ببالغ الحزن والأسى نعزي إمامنا المنتظر الحجة بن الحسن (عليه السلام) بالذكرى الأليمة التي ألمت بأهل بيت النبوة (عليهم السلام) باستشهاد جده
الإمام محمد بن علي الجواد (عليه أفضل الصلاة والسلام)
الذي أخذ يبشر بظهورك المبارك بكلماته الصادقة: حيث قال له عبد العظيم الحسني: إنّي لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله الذي يملاً الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، فقال:
"يا أبا القاسِم، ما منّا إلاّ وهو قائم بأمر الله عز وجل وهاد إلى دين الله، ولكن القائم الذي يطهّر الله عز وجل به الأرض من أهل الكفر والجحود، ويملأها عدلاً وقسطاً هو الذي تخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته، وهو سميّ رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيّه، وهو الذي تطوى له الأرض، ويذلّ له كل صعب، يجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، من أقاصي الأرض، وذلك قول الله عز وجل: (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره، فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله عز وجل، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله عز وجل ".
ونرفع تعازينا إليك يا مولاي باستشهاد السيد الجليل مولانا القاسم بن الإمام موسى الكاظم (عليهما السلام) .. فعظم الله أجرك وأجور المؤمنين أجمعين ..
وكذلك نعزي المراجع الأعلام في سائر الحوزات العلمية الشريفة .. والعالم الإسلامي أجمع .. سائلين المولى عز وجل أن يوفقهم لنشر تعاليم القرآن الكريم وعلوم أهل البيت (عليهم السلام) في جميع أنحاء العالم ..
ونسأل الله تعالى أن يعطينا بمصابنا هذا أفضل ما يعطي مصاباً بمصيبته ويوفقنا باستلهام الهمم وتخطي العقبات لنشر الدين الإسلامي الحنيف .. آمين ربَّ العالمين .