ويبقى وجه ربك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام عى اشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين
قال تعالى {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }الرحمن27 , فما الذي تعنيه هذه الآية المباركة ؟ إذا فسرنا القرآن ظاهرا كما يفعل النواصب لعنهم الله لصار المعنى أن الله تعالى جسم وفي يوم القيامة سوف يفنى هذا الجسم ويبقى الوجه فقط !!!!! تعالى ربنا عما يصفون فالله تعالى لا يوصف وليس كمثله شيء ولا تدركه العقول , اذا ما هو وجه الله ؟ في تفسير القمي : وقال علي بن الحسين عليه السلام: نحن الوجه الذي يؤتى الله منه , وفي تفسير الصافي : وفي المناقب عن الصادق عليه السلام ويبقى وجه ربّك قال نحن وجه الله , وفي بصائر الدرجات لإبن الصفار : عن الحرث بن المغيرة قال كنا عند أبي عبد الله ع فسأله رجل عن قول الله تعالى كُلُّ شَيْء هالِكٌ إِلّا وَجْهَهُ فقال ما يقولون قلت يقولون هلك كل شيء إلا وجهه فقال سبحان الله لقد قالوا عظيما إنما عنى كل شيء هالك إلا وجهه الذي يؤتى منه و نحن وجهه الذي يؤتى منه , وفيه أيضا : عن سلام بن المستنير قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله تعالى كُلُّ شَيْء هالِكٌ إِلّا وَجْهَهُ قال نحن و الله وجهه الذي قال و لن يهلك يوم القيامة من أتى الله بما أمر به من طاعتنا و موالاتنا ذاك الوجه الذي كل شيء هالك إلا وجهه ليس منا ميت يموت إلا خلفه عقبه منه إلى يوم القيامة , وفيه أيضا : عن أبي حمزة قال قلت لأبي جعفر ع جعلني الله فداك أخبرني عن قول الله تبارك و تعالى كُلُّ شَيْء هالِكٌ إِلّا وَجْهَهُ قال يا فلان فهلك كل شيء و يبقى الوجه الله أعظم من أن يوصف و لكن معناها كل شيء هالك إلا دينه نحن الوجه الذي يؤتى الله منه لم نزل في عباد لله ما دام لله فيهم روية قلت و ما الروية جعلني الله فداك قال حاجة فإذا لم يكن له فيهم حاجة رفعنا إليه فيصنع بنا ما أحب. , وفيه أيضا : عن سورة بن كليب قال سمعت أبا جعفر ع يقول نحن المثاني الذي أعطاه الله نبينا ص و نحن وجه الله في الأرض نتقلب بين أظهركم عرفنا من عرفنا و جهلنا من جهلنا فمن جهلنا فأمامه اليقين . . وقال تعالى {وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة115 , فأينما نولي فثم وجه الله , وانظر الى ما قاله سيدنا ومولانا أمير المؤمنين ع في الخطبة الطتنجية كما في كتاب مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين ع للحافظ المظلوم رجب البرسي : أنا الناظر في الملكوت , وقال : أنا الذي أرى أعمال العباد , وقال : أنا الذي أجوز السماوات السبع والأرضين السبع في طرفة عين , فأمير المؤمنين ع هو وجه الله , وقد ذكر السيد هاشم البحراني قدس سره في مدينة المعاجز ج1 : عن أبي بصير، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: إن عليا - عليه السلام - ملك ما فوق الارض وما تحتها، فعرضت له سحابتان إحداهما الصعبة والاخرى الذلول، وكان في الصعبة ملك ما تحت الارض، وفي الذلول ملك ما فوق الارض، فاختار الصعبة على الذلول، فدارت به سبع أرضين فوجد ثلاثا خرابا وأربع عوامر . فهم عليهم السلام وجه الله وهم قبلة الله وباب الله الذي منه يؤتى لذلك فكر في مولد أمير المؤمنين ع في الكعبة وأنهم عليهم السلام البيت المعمور وفكر في قولك عند الصلاة وجهت وجهي لوجه الله , كلها دعوة للتفكير ونسالكم الدعاء , هذا وصلى الله على فاطمة وبيها وبعلها وبنيها
بقلم
خادم الزهراء عليها السلام
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 21/6/2011
التعديل الأخير تم بواسطة ربيبة الزهـراء ; 21-06-2011 الساعة 08:20 PM.