[إستشهاد الآمير علي ع ] عليٌ زد قلبي حُباً فيك حتى انقوى على ذنبي !
بتاريخ : 31-08-2010 الساعة : 07:53 AM
تهدمت والله أركان الهُدى
على بابك ياعلي سأخلعُ روحي لآجلك
ساُنادي بكفِ المرفوعةُ بالدعاء
ها قد أنا جئتك يا سيدي ووقفت على بابك المُعطاء ومن دقاتي المُتتاليه اُريدك أن تٌلبي !
فُتِحَ باب علياً
رأيتُ زينبَ عندك ياعلي تندبك وتُنادي بويه من تروح القوم بعدك مايراعونا
يبويه لا تروح وتخليني من لحنيني ياعلي بعدك !
والحسن يُنادي يبويه السم بعدك يسري في كل مكان , يالولي قطعو من جبدي والروج !
حُسيناً عند راسك يصرخ وينادي بويه ياعلي من