطن يكتشف أن مسألة عدالة الصحابة أجمعين أو فقل : إن لغز عدالة الصحابة جميعا هي مسألة محبوكة وموضوعة لكي تقف حجر عثرة أمام الوصول إلى الحقيقة ، ولا يوجد أدنى شك في أنها خطة أموية أسسها معاوية بن أبي سفيان حتى لا يفتضح هو وأمثاله من أرثاء وأخساء الصحابة وحتى لا تصل الأمة بعد ذلك إلى فهم القرآن الكريم وآياته - والتي تتضمن طعنا بكثير من الصحابة كما أشرنا - وبالتالي عدم فهم السنة الشريفة ، وبعبارة أخرى فقل : أراد معاوية الذي أسلم يوم فتح مكة ثم صار فيما بعد أميرا للمؤمنين ، أراد أن لا يستغرب أحد من الأمة هذه القفزة النوعية ولا تثار الشكوك حولها ، وبعبارة أدق قام معاوية بعملية خلط الأوراق حتى لا يميز المسلم يمينه من يساره ولا ناقته من جمله . وبعد هذا الاستعراض القصير جدا لما شجر بين الصحابة من السب والتنابز ، نأتي إلى طبقة التابعين لنرى رأي بعضهم في الصحابة . لو كان كل الصحابة عدولا كما يقال، فما كان هذا الأمر ليخفى على أحد مشاهير وأعلام التابعين ، وهو الحسن البصري الفقيه البصري المعروف والذي أبدى رأيه في معاوية - الصحابي - صراحة حيث يقول : " أربع خصال كن في معاوية ولو لم يكن فيه منهن إلا واحدة لكانت موبقة :
1. انتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء حتى ابتزوها أمرها بغير مشورة منهم وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة .
2. استخلافه ابنه - يقصد يزيد الشر - بعده سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب الطنابير .
3. ادعاؤه زيادا وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الولد للفراش وللعاهر الحجر .
4. قتله حجر وأصحابه - يقصد حجر بن عدي الصحابي الجليل - ويل له من حجر وأصحابه ويل له من حجر وأصحابه " (تاريخ الطبري 5 : 279) .
فهذا التابعي يشنع على معاوية - الصحابي - أمورا منها أنه انتزى على حكم المسلمين بالقوة والباطل رغم وجود بقية باقية من خيار الصحابة ، ولم يكتف معاوية بهذا بل جعل أناسا مجرمين ولاة على الإمارات الإسلامية كتوليته زياد بن أبيه ( الذي جعله أخا له ) وتولية بسر بن أرطأة السفاح وكتولية المغيرة بن شعبة والضحاك بن قيس الفهري على الكوفة وغيرهم . كذلك يشنع الحسن البصري على معاوية توليته يزيدا ابنه خليفة - ملكا على الأصح - على المسلمين مع ما اشتهر عنه من فسق وفجور ، حتى قال فيه الحسين بن علي ( عليه السلام ) قولته الشهيرة عندما رفض مبايعة يزيد : " وعلى الإسلام السلام إذ بليت الأمة براع مثل يزيد " . ولا ينسى الحسن البصري حادثة قتل معاوية لحجر بن عدي الصحابي الجليل الذي دفنه حيا في مرج عذراء قرب دمشق مع ثلة من أصحابه . وسجل معاوية ملئ بالإغتيالات والتصفيات التي طالت حتى كبار الصحابة فضلا عن غيرهم . فقد سم الإمام الحسن بن علي ( عليه السلام ) ريحانة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وسيد شباب أهل الجنة ، وقتل محمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر الذي قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ويح عمار تقتله الفئة الباغية " ، وعلى هذا يكون معاوية رئيس الفرقة الباغية ، ثم يأتي من يقول بعد ذلك إن جميع الصحابة - بمن فيهم معاوية - عدول ، ثقات ، مغفور لهم ، مشهود لهم بالجنة وأن منهم من اجتهد فأصاب ومنهم من اجتهد فأخطأ كمعاوية ولهذا فله أجر واحد فقط ؟ !
ولكي يتبين الصبح لذي عينين ، لنضع بعض الصحابة الذين كان لهم أعمق الأثر في أن يوجد لدينا اليوم إسلام ذو شكل عجيب وغريب لا يمت إلى إسلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأي صلة اللهم إلا الاشتراك اللفظي ، تحت المجهر .
1 - أبو هريرة الدوسي
أبو هريرة ، وما أدراك ما أبو هريرة ، راوية الإسلام الأعظم . واختلف في اسم أبي هريرة اختلافا شديدا ، لكن طغى عليه هذا الاسم . وقد أسلم هذا الرجل في السنة السابعة للهجرة بعد غزوة خيبر ، يعني أنه لم يصاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلا مقدار ثلاث سنوات أو أقل ، لكن العجيب أنه أكثر الصحابة رواية ، حيث بلغ مجموع أحاديثه ( 5374 ) حديثا ، علما أن مجموع ما رواه الخلفاء الأربعة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ( عليه السلام ) هو ( 1421 ) حديثا ، وكما يقول السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي فإن نسبة حديث هؤلاء الذين طالت صحبتهم للرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى حديث أبي هريرة هو أقل من 27 في المائة (كتاب أبو هريرة للعلامة شرف الدين الموسوي العاملي : 45 . هذا وقد أعتبر ابن حزم أن مجموع ما رواه الخلفاء الأربعة هو ( 1361 ) حديثا في كتابه " أسماء الصحابة الرواة ، وعلى كل الفارق شاسع بين ما رووه جميعا وبين ما رواه أبو هريرة) .
