|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 09-08-2010 الساعة : 08:02 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
الاهداف والمقاصد الخاصة
والمراد منها ما يمتّ بالنفع بشکل رئيسي ومباشر إلي شخص معيّن أو أشخاص قلائل، ممّن حظوا بمقابلة الامام المهدي (عليه السلام)، والاهداف المندرجة تحت هذا العنوان متعدّدة وأمثلتها کثيرة، نذکر منها:
1 - هداية الشخص وتقويمه، وضمّه في النتيجة إلي الشعب المسلم الذي يؤمن بالمهدي (عليه السلام)... بعد إحراز نيّته والعزم علي اتباع الهدي إن ظهر لديه.
مثاله: ذلک الشخص الذي ذهب لشراء السمن من الاعراب في أطراف الحلّة، فتخلّف عن القافلة وتاه في الصحراء. فکان ممّـا قال في نفسه: إنّني کنت أسمع من اُمّي أنّها تقول: إنّ لنا إماماً حيّاً يکنّي بأبي صالح يرشد التائهين ويغيث الملهوفين ويعين الضعفاء. ثمّ إنّه عاهد الله تعالي أنّه إن استغاث به وأنجاه، أن يتّبع دين اُمّه.
قال الراوي: ثمّ إنّني ناديته واستغثت به. وفجأة رأيت شخصاً يسير معي وعلي رأسه عمامة خضراء لونها کلون هذا - وأشار إلي الحشيش المزروع علي النهر -... وأشار لي إلي الطريق. وقال لي: إنّک ستصل بسرعة إلي قرية کلّ أهلها من الشيعة. فقلت له: يا سيّدي ألا تأتي معي إلي هذه القرية. فقال: لا، لانّ ألف شخص في أطراف البلاد يستغيثون بي، ولا بدّ أن اُنجيهم.(1)
2 - انتصاره لاحد طرفي الجدل عند وقوع الجدل بين اثنين، واقتضاء المصلحة الانتصار لاحد الطرفين.
مثاله: إنّ صديقين مسلمين مختلفين في المذهب، وقع بينهما جدل مذهبي طويل، في أحد المساجد بهمدان، ولم يستطع أحدهما أن يقنع الاخر بمدّعاه. فاقترح أحدهما أن يجعلا بينهما أوّل رجل يدخل المسجد حکماً، وخاف الاخر من هذا الاقتراح، لانّ أهل همدان کانوا علي مذهب صاحبه، لکنّه قبل بالشرط تحت ضغط المجادلة والمباحثة.
وبمجرّد أن قرّرا هذا الشرط، دخل المسجد شابّ تظهر علي سيماه آثار الجلالة والنجابة، وتظهر عليه معالم السفر. فتقدّم إليه صاحب الاقتراح وأظهر له مذهبه، واستدلّ عليه بعدّة أدلّة، وأقسم عليه بقسم مؤکّد أن يظهر عقيدته بالنحو الذي عليه الواقع. فقرأ هذا الشابّ بيتين من الشعر أظهر فيهما عقيدته بنحو لا يقبل الشکّ، ثمّ غاب عن الانظار. وکانت هذه هي المعجزة التي تثبت حقيقته وصحّة مذهبه أيضاً. فاندهش الاخر من فصاحته وبلاغته، واعتنق المذهب الذي انتصر له المهدي (عليه السلام).(2)
3 - حلّه لبعض المسائل المعضلة التي قد يشکل حلّها علي فطاحل العلماء.
مثاله: إنّ المحقّق الاردبيلي، وهو من أعظم العلماء تحقيقاً وورعاً حتّي لقّب بالمقدّس الاردبيلي أيضاً... أشکلت عليه مسائل، فخرج في جوف الليل سائراً من النجف إلي مسجد الکوفة حيث لاقي المهدي (عليه السلام) في محراب أمير المؤمنين (عليه السلام) هناک، وسأله عن مسائله وعرف جوابها، وعاد.(3)
4 - إخباره ببعض الاخبار السياسية المهمّة في زمانها، قبل أن يعرفها الناس، نتيجة لضعف وسائل الاعلام في ذلک العصر.
