***
محمد بن يعقوب: عن عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم عن عبد الله بن القسم البطل عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: ((وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين )) قال: قتل علي بن ابي طالب وطعن الحسن عليهما السلام *((ولتعلن علوا كبيرا) : قتل الحسين عليه السلام *((فاذا جاء وعد اولاهما) فاذا جاء نصر دم الحسين عليه السلام قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم عليه السلام فلا يدعون وتراً لال محمد الا قتلوه *((وكان وعدا مفعولاً) خروج القائم عليه السلام *((ثم رددنا لكم الكرة عليهم) خروج الحسين عليه السلام في سبعين من اصحابه عليهم(الـ) بيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدون الى الناس ان هذا الحسين عليه السلام قد خرج(حتى) لا يشك المؤمنون(فيه) وانه ليس بدجال ولا شيطان والحجة القائم عليه السلام بين اظهركم فاذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين انه الحسين عليه السلام جاء الحجة الموت فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته الحسين(بن علي) عليهما السلام ولا يلي الوصي الا الوصي.
ابو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه: في كامل الزيارات قال: حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز قال: حدثني محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن موسى بن سعدان الحناط عن عبد الله بن قاسم الحضرمي عن صالح بن سهل عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل ((وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين )) قال: قتل امير المؤمنين عليه السلام وطعن الحسن بن علي عليه السلام *((ولتعلن علوا كبيرا) قال: قتل الحسين بن علي عليهما السلام ((فاذا جاء وعد اولاهما)) قال: اذا جاء نصر الله والحسين عليه السلام *((بعثنا عليهم عبادا لنا اولى باس شديد فجاسوا خلال الديار))*قوما يبعثهم الله قبل قيام القائم عليه السلام لا يدعون وترا لال محمد الا اخذوه *((وكان وعدا مفعولاً))*
عنه: قال حدثني محمد بن جعفر الكوفي الرزاز عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن موسى بن سعدان (عن أبي عبد الله عن القاسم) الحضرمي عن صالح بن سهل عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: ((وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين )) قال: قتل علي عليه السلام وطعن الحسن عليه السلام *((ولتعلن علوا كبيرا) قال قتل الحسين عليه السلام.(5)*
العياشي: باسناده عن صالح بن سهل عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله: ((وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين )) قتل علي وطعن الحسن عليهما السلام *((ولتعلن علوا كبيرا)) قتل الحسين ((فاذا جاء وعد اوليهما)) فاذا جاء نصر دم الحسين عليه السلام ((بعثنا عليهم عبادا لنا اولى باس شديد فجاسوا خلال الديار)) قوم يبعثهم*الله قبل خروج القائم عليه السلام لا يدعون وترا لال محمد عليهم السلام الا(ا) حرقوه وكان وعدا مفعولا (قبل) قيام القائم عليه السلام ((ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا )) خروج الحسين عليه السلام في الكرة في سبعين رجلا من اصحابه الين قتلوا معه عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدي الى الناس ان الحسين قد خرج في اصحابه حتى لا يشك فيه المؤمنون وانه ليس بدجال ولا شيطان الا ان الامام الذي بين اظهر الناس يومئذ فاذا استقر عند المؤمن انه الحسين عليه السلام لا يشكون فيه وبلغ عن الحسين الحجة القائم عليهما السلام بين(اظهر) الناس وصدقه المؤمنون بذلك جاء الحجة الموت فيكون الذي غسله وكفنه وحنطه وايلاجه(في) حفرته الحسين ولا يلي الوصي الا الوصي وزاد ابراهيم (في حديثه) ثم يملكهم الحسين حتى يقع حاجباه على عينيه.*
عنه: باسناده عن حمران عن ابي جعفر عليه السلام(قال): كان يقول(يقرأ) ((بعثنا عليهم عبادا لنا اولى باس شدي )) ثم قال هو القائم واصحابه اولي باس شديد.*
**************** انتهى النقل *****************
اقول : الاية القرآنية وتفسيرها / تأويلها كما وصل الينا مما افاضه واخرجه الينا المعصومين ع فيه تبيان وحقائق مهمة كثيرة نعرض عليها بأذن الله وتوفيقه
الحقيقة التأويلية الاولى :
(وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ) قال: قتل علي بن ابي طالب وطعن الحسن عليهما السلام *((ولتعلن علوا كبيرا) : قتل الحسين عليه السلام *.
هنا خلاف ما فسره ويراه كثير من المفسرين لظاهر القرآن ، وباحثي القضية المهدوية فيما يتعلق باليهود وما سيجري عليهم.
حيث يتين وكما أوّوله وفسره المعصوم أن متعلق " لتفسدن في الارض مرتين " هو قتل الامام علي ع ، وطعن الحسن ع (1) . وهاتين الحادثتين بحسب تأويل الامام ع تبين رجوعها وتدبيرها لليهود / بني اسرائيل ، وإن كان ظاهر الفعل قد قام به غيرهم كالخوارج والاعداء المتخفين بين صفوف المسلمين.*
وهو بالعموم كشف مهم للتاريخ والحقيقة ينصّها القرآن ويخرجها المعصوم ع من مخبأ باطنه ، ولقد صدق القرآن لما وصّفهم بقوله ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُو ) . فتأمل
وأما متعلق قوله( ولتعلُونّ علواً كبيرا ) ، فهو قتل الحسين ع ، وهنا استظهار لحقيقة اخرى تبين انّ اليهود لهم يد وتدبير وراء حادثة قتل الحسين ع وما جرى في كربلاء وإن كشف التاريخ ما فعله بني أمية من ال بني سفيان في عهد يزيد الملعون.
الى هنا انتهى تأويل وتفسير ما يتعلق بفساد بني اسرائيل في الارض مرتين ، وعلوّهم علوّاً كبيرا. والى هنا تبين لنا قد انقضى تأويله مما سبق وليس مما يعتقد العبض أنّه آتٍ ، فأحفظ هذا !
***************
الحقيقة التاويلية الثانية
وهي مرحلة الوعدين ، التي وعد القران بهما بني اسرائيل بعد افسادهم في الارض مرتين كما تبين ، وعلّوهم علوّاً كبيرا باشتراكهم/ تدبيرهم قتل الحسين ع .
