|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 212
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 36
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
علي ابو تراب
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 08-09-2006 الساعة : 09:55 AM
الحلقه الخامسه
يقال ان كل انسان يدنو من منيته يمر شريط حياته امام عينيه خلال ثواني ويعود به الزمن الى ما فعل في حياته من شر او منكر ويتذكره
ترى ماذا مر امام عيونك يا علياء انت واختك كوثر وانتما تعاركان الموت كي تعودان الى الحياة التي ما استمتعتما بها
...............
التحقت ام كوثر بابيها الاسير في ايران في عام 92 بعد الانتفاضه الشعبانيه المباركه وبقييت هناك بين احضانه الدافئه الحنونه حتى زواجها في عام 1996 من انسان شريف طيب لم يجعلها تشعر انها فارقت بيت ابوها ... لقد كان ابو كوثر قلقا جدا من الاوضاع السيئه المتفشيه في ايران تجاه العراقيين, حيث انه لا يمكن لاحد ان يعيش بصوره طبيعيه, لا يمكن لاحد ان يعمل او يدرس او حتى يتنقل من مدينه الى مدينه براحته الا اذا كان يملك ورقه تسمح له بذلك تسمى <برقه تردد> , وكم كان صعبا ان تحصل على هذه الورقه حيث انك اما ان تنتمي الى احد الاحزاب او ان تحارب بلدك واي شخص لا يفعل ذلك لا يحق له ان يملك ورقه تردد مع العلم ان الورقه ليس لها اهميه حكوميه اي انها لا تمنحك موافقة عمل او دراسه .... لا اله الا الله ... وسط هذه الاجواء صار يجب على الاباء ان يوفروا لابنائهم مستقبلا افضل في اي مكان اخر ...هكذا فكر ابو كوثر وصار يسال هنا وهناك عن اي طريق يخرجه من ايران فدلوه اخوته العراقيين هناك على طريق السفر الى استراليا عن طريق البحرمرورا بماليزيا واندونيسيا مع الكثير من الذين عزموا على ذلك وكان .... فقد جهز جوازات سفر مزوره له ولزوجته ولبناته الاثنتين كوثر وعلياء من كوجه مروي والحمد لله ان زوجته كانت حاملا والا لكان تكبد مبلغا اخرا للمولود الجديد لجوازالسفر وتذكرة الطيران. وتوكلوا على الله جميعا وسافروا بتسهيلات كبيره من الحكومه الايرانيه وختم الخروج بلا عوده وبعد ان مروا بكل ما مر به اسلافهم العرافيين في ماليزيا واندونيسيا من قبل المهربين في ماليزيا <ابو عبد الله, واحمد عرب > وغيرهم ..اختاروا ابو قصي المصري كأشرف مهرب متفقين مع باقي العراقيين وصعدوا الى السفينه وكانت المشكله هي انه كيف يمكن لابي كوثر ان يجد لزوجته وبناته كوثر وعلياء مكانا مريحا بين الزحام في قبو السفينه لقد كان قلقا جدا وخائفا جدا عليهم لانه كان يشعر انهم امانه لا يجب التفريط بهم ..فما كان منه الا ان اوصى زوجته ام كوثر ان تمسك بالبنات بيديها ولا تتركهما لاي سبب كان ابدا ابدا وقد فعلت ام كوثر ذلك وامسكت بهما بيديها الاثنتين واجلستهما بحضنها ... لقد كانت البنتين عاقلتين الى الحد الذي جلستا بحضن امهما ولم تتحركا ابدا بل وبقيتا ممسكتين بيديها كان الوضع مزري ومخيف جدا فقالت ام كوثر لابي كوثر
-اكلك ابو كوثر شو اني خايفه شتكول لو ننزل مثل اللي نزلوا