وليت الأمر وقف عند هذا الحد ، بل إن أبا هريرة يقول : " حفظت عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعاءين فأما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم " (كتاب أبو هريرة للعلامة شرف الدين الموسوي العاملي : 45 . هذا وقد أعتبر ابن حزم أن مجموع ما رواه الخلفاء الأربعة هو ( 1361 ) حديثا في كتابه " أسماء الصحابة الرواة ، وعلى كل الفارق شاسع بين ما رووه جميعا وبين ما رواه أبو هريرة) . وقد استنكر كثير من الصحابة على هذا الرجل كثرة حديثه ، ومنهم عمر بن الخطاب ، وحتى قال فيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : " إن أكذب الأحياء على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأبو هريرة الدوسي " (كتاب أبو هريرة للعلامة شرف الدين الموسوي العاملي : 186 ، وأيضا كتاب أبو هريرة شيخ المضيرة لمحمود أبو رية المصري : 119) .
وحتى تتيقن بنفسك أيها القارئ الكريم أن أبا هريرة كان مخرفا ولم يكن محدثا فتعال معي لنضع جزءا يسيرا جدا جدا من أحاديثه وانظر مخالفتها للعقل أولا وللقرآن والسنة ثانيا حتى تعلم أن حديث أبي هريرة ليس إلا زخرف من الكلام ولا يمكن أن يكون كلام شخص عاقل فضلا عن نبي ، وإليك هذا البعض اليسير : عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " اختتن إبراهيم ( عليه السلام ) وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم " (صحيح البخاري 4 : 170 ، ومسند أحمد 2 : 322) . ربما لا يدري أبو هريرة أن الأنبياء هم أكمل خلق الله تعالى ، فلا حاجة أن يختتنوا بل يولدون مختونين مقطوعي السرة ، كما كان شأن نبينا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . ثم لماذا يبقى إبراهيم غير مختون إلى هذا العمر المتأخر ؟ ! عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " بينما أيوب يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب ، فجعل يحثي في ثوبه ، فنادى ربه : يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال : بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن بركتك " (صحيح البخاري 4 : 184 ، وكذلك في المستدرك للحاكم المجلد 2 : 582) .
تعليق :
إن هذا الحديث متهاو من عدة وجوه :
أولا : إذا كان أيوب ( عليه السلام ) يغتسل عريانا فكيف كان يضع الجراد الذهبي في ثوبه ؟ !
ثانيا : لماذا يعاتب الله أيوب على أخذ هذا الجراد ، أليس هو الذي أنزله عليه؟! أم كان الأمر اختبارا لأيوب ؟ ! وإذا كان اختبارا فكيف يكون أيوب حريصا لهذه الدرجة على جمع الذهب ؟ ! إن أيوب مدحه الله تعالى وجعله أسوة في الصبر ، وكذلك باقي الأنبياء ليس همهم جمع الذهب والفضة ، وماذا يعني لهم الذهب والفضة وكل كنوز الدنيا أمام طاعة الله ورضاه ؟ ! نعم إذا كان أبو هريرة يقيس نبي الله أيوب بنفسه فحينئذ لا نستغرب منه هذا التصرف.
ويمضي أبو هريرة في تطاوله على رسل الله وأنبياءه فيقول : " قيل يا رسول الله من أكرم الناس ؟ ! قال : أتقاهم، فقالوا : ليس عن هذا نسألك ، قال : فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله . قالوا : ليس عن هذا نسألك قال : فعن معادن العرب تسألون خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا " (صحيح البخاري 4 : 170) .
تعليق :
ما بال القوم لا يكتفون ، بقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " أتقاهم ؟ ! " أليس الله تعالى يقول : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ؟ ! ثم ما معنى كرامة يوسف على الناس جميعا حتى على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهل الكرامة بالنسب فقط وإذا كان كذلك فإخوة يوسف هم كذلك أبناء وأحفاد أنبياء .
عن أبي هريرة قال : " سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : " قرصت نملة نبيا من الأنبياء ، فأمر بقرية النمل فأحرقت ، فأوحى الله إليه : أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح " (صحيح البخاري 4 : 75) .
تعليق :
ليس هذا الذي يحكي عنه أبو هريرة بنبي ، بل إنسان مجنون أو رجل بعقل طفل مشاغب ، وهل يعمل هذا الفعل عاقل ؟ ! نعم ربما قرصت نملة باليمن رجل أبي هريرة الحافية فأحرق قرية النمل ثم نسب الحديث إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ، فإن أحدكم إذا قال ها ضحك الشيطان " (صحيح البخاري 4 : 152) .
تعليق :
ما أكثر ضحك الشيطان إذا ! !
عن أبي هريرة قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب (صحيح البخاري 4 : 151) .