الوعــد الاول :
(فاذا جاء وعد اولاهما) فاذا جاء نصر دم الحسين عليه السلام ،*
وهذا كما يظهر لنا - ونفهمه هنا أنّهُ قبيل القيام/ الخروج او عند بداياته الاولى كأن تكون عند فترة الظهور او قبيلها كما يستشعر من صيغة التوصيف. ثم يفسر الامام ع هذا الامر وكيفيته بالتالي: *((بعثنا عليهم عبادا لنا اولى باس شديد فجاسوا خلال الديار))* قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم عليه السلام فلا يدعون وتراً لال محمد الا قتلوه *.
وقول الامام ع( يبعثهم قبل خروج القائم) = كما قلنا ونعيد ، خروجه المعلوم في الروايات والذي سيكون كما ورد في العاشر من محرم سنة القيام/ الخروج وستكون منمكة المكرمة.
وهذا يعني ان الوعد الإلهي الاول سيتحقق باذن الله قبل هذا التاريخ اي قبل القيام ، وامف تحديده بالدقة ومن يقوم به فهذا نوكله لاحقا اذا وقفنا عليه بما يساعد من الروايات والادلة والقرائن
ولكن تبقى البشرى والوعد القرآني ثابته اذا صح ما نقول ونبين من هذه الحقائق التي نعرضها لعله اول مرة في التفسير البحثي لهذه الحيثية.
ويؤكد المعصوم ذالك بتفسيره وتاويله لقوله تعالى *((وكان وعدا مفعولاً)) هو خروج القائم عليه السلام ، او: وكان وعدا ومفعولا (قبل) قيام القائم عليه السلام . فتأمل جيدا هنا. !!!
الوعــد الثــاني :
*((ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا)) ، وهنا كما يؤوله الامام ويرجعه الى حقيقة مفهوم الرجعة والتي هي متواترة بعنوانهف ومفهومها في تراثنا المهدوي وتبشر بعهد الازدهار بعد الكرة/ الرجعة وكما يفسره الامام ع بما لا يحتاج مزيد : خروج الحسين عليه السلام في الكرة في سبعين رجلا من اصحابه الين قتلوا معه عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدي الى الناس ان الحسين قد خرج في اصحابه حتى لا يشك فيه المؤمنون وانه ليس بدجال ولا شيطان الا ان الامام الذي بين اظهر الناس يومئذ فاذا استقر عند المؤمن انه الحسين عليه السلام لا يشكون فيه وبلغ عن الحسين الحجة القائم عليهما السلام بين(اظهر) الناس وصدقه المؤمنون بذلك جاء الحجة الموت فيكون الذي غسله وكفنه وحنطه وايلاجه(في) حفرته الحسين ولا يلي الوصي الا الوصي وزاد ابراهيم (في حديثه) ثم يملكهم الحسين حتى يقع حاجباه على عينيه.:
الى هنا نستطيع بحدود هذا التاويل من مقام المعصوم وما اجريناه من توضيح له ان نقول اننا ان شاء الله سنشهد تحقق نبوئة قرآنية قبيل قيام/ خروج قائم ال البيت ع
فاذا اضفنا لهذا فرضية عصر الظهور التي نعيش ونتابع احداثها الممكنة ، فسيكون منطق تحقق النبوئة اقرب كثيرا زمانيا
هذا مقدار علمنا اذا وفقنا الله واصبنا الحق والله اعلم
الباحث الطائي
------------------------------------
(1) : نعتقد متعلقه ما يلي ، تعرض الإمام الحسن (ع) إلى عمليات اغتيال من قبل عناصر جيشه ، فجاءه مرة واحد من بني أسد - الحراح بن سنان - وأخذ بلجام بغلته ، وطعن الإمام في فخذه فاعتنقه الإمام وخرا إلى الأرض . حتى انبرى له عبد الله بن حنظل الطائي ، فأخذ منه (المغول) وطعنه به . وطعن مرة أخرى في أثناء الصلاة .
بارك الله فيك استاذنا الطائي وجعل ذلك في ميزان حسناتك
كل يوم نعرف اكثر ان هناك مؤامرة خبيثة وشراكة بين اصحاب السقيفة واصحاب الصحيفة
ضد ال محمد
فلا حول ولا قوة الا بالله والفرج قريب ان شاء الله
يطلق لفظ الوتر ويراد منه الظلامة في الدم ، وعليه مثلا : فإنَّ وصف الإمام الحسين (ع) بالوتر مبنيٌّ على حذف المضاف، فالحسين وتر أي انَّه صاحب الوتر وانَّه صاحب الظلامة، وإنما حُذف المضاف لغرض التعبير عن انَّ الظلامة التي وقعت على الحسين (ع) بلغت حدًا حتى كأنَّه صار عين الظلامة وذلك لفظاعة ما كان قد وقع عليه من ظلم.
وعليه: الرواية تقول ( فلا يدعون وتراً لال محمد الا قتلوه)
اي بمعنى لا يَدعون ظالماً لآل محمد الا قتلوه.
علي بن ابراهيم: في تفسيره المنسوب الى الصادق عليه السلام قال: ((عسى ربكم ان يرحمكم )) أي ينصركم على عدوكم ثم خاطب بني امية فقال: ((وان عدتم عدنا)) يعني عدتم بالسفياني عدنا بالقائم من ال محمد عليه السلام *((وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا )) أي حبساً يحصرون فيها .
اقـــــول : كنا قد انتهينا سابقا الى قوله تعالى( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا )
وبينا هناك مما وصل من فهم التاويل ، أنّ بني اسرائيل بعد افسادهم مرتين في الارض ( قتل علي ع ، وطعن الحسن ع)
قد استحقّ عليهم الوعد الاول وهو ( فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ*)
هنا وبعد هذا التاديب الإلهي والعقوبة على بني اسرائيل ، والتي هي قبل القيام للقائم ع ، تاتي المرحلة التالية :
( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا )
ولكن يظهر أن بني اسرائيل سوف لن يعتبروا مما جرى عليهم ويستمروا في المكر والعداء والعناد لخط السماء.
فيدخل عليهم مرحلة وعد الآخرة وهو : ( فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا ) .
ومرحلة وعد الآخرة هي ستكون بقيادة الامام الحجة ع بعد قيامه / خروجه ، وهنا يظهر جلياً التعاون والتحالف المشترك بين الخط الاسلامي المنحرف بقيادة السفيانييين والسفياني مع بني اسرائيل ( اشد الناس عداوة للذين آمنوا) ويربطه بنفس مصير (وعد الاخرة ) والذي فيه سيكون القضاء على السفياني واستاصال شر بني اسرائيل وفتح القدس / فلسطين.
