س56:/ هـل يمكنـنا معرفـة قصـة احتجاج الإمـام زين العـابدين عليه السلام بهذه الآيـة إنّ القـربـى , هـم قرابة الرسول صـل الله عليـه وآله وسلم - يعني هم أهل البيت عليهم السلام ؟
ج:/ نـعـم يمكـن ذلك : احتج الإمام سيد الساجدين وزين العابدين عليه السلام بالآيــة الكريمـة لمـا جيء به أسيراً إلى الطاغيـة يزيد بن معاويـة ( لعنة الله عليه ) , وأقيم أسيراً على درج دمشق , فانبرى إليه رجل مغفل فقال له : (( الحمد لله الذي قلتكم واستأصلكم , وقطع قرني الفتنه . ))
فنظر إليه الإمام عليه السلام فرآه قد خدعته الدعايات المضَّللة من أن أهل البيت من الخوارج , فقال له بلطف : (( أقرأتَ القرآن ؟ )) .
قال : نعم
قال: (( أقرأت ال حم ؟ )) .
قال: (( قرأت القرآن ولم أقرأ ال حم ! )) .
قال عليه السلام : ما قرأت : ﴿ لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾
قال الراوي : وذهل الرجل وودّ أن الأرض قد وارته , فقال للإملم : (( أنتم هم ؟ ))
قال عليه السلام : نعم (1)
وانصرف الرجل يؤنبه ضميره على ما صدر منه من كلمات سوء تجاه الإمام عليه السلام
-------------------------------------------------------------------------
(1) تفسير الطبري : ج25 , ص 16
ج:/ قال ابن عباس : أن الحسـن و الحسين عليهما السلام مرضا . فعادهما رسول الله (ص) في ناس معه فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على والديك . فنذر علي وفاطمة و فضة ( جارية لهما ) : إن برئا ( الحسن والحسين ) مما بهما أن يصوموا صلاصة أيام , فشفيا , وما معهم شيء ( طعام ) فاستقرض علّي عليه السلام من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة أصوع من الشعير , فطحنت فاطمة صاعاً و اختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم ليفطروا , فوقف عليهم سائل فقال : السلام عليكم أهل بيت محمّد , مسكين من مساكين المسلمين , أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة , فآثروه وباتو لم يذوقوا إلا الماء , وأصبحوا صياماً , فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه , ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك , فلما أصبحوا أخذ علي عليه السلام بيد الحسن و الحسين , وأقبلوا إلى رسول الله (ص) فلما أبصرهم وهم يترعشون كالفراخ من شدة الجوع , قال : ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم .
وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها وغارت عيناها فساءه ذلك , فنزل جبرائيل عليه السلام وقال : خذها يا محمد هنَّاك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة
س58:/ الـعجيـب أن الله تعـالى ذكر في السورة الكثير الكثير من نعم الجنة , ولم يذكر -هنا - حور العين لماذا ؟ !
ج:/ لأن الآية نزلت في حق علي وفاطمة وولدهما , فحفظ الله لفاطمة الزهراء عليها السلام جلالتها إذ لم يذكر - عز وجل -الحور العين كرامةً لسيدة نساء العالمين .
ج:/ لقد أجمع المفسرون على إنَّ هذه الآية الكريمة نزلت في أهل البيت عليهم السلام وهم الخمسة أصحاب الكساء , فقالوا : إنّها نزلت في سيّد الكائنات الرسول صل الله عليه وآله وسلم - وصنوه الجاري مجرى نفسه الإمام أمير المؤمنين وسيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء التي يرضى الله لرضاها , ويغضب لغضبها , وريحانتا رسول الله (ص) الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة عليهم السلام ولم يشاركهم أحد من الصحابة , ونساء النبّي وغيرهم منها