تعليق :
لم يبين لنا أبو هريرة لماذا أخطأ الشيطان عيسى بن مريم ؟ ! وما أدراه فلعل كثيرون أفلتوا من طعنة الشيطان ؟ ! وعلى هذا الحديث يكون رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ممن طعن الشيطان في جنبيه ، نعم هذا ما أراد أن يقوله بنو أمية حقدا على الرسول والرسالة ، لكن عن طريق بوقهم الكبير أبي هريرة خليل الرسول ؟ !
عن أبي هريرة : " أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا ، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطانا " (صحيح البخاري 4 : 155 ، ومسند أحمد 2 : 321) .
تعليق :
الكلام موجه إلى أهل الحديث : ما أكثر تعوذكم في اليوم والليلة ، اعملوا بهذا الحديث إذا فإن راويه ثقة ، أو بيعوا أحمرتكم حتى تخلصوا من هذه الورطة ، لكن ربما يكون ركوبكم للسيارة بدعة ! فاختاروا ما شئتم .
عن أبي هريرة " أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه ، فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء " (صحيح البخاري 4 : 158 ، وكذلك في مسند أحمد 2 : 246) .
تعليق :
لم يذكر لنا أبو هريرة أي نوع من الذباب يقصد ، هل الذباب الأزرق أم الذبابة اللولبية أم ذبابة ال " تسي تسي " ؟ !
عن أبي هريرة : " عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة ، فيقول له إبراهيم : ألم أقل لك لا تعصني ، فيقول أبوه : فاليوم لا أعصيك ، فيقول إبراهيم : يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون ، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد ، فيقول الله تعالى : إني حرمت الجنة على الكافرين ، ثم يقال له : يا إبراهيم ما تحت رجليك ؟ فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار " (صحيح البخاري 4 : 169) .
تعليق :
ما بال إبراهيم خليل الله ينخدع بقول أبيه أنه لا يعصيه يومذاك ؟ ! ألم يقل الله تعالى في قصته مع أبيه ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم ) (سورة التوبة : 114). وما بال إبراهيم يرى حكم الله العادل خزيا ؟ ! وما باله يدافع عن الكافرين والمشركين وهو رافع لواء التوحيد ؟ ! وهذه إساءة أخرى من أبي هريرة للأنبياء .
عن أبي هريرة " عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب " (صحيح البخاري 6 : 63).
تعليق :
إذن وعلى هذا الحديث يصبح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أقل رتبة من الأنبياء أولي العزم ، ويصبح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) متناقضا في كلامه حيث ورد في الأحاديث أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سيد ولد آدم ولا فخر ، وكذلك يصبح قول الله تعالى : ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) (سورة البقرة : 253) لغوا . وقصد معاوية وبني أمية من هكذا أحاديث واضح ، فإن غايتهم هي استنقاص رسول الله الذي لم يقدروا على هزيمته وإماتة دعوته ، فعمدوا بداع الحقد الذي لهم عليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى وضع هكذا حديث (من ذلك هذا الحديث : " اللهم إنما أنا بشر فلا تعاقبني بشتم رجل من المسلمين " مسند أحمد 6 : 160 . فهل كان الرسول يشتم بدون وعي ؟ !) لكن الله بالمرصاد ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة ) (سورة الأحزاب : 57) .
عن أبي هريرة : " عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إن موسى كان رجلا حييا ستيرا ، لا يرى من جلده شئ استحياء منه ، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا : ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده ، إما برص وإما أدرة وإما آفة ، وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى ، فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل ، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وإن الحجر عدا بثوبه ، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر فجعل يقول : ثوبي حجر ثوبي حجر ، حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون ، وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه ، فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا ، فذلك قوله : ( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها ) " (صحيح البخاري 4 : 190 . والآية في سورة الأحزاب : 69) .
تعليق :
إن الإنسان والله يخاف أن ينزل عليه حجر من السماء لفظاعة هذا الإفك ، ولا أدري هل أراد الله أن يبرأ موسى أم أراد أن يفضحه .
وما معنى أن يعدو الحجر ويهرب ؟ ! وما بال موسى يسرع وراءه كالمجنون غير آبه بأحد ولا ملتفت لحاله ؟ ! وما باله يضرب الحجر حتى جعل فيه أثرا ؟ ! إن هذا الفعل لا يفعله مجنون قبيلة دوس التي ينتمي إليها أبو هريرة فما بالك بكليم الله ونجيه وأحد الأنبياء أولي العزم ؟ ! هل يجرأ أبو هريرة الذي كان ينام في مسجد رسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكان من أصحاب الصفة بل من أشهرهم والذي كان يغمى عليه من الجوع والذي كان يرافق رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لشبع بطنه ، هل يجرأ أن يفعل هذا الفعل وهو هو من الحقارة والذلة وخفاء الاسم بين جميع الصحابة ؟ ! ولا ندري لماذا هذا الحقد من أبي هريرة على أنبياء الله ؟ ! لكن إذا عرف السبب بطل العجب ، فإن بني أمية بدءا بمعاوية وغيره أمروه فقال ، وهل يستطيع رد قولهم وأمرهم وهم الذين جعلوه أميرا على المدينة المنورة وبنوا له فيها قصرا وكان يأكل مع معاوية ألذ ألوان الطعام بعد أن كان مجهولا طول عمره في اليمن يخدم الأشراف بشبع بطنه وبعد إسلامه كان ينام في المسجد ولا يجد أحدا يطعمه إلا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبعض صحابته الكرماء ؟ ! ألم يعزله عمر بن الخطاب عن البحرين بعد أن لعبت أصابعه في مال الله حتى علاه عمر وأنهكه ضربا بالدرة . وليس الغريب أن يصدر هذا من أبي هريرة ، لكن الغريب ممن يأخذ منه ويتبع قوله كالبخاري ومسلم وغيرهما وبقية المسلمين ! ! أيها المسلمون الحذر الحذر عمن تأخذون منه دينكم ، فليس كل من هب ودب بمأمون على الدين ، ولعن الله زمنا صار فيه معاوية عدو الله ورسوله وابن عدو الله ورسوله وابن عدوة الله ورسوله ملكا أو خليفة على المسلمين ، فصب أحقاده كلها على الرسول والرسل والصالحين ثأرا لدم أخيه وخاله وجده يوم قتلوا ببدر ولعن الله زمانا صار فيه أبو هريرة الدوسي راوية الإسلام الأول يقول فيسمع منه ، وعلي بن أبي طالب وغيره من أجلاء الصحابة مغلوبون على أمرهم . ( فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ) (سورة البقرة الآية : 79) .
