نعرض في محل هذا الطرح تصور اخر لتفسير الايات الكريمة وما وصل الينا منها من خلال المعصوم ع بالشكل التاويلي \ الباطني \ المصداقي .
وهنا نحاول تفسيره وفهمه بالشكل المصداقي استنادا الى الاشارة التي نبه اليها سماحة السيد المرحوم العلامة الطباطبائي في معرض تعليقه على الرواية في تفسيره المشهور الميزان في تفسير القران
وننقل تعليق السيد الطباطبائي اولا للاطلاع
( أقول: و في معناها روايات أخرى و هي مسوقة لتطبيق ما يجري في هذه الأمة من الحوادث على ما جرى منها في بني إسرائيل تصديقا لما تواتر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الأمة ستركب ما ركبته بنو إسرائيل حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخله هؤلاء، و ليست الروايات واردة في تفسير الآيات، )
--------------------------
اقول : على الاساس المصداقي سيكون فهم تفسير الايات المتعلقة ببني اسرائيل ومطابقتها بما جرى وسيجري في امة الرسول محمد ع
هو واضح كما وضحه الامام المعصوم ونعيده بشكل اكثر تفصيل
1- ((وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين )) قال: قتل علي بن ابي طالب وطعن الحسن عليهما السلام
وهذا حسب الفهم المصداقي فعل او تخطيط وتدبير او اشتراك بني أمية
2- ((ولتعلن علوا كبيرا) : قتل الحسين عليه السلام
وهذا متعلقه قتل يزيد الملعون بن معاوية الملعون بن ابي سفيان الملعون للحسين ع
3- ((فاذا جاء وعد اولاهما) فاذا جاء نصر دم الحسين عليه السلام
4- ((بعثنا عليهم عبادا لنا اولى باس شديد فجاسوا خلال الديار))
قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم عليه السلام لا يدعون وترا لال محمد عليهم السلام الا(ا) حرقوه
وهذا متعلقه ليس معلوم بالدقة على اساس الفهم المصداقي ولكن ارجح فيه ما فعله بني العباس ببني امية وانتزاع الملك منهم
5- ((وكان وعدا مفعولاً)) وكان وعدا مفعولا (قبل) قيام القائم عليه السلام
وهنا متعلق الحادثة حسب الفهم المصداقي قبل قيام القائم وهو ما يصيب بني أميّة ولعل الفعل على الاكثر كما قلنا سابقاً يعود لما فعل بهم بنو العباس من حيث تسليط الظالمين بعضهم على بعض .
6- ((ثم رددنا لكم الكرة عليهم) خروج الحسين عليه السلام في سبعين من اصحابه عليهم(الـ) بيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدون الى الناس ان هذا الحسين عليه السلام قد خرج(حتى) لا يشك المؤمنون(فيه) وانه ليس بدجال ولا شيطان والحجة القائم عليه السلام بين اظهركم فاذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين انه الحسين عليه السلام جاء الحجة الموت فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته الحسين(بن علي) عليهما السلام ولا يلي الوصي الا الوصي.
وهنا متعلق المصداق ليس اخذ بالترتيب التسلسل الزماني والحدثي . بل ما سوف يحصل من وعد الكرة في الرجعة لاحقا - فانتبه -
*********************
وهنا ادناه لم يصل الينا تعليق من مقام المعصوم ع ولكن نفسره بالسياق :
7- إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا
وهنا متعلق القول لبني أميّة خلال سيرتهم بعد ان سلّط عليهم العباد الذين جاسوا خلال ديارهم ونكذلوا بهم ( العباسيين )
8- فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا
وهنا متعلق القول بني اسرائيل وما يربطه بالمصداق هو تحالف بني امية مع بني اسرائيل واشتراكهم بالخط المعادي لخط السماء وبالتالي مواجهة نفس المصير لاحقا بالوعد الاخر الذي سيكون خاتمتهم به
********************
9- (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ ) أي ينصركم على عدوكم
وهنا لعل الارجح متعلق القول هم المؤمنون الذين سيرحمهم الله وينصرهم على الاعداء
10- (( وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا )) ثم خاطب بني امية فقال: ( وان عدتم عدنا) يعني عدتم بالسفياني عدنا بالقائم من ال محمد عليه السلام
وهنا واضحة المقصد والمصداق كما بينه المعصوم - وهو بني امية وخبثهم وعدائهم لخط السماء وال البيت ع . وبعد انتكاستهم الاولى في الوعد الاول الذي ازهق دولتهم وملكهم . لم يعتبروا ويتقوا وسوف يعودون في اخر الزمان بالسفياني الملعون ويعود الله عليهم بالامام المهدي الذي يقضي عليه وعلى بني اسرائيل الذين محلهم من الايات ظاهرا وباطنا - حقيقتا ومصداقا .
11- ((وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا )) أي حبساً يحصرون فيها .
بارك الله بك مولانا الباحث الطائي على هذا الموضوع و الشرح الوافي
كان تفسير هذه الآيات فيما مضى يسبب لي الارتباك و الحيرة , فكلما امر على مقال او موضوع يتطرق الى تفسير هذه الآيات أجد تفسيرا مغايرا عما كنت أعتقده عما قبل و أتهم نفسي بالنقص و سوء الفهم الى ان ادركت ان هناك اختلاف في التفسير من الاساس عند الكثير.
و موضوعك هذا اضاف شيئا جديدا و له اساس في تفسير الميزان كما تطرقت سابقا.
و اما عن زوال اسرائيل فهذه حقيقة ووعد الهي و لا نرى ملامحها الآن الا و فقط في المقاومة من حزب الله و صمود اهل غزة و الدعم الايراني.
كل المتكلمين عن تخطيطهم لزوال اسرائيل بصدق نيه مثل جمال عبدالناصر أو المتاجرين بالقضية الفلسطينية لم نرى منهم الا الهزائم و ما أسسوا عليه كان مصيره في النهاية الانقلاب على القضية الفلسطينية و التحالف مع الماسونية الصهيونية. و السبب عدم وجود العقيدة الصحيحة و من ضمنها الايمان بالمهدوية.
و لم نسمع آية الله الخميني أو السيد حسن نصر الله الذي حقق انتصارات لاول مرة على اسرائيل و غيرهم ممن يؤمنون بالقضية المهدوية بأنهم سيحررون القدس بأنفسهم. هذا لانهم يؤمنون بأن المحرر هو المهدي عليه السلام و لذلك فهم يؤسسون لهذا اليوم الموعود.