مثاله: إنّ المهدي (عليه السلام) دخل في مجلس درس السيّد مهدي القزويني في الحلّة، فلم يعرفوه، بالطبع، واستمع إلي درسه. وحين انتهي الدرس، سأله السيّد المشار إليه: من أين جئت إلي الحلّة؟ فقال: من بلد السليمانية. فقال السيّد: منذ کم خرجت منها؟ فقال: في اليوم السابق. ولم أخرج منها حتّي دخل فيها نجيب باشا فاتحاً، وقد أخذها بقوّة السيف. وأزال عنها أحمد باشا الباباني الذي کان متمرّداً. وأجلس محلّه أخاه عبد الله باشا. وکان أحمد باشا المذکور قد خرج علي طاعة الدولة العثمانية، وادّعي السلطنة لنفسه.
قال السيّد: وکان والدي في السليمانية، فبقيت متفکّراً. ولم يکن قد وصل خبر هذا الفتح إلي حکّام الحلّة. ولم يجل في خاطري أن أسأله أ نّک کيف قلت: إنّي وصلت إلي الحلّة وخرجت بالامس من السليمانية. علي حين أنّ بين السليمانية والحلّة، أکثر من عشرة أيام للراکب المجدّ.
قال: ثمّ ضبطنا تأريخ ذلک اليوم الذي أخبر فيه بفتح السليمانية، ثمّ وصلت أنباء هذه البشارة إلي الحلّة بعد عشرة أيام من ذلک اليوم وأعلنها حکّام الحلّة، وحيّوا الخبر بضربات المدفع. کما کانوا يعملون عادة في أخبار الفتوحات.(4)
ومن هنا نفهم أهمية هذا الخبر لدي سلطات العثمانيين في الحلّة. ونعرف المصلحة المهمّة التي تترتّب علي إيصال المهدي (عليه السلام) لهذا الخبر خلال مدّة کانت في ذلک العصر إعجازية.
5 - نصحه للاخرين ورفعه لمعنويّاتهم، وتوجيههم التوجيه الصالح، بعد أن کانوا قد مرّوا في بعض الحالات الصعبة والمشکلات المحزنة بالنسبة إليهم.
مثاله: ما قاله بعض الرواة من مقابلته للمهدي (عليه السلام) في بعض طرقات الحلّة - وقد عرف حقيقته بعد ذلک -، فسلّم عليه فردّ عليه السلام، وقال له فيما قال: لا تغتمّ بما ورد عليک من الخسران وذهاب المال في هذا العام. لا نّک شخص يريد أن يمتحنک الله تعالي بالمال، فرآک تؤدّي الحقّ، وما هو الواجب عليک من الحجّ. وأمّا المال فهو عرض زائل يأتي ويذهب.
قال الراوي: وکنت قد خسرت في هذا العام خسراناً لم يطّلع عليه أحد، وسترته خوفاً من شهرة الانکسار الموجبة لتلف التجارة. فاغتممت في نفسي، وقلت: سبحان الله، شاع خبر انکساري بين الناس حتّي وصل إلي الغرباء. ولکنّني قلت في جوابه: الحمد لله علي کلّ حال.
فقال: إنّ ما فاتک من المال سوف يعود عليک بسرعة بعد مدّة، وتعود إلي حالک الاوّل، وستؤدّي ديونک. قال الراوي: فسکتّ مفکّراً في کلامه...(5) إلي آخر الحديث.
6 - مساعدته المالية للاخرين.
مثاله: إنّ جماعة من أهل البحرين عزموا علي ضيافة جماعة من المؤمنين، بشکل متسلسل في کلّ مرّة عند واحد منهم. وساروا في الضيافة، حتّي وصلت النوبة إلي أحدهم، ولم يکن لديه شيء. فرکبه من ذلک حزن وغم شديد، فخرج من أحزانه إلي الصحراء في بعض الليالي، فرأي شخصاً... حتّي إذا وصل إليه قال له: اذهب إلي التاجر الفلاني - وسمّـاه -، وقل له: يقول لک محمّد بن الحسن: ادفع لي الاثنا عشر أشرفياً التي کنت نذرتها لنا. ثمّ اقبض المال منه واصرفه في ضيافتک.
فذهب ذلک الرجل إلي ذلک التاجر، وبلغ الرسالة عن ذلک الشخص. فقال له التاجر: أقال لک: محمّد بن الحسن، بنفسه، فقال البحراني: نعم. فقال التاجر: وهل عرفته؟ قال: لا. فقال: ذاک صاحب الزمان (عليه السلام). وکنت نذرت هذا المال له. ثمّ إنّه أکرم هذا البحراني وأعطاه المبلغ وطلب منه الدعاء...(6).