2 - خالد بن الوليد
بعد أبي هريرة نتناول واحدا من كبار الصحابة ، وهو خالد بن الوليد بن المغيرة ، لنرى ما فعله خالد وهل كان فعله مطابقا للقرآن والسنة أم... ؟ ! يقول ابن الأثير في كتابه أسد الغابة في تمييز الصحابة في ترجمة مالك بن نويرة المقتول المزني بزوجته في نفس الليلة ما يلي : "... إلا أنه لم تظهر عليه ردة ( يقصد مالك بن نويرة الصحابي الجليل ) وأقام بالبطاح ، فلما فرغ خالد من بني أسد وغطفان سار إلى مالك وقدم البطاح ، فلم يجد به أحدا ، كان مالك قد فرقهم ونهاهم عن الاجتماع ( لو كان مالك مرتدا فعلا لأعد العدة لقتال خالد ) فلما قدم خالد البطاح بث سراياه ، فأتي بمالك بن نويرة ونفر من قومه . فاختلفت السرية فيهم ، وكان فيهم أبو قتادة ، وكان فيمن شهد أنهم أذنوا وأقاموا وصلوا ، فحبسهم في ليلة باردة وأمر خالد فنادى : أدفئوا أسراكم - وهي في لغة كنانة القتل - فقتلوهم ( أنظر إلى دهاء خالد ومكره ) فسمع خالد الواعية فخرج وقد قتلوا ، فتزوج خالد امرأته ، فقال عمر لأبي بكر : سيف خالد فيه رهق وأكثر عليه ، فقال أبو بكر : تأول فأخطأ ولا أشيم سيفا سله الله على المشركين ، وودى مالكا ، وقدم خالد على أبي بكر فقال له عمر : يا عدو الله قتلت امرءا مسلما ثم نزوت على امرأته ، لأرجمنك... " . إلى أن يقول : " فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة ويدل على أنه لم يرتد ، وقد ذكروا في الصحابة أبعد من هذا ، فتركهم هذا عجب ، وقد اختلف في ردته ، وعمر يقول لخالد : قتلت امرءا مسلما ، وأبو قتادة يشهد أنهم أذنوا وصلوا ، وأبو بكر يرد السبي ويعطي دية مالك من بيت المال ، فهذا جميعه يدل على أنه ( مالك ) مسلم " (أسد الغابة 5 : 52 - 53 في ترجمة مالك بن نويرة ) انتهى كلام ابن الأثير .
إن لنا أن نحلل هذه الحادثة بكل موضوعية وبعيدا عن أي تحيز فنقول :
أولا : إن مالك بن نويرة رجل مسلم بشهادة عمر وأبو قتادة ولم يرتد .
ثانيا : إن خالد بن الوليد أراد قتله لكي يظفر بزوجته وكانت من أجمل نساء العرب ، ولهذا قال مالك قبل قتله هذه التي قتلتني ولهذا استعمل خالد كلمة أدفئوا أسراكم وكان يقصد قتلهم بالتأكيد وليس إدفاءهم من البرد .
ثالثا : وهذا أعجب لماذا لم يقم أبو بكر الحد على خالد لقتل مسلم وللزنى بزوجته لأنه تزوجها بدون عدة بل في نفس تلك الليلة .
رابعا : كان عمر غاضبا جدا من خالد وقال له ما قد مر ، ومن هنا نفهم لماذا عزل عمر خالدا عندما صار خليفة وعين مكانه أبا عبيدة على جيوش المسلمين ، ثم ما معنى قول أبي بكر : تأول خالد فأخطأ ؟ ! وهل في حدود الله مزاح وخطأ وصواب ؟ !