-ام كوثر لا انت ولا اني ابجيبنا فلس واحد نعيش بيه .. انت تدرين بيهم < يقصد المهربين > شلون اخذوا كل الي بجيوبنا وبعدين ما شفتي الشرطه الاندونيسيه وخالد وميثم وميسر ومروان شلون جروا المسدسات على اللي رادوا ينزلون .. اذا كتلوج لو كتلوا وحده من البنات عود شاسوي اني
-جا شلون ؟؟؟
-الله كريم
-الله كريم
وسارت السفينه مبحرة الى ارض الامن والامان المزعومه وماهي الا ساعات وصار الهرج والمرج تعطل الماطور والواتر بمب, ذهب ابو كوثر ضمن من ذهبوا كي يصلحوهما وغاب ابو كوثر وبقيت ام كوثر ممسكه ببناتها وخائفه جدا حتى عندما رموا بالحقائب هي لم تترك طفلتيها انما اومئت للنساء ان يرموا بحقائبها ولم تترك البنات ولكن عندما صعد النساء الى السطح والاطفال صعدت هي ايظا مع الجميع وبيديها طفلتيها ورات كيف تتطوح السفينه في وسط البحر وشهدت دموع الرجال والاطفال والنساء وكل المسافرين الموجودين ولكنها لم ترى ابو كوثر فقد كان لم يزل يحاول مع الماطور والواتر بمب عله يستطيع ان يفعل شئ ولكن هيهات فقد جائت تلك الموجه اللعينه وقلبت السفينه راسا على عقب وسقط الكل سقطة واحده, وصرخ الكل صرخة واحده, وسكت الكل سكتة واحده ,اما ابو كوثر فقد غاب دون ان تراه زوجته او حتى تعرف اين هو, لقد كانت ممسكتا ببناتها رغم الانقلاب والصراخ ورغم ان الكل يصيح يا روحي في ذاك الوقت الا الام... فتصيح يا بناتي يا بناتي ... نعم لقد بقيت ام كوثر ممسكة ببناتها ودخلت معهما الى عمق البحر وخرجت الى السطح معهما ولكن ...
-شنو هذا, منو انت ,عوفي بنتي ,عوفيها لا تجلبين بيها ,بنتي راح تغرك ,عوفيها را ح تفلت من ايدي عوفيها, كوثر, يمه كوثر, جلبي يايدي جلبي زين
ولكن ... لقد كانت لقوة المراه التي امسكت بكوثر الاثر الكبير في ان تفلت كوثر من يد امها لاول مره منذ ان صعدوا الى السفينه... وغرقت كوثر... وغاصت الى عمق الاف الامتار الى تحت , تحت وصعدت ام كوثر الى اعلى وبيدها علياء , علياء فقط دون كوثر , ولكن تلك المراه لم تترك ام كوثر تهنا بانقاذ ابنتها الثانيه انما عادت لها مره اخره وامسكت بام كوثر هذه المره وسحبتها الى العمق بالرغم من انها كانت ترتدي النجاده بينما ام كوثر كانت بلا نجاده ولا تجيد السباحه ويدها مشغوله بابنتها علياء التي زاد تمسكها بها بعد ان فقدت كوثر ..مسكت تلك المراه بام كوثر ثم وضعت رجلها على راس علياء كي تطفو الى اعلى ولو على حساب الاخرين ترى هل نلومها ام نسكت ام ماذا نفعل , وكان ثقل المراه كبير لا تستطيع علياء او امها ان تتحمله فما كان من علياء الا ان افلتت هي الاخرى من يد امها صرخت ام كوثر بحرقة الام التي لا يمكن لاي قلب ان يشعر بها الا اذا كان قلب ام والا فلم وضع الله الجنه تحت اقدامهن <رحمك الله يا امي>صرخت صرخه دوت في كل موجات البحر
-يمه علياء , وين صرتي , يمه جاوبيني , علياء خاف يجي ابوج وشاكله اذا سالني عليج يمه
عند هذه الساعه شاهدت ام كوثر ابو كوثر وصل اليها واول سؤال له كان
-وين البنات
-البنات راحن راحن
-شنو يعني غركن ؟؟
-اي غركن فلتن من ايدي وراحن
-لا لا ما راحن هسه نلكيهن يمكن واحد شافهن وحن عليهن وانقذهن
-اكلك فلتن من ايدي
-بناتي زغيرات وحلوات كوثر 5 سنين وعلياء 3 سنين ما شافن شي لا لا اطماني ما ماتن هسه نلكيهن
وذهب ابو كوثر وجلب خشبه صغيره واعطاها الى زوجته وقال لها ..