لذالك بين الامام ع في تفسيره لـ ( وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ) ، يعني عدتم بالسفياني ( مخاطبا بني أميّة) ، عدنا بالقائم من ال محمد عليه السلام *.
وهنا سيكون محل ومرحلة ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ) والتي فسرها الامام بكرّة / رجعة الحسين ع واصحابه ، هي مرحلة متاخرة زمانيا الى ما بعد القيام للقائم ع وبدايات دولته بعد فتح القدس على الاقل ، رغم انها ذكرت في الاية في محل متقدم ظاهر على بعض الاحداث ، فتامل
وكذالك يتبين منه أنّه خلاف ما فهمه البعض من المفسرين والباحثين من أنّ متعلقه اليهود ، لان اليهود عددهم قليل يبلغ بضع ملايين الان ومن قبل وكذالك لعله وقت استحقاق تاويل الايات في وقت الظهو ر ومن ثم القيام وما سوف يجري عليهم ، فهم من الصعب تصورهم سيكونون اكثر عددا من المسلمين منطقيا ، وكذالك تفسيريا كما بينه الامام ع
بل ان متعلقه شعب الامام الحجة ع من المؤمنين في دولته التي سوف تكون اكثر عددا من كل ما كان عليه تعداد العالم واكثر اموالا وبنيناً بما سيفتح الله عليهم من بركات الارض والسماء ، فتأمل
لذالك نقول في ختام هذا الطرح
فانتظر انهم منتظرون
والله اعلم
الباحث الطائي
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 26-08-2014 الساعة 01:52 AM.
وصل الينا استشكال \ استفهام من احد الاخوة الكرام - نعرضه ونجاوب عليه للفائدة . وكما يلي :
الاخ الباحث الطائي
بغض النظر عن الروايات وتاويلها والبعض التي ورد فيها ( عدة من اصحابنا ) من هم هؤلاء ثقة ام ليسوا بثقة
هذا من غريب تفسير القران الكريم حيث انني تتبعت الموضوع ولم اجد علماءنا المعاصرين والمتخصصين منهم يذهب الى هذا التاويل واليك كتاب عصر الظهور للشيخ الكوراني ومايقول عن هذه الاية
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِى الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ في الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا .
أي حكمنا في القضاء المبرم في التوراة الذي أنزلنا عليهم أنكم سوف تنحرفون عن الصراط المستقيم ، وتفسدون في المجتمع مرتين ، كما أنكم سوف تستكبرون على الآخرين وتعلون عليهم علواً كبيراً
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِى بَأْسٍ شَدِيدٍ ..
فإذا جاء وقت عقوبتكم على إفسادكم الأول ، أرسلنا عليكم عباداً منسوبين إلينا ، أصحاب بطش ومكروه ينزلونه بكم .
فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا ..
وهو كناية عن سهولة الفتح الأول لفلسطين على يد المسلمين ، وأن جنود المسلمين تجولوا خلال بيوتكم يتعقبون بقايا مقاتليكم ، وكان ذلك وعداً قطعياً حاصلاً .
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا .
ثم أعدنا لكم الغلبة على هؤلاء المسلمين الذين بعثناكم عليكم . وأعطيناكم أموالاً وأولاداً، وجعلناكم أكثر منهم أنصاراً في العالم يستنفرون لكم ضدهم .
إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا..
ثم يستمر وضعكم على هذه الحال فترة من الزمن ، لابد ان تكون مستبطنة في الآية ، فإن تبتم وعملتم خيراً بما أعطيناكم من أموال وأولاد فهو خير لأنفسكم ، وإن أسأتم وطغيتم وعلوتم فهو لكم أيضاً .
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا .
ولكنكم سوف تُسيؤون ولاتحسنون فنمهلكم ، حتى إذا جاء وقت العقوبة على إفسادكم الثاني سلطنا عليكم نفس العباد المنسوبين إلينا بأشد من المرة الأولى ، فأنزلوا بكم مكروهاً يسوء وجوهكم ، ودخلوا المسجد الأقصى فاتحين كما دخلوه عندما جاسوا خلال دياركم في المرة الأولى . ثم يسحقون علوكم وإفسادكم سحقاً .
عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَ إِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَ جَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا
لعل الله أن يرحمكم بعد هذه العقوبة الثانية بالهداية . وإن عدتم إلى إفسادكم بعد العقوبة الثانية ، عدنا إلى معاقبتكم ، وحصرناكم عن ذلك في الدنيا ، ثم جعلنا لكم جهنم حبساً وحصراً في الآخرة .
&&&
والنتيجة الأولى من الآيات الكريمة: أن تاريخ اليهود من بعد موسى عليه السلام إلى آخر حياتهم يتلخص بأنهم يفسدون في المجتمع في المرة الأولى ، حتى إذا جاء وقت عقوبتهم على ذلك بعث الله تعالى عليهم قوماً فيغلبونهم بسهولة.
ثم يجعل الله تعالى الغلبة لليهود على أولئك القوم لحِكَمٍ ومصالح ، ويعطي اليهود أموالاً وأولاداً ويجعلهم أكثر أنصاراً منهم في العالم .
ولكن اليهود لايستفيدون من أموالهم وأنصارهم بل يسيئون ويفسدون للمرة الثانية ، وفي هذه المرة يضيفون إلى إفسادهم العلو ، فيستكبرون ويعلون على الناس كثيراً .
فإذا جاء وعد عقوبتهم على ذلك سلط الله عليهم نفس أولئك القوم مرة ثانية فأنزلوا بهم عقاباً أشد من العقاب الأول على ثلاث مراحل .
&&&
والنتيجة الثانية: أن القوم الذين يبعثهم الله عليهم في المرة الأولى يغلبونهم بسهولة ويدخلون المسجد الأقصى ، ويتعقبون مقاتليهم في بيوتهم (فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ) ويُنهون قوتهم العسكرية .
ثم يرسلهم الله عليهم ثانيةً على رغم غلبة اليهود عليهم وكثرة أنصارهم ضدهم ، فينزلون بهم العقوبة على ثلاث مراحل ، حيث يوجهون إليهم أولاً ضربات تسوء وجوههم ، ثم يدخلون المسجد فاتحين كما دخلوه أول مرة ، ثم يسحقون علوهم على الشعوب سحقاً . كما تدل عليه اللام في قوله تعالى: (لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ ) وفي قوله تعالى: (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ....وَلِيُتَبِّرُوا..) .