وليت الأمر وقف بخالد عند هذا الحد ، لكنه كما كان سيفا مسلولا - بالباطل - على المسلمين في أحد وغيرها ، فإنه أوغل في دماء المسلمين بعد إسلامه ، فهو فعلا سيف ، لكنه سيف مسلط على المسلمين والمؤمنين ، ولتزداد يقينا أن السياسة هي التي أسمت خالدا هذا بسيف الله المسلول ، تعال إلى هذه الحادثة : " لما فتح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مكة بعثه إلى بني جذيمة من بني عامر بن لؤي فقتل منهم من لم يجز له قتله فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد فأرسل مالا مع علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) فودى القتلى وأعطاهم ثمن ما أخذ منهم ، حتى ثمن ميلغة الكلب... " (أسد الغابة ترجمة خالد بن الوليد ، وكذلك أنظر الحديث في مسند أحمد 2 : 151) . أنظر إلى خالد بن الوليد يبعثه الرسول بكل سلم وسلام فيقتل من شاء ويدع من شاء ، أنظر إلى دعاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو يبرأ من فعل خالد بن الوليد . ثم يأتي من يقول إن خالدا سيف الله المسلول ، نعم هو سيف مسلول ، لكن ليس من أسياف الله تعالى . ولو شئنا التفصيل في فعل خالد وفعاله في الإسلام لما صدق الإنسان ما يرى من هول وعظم ما أتاه خالد ، لكن للاختصار نكتفي بهذا المقدار .
3 - المغيرة بن شعبة
هو صحابي ، وهو أحد النزاق الفساق الذين فتقوا في الإسلام فتقا لا يجبر إلى يوم القيامة .
ورد في ترجمته في كتاب أسد الغابة ما يلي : " دهاة العرب أربعة : معاوية ابن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، وزياد... " . "... وولاه عمر بن الخطاب البصرة ولم يزل عليها ، حتى شهد عليه بالزنا ، فعزله ، ثم ولاه الكوفة ، فلم يزل عليها حتى قتل عمر ، فأقره عثمان عليها... " . "... وهو أول من وضع ديوان البصرة وأول من رشى ( أعطى رشوة ) في الإسلام أعطى " يرفأ " حاجب عمر شيئا حتى أدخله إلى دار عمر... " (أسد الغابة 5 : 248 ترجمة المغيرة بن شعبة) .
إن السكوت عن التعليق هنا أبلغ من التعليق ، لكن نقول : العجب من عمر إذ بعد أن عزله عن البصرة بسبب زناه يعيده واليا على الكوفة وخيار الصحابة أحياء يرزقون كعلي بن أبي طالب الذي كان جليس بيته وكأبي ذر والمقداد وخزيمة وغيرهم... ؟ !
4 - ثعلبة بن حاطب
هو أحد الصحابة من الأنصار ، وقد ورد في ترجمته في كتاب أسد الغابة ما يلي : " جاء ثعلبة بن حاطب الأنصاري إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : يا رسول الله أدع الله أن يرزقني مالا ، فقال : ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ، ثم أتاه بعد ذلك فقال : يا رسول الله أدع الله أن يرزقني مالا ، قال : أما لك في أسوة حسنة ؟ ! والذي نفسي بيده لو أردت أن تسير الجبال معي ذهبا وفضة لسارت ، ثم أتاه بعد ذلك فقال : يا رسول الله أدع الله أن يرزقني مالا ، والذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالا لأعطين كل ذي حق حقه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اللهم ارزق ثعلبة مالا... وحين أنزل الله آية الزكاة أرسل إليه الرسول رجلين لجمع الحقوق فلم يعط ثعلبة شيئا... " . إلى أن يقول ابن الأثير... " فأقبلا ، فلما رآهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبل أن يكلماه قال : يا ويح ثعلبة ، ثم دعا للسلمي بخير ، وأخبراه بالذي صنع ثعلبة ، فأنزل الله عز وجل ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله... ) (سورة التوبة : 75 - 78) وعند رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رجل من أقارب ثعلبة سمع ذلك ، فخرج حتى أتاه فقال : ويحك يا ثعلبة قد أنزل الله عز وجل فيك كذا وكذا ، فخرج ثعلبة حتى أتى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فسأله أن يقبل صدقته ، فقال : إن الله تبارك وتعالى منعني أن أقبل منك صدقتك ، فجعل يحثي التراب على رأسه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : هذا عملك ، وقد أمرتك فلم تطعني ، فلما أبى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يقبض صدقته رجع إلى منزله وقبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولم يقبض منه شيئا ثم أتى أبا بكر ( رضي الله عنه ) حين استخلف، فقال : قد علمت منزلتي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وموضعي من الأنصار فاقبل صدقتي ، فقال أبو بكر : لم يقبلها رسول الله منك ، أنا أقبلها ؟ فقبض أبو بكر ( رضي الله عنه ) ولم يقبلها " (أسد الغابة 1 : 284 ، ترجمة ثعلبة بن حاطب) . وتوفي ثعلبة في خلافة عثمان ، ولم تقبل منه الحقوق أبدا .
وعندنا تعليق لا بد منه هنا :
إذا كان منع الزكاة ردة كما سمى ذلك أبو بكر وقال والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فلماذا لم يقتل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثعلبة ولا أمر به الله ؟ ! نعم قد يقال : إن مانعي الزكاة على عهد أبي بكر كفروا بإنكارهم ضرورة من ضروريات الدين ، وثعلبة فعل ذلك بل سمى الزكاة الجزية أو أخت الجزية كما قال ، والواقع أن مانعي الزكاة على عهد أبي بكر لم ينكروا أنها من الدين وكانوا يصلون كما رأيت في قصة مالك بن نويرة ، فليلاحظ ذلك .