-كمشي بهاي الخشبه واني راح اسحبك حتى ندور على بناتنا
وفعلا ما ان سبح امتارا قليله حتى وجد علياء وقد طفت فوق سطح البحر فما كان منه الا ان ضمهاالى صدره وصار يقبلها كثيرا قبلها بعينيها الصغيره اللامعه , بخدها الطري , بيديها الناعمه
-شوفي شوفي هاي علياء راحت , راحت من ادينه شاسوي انه هسه اني راح اتخبل شاسوي
-الله كريم ابو كوثر هسه شنو بادينه على ارواحنه احنا يمكن باي لحظه تجينه موجوتاخذنا ونموت
-بس هاي بنيتي علياء الحليوه الزغيره اششافت من دنيتهه واشسوت حتى يصير بيهه هذا الله لا يوفقك يا ابو قصي الله لا يوفقكم يل خالد ومروان
وترك علياء بعد ان قبلها بجبينها وودعها باحثا عن كوثر عله يجدها هكذا كان يامل وما ان ابتعد قليلا عن علياء حتى وجد كوثر امامه وقد طفت هي الاخرى ملاقيتا ربها لتكون طيره من طيور الجنه ضمها الى صدره بقوه وبكى بكاءا مرا مرا جدا ثم قال
-بويه كوثر , بويه اعذريني بويه , جنت اريد اسويلجن مستقبل , ما اريدجن تشوفن اللي احنا شفناه بويه ..انه اشسويت بيجن انه حركت بيتي بايدي هدمت بيتي بايدي بويه كوثر فدوه عمري الج بويه , بويه انه شاسوي بحياتي بعد , انتن امل حيلتي كلهه
-ابو كوثر انت بس شوف الموته اشكد بس باوع داير ما دايرك اصبر ابو كوثر اصبر ان شاء الله يعوضنا بهذا الي جاينه بالطريق يا الله
لم يترك كوثر الا عندما جائت موجة قويه اخذتها منه وابعدتها وفرقت بينه وبين زوجته ام كوثر وعندما نادت ام كوثر عليه وطلبت منه ان يعود لها قال لها
-ما اكدر اجيج الموج قوي كلش ما اكدر روحي انت هسه هم راح تموتين واني هم اموت روحي ما راح يبقى احد بس اذا بقيتي وولدتي سمي الولد احمد سمي الولد احمد
وغاب ابو كوثر وابتعدت ام كوثر عنه فالموج اخذها بعيدا عنه واخذه بعيدا عنها وزاد ضلام الليل حلكه ولم يعد احدا يرى الاخر ابدا وساد الصمت الرهيب الامن صوت الموج وشعر كل من نجى انه هو الناجي الوحيد الباقي الى ان جائت تلك السفينتين والطراد الذي كشف على مكان الحادثه وحول الليل الى نهار فشاهد الناجين بعضهم البعض وعرف كل من نجى ومن مات ولكن ام كوثر لم تشاهد ابو كوثر مع الناجين كما انها لم تراه مع الاموات ..... وضاع امل النجاة مع السفينتين اللتان جاءتا الى مكان الحادث للاطمئنان على ان كل شئ سار بشكل طبيعي ومات الكل ام لا وذهبتا دون ان تنقذ اي شخص على الاطلاق على الاطلاق
وشعرت بالوحده الموحشه وهل اوحش من هكذا وحده فزادها ذلك اصرارا على الحياة اكثر واكثر
فتمسكت بالخشبه اللتي اعطاها اياها زوجها وفوضت امرها الى الله وما هي الا ساعات حتى وصلت سفن الصيادين الاندونيسين وانقذت من بقي من المسافرين وعادوا بهم الى جاكارتا ولكن بلا احباب بلا اولاد بلا اباء بلا امهات عادوا وحيدين
ولنا عوده اخرى
علي ابو تراب
|
|
|
|
|