والسؤال الأساسي الذي طرحه المفسرون: هل أن هذين الإفسادين- اللذين يرافق أحدهما علو كبير- قد مضيا ، ووقعت العقوبتان الموعودتان عليهما ، أم لا؟
فقال بعضهم: إنهما مضيا ووقعت العقوبة على الإفساد الأول على يد نبوخذ نصر ، وعلى الإفساد الثاني على يد تيطس الروماني .
وقال بعضهم: لم تقع العقوبتان بعد .
والرأي الصحيح: أن العقوبة الأولى على إفسادهم الأول وقعت في صدر الإسلام على يد المسلمين ، ثم رد الله الكرة لليهود على المسلمين عندما ابتعد المسلمون عن الإسلام ، وأن اليهود أفسدوا مرة ثانية وعلوا في الأرض، وستكون على أيدي المسلمين أيضاً ، عندما يعودون إلى رشدهم مجدداً .
وبهذا التفسير وردت الأحاديث الشريفة عن الأئمة عليهم السلام ، فقد فسرت هؤلاء القوم الذين سيبعثهم الله تعالى على اليهود في المرة الثانية بأنهم المهدي عليه السلام وأصحابه، وبأنهم أهل قم، وأنهم قوم يبعثهم الله تعالى قبل ظهور القائم عليه السلام .
ففي تفسير العياشي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال بعد أن قرأ قوله تعالى: (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ): هو القائم وأصحابه ، أولو بأس شديد) .
وفي تفسير نور الثقلين عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال في تفسيرها: ( قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم ، فلا يدعون وتراً لآل محمد صلى الله عليه وآله إلا قتلوه ) .
وفي بحار الأنوار:60/216عن الإمام الصادق عليه السلام ( أنه قرأ هذه الآية.. فقلنا: جعلنا فداك من هؤلاء ؟ فقال ثلاث مرات: هم والله أهل قم ، هم والله أهل قم ، هم والله أهل قم) .
والروايات الثلاث متفقة في المقصود ولاتعارض بينها ، لأن أهل قم بمعنى شيعة أنصار المهدي عليه السلام من إيران الذين ورد أنهم ينهضون معه وينصرونه .
ويبدو أن مقاومة اليهود من أتباع المهدي عليه السلام تكون على مراحل حتى يظهر المهدي عليه السلام فيكون القضاء النهائي على اليهود بقيادته وعلى يده أرواحنا فداه
ومما يدل على أن العقوبة الثانية الموعودة لليهود ستكون على أيدي المسلمين، أن القوم الذين وعد الله تعالى أن يبعثهم عليهم في المرتين أمة واحدة ، والصفات التي ذكرت لهم ، وصفات حربهم لليهود لاتنطبق إلا على المسلمين .
فملوك المصريين والبابليين واليونان والفرس والروم وغيرهم ، ممن تسلط على اليهود لايوصفون بأنهم(عباداً لنا) ، ولاحدث أنْ غلبهم اليهود بعد العقوبة الأولى ، كما ذكرت الآيات الشريفة .
بينما غلَبَ اليهودُ المسلمين بعد عقوبتهم بأيديهم في صدر الإسلام ، وأمدَّ الله اليهود بأموال وبنين وجعلهم أكثر منا أنصاراً في العالم ، ونفيراً بمساعدة الدول الكبرى . وهاهم يفسدون في الأرض ويستعلون علينا وعلى الشعوب . وهاهم مجاهدونا بدؤوا يوجهون إليهم ضربات تسئ وجوههم .
ومما يدل على ذلك أيضاً أن مراجعة تاريخ اليهود من بعد موسى عليه السلام تدل على أنهم قد تحقق منهم الإفساد في تاريخهم وحاضرهم ، ولكن علوهم الموعود لم يتحقق على أيِّ شعب إلا في عصرنا الحاضر ، فهو العلو الوحيد الموعود ، الذي تأتي على أثره العقوبة الموعودة بتتبيرهم !
اما ماذهبت اليه من قتل اليهود للائمة ع فيحتاج الى دليل يسند ما ظننت به لاننا نعرف جيدا كيف انبثقت الخوارج وكيف تامرت على قتل الامام ع ونعرف جيدا كيف كاتب اهل الكوفة الامام الحسين ع وانقلبوا عليه ووووو
نعم تخطيط بني امية وفكرهم للقضاء على الاسلام يشابه فكر اليهود هذا صحيح وواضح والاهداف مشتركة .
****** انتهى ******
- وكان جوابنا التالي -
بسمه تعالى
السلام عليكم ،
واهلا بكم
اقتبس من مشاركتكم الكريمة لو تسمحون ، اولا :
( بغض النظر عن الروايات وتاويلها والبعض التي ورد فيها ( عدة من اصحابنا ) من هم هؤلاء ثقة ام ليسوا بثقة*
هذا من غريب تفسير القران الكريم حيث انني تتبعت الموضوع ولم اجد علماءنا المعاصرين والمتخصصين منهم يذهب الى هذا التاويل . )
*
*
واقـــول : مقدماً نحيطكم علماً وتوضيحاً - هذا الطرح نعرضه على اساس العلم / الفهم التأويلي ، والذي مصدره قول المعصوم ع بما استظهره من القرآن
والذي اجريناه هو عرض بيانه وتوضيح وتفسير وربط ما يمكن لفهم الاحداث على الاساس التأويلي . وليس على الاساس البحثي المتعارف من الروايات وادلتها وتحليلها.
ونقطة مهمة ايضا نحتاج توضيحها بالعموم للاخوة فيما يخص مراتب العلم الباطن او تأويل الظاهر ، وهي انه وكما وصل الينا أن للقران ظاهر وباطن ، وهذا الباطن له بطون تصل الى سبعة ولربما اكثر. ولا يمنع مرتبة او بطن منها ولا يتعارض مع المرتبة التي تحتها او فوقها لان الحقائق تظهر وتكون في كل مرتبة وجودية بصورة معينة تناسب نشأتها.
ونفس الحال في مراتب التاويل فللظاهر مرتبة ولعل هناك مرتبة تاويلية اخرى له ، هذا بالعموم حسب سابق اطلاعي.