7 - شفاؤه لامراض مزمنة بعد أن عجز عنها الاطباء، وأخذت من صاحبها مأخذاً عظيماً.
مثاله: ما روي(7) عن السيّد باقي بن عطوة العلوي الحسني: إنّ أباه عطوة کان لا يعترف بوجود الامام المهدي (عليه السلام)، ويقول: إذا جاء الامام وأبرأني من هذا المرض اُصدّق قولکم. ويکرّر هذا القول. فبينما نحن مجتمعون في وقت العشاء الاخيرة صاح أبونا فأتيناه سراعاً. فقال: الحقوا الامام، في هذه الساعة خرج من عندي. فخرجنا فلم نرَ أحداً.
فجئنا إليه، وقال: إنّه دخل إليَّ شخص، وقال: يا عطوة! فقلت: لبّيک، من أنت؟ قال: أنا المهدي قد جئت إليک أن أشفي مرضک. ثمّ مدّ يده المبارکة وعصر ورکي وراح. فصار مثل الغزال. قال علي بن عيسي الاربلي: سألت عن هذه القصّة غير ابنه فأقرّ بها.
فانظر إلي المهدي (عليه السلام) کيف يقرن شفاءه للمرضي بإقامة الحجّة علي وجوده وإمامته، بحيث لم يبقَ لمنکرها أيّ شکّ أو جدال.
8 - هدايته للتائهين في الصحراء والمتخلّفين عن الرکب إلي مکان استقرارهم وأمنهم. وقد يقرن ذلک بإقامة الحجّة علي الرائي للتوصّل إلي هدايته. کما سمعنا في الهدف الاوّل. وأمثلته کثيرة، نذکر الان واحداً منها:
وهو أنّ شخصاً ذهب إلي الحجّ مع جماعة قليلة عن طريق الاحساء. وعند الرجوع کان يقضي بعض الطريق راکباً وبعضه ماشياً. فاتّفق في بعض المنازل أن طال سيره ولم يجد مرکوباً. فلمّـا نزلوا للراحة والنوم، نام ذلک الرجل وطال به المنام من شدّة التعب، حتّي ارتحلت القافلة بدون أن تفحص عنه.
فلمّـا لذعته حرارة الشمس استيقظ، فلم يرَ أحداً، فسار راجلاً، وکان علي يقين من الهلاک. فاستغاث بالامام المهدي (عليه السلام)، فرأي في ذلک الحال رجلاً علي هيئة أهل البادية راکباً جملاً. وقال له: يا فلان، افترقت عن القافلة؟ فقال: نعم. فقال: هل تحبّ أن اُوصلک برفاقک؟ قال فقلت: نعم، والله. هذا مطلوبي وليس هناک شيء سواه. فاقترب منّي وأناخ راحلته، وجعلني رديفاً له، وسار. فلم نسر إلاّ قليلاً حتّي وصلنا إلي القافلة. فلمّـا اقتربنا منها، قال: هؤلاء رفقاؤک. ووضعني، وذهب.(8)
9 - تعليمه الادعية والاذکار ذات المضامين العالية الصحيحة، لعدد من الناس.
وأمثلة ذلک کثيرة، ممّـا يفهم منه اهتمام الامام (عليه السلام) بالادعية، لا بصفتها تمتمات لا تسمن ولا تغني من جوع، بل بصفتها نصوصاً ذات معان توجيهية تربوية، ومسائل صالحة واعية، سائرة في طريق الله تعالي.
ومن المعلوم أنّ اُسلوب الدعاء أقرب إلي جوّ التکتّم والحذر، من أيّ شيء آخر، باعتبارها الوسيلة المعترف بمشروعيّتها عموماً، في الاتصال بالله عزّ وجلّ، ولا يمکن لايّ سلطة من السلطات المحاسبة علي ذلک. ومن هنا رأينا الامام زين العابدين (عليه السلام) قد اتّخذ في تربية الاُمّة اُسلوب الدعاء، وضمّن أدعيته أعلي المفاهيم وأجلّ الاساليب.