1- حفصة بنت عمر بن الخطاب
زوجة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولكن هذه المكانة التي تتمناها كل أنثى لم تمنع حفصة من ارتكاب الأهوال ومخالفة الله تعالى ورسوله ، ولا عجب فحفصة أنزل الله فيها وفي عائشة سورة كاملة - وهي سورة التحريم - فيها من التهديد والوعيد من الله بالطلاق والإبدال بزوجات خير منهما وبعذاب النار ما لا يخفى على أي شخص يفهم لغة العرب ، وقد تقدمت في باب " الصحابة في القرآن " هذه السورة . وقد ورد في ترجمة حفصة من كتاب أسد الغابة ما يلي : "... وتزوجها بعد عائشة ، وطلقها تطليقة واحدة ثم ارتجعها ، أمره جبريل بذلك وقال : إنها صوامة قوامة ، وإنها زوجتك في الجنة... " (أسد الغابة 7 : 66 ترجمة حفصة بنت عمر) . وأورد كذلك : " طلق رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حفصة تطليقة ، فبلغ ذلك عمر ، فحثا التراب على رأسه وقال : ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها ، فنزل جبريل ( عليه السلام ) وقال : إن الله يأمرك أن تراجع حفصة بنت عمر ، رحمة لعمر " (أسد الغابة 7 : 66 ترجمة حفصة بنت عمر) . وكما ترى فالحديثان مختلفان ، ولذلك لا يعتد بهما ، لكن نقول : لو كانت حفصة صوامة قوامة فلماذا طلقها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ ! هل كان رسول الله يريد من النساء أكثر من ذلك وهو الذي يوصينا بذات الدين ؟ ! ثم أليس الطلاق أبغض الحلال عند الله تعالى ؟ ! فما بال الرسول يطلق دونما سبب ؟ ! وإذا كان هناك سبب فلماذا لا يذكره لنا أصحاب السير والتواريخ ؟ ! أما كون حفصة زوجة الرسول في الجنة فهو أعجب من الأول ، فمع وجود سورة التحريم التي تتلى إلى يوم القيامة فإنا نشك في ذلك. وعلى الحديث الثاني فيكون سبب إرجاع الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لحفصة ليس منزلتها عند الرسول، بل لمنزلة عمر كما يزعم الراوي . وحفصة هذه ممن آذت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكذبت عليه في قصة المغافير ( الثوم ) المشهورة والتي يرويها الصحاح ، كما آذت وحسدت زوجات رسول الله الأخر كصفية بنت حي اليهودي التي تزوجها الرسول بعد خيبر بعد أن أعتقها من الأسر ، وفي ترجمة هذه المرأة الصالحة من كتاب أسد الغابة تقرأ على لسانها : "... دخل علي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلام ، فذكرت ذلك لرسول الله ( رحمهما الله ) فقال : ألا قلت : وكيف تكونان خيرا مني وزوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى ؟ !... " (أسد الغابة 7 : 170 ترجمة صفية بنت حي بن أخطب) . وبهذا الكلام من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على لسان صفية تعلم كذب الحديث المروي في الصحاح والمسانيد حول فضل عائشة حيث فيه : " وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على باقي الطعام ؟ ! " (مسند أحمد 3 : 264 و 6 : 159) .
وحسبنا قول الله في سورة التحريم حيث هدد عائشة وحفصة بالطلاق وبأن يبدلهن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بزوجات أفضل منهن في صفات عديدة ذكرتها السورة ، فلو كانت عائشة أفضل نساء العالمين فضلا عن زوجات الرسول فكيف يهددها الله تعالى بنساء أفضل منها في كل شئ ؟ ! ولكي تتيقن أن حفصة وعائشة هما المقصودتان من تهديد الله تعالى في سورة التحريم اقرأ هذا الخبر : " عن ابن عباس قال : أردت أن أسأل عمر فما رأيت موضعا ، فمكثت سنتين ، فلما كنا بمر الظهران وذهب ليقضي حاجته فجاء وقد قضى حاجته فذهبت أصب عليه من الماء ، قلت : يا أمير المؤمنين من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ ! قال : عائشة وحفصة " (مسند أحمد بن حنبل 1 : 48) .
2 - فاطمة بنت عتبة
هي أخت هند بنت عتبة ، وفي رواية هي التي قالت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إنه ما كان على ظهر الأرض... " الحديث . وقد أسلمت أسوة بذلك البيت الخبيث الذي أسلم بأفواهه ولم يسلم حقيقة يوم فتح مكة ، فهي من جملة الطلقاء الذين لا فضل لهم ولا فضيلة ، تزوجها في خبر عقيل بن أبي طالب فماذا كانت قصته معها ؟ ! تقرأ في كتاب الإصابة ما يأتي : " عن ابن أبي مليكة قال : تزوج عقيل بن أبي طالب فاطمة بنت عتبة بن ربيعة ، فكانت تقول له إذا دخل : أين عتبة بن ربيعة ( والدها وأحد رؤوس الكفر وقد هلك يوم بدر غير مأسوف عليه ) ؟ فقال لها يوما وقد أضجرته : عن يسارك إذا دخلت النار ، فقالت : لا يجمع رأسي ورأسك بيت ، وأتت عثمان... " (الإصابة 8 : 68 ترجمة فاطمة بنت عتبة) .