وبعض الامثلة على ذالك ما يلي :
*عبد الله بن سنان عن ذُريح المحاربي قال: قلت لأبي عبدالله الصادق عليه السلام: إنّ الله أمرني في كتابه بأمر، فأحبّ أن أعمله، قال: وما ذاك؟*
قلت: قول الله عزّ وجلّ: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) قال: (لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) لقاء الإمام، (وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) تلك المناسك.
قال عبد الله بن سنان: فأتيت أبا عبد الله الصادق عليه السلام فقلت: جُعلت فداك، قول الله عزّ وجلّ: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) قال: أخذ الشارب وقصّ الأظفار وما أشبه ذلك.
قال: قلت: جُعلت فداك إنّ ذريح المحازي حدّثني عنك بأنّك قلت له: (لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) لقاء الإمام ... فقال: صدق ذريح وصدقتُ. إنّ للقرآن ظاهراً وباطناً، ومن يحتمل ما يحتمل ذريح)
عن جابر قال: سألت أبا جعفر الباقر عليه السلام عن شيء في تفسير القرآن، فأجابني، ثمّ سألته ثانياً فأجابني بجواب آخر، فقلت: جُعلت فداك كنت أجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم؟ فقال عليه السلام لي: ياجابر إنّ للقرآن بطناً، وللبطن بطن، وله ظهر وللظهر ظهر، ياجابر وليس شيءٌ أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن .
لذالك اذا تأملنا هذا بالعموم ، فلا يوجد غرابة وتعجب اخي الكريم ومن يتابع ويطلع معنا.
وما ذهب اليه علمائنا الباحثين كالشيخ الكوراني حفظه الله او غيره والذي نورتنا وافدتنا بما نقلته عنه ، لا يتعارض ولا يتساقط مع بعضه البعض والفهم التأويلي
لاسباب
1- ان الطرح التفسيري للروايات والعلمي في تحليلها للشيخ الكواراني محل المثال لا الحصر هنا ، قدّم الفهم الممكن مما استحصله من الروايات واحداث قضية بني اسرائيل وما جرى وسيجري عليهم ، وهنا تقييم دقته وصحته متردد بين نوع الادلة التي منها مؤكد وصحيح فما دون وما يمكن من افتراض احتمالات ممكنة لتفسير بعض الغوامض ( كمرحلة الوعد الاول على بني اسرائيل وارسال الله عباداً له عليهم جاسوا خلال الديار) ، والتي هي مختلف عليها بين الباحثين ولا دليل يقيني عليها ولو افترضنا تحققها يبقى اسقاطها فيه شبهة.
2- ان التفسير/ الفهم التأويلي او الباطني الذي ذكره الامام ع لا يتعارض بمصير ما جرى وسيجري على بني اسرائيل ( وكما سنبينه لكم ) بل اعطى تفسير اخر للظاهر دون نفيها.
ولتوضيح ذالك اكثر ، لمّا يؤوّل الامام مثلا قوله تعالى( لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ) بمعنى : قتل علي بن ابي طالب وطعن الحسن عليهما السلام . ويؤوّل قوله تعالى( وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِير ) بمعنى: قتل الحسين عليه السلام*.
فهذا والفهم التاويلي/ الباطني لا ينفي ويمنع الفهم الظاهري كما نعلم. فكل معنى له حقيقته ومصداقها بحسب مراتب العلم في القران ،
وسواء اخذ به الباحث والمفسر او لا فهذا لا يغير الحق والحقيقة ، الا اذا كان هناك تعارض جوهري يتنافى والاخذ بالاثنين او يعارض حقيقة قرآنية ، وحيث هذا لم يكن فلا اشكال هنا عليه ، والاشكال يعود على المتلقي والذي نبه عنه المعصوم ع بقوله ( وليس شيءٌ أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن...) .
بقي ما يمكن الاعتراض عليه من تفسير بعض الحوادث التاريخية بما أوّله المعصوم ع وكما ذكره شيخنا المبارك الشاطي كما في الاقتباس التالي :
( اما ماذهبت اليه من قتل اليهود للائمة ع فيحتاج الى دليل يسند ما ظننت به لاننا نعرف جيدا كيف انبثقت الخوارج وكيف تامرت على قتل الامام ع ونعرف جيدا كيف كاتب اهل الكوفة الامام الحسين ع وانقلبوا عليه ووووو
نعم تخطيط بني امية وفكرهم للقضاء على الاسلام يشابه فكر اليهود هذا صحيح وواضح والاهداف مشتركة )
اقــــول :
* لا احتاج ولا مضطر الى تقديم دليل على تفسير تأويلي / باطني يصدر من مقام المعصوم ع !
1- لانه شيخنا ومن يتابع معنا ، نحن بصدد علم باطني لا يصل اليه الا الراسخون في العلم ، ولست انا من ادّعيه لكي اطالب بالدليل !
2- ثم هل هناك علم يقيني وصل اليكم من مقام المعصوم ع ينفي قطعا أن لا يكون لليهود دورا او يدا فيما جرى من ذكر الحادثتين !
( بل لعل بعض القرائن وكما وصل الى اطلاعي في قضية الحسين ع ، تبين أنّه كان ليزيد بن معاوية الملعون مستشارين من الروم اذا لم اخطأ , وقد اشاروا اليه بما أجرى من كارثة واقعة كربلاء ، واترك هذا لتدقيقكم اكثر ، وفي كل الاحوال لا يغير من اصل المطلب حتى بنفي هذا الخبر ) .
3- مع ملاحظة انه لا يمكن رد كلام المعصوم ع بالنفي القطعي ، الا اذا تعارض مع القران او صريح السنة القطعية ، وحيث انه لم يحصل فلا يرد ولكن يبقى تقبله وقبوله محكوم بعوامل متعددة كالفهم المطلوب والواقع المشهود الذي سوف يكشف حقيقة مقصده !
********
نرجع معكم لما قلنا سنزيد توضيحه وهو النقطة الثانية اعلاه :
( ان التفسير/ الفهم التأويلي او الباطني الذي ذكره الامام ع لا يتعارض بمصير ما جرى وسيجري على بني اسرائيل ) .
ذالك أنّ هناك وعدين ذكرتها الاية الكريمة ستجري على بني اسرائيل
وعد الثانية : (فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الاَخِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍ وَلِيُتَبّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً )
وهنا سواء تم تفسيره كما ذهب الاغلبية من الباحثين او على الاساس التأويلي للمعصوم ع ، فهو يفسر بنفس الشيء ، وهو تحقق ذالك بقيادة الامام الحجة ع واصحابه بعد خروجه/ قيامه في اخر الزمان. فتامل
وعد الاولى: ( فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مفعولا )
وهنا اختلف المفسرين ( وكما نقله الاخ الكريم اعلاه ) في دقت اسقاطه ولكن بعضهم رجح ذالك الى وقت صدر الاسلام . ولا دليل يقيني !
بينما الفهم والتفسير التأويلي للمعصوم ع يرجعه الى قبل قيام القائم ع كما في تعبيره ( قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم عليه السلام فلا يدعون وتراً لال محمد الا قتلوه ) ، وكما ترى لم يؤرخ ذالك بالقطع ولكن اعطى الحد ، وهو قبل قيام القائم عليه السلام ، وهنا الزمن مفتوح ولكن نستشعر منه القرب اكثر منه البعد الزماني البعيد جدا بلا قطع يقيني ايضا.
وبالمحصلة سيكون الوعد الاول وبالتفسيرين الظاهري الاستنتاجي للباحثين او التأويلي للمعصوم ع لا يتعارضان/ يتنافيان اذا اجري عليهما الفهم والتقييم العلمي الصحيح.
ارجوا ان يفيد هذا في توضيح بعض الاستشكالات ، وهو بالعموم وكما قلنا بحث / طرح على الاساس التأويلي الذي وصلنا وبحدود ادلته وفهمه .
وفي خدمتكم لاي شبهة او استشكال او سؤال اخر - لان استشكالات الاخوان قُـرّة عيني . واسئلتهم تنير دربي , وتزيد في تدقيقي ومن ثَمّ فهمي .
ورد الينا سؤال اخر بخصوص الطرح نعرضه لكم مع جوابه للفائدة
***********************
الاخ الباحث الطائي
لكي يكون كلامنا مستندا الى دليل وبرهان يدل على ان الروايات هي بصدد التاويل الباطني لهذه الايات اطلب منك متكرما ان تتحقق لي عن صحة هذه الروايات وانه لايوجد لها معارضا لامن القران الكريم ولا السنة النبوية القطعية
مع فائق شكري وتقديري
********************
- الجواب -
بسمة تعالى
سماحة الاخ الكريم باركه الله
اقتبس مشاركتكم ادناه :
( لكي يكون كلامنا مستندا الى دليل وبرهان يدل على ان الروايات هي بصدد التاويل الباطني لهذه الايات اطلب منك متكرما ان تتحقق لي عن صحة هذه الروايات وانه لايوجد لها معارضا لامن القران الكريم ولا السنة النبوية القطعية
مع فائق شكري وتقديري )
الاولى :
1- سوف نحاول التدقيق اكثر من خلال البحث . لتلبية المطلب الذي اشرتم اليه . وهو سيكون داعم
ولا يكون في ارجح الاحوال ناقم . لما علمتم من اشتراك \ تساوي نتائجه في مصير بني اسرائيل
الثانية :
1- قولكم : ( لكي يكون كلامنا مستندا الى دليل وبرهان يدل على ان الروايات هي بصدد التاويل الباطني لهذه الايات )
نقول : أنّــهُ نحن نطلب من جنابكم التدقيق . والدليل على خلافه - قبل نقضه او حتى اتلافه .
ذالك لانه لو ترجعون لكتب التفاسير بخصوص هذه الايات المباركة لتجدون المفسرون اكثرهم ولا اقول كلهم بالاطلاق لعدم شمول اطلاعي . يفسرون هذه الروايات على غير ما جاء من تفسير الامام المعصوم ع الذي اوردناه محل الطرح !
ولعله يكفيك مؤنة الاطلاع على تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي وتفسيره لهذه الايات . حيث اجرى التفسير اولا ظاهريا خلافا لما اورده المعصوم ع
ثم بعد ذالك وفي البحث الروائي يذكر الاتي :
و في تفسير البرهان، عن ابن قولويه بإسناده عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله (عليه السلام): في قول الله عز و جل: «و قضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين» قال: قتل أمير المؤمنين و طعن الحسن بن علي (عليهما السلام) «و لتعلن علوا كبيرا» قال: قتل الحسين (عليه السلام) «فإذا جاء وعد أولاهما» قال: إذا جاء نصر الحسين «بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد - فجاسوا خلال الديار» قوم يبعثهم الله قبل قيام القائم لا يدعون لآل محمد وترا إلا أخذوه «و كان وعدا مفعولا».
أقول: و في معناها روايات أخرى و هي مسوقة لتطبيق ما يجري في هذه الأمة من الحوادث على ما جرى منها في بني إسرائيل تصديقا لما تواتر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الأمة ستركب ما ركبته بنو إسرائيل حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخله هؤلاء، و ليست الروايات واردة في تفسير الآيات، و من شواهد ذلك اختلاف ما فيها من التطبيق.
و أما أصل القصة التي تتضمنها الآيات الكريمة فقد اختلفت الروايات فيها اختلافا عجيبا يسلب عنها التعويل، و لذلك تركنا إيرادها هاهنا من أرادها فليراجع جوامع الحديث من العامة و الخاصة.
و قد نزل على بني إسرائيل منذ استقلوا بالملك و السؤدد نوازل هامة كثيرة فوق اثنتين - على ما يضبطه تاريخهم - يمكن أن ينطبق ما تضمنته هذه الآيات على اثنتين منها لكن الذي هو كالمسلم عندهم أن إحدى هاتين النكايتين اللتين تشير إليهما الآيات هي ما جرى عليهم بيد بخت نصر نبوكدنصر من ملوك بابل قبل الميلاد بستة قرون تقريبا.
و كان ملكا ذا قوة و شوكة من جبابرة عهده، و كان يحمي بني إسرائيل فعصوه و تمردوا عليه فسار إليهم بجيوش لا قبل لهم بها و حاصر بلادهم ثم فتحها عنوة فخرب البلاد و هدم المسجد الأقصى و أحرق التوراة و كتب الأنبياء و أباد النفوس بالقتل العام و لم يبق منهم إلا شرذمة قليلة من النساء و الذراري و ضعفاء الرجال فأسرهم و سيرهم معه إلى بابل فلم يزالوا هناك لا يحميهم حام و لا يدفع عنهم دافع طول زمن حياة بخت نصر و بعده زمانا طويلا حتى قصد الكسرى كورش أحد ملوك الفرس العظام بابل و فتحه تلطف على الأسرى من بني إسرائيل و أذن لهم في الرجوع إلى الأرض المقدسة، و أعانهم على تعمير الهيكل - المسجد الأقصى - و تجديد الأبنية و أجاز لعزراء أحد كهنتهم أن يكتب لهم التوراة و ذلك في نيف و خمسين و أربعمائة سنة قبل الميلاد.
و الذي يظهر من تاريخ اليهود أن المبعوث أولا لتخريب بيت المقدس هو بخت نصر و بقي خرابا سبعين سنة، و المبعوث ثانيا هو قيصر الروم إسبيانوس سير إليهم وزيره طوطوز فخرب البيت و أذل القوم قبل الميلاد بقرن تقريبا.
و ليس من البعيد أن يكون الحادثتان هما المرادتان في الآيات فإن الحوادث الأخرى لم تفن جمعهم و لم تذهب بملكهم و استقلالهم بالمرة لكن نازلة بخت نصر ذهب بجميعهم و سؤددهم إلى زمن كورش ثم اجتمع شملهم بعده برهة ثم غلب عليهم الروم و أذهبت بقوتهم و شوكتهم فلم يزالوا على ذلك إلى زمن ظهور الإسلام.
و لا يبعده إلا ما تقدمت الإشارة إليه في تفسير الآيات أن فيها إشعارا بأن المبعوث إلى بني إسرائيل في المرة الأولى و الثانية قوم بأعيانهم و أن قوله: «ثم رددنا لكم الكرة عليهم» مشعر بأن الكرة من بني إسرائيل على القوم المبعوثين عليهم أولا، و أن قوله: «فإذا كان وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم» مشعر برجوع ضمير الجمع إلى ما تقدم من قوله: «عبادا لنا».
لكنه إشعار من غير دلالة ظاهرة لجواز أن يكون المراد كرة من غير بني إسرائيل على أعدائهم و هم ينتفعون بها و أن يكون ضمير الجمع عائدا إلى ما يدل عليه الكلام بسياقه من غير إيجاب السياق أن يكون المبعوثون ثانيا هم المبعوثين أولا.
******* انتهى تفسير الميزان *********
وكما يظهر : ان السيد الطباطبائي جعلها في باب المصداق ( 1 ) . وهو اقل واقرب ما يرشد \ ينبه للاخذ بالتفسير التاويلي | الباطني لما علمنا ان بعض الايات اشترك فيها التفسيرين العام الاغلب عند المفسرين وما اظهره الامام المعصوم ع في بيانه .
2- قولكم : اطلب منك متكرما ان تتحقق لي عن صحة هذه الروايات وانه لايوجد لها معارضا لامن القران الكريم ولا السنة النبوية القطعية
اقول : أما عن صحة هذه الروايات سندا (مثلا ) . فلست متخصصا فيها . واجريت الطرح على المتن كما في اكثر الطروح الاخرى لي وغيري من الباحثين ( التساهل في سند بعض روايات علامات الظهور - والمِـلاك يعود على التحقق المستقبلي هو الكاشف ) . واستفاد من التحقيق الذي يعتمده اصحاب الاختصاص السندي . وبالتحديد سند هذه الرواية محل البحث لم اقع عليه بعد ومن يريد اسعافنا بها من الاخوة فليتكرم مشكورا .
وأما انه لايوجد لها معارضا لامن القران الكريم ولا السنة النبوية القطعية - لم اجد او يظهر لي لحد الان معارض اساسي مهم ينقض ما ورد من قول المعصوم ع السالف الذكر . ونحيل نفس السؤال اليكم .
وفي خدمتكم والاخوة لاي سؤال او استشكال اخر .
والسلام عليكم
----------------------
(1) : اعتبار السيد الطباطبائي رحمه الله قول المعصوم وتفسيره بالشكل الذي اخرجه "مصداقا " هو محاولة فهم من سماحته . وربط بين ظاهر الفهم والتفسير الممكن مع جري الامكان بالمصداق على هذه الامة ايضا ولا يعتبر هنا قوله مصداقا هو راي يقيني لتقريره حتى لا يستشكل علينا ان هناك خلاف بين المصداق والتاويل \ او التفسير الباطن وما لعله يمكن صنع استشكال من نوع اخر .
ورد الينا جواب اخر من نفس الاخ صاحب السؤال في المشاركة السابقة ( 9 ) - نعرضها مع الجواب للفائدة
اخي الفاضل الباحث الطائي
انت صاحب الموضوع واسمك الباحث والتدقيق يقع على عاتقك لانك معتقد مئة بالمئة بهذا التفسير الباطني فلاتكلفني ماكلفتك به
هذا اولا وثانيا العلامة الطباطبائي رحمه الله ينقل اراء المفسرين عامة وهو واضح في كتابه الميزان ولايعني هذا انه مؤمنا بهذا التفسير فتامل ذلك
وساضرب لك مثالا هناك من فسر هذه الاية (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لايبغيان ) بعلي وفاطمة مع العلم اثبت ذلك علميا في احد المحيطات لعله المحيط الهادي من خلال العالم كوستو حيث راى وهو في الطائرة لونين من الماء وعندما هبط راى احدهم مالحا والاخر حلوا وعندما رجع الى القران استطاع ان يفسر هذه الظاهرة .
الذي اريد ان اقوله اخي العزيز بانه لاتسحبنا العاطفة بحبنا الى اهل البيت ع الى التفسير القراني كما تجر العامة العاطفة وهم يفسرون القران بعاطفتهم لاجل صحابتهم ويجعلونه فضائلا لهم
نعم الله خلق الخلق وما فيه من اجل محمد وال بيت محمد ع ولابد لنا من التدقيق والفحص وهذا ما انتظره منك
تحيااااااتي
************************
- الجواب -
الاخ الكريم . اهلا بكم مرة اخرى
اقتبس من كرم اجابتكم الاخيرة اولا التالي :
( انت صاحب الموضوع واسمك الباحث والتدقيق يقع على عاتقك لانك معتقد مئة بالمئة بهذا التفسير الباطني فلا تكلفني ماكلفتك به )
واقـــــــول : نعم التدقيق يقع على عاتقنا ( صاحب الطرح ) قدر الاستطاعة وهذا ما نفعله ونحاوله ان شاء الله وبتوفيقه .
ولكن مسألة ( اننا معتقدين مئة بالمئة بهذا التفسير الباطني ) ، فهنا فيه عموم وخصوص .
ولا يمكن الجزم بالقطع مئة بالمئة لمن فهم طرحنا
عـمــــومه : أنّ هناك وعد إلهي على بني اسرائيل انهم سيكون سوء خاتمتهم وما كسبوه من علوّهم بأن يكون وعد الاخرة بقيادة الامام الحجة ع واصحابه بعد قيامه الموعود المبارك في آخر الزمان ، وهذا ما هو صحيح مؤكد روائيا في علامات الظهور وكذالك ما استنتجه المفسرون من تفسيير الايات الكريمة.
وخصوصه : متعلقه حادثة وعد الاولى ومن بعثهم او سيبعثهم الله من عباده قبل قيام القائم ع على بني اسرائيل وكما تبين من سابق الطرح.
وهنا نحن نقدم طرح بحيثيات متعلقها لا يمكن يقينيا تثبيت حيثية منه الا بقدر يقينية الدليل او تواتر تاكيده ، كما هو متعلق وعد الاخرة على بني اسرائيل.
وقولكم الكريم : فلا تكلفني ماكلفتك به .
اقــــــــــــــول : نعم لا نكلفك من حيث انكم بمحل السائل - ونكلفكم به بمحل المستشكل \ الناقض \ المعترض ... لان مثل هذا المقام يتطلب دليل من صاحبه يخالف من يناقشه .
**************
واقتبس من جوابكم الكريم ايضا :
( وثانيا العلامة الطباطبائي رحمه الله ينقل اراء المفسرين عامة وهو واضح في كتابه الميزان ولايعني هذا انه مؤمنا بهذا التفسير فتامل ذلك )
اقـــــــول : نعم صحيح هذا اسلوبه ، ينقل آراء المفسرين اولا ، ولكن بعد ذالك يعرض رأيه التفسيري العلمي ، وفي نهاية مطلب كل تفسير يستعرض الروايات اذا وجد ما يفيد وأيضا يتناولها بنوع تفسير او ايضاح ممكن.
وما تناوله بخصوص الايات محل الذكر هنا قد اجرى عليها ما ذكرناه وذكرته ، واعطى فهمه التفسيري ، ومن ثم بين ما وصل الينا من الفهم التاويلي من رواية المعصوم ع واعطى رأيه وفهمه لها.
ونحن بيّنا ذالك بمزيد شرح وتفصيل وتبيان وظهر لنا انّه لا تعارض اساسي بين الفهم التفسيري للمفسرين وبين الفهم التاويلي/ الباطني/ المصداقي . وهذا يعزز الطرح بالعموم . فتامل
**********
واقتبس اخيرا من جوابكم الكريم ما يلي :
{مثالا هناك من فسر هذه الاية (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لايبغيان ) بعلي وفاطمة مع العلم اثبت ذلك علميا في احد المحيطات لعله المحيط الهادي من خلال العالم كوستو حيث راى وهو في الطائرة لونين من الماء وعندما هبط راى احدهم مالحا والاخر حلوا وعندما رجع الى القران استطاع ان يفسر هذه الظاهرة .
الذي اريد ان اقوله اخي العزيز بانه لاتسحبنا العاطفة بحبنا الى اهل البيت ع الى التفسير القراني كما تجر العامة العاطفة وهم يفسرون القران بعاطفتهم لاجل صحابتهم ويجعلونه فضائلا لهم
نعم الله خلق الخلق وما فيه من اجل محمد وال بيت محمد ع ولابد لنا من التدقيق والفحص وهذا ما انتظره منك . }
واقــــــول : مثل هذه الامور كما بيّناها لكم وكما هي معلومة بالعموم عند علمائنا واهل المعرفة والعقائديين ، تعود الى حقيقة مراتب علم القران ( من تأويل وبطون ومصاديق حقيقية ) ولا سبيل لانكارها استباقا ( اذا ما لم يعترض عليها نقض ضروري) اذا وصل الينا منها علم من مقام المعصوم ع ،
وبالتالي هنا ما تفترضوه من مسألة العاطفة في تناول بعض معاني التفسير الباطنية مثلا بخصوص ال البيت ع لا وجود لها ! ، نعم قد يصعب قبولها او تصورها عند البعض كما يظهر احياناً !
مع العلم أنّ القرآن الكريم تعرّض لادق واعلى مراتب العلم والحقائق في مراتبها العليا في عالم التكوين واستخدم اسلوب المثل لتقريب هذه الحقائق ( كما تجدوه في قوله تعالى ، ضرب الله مثلاً ، او مثل الذين كذا ، مثل الجنة ، مثل الحياة الدنيا ، مثل نوره كمشكاة ، والكثير الكثير) .
واعلى مرتبة وحقيقة في عالم الامكان هي مرتبة الوجود المحمّدي ص (1) ، الذي هو اوّل ما خلق الله ( وآل بيته الاطهار) ومنه / منهم خلق الله كل خير وتنزّل الخير في مراتب عالم الامكان من ذالك الاصل .
فأيّ عاطفة هنا يتوهّمها المتوهم ، وبهم بدأ الله وبهم يختم ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! (2) فتأمّل .
اعلم بالعموم كثيرا من الاخوة لا يحتاج الى تنبيه الى مقام المعصومين ع ولكن وجب الاشارة لمن يتوهم من المطلعين ممن يُحتمل اشتباهه وأن حَـسُنَ انتباهه
والسلام عليكم
---------
(1) : رُوِيَ عن جابر بن عبد الله قال: قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء؟قال: يا جابر، إن الله - تعالى - خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره، فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله، ولم يكن في ذلك الوقت لوح، ولا قلم، ولا جنة، ولا نار، ولا ملك، ولا سماء، ولا أرض، ولا شمس، ولا قمر، ولا جني، ولا إنسي، فلما أراد الله أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء: فخلق من الجزء الأول: القلم، ومن الثاني: اللوح، ومن الثالث: العرش، ثم قسم الجزء الرابع: أربعة أجزاء، فخلق من الجزء الأول حملة العرش، ومن الثاني: الكرسي، ومن الثالث: باقي الملائكة، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء: فخلق من الأول: السماوات، ومن الثاني: الأرضين، ومن الثالث: الجنة والنار، ثم قسم الرابع أربعة أجزاء. فخلق من الأول: نور أبصار المؤمنين، ومن الثاني: نور قلوبهم وهي المعرفة بالله، ومن الثالث نور أنسهم وهو التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، ومن الرابع باقي الخلق
(2) : اربعة عشرة علامة ! بعدد الاطهار من آل بيت النبوة صل الله عليهم وسلّم.