قال الامام الحسين(عليه السلام):
اني لم اخرج اشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالما وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي محمد(ص)
فمن هذا المنطلق وهو منطلق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر انطلقت اكبر ملحمة عرفها التاريخ ملحمة وقف فيها الامام الحسين(ع) واهل بيته انصاره في وجه اعتى انظمة الطاغوت.
وقفة نادى فيها ابي الاحرار بصرخته المشهورة هيهات منّ الذلة والتي بقت مدوية في اذهان كل من اراد الموت حراً رافضاً الذل والهوان صرخة هزت عروش الظالمين وستبقى كذلك الى يوم القيامة
فلقد قال الكاتب الشيوعي برنادشو:
(لا يمكن القضاء على المسلمين ما دام عندهم قران يُتلى وكعبة تحج وحسين يذكر).
فلقد اصبحت هذه الثورة العظيمة والتي اعادت الى الاسلام بقاءه بعد ما ابقاه الامويين كما وصفه الامام الحسين(ع) كصبابة الاناء رمزاً لكل احرار العالم ومنطلقاً لحرية الشعوب من ظالميها ليس عند الشيعة فقط بل تعدت الى كل شعوب العالم المسلمة منها والغير مسلمة وكما قال غاندي محرر الهند(تعلمت من الحسين ان اكون مظلوماً فانتصر).
فهذا هو الحسين رجل التحرر من قيود الظلم..رجلٌ ضحى بالغالي والنفيس من اجل ابقاء الرسالة السماوية والحفاظ عليها..
وقال الامام الحسين(عليه السلام) ايضاً:
((اني لا ارى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما))
من هذا المنطلق ضرب لنا امامنا ابي الاحرار اروع امثلة الفداء والتضحية والمتمثلة في رفض عيش الذل ولو كان فيه الخلود فهذا هو حال الاحرار فما كان لهذه الدنيا ادنى تاثير في نفسه الشريفة حفاظاً منه على مبادىء الدين الحنيف وقيمه السمحاء التي حاول الحكم الاموي طمسها وتغييرها فأبت نفسه الشريفة ان يعيش في زمن تنتهك به حرمات الله من قبل اهل الكفر والنفاق الا ان تفضل طريق الشهادة على الحياة مع الظالمين.
وقال الامام الحسين(عليه السلام) ايضاً:
((اني زاحف بهذه الاسرة على قلة العدد وخذلان الناصر))
كثير من المغرضين او عديمي التفكير يقولون ان الحسين (ع) قد القى باهله وعياله الى التهلكة حيث كان بامكانه تجنيبهم ذلك بعدم اخذهم معه الى الحرب التي يعلم انه مقتول فيها هو واهله وانصاره..
ولكن لو فكرنا بالمهمة التي خرج اليها الامام الحسين(ع) هل كان استشهاده يفي بالغرض ام لابد من اخرين يكملون هذه الثورة اي بالمعنى الحالي الحملة الدعائية فكان للامام الحسين(ع) بعد نظر وقراءة لمستقبل هذه الثورة لانه يعلم بمجرد استشهاده ينتهي كل شيء في حالة ٍ من التعتيم وان الواقعة قد وقعت في بلاد بعيدة نسبياً عن الشام(مركز الحكم) والمدينة المنورة(ذات الثقل الديني الكبير) لذلك لا يستمر ذكره وذكر ثورته العظيمة التي يقدر لها ان تكون نقطة انطلاقة الثائرين واطلاق صيحات الاحرار فكان لا بد من ان ياخذ عياله وتجنيدهم للقيام بهذه المهمة العظيمة الا وهي الحملة الدعائية بقيادة الامام السجاد(ع) وعقيلة بني هاشم الحوراء زينب(ع) حيث كان لهذه الحملة الاثر الكبير في استمرار ثورة الامام الحسين الى وقتنا هذا ومن هنا كان خروج الامام الحسين واهل بيته لم يكن الا بتخطيط مسبق وقراءة للاحداث التي تلي استشهاد الامام الحسين(ع) لذلك اخرج عياله لتاخذ على عاتقها اكمال الثورة الحسينية العظيمة.
وقال الامام الحسين(عليه السلام) ايضاً:
((ان كان دين محمد ٍلم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني))
قد يقول البعض ان الامام الحسين(ع) القى بنفسه الى التهلكة ولكن الامام الحسين(ع) رد على هذه الاقوال بقوله هذا مبيناً ان استقامة دين الله عز وجل متوقفة على تضحية الامام الحسين(ع) وقد اعد نفسه واهله لهذه التضحية العظيمة
فقد ضرب لنا الامام الحسين اروع الامثلة في التضحية والفداء وخاصة في ايثار وتقديم دين الله سبحانه وتعالى على كل غالي وعزيز عنده فكان الامام الحسين(ع) يقدم الشهداء الواحد تلو الاخر في سبيل الحفاظ على هذا الدين العظيم وتوج تلك التضحية وذلك الايثار بتقدمه للشهادة بين ضرب الاسنة وطعن الرماح وهو يقول (هون ما نزل بي انه بعين الله).
قال ابو الفضل العباس(عليه السلام)عند قطع يمينه الشريفة...
والله ان قطعتموا يميني
اني احامي ابداً عن ديني
وعن امام ٍصادق ٍ يقيني
نجل النبي الطاهر الامين
فهذه الكلمات التي قالها ابي الفضل العباس(ع) وهو مقطوع اليمين قد اوضحت صورة عظيمة وهي ان إتباع ابي الفضل العباس(ع) للامام الحسين(ع) وقتاله بين يديه انما كان لاعتقاده التام بان الامام الحسين(ع) امام معصور واجب الطاعة اي ان الاتباع لم يكن بسبب الصلة بينهما لكونهما اخوة وهذا واضح في قول ابي الفضل(وعن امام ٍصادق ٍ)حيث تذكر الروايات ان ابي الفضل العباس(ع)لم ينادي الامام الحسين الا بـ(ابن رسول الله) الا في مصرعة.
حيث ضرب لنا ابي الفضل العباس(ع) اروع مثال في اتباع امامه والدفاع عنه ليس لانه اخوه بل لانه امامه وصاحب الحق وحجة الله في ارضه والامتداد الوراثي والرسالي للرسول الاعظم(ص) .
فسلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا ابا عبد الله وعلى اخيك ابا الفضل العباس وعلى الارواح التي حلت بفنائك ابداً ما بقيت وبقي الليل والنهار.
(لا يمكن القضاء على المسلمين ما دام عندهم قران يُتلى وكعبة تحج وحسين يذكر).
كم هي مقوله راائعه
والله حقا ان امة فيها حسين يذكر لا تهان ابدا وستبقى تهتف هيهات منا الذله
اخي الفاضل احمد العراقي
بارك الله بكم
والله موضوع في غاية الجمال والروعه
وتسطير موفق
اخي لاتحرمنا من شذرات ابداعكم الولائيه
ننتظر جديدكم
ورعتكم الزهراء