ولا ندري ماذا تريد هذه الصحابية بقولها هذا الملئ بالأسف على أبيها المشرك ؟ ! ولماذا تخاطب عقيلا زوجها بذلك وقد أجمع المسلمون أنه كان في صفوف المشركين يوم بدر ولم يقتل أباها عتبة ولا أخاها الوليد ، لكن هي الرواسب الجاهلية والأحقاد البدرية والتي صبها بالفعل بنو أمية فيما بعد على رسول الله من خلال حربهم لعلي بن أبي طالب أخو رسول الله وصنوه ، ومن خلال سم معاوية للإمام الحسن ريحانة رسول الله وسيد شباب أهل الجنة ومن خلال قتل يزيد للإمام الحسين بن علي وسبي بنات الرسالة بنات فاطمة الزهراء . وكيف لا ترى بعد ذلك وصول أحاديث تتهم الرسول بكثرة الجماع ، وباستماع الغناء ، وبأنه يسب ويشتم بل ويضرب من لا يستحق ، وبأنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذكر آلهة قريش ( حديث الغرانيق ) ، وأنه يخطأ ويصيب ، وأنه بشر أصحابه كلهم بمن فيهم معاوية بالجنة... ؟ ! وكيف لا يكون جميع من حارب الإمام عليا بدءا بمعاوية وعائشة ومرورا بطلحة والزبير وغيرهم أصحاب فضائل ومناقب ؟ ! إن معاوية لم يغتصب الخلافة لذاتها فقط بل ليحرف ويبدل ويغير كما يحلو له ومن يعارض فالويل له أو الدراهم .
إن فاطمة بنت عتبة تعلم أن عقيلا من بني هاشم قبيلة رسول الله وعلي وحمزة وهم الذين ضربوا بسيوفهم - في حين فر الآخرون - حتى قالت هند ومعاوية وغيرهم من العرب لا إله إلا الله ، فحقد فاطمة بنت عتبة على بني هاشم واضح من كلامها .
3 - هند بنت عتبة
هي زوجة حربة الكفر ورئيس الأحزاب أبي سفيان ، وكانت قد استسلمت لجيش رسول الله كما فعل بقية الطلقاء ، وهي التي لاكت كبد حمزة سيد الشهداء يوم أحد بعد أن أمرت وحشيا بأن يطعنه من الخلف، وإذا كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد ذلك - بعد الفتح - كلما رأى وحشيا يقول له : " غيب وجهك عني " فكيف به ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عندما كان يرى من لاكت كبد عمه ومثلت بجسده ؟ ! لكن القوم جعلوها مؤمنة مسلمة ، بل حسن إسلامها ، بل لها فضائل ومناقب يصرف عليها الحبر والكتابة . والكيس يدرك أن ما ورد فيها وفي زوجها أبي سفيان وفي معاوية ابنهما من الفضائل لا تعدو أن تكون زخرفا من القول وكذبا ، وذلك أن معاوية ابنهما لما ملك رقاب المسلمين طمس تلك المثالب وأظهر لهم مناقب لم يقلها الرسول ولم يسمع بها الصحابة . وهل تريدون من معاوية ( أمير المؤمنين ) أن يترك أهله ونفسه للفضيحة ؟ ! وهل تريدون منه وهو يصعد منبر رسول الله أن ينبزه الصحابة ومن يأتي من بعدهم ؟ ! هيهات .
واقرأ معي هذه المنقبة المزعومة : " لما كان يوم الفتح أسلمت هند بنت عتبة ونساء معها وأتين رسول الله وهو بالأبطح فبايعنه ، فتكلمت هند فقالت : يا رسول الله الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه لتنفعني رحمك ، يا محمد ( لم يتعود لسانها على مخاطبته بالرسول ) إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة برسوله ، ثم كشفت عن نقابها وقالت : أنا هند بنت عتبة ، فقال رسول الله : مرحبا بك ، فقالت : والله ما كان على الأرض أهل خباء أحب إلي من أن يذلوا من خبائك ، ولقد أصبحت وما على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي من أن يعزوا من خبائك... " (طبقات ابن سعد 8 : 236 ترجمة هند بنت عتبة).
سبحان مغير الأحوال ، ولكن لتتيقن من كذب هذه الفضيلة الواهية اقرأ الصفحة التالية من نفس هذا الكتاب ( طبقات ابن سعد ) لترى كيف أن هذه المرأة التي صار رسول الله أحب الناس إليها وأعزهم لديها تسئ الأدب معه : " عن الشعبي يذكر : أن النساء جئن يبايعن فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تبايعن على أن لا تشركن بالله شيئا ، فقالت هند : إنا لقائلوها ( تقصد كلمة الشهادة ) ، قال : فلا تسرقن ، فقالت هند : كنت أصيب من مال أبي سفيان قال أبو سفيان : فما أصبت من مالي فهو حلال لك ، قال : ولا تزنين ، فقالت هند : وهل تزني الحرة ؟ قال : ولا تقتلن أولادكن ، قالت هند : أنت قتلتهم " (طبقات ابن سعد 8 : 237) .
تقصد هند بقولها : أنت قتلتهم ، هلاك ابنها فيمن هلك يوم بدر كأبيها وعمها وأخيها . نعم هذه حقيقة هند ، خسة ونذالة وأحقاد جاهلية رغم عفو وسماحة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) معهم يوم الفتح ، ولو كان مكانه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أي قائد دنيوي آخر لذبح رؤوس رجالهم وبقر بطون أطفالهم ولسبى نساءهم جواريا ، فهم الطلقاء لا فضل لهم ولا فضيلة ولا هجرة ولا منقبة ولا غزوة ولا... بل ولا كلمة طيبة . وسيفضحهم الله يوم القيامة بما كان يكذبون في إسلامهم ، وهم أبطنوا الكفر . هذه هي هند وأمثال هند ، هذه التي يصبح ابنها معاوية الأفعى خليفة للمسلمين ( وكفى بها مصيبة ) بلا سابقة ولا جهاد ، وهي جدة يزيد الخمور الذي ارتضع من أسلافه الحقد على الرسول فقتل ذرية رسول الله في كربلاء وهجم على مدينة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) (مع أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول في حديث له : " من أبغض الأنصار أبغضه الله " مسند أحمد 2 : 501 - 527 . ويقول : " من أخاف أهل المدينة أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " مسند أحمد 4 : 55) لأنها موطئ الأنصار الذين ساعدوا رسول الله بأموالهم وأسيافهم ، فكانوا بنظر يزيد شركاء للنبي في قتل أجداده ببدر.
وإني أقولها صريحة :
إن من يقرأ تاريخ هؤلاء الخبثاء ويطلع على فعالهم قبل إسلامهم وبعد استسلامهم ثم يعتقد لهم بفضيلة بل ويعتقد بأنهم أسلموا ، أقول : هكذا شخص بليد الذهن عديم الفطنة .
الخلاصة
هكذا ترى أن الشيعة لا يسبون الصحابة كما قال أعداؤهم ، لكن الشيعة أخذت طريقا وسطا وعقلانيا ينطبق مع الكتاب والسنة ، فلم يقولوا بعصمتهم جميعا كأهل السنة ، وكيف يقولون ذلك وفي الصحابة من زنى ومن شرب الخمر ومن قتل النفس ومن حارب سنة الرسول ومن أشعل الفتن ؟ ! ثم إن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نفسه كان يقيم الحدود كحد السرقة والزنا وشرب الخمر ، فعلى من كان يقيم تلك الحدود ؟ ! أليس على أصحابه المسلمين ، وإلا فالكافر بعيد عن المجتمع المدني بطبيعة الحال . ولو نظرت إلى كتب الشيعة لرأيتها مليئة بمدح الصحابة الذين لم يغيروا ولم يتغيروا بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وتجد هذا كذلك في دعاء أئمة أهل البيت كالصحيفة السجادية للإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) . فهذه الضوضاء التي يثيرها بعض الغوغاء على الشيعة ليست بأكثر من زوبعة في فنجان ، وهكذا كل عقائد الشيعة في الواقع كلها متطابقة مع العقل والنقل ، لكن الأعراب أبوا إلا التهريج وجعلوا أصابعهم في آذانهم . وكما عرفت فإنه تسقط بعد هذا عدة أحاديث مكذوبة ، كحديث " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " فالصحابة اختلفوا وتنازعوا وأفتى بعضهم بخلاف الآخر ، فبأي واحد أم بأي فريق نقتدي ؟ !
نعم لقد أوصانا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي لا ينطق عن الهوى بأن نتبع أهل بيته ( عليهم السلام ) فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " تركت فيكم الثقلين ، ما إن تمسكتم بهما ، لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما " (مسند أحمد 3 : 17 ، مستدرك الحاكم 3 : 148 وورد في مسلم بألفاظ أخرى ، أنظر مسلم ، كتاب الفضائل : فضائل علي بن أبي طالب)
وهكذا حدد لنا لمن نرجع بعده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما كان ليخفى عليه ما سيقع في أمته من الفتن خاصة ما سيحدث بين أصحابه ، ولهذا كان من غير المعقول أن يوصي رسول الله والله من وراءه بجميع الصحابة ، فهذا بمثابة اجتماع النقيضين كما يقال . وارجع إلى كتاب الله لترى قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون... ) (سورة المائدة : 55 . وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) : " من كنت مولاه فعلي مولاه " مسند أحمد 1 : 84 و 118 - 119) .
أو قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) (سورة الأحزاب : 33) .
وارجع إلى قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أنا مدينة العلم وعلي بابها " (المستدرك للحاكم 3 : 126 كتاب معرفة الصحابة)
أو قوله : " يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " (أنظر الحديث في سنن ابن ماجة 1 : 42 فضائل علي) وغيرها كثير كثير .
وهذه الخاتمة لا تسع لئن نستعرض كل ما جاء في القرآن والسنة والسيرة من فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) وهم بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علي والحسن والحسين وأبناء الحسين من الأئمة إلى الإمام الثاني عشر الإمام المهدي الغائب ( عليهم السلام ) . كذلك هذا بحث آخر فمن شاء فليتوسع في هذه المسائل ، لكن وصيتي لكل قارئ حر عنده عقل يميز به الحق من الباطل أن يقرأ عن الشيعة والتشيع من كتب أهل الشيعة أنفسهم لا من كتب المستشرقين والنواصب ، حتى لا ينطبق علينا قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة ) (سورة الحجرات : 6) .