وکذلک سار الامام المهدي (عليه السلام) في هذا الطريق، وانتهج نفس المنهج فيما انتهجه من أعمال. فکان أن علّم عدداً من الافراد عدداً من الادعية. من أهمّها (دعاء الفرج) الذي يطلع الفرد علي واقعه السيّئ في عصور الفتن والانحراف، ويفهمه أمله المنشود ويربطه بالله تعالي ارتباطاً عاطفياً إيمانياً وثيقاً، إذ يقول: اللّهُمَّ عَظمَ البَلاء وَبَرحَ الخَفَاءُ وَانْقَطَعَ الرَّجَاءُ وَانْکَشَفَ الغطَاءُ وَضَاقَتِ الارْضُ وَمنعَتِ السَّمَاءُ. وَإلَيْکَ يَا رَبِّ المُشْتَکَي وَعَلَيْکَ المُعَوَّلُ فِي الشِّدَّةَ وَالرَّخَاءِ. اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، اُولِي الامْرِ الَّذِيْنَ فَرَضْتَ عَلَيْنَا طَاعَتَهُمْ فَعَرَّفْتَنَا بِذلِکَ مَنْزِلَتَهُمْ. فَفَرِّجْ عَنَّا بِحَقِّهِمْ فَرَجَاً عَاجِلاً قَرِيْبَاً کَلَمْحِ البَصَرِ، أوْ هُوَ أقْرَبُ... إلي آخر الدعاء.(9)
10 - حثّه علي تلاوة الادعية الواردة عن آبائه المعصومين (عليهم السلام)، بما فيها من مضامين عالية وحقائق واعية تربوية وفکرية.
وأوضح أمثلته: ذلک الرجل الذي انقطع عن رکبه في ليل عاصف وماطر بالثلج، إذ رأي أمامه بستاناً وفيه فلاّح بيده (مسحاة) يضرب بها الاشجار ليسقط عنها الثلج.
قال الراوي: فجاء نحوي ووقف قريباً منّي، وقال: من أنت؟ فقلت: ذهب رفاقي وبقيت لا أعلم الطريق، وقد تهت فيه. فقال لي بالفارسية: صلّ النافلة حتّي تجد الطريق. قال: فاشتغلت بالنافلة. وبعد أن فرغت من التهجّد، جاء وقال: ألم تذهب؟ فقلت: والله لا أعرف الطريق. فقال: أقرأ الجامعة.(10) وأنا لم أکن حافظاً للجامعة، وإلي الان لست حافظاً لها بالرغم من زياراتي المکرّرة للعتبات المشرّفة. ولکنّني قمت من مکاني وقرأت الجامعة بتمامها عن ظهر قلب.
ثمّ ظهر تارةً اُخري، وقال: ألم تذهب، ألا زلت موجوداً، فلم أتمالک عن البکاء، وقلت: نعم... لا أعرف الطريق. فقال: اقرأ عاشوراء.(11) قال الراوي: وأنا غير حافظ لعاشوراء، وإلي الان لست حافظاً لها. ولکنّني وقفت واشتغلت بالزيارة، فقرأتها بتمامها عن حفظ.
قال: فجاء مرّة اُخري، وقال: ألم تذهب؟ فقلت: کلاّ... لا زلت موجوداً هنا إلي الصباح. فقال: أنا الان اُوصلک بالقافلة.
ثمّ ذهب ورکب ****اً وحمل مسحاته علي کتفه وجاء فأردفني به. قال الراوي: فوضع يده علي رکبتي وقال: أنتم لماذا لا تصلّون النافلة؟ النافلة، النافلة، النافلة... کرّرها ثلاث مرّات.
ثمّ قال: أنتم لماذا لا تقرأون عاشوراء؟... عاشوراء، عاشوراء، عاشوراء... کرّرها ثلاث مرّات.
ثمّ قال: أنتم لماذا لا تقرأون الجامعة؟ الجامعة، الجامعة، الجامعة. ثلاث مرّات. وکان يدور في مسلکه... وإذا به يلتفت إلي الوراء ويقول: اُولئک أصحابک. إلي آخر الخبر.(12)
وقد احتمل الشيخ النوري أنّ المراد بقوله (عليه السلام): النافلة، هي صلاة الليل(13)، فإنّ الراوي أتي بها في الليل. وهذه الصلاة من أفضل المستحبّات في الشريعة. وکلّ ما أمر به في هذه الرواية فهو من أفضل المستحبّات... علي أن يفهم فهماً حقيقياً واعياً، بصفته کجزء من کلّ، مرتبط بالکيان العامّ للعمل الاسلامي في سبيل الله تعالي وإعلاء کلمته. ولهذا أمر الامام المهدي (عليه السلام) بالالتزام بها أمراً مؤکّداً، بعد أن رأي الناس قد تسامحوا بها وتهاونوا في امتثالها.(14)
|
|
|
|
|