من المستحيل بهذه العجالة وضمن إطار صفحات معدودة الإلمام وبشمولية عما روي وكتب حول طب الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه وعلى أبائه أفضل الصلاة والسلام ولكنني عزيزي القارئ الكريم أحاول أن أوفق بتسليط الضوء على ومضات من ذلك الثراء العلمي الخالد كي اقتطف زهرات ندية من بستان أقوال وحكم ومأثر إمامنا سلام الله عليه .
قال ( ع) : كثرة الأكل مكروهة
يالها من حكمة علمية بليغة ونصيحة طبية غاية في الأهمية فقد أثبتت الدراسات الطبية العلمية إن الإفراط في الطعام ) التخمة) ظاهرة خطيرة جدا ً على الصحة العامة وتتجلى أثارها السلبية بصورتين محتملتين الأولى منهما من الممكن حدوثها أثناء أو بعد الانتهاء من الأكل مباشرة وتتمثل بصعوبة التنفس وضيق بالنفس وتتأتى نتيجة امتلاء البطن بالطعام الكثير المصحوب بارتفاع الحجاب الحاجز والذي بدوره يحدد ويعيق حرية وانسيابية عملية التنفس(الشهيق والزفير) , كما وإن صعود الحجاب الحاجز ولو بنسبة قليلة يؤدي إلى تغيير محور القلب والذي بدوره يؤدي إلى تغيير كهربائية القلب والذي ينتج عنه اضطراب تنظيم ضربات القلب وما يتبعه من خفقان وألام في الصدر . أما الصورة المحتملة الثانية فهي أثار سلبية على المدى البعيد والمتمثلة بما يتبع الإفراط في الأكل من زيادة في الوزن(البدانة) وما ينجم عنها من أمراض خطيرة كأمراض القلب والشرايين وارتفاع الضغط الدموي ومضاعفاته والإصابة بداء السكري وألام المفاصل والتأثيرات النفسية والكثير غيرها .
من أقوال الأمام الصادق (ع ) :
- الوضوء قبل الطعام سنة .
- غسل الإناء وكسح الفناء مجلية للرزق .
- من سعادة المرء حسن مجلسه وسعة فنائه ونظافة متوضاه.
من الحكم أعلاه يتضح بجلاء تأكيد الأمام(ع (على النظافة العامة والخاصة للفرد أي بمعنى أوضح نظافة بدنه وملبسه ومسكنه ومأكله . ومعلوم لدى الجميع مدى أهمية ذلك إذ إن الالتزام بالشروط والإرشادات الصحية المتعلقة بالنظافة يقينا الكثير من الإصابة بالأمراض الانتقالية المعدية كالتفوئيد والدزنتريا وحالات التسمم الغذائي الشائعة وبتاكيده على سعة الفناء أي بمعنى المساحة الواسعة والكافية لمكان المعيشة يذكرنا بأهم الوسائل الوقائية لتفادي الإصابة بالأمراض النفسية وفي مقدمتها الاكتئاب .
قال(ع ) :
إن أحب الأصباغ إلى رسول الله الخل والزيت
أثبتت البحوث الطبية ما للخل وخصوصا ً خل التفاح من تأثيرات فعالة لإذابة الدهون الثقيلة . إضافة ً إلى احتوائه على مجموعة من الفيتامينات المفيدة. وله خاصية هامة ألا وهي كونه مطهر ومعقم قاتل للجراثيم والفطريات . أما الزيت ففوائده متعددةويتمييز كونه يحتوي على نسبة قليلة من الكولسترول الضار وإنه أقل ضررا ً بكثير مقارنة مع باقي الشحوم .
وقال(ع) :
من أكل لقمة من شحم أنزلت مثلها من الداء .
معلوم لدى الجميع ما تسببه الدهون الحيوانية المشبعة من أضرار ومخاطر صحية لما تحويه من نسب عالية من الكولسترول غير الحميد .
سأل أحدهم الأمام (ع ) ما هو الماء ؟ فأجاب هوطعم الحياة .
إنه لجواب بليغ شمل بين طياته كل المعاني إذ إن الماء يدخل في تركيب أكثر من 70%من أجسام الكائنات الحية وبالذات الإنسان الذي يبدأ حياته مع الماء ولاغني له عنه حتى موته .
وقال(ع ) :
لو جعل الله في شئ شفاء أكثر من الشعير لما جعله غذاء الأنبياء .
إن للشعير فوائد جمة لا يسع المجال لسردها بالتفصيل ولكن أهمها لا للحصر إن الشعير قليل السعرات الحرارية فهو بذلك نافع لمرضى داء السكري وللمصابين بالبدانة , كما إن احتوائه على نسبة عالية من مجموعة فيتامين ( ب ) والمفيدة لسلامة الأعصاب المحيطية يجعله العلاج الفعال للوقاية من الكثير من تلك الأمراض . إن الشعير الغني بالنخالة والألياف غذاء فعال ومفيد ومساعد على تليين الفضلات الغذائية وبالتالي الوقاية من الإصابة بالإمساك الذي يعد من أهم أسباب الإصابة بالبواسير .
وأخيرا ً قوله(ع )
- السواك من سنن الأنبياء .
- تخللوا على أثر الطعام فإنه مصحة للفم والنواجذ
والسواك هو قطع صغيرة من أغصان شجر الأورك ذات الطعم والنكهة الزكية وقد أثبت العلم الحديث لما للسواك من أهمية في تطييب رائحة الفم وتبييض الأسنان وتنظيف اللثة وتقويتها كما إنه يسكن ألام الأسنان ويطهر تجويف الفم من الميكروبات والسواك أيضاً مجلاة للبصر ومقوي للذاكرة . هذه الفوائد وغيرها للسواك ذكرت وبالتفصيل على لسان عميد كلية الصيدلة جامعة بغداد في مؤتمرها العام في سن
توفي الأمام جعفر بن محمد الصادق (ع ) مسموما ً في عصر المنصور الدوانيقي عن عمر ناهز ال 65 عاما ً في اليوم الخامس والعشرين من شوال سنة148 هـ