لنرتقي بثقافتنا
========
بقلمي : 6-2-2016
** أيها الأخوة يقول الله تعالى [ وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْم ] وعليه ، فأحببت أن أوجّه عناية الأخوة المحاورين أو الذين يكتبون تعليقات او مداخلات في المجموعات الدينية في كل مواقع التواصل الاجتماعي أن يبتعدوا عن العبارات البذيئة ويأنفوا منها لأن ذلك لا ينم الاّ عن ضعف الحجة وهشاشة الدليل كالسب واللعن وألفاظ يمكن أن تساهم في نشر ما يمكن أن نسميه (التلوث الفكري) ، فعلى سبيل المثال أنك عندما ترد على الوهابي بأنه يشرب بول البعير فإنه سيرد عليك ببول الأئمة ، وعندما تُجيبه بموضوع إرضاع الكبير يُغيضك بالمتعة وهكذا .
** ولا تنس أنك في حوارك هذا لا تدافع عن دينك أو مذهبك أو أئمتك ، لأن النقاش العلمي والحوار المنهجي المدعوم بالحجة هو السبيل لإيصال وتعليم فكر مدرسة أهل البيت للعالم ، وبالتالي لو انك لا تشتمه فانه سيظطر للسكوت لانه لا يجد ما يذكي نار حقده وبغضه . وإن تبادل الالفاظ غير اللائقة تسبب الإساءة للأئمة وللدين وللمذهب وستكون قد سببت أذىً لقلب الامام المهدي عجل الله فرجه .
** وهناك قضية اخرى أحب أن أوجّه عنايتكم لها وهي نقل ونشر أخبار وقضايا الاغتصاب وقتل الآباء والأبناء والامهات ، لان ذلك سيبني ثقافة تشوه المجتمع الاسلامي أكثر مما فيها مع أن أكثر هذه الاخبار ملفقة وكاذبة ، فضلا عن أنها تشيع مفردات فاحشة ومسيئة.
** وكذلك على الأخوة الذين يحاورون أن يحملوا ثقافة دينية وعقائدية وفقهية كافية وتحصنه ضد أية إتهامات أو اشكالات أو شبهات لكي يتمكن من التصدي وإلقاء الحجة على الآخرين .
** وأخيرا وليس آخرا ، هناك الكثير ممن يستخدم الفوتوشوب للتشهير والإساءة وفي المقابل هناك من يستخدم ذات الاسلوب للإساءة الى العلماء والمراجع بل حتى الأئمة ..
مع خالص الود
قال الاِمام الرضا، عليه السلام، يا بن ابي محمود ، لقد أخبرني أبي، عن أبيه، عن جده عليه السلام ان رسول الله ،صلى الله عليه و سلم، قال: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فاِن كان الناطق عن الله عز و جل فقد عبد الله ، و إن كان الناطق عن إبليس فقد عبد اِبليس، ثم قال الإمام الرضا ،عليه السلام،: يا اِبن محمود إن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا ، وجعلوها على ثلاثة أقسام : أحدها الغلو ، وثانيها التقصير في أمرنا ، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا ، فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا ، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا ، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا وقد قال الله عز و جل: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم) .
كتاب: عيون أخبار الرضا: الشيخ الأقدم و المحدث الأكبر أبي جعفر الصدوق، قدس الله سره،ج 1 ،صفحة 272