|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 141
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 3,118
|
بمعدل : 0.47 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
الشاعر الكبير علي الشرقي
بتاريخ : 19-09-2006 الساعة : 07:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على اطيب خلق الله محمد وعلى اله الطاهرين واصحابه المنتجبين
فاز من تمسك بكم وامن من لجأ لحصنكم
وكل عام وانتم بالف الف خير
السيد حسن الكشميري
التاريخ: 2006/04/29
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من مفاخر العلم والمعرفة ومن الصادقين في خدمتهم لاهل البيت(ع) مقدم خدمات للاسلام هو العالم الكبير والشاعر التحرير الشيخ علي الشرقي الخاقاني، اشتهر في النجف بأنه من طليعة الشباب الذين تفوقوا في العلم والادب وارتبطوا بالعالم الخارجي وتتبعوا الحركة الثافية الدولية وكان هو في مقدمة هؤلاء، المكاتبات والمصادر تشير الى هذا مفصلاً، المرحوم الشيخ علي الشرقي ورث هذه المواهب من والديه واخواله وكما يقول كلام امير المؤمنين: «والخال احد الضجيعين» حتى في امثال العرب: «ثلثين الولد علي خاله» الخال له دور على كل حال ابوه الشيخ جعفر الشرقي من اساطين الادب اما اخواله المرحوم الشيخ عبد الحسين الجواهري، المرحوم الشيخ عبد العزيز الجواهري وهما من مشاهير علماء النجف الاشرف وهو من مواليد النجف الاشرف عام 1308 هـ، مات والده وهو صبي فكان في رعاية اخواله وبالخصوص خالد الشيخ عبد الحسين الجواهري، بيت المرحوم الجواهري كان ديوان عامر بالعلم والادب وكما حدثني الكبار من اساتذتي كان في هذا الديوان يحضر الفطاحل من الشعراء مثل المرحوم الشيخ محمد الشبيبي، السيد باقر الهندي، السيد جعفر الحلي، الشيخ عبد الكريم الجزائري، لهم الاثر الكبير في صقل ذهنيته لذلك نقرأ عن المرحوم الشيخ علي الشرقي انه تطور في مجال العلم والفقه والاصول ولكن على صعيد الادب كان لامع يعني تطور تطوراً كبيراً والم باللغة الفارسية وكان ولوع بالادب الفارسي ولذلك لما نقرأ المقاطع او بعض اشعار المرحوم الشيخ علي الشرقي نشاهد انه يطعم شعره بالفارسية ويلمعه بالامثال الفارسية كما اشتهر المرحوم الشيخ علي الشرقي بحكمياته الادبية الرائعة مثلاً تناولته مرة احدى الصحف بالتعريض فرد عليه بمقطوعة رائعة وفيها الحكمة العالية يقول:
يارامي الشجر العالي بأكرته
هلا تعلمت اخلاقاً من الشجر
ترميه بالحجر القاسي فتظلمه
ولم يزل دائماً يرميك بالثمر
قدست من بشر لولا مفارقة
لقلت في حقه قبحت من بقر
ولم ينحصر وجوده في عالم الادب والعلم والمعرفة وانما دخل عالم السياسة واستأزر اكثر من مرة، وزير للمعارف كما عمل في القضاء عمل رئيساً لمجلس التمييز الشرعي يعني محكمة الاستئناف كل ذلك وكان مشهوراً بحياته العادية وبساطته وتواضعه.
واذكر هذه الطريفة، كان في بغداد المعروف بالشيخ علي الخاقاني لكن لما يذهب الى الجنوب منطقة الغراف جماعته وقبيلته هناك يسموه بالشيخ علي الشرقي، الشروقي فهو عنده من جملة ما نظم من ابياته يصف حالته وتواضعه وزهده في الدنيا فيقول:
حياتي عفطة العز
وعيشي بعرة الضان
فطوراً فرخ باريس
وطور شيخ معدان
ففي الغراق شرقي
وفي بغداد خاقاني
لكن بعد ذلك اشتهر بالشيخ علي الشرقي، لما نقرأ مقالاته في الصحافة والكتب نلاحظ ان هذه الشهرة هي التي تغلبت عليه بالاخير، وقد سجن المرحوم الشيخ علي الشرفي اكثر من مرة وهذا اذكره لئلا يغمط دوره الجهادي عبرالكلمة وعبرالقلم وعبر السجون ايضاً، كان عضواً في مجلس الاعيان وكان يستعمل لسانه الصادع بالحق فسجن مراراً وذات مرة كان ينظم وهو في السجن، اذكر له هذه الابيات:
ايها البلبل المعلق في السجن
سلام بجل نار و آسي
لست اخشى عليك من سارق
قط ولكن خوفي من الحراس
لان بعض حراس السجن كانوا يراقبوه ويكتبون عنه تقارير.
اذكر احدى المفارقات الغريبة او الحوادث الفريدة التي مرت في النجف الاشرف هي هذه الحادثة التي مر بها هذا العالم الجليل، وجدت في هذه المناسبة شعراً بكاد يكون سيد شعره او سيدة قصائده واقعاً مليئة بالحكمة، ما هي الحادثة، الشيخ علي الشرقي(رض) توفيت ليلته ليلة زفافها في عارض مفاجئ ولله الحكمة، اخذوها من مجلس الزفاف الى غرفة العرس واصابها عارض مفاجئ فتوفيت بالسكتة القلبية، تأثر الجميع، صدموا، الناس وزملائه وهو فعلاً تأثر فنظم قصيدة في ذلك وهي من اروع القصائد وقافيتها من اصعب القوافي، طبعاً القصيدة طويلة واروي بعضاً منها:
شمعة العرس ما اجدت التأسي
انت مشبوبة ويطفأ عرسي
انت مثلي مشعولة القلب
لكن من سناك المشؤوم ظلمة نفسي
بالقديم العروس يحملون معها شمعة طويلة، يشترون الشمعة ضمن اثاث الزفاف، فكانت الشمعة مشبوبة والمرأة سقطت ميتة:
يا رعى الله للزفاف شموعاً
يتهافتن بين سعد ونحسي
ثم يصف زوجته لما سقطت ميتة فيقول:
رفرفت حولها البلابل خرسى
وبكاها نزع الحلي بجرسي
رقدت رقدة النديم بجنب
الكأس في ساعة ارتياح وانس
ثم يصف دفنها فيقول:
ابدلوها عن المنصة نعشاً
هي عقبى لكل نعش وكرسي
عجباً يخرج الربيع الرياحين
من الترب وهي في الترب تمسي
له مقاطع يصف مجلس الاعيان وقلت قصائده مليئة بالحكمة وله قصيدة من اروع قصائده في وادي السلام يصف جوار امير المؤمنين وعظمة الوادي.
توفي المرحوم الشيخ علي الشرفي المجاهد رحمه الله عام 1384 هـ عن عمر ناهز 76 عاماً قضاها في الجهاد وخدمة دينه ومبادئ اهل البيت ودفن في النجف الاشرف في مقبرتهم، أسأل الله سبحانه وتعالى ان يزيد في علو درجاته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******
وافتخر انه هو جدي
وانتظروني بالمزيد لهذا الشاعر الكبير
|
|
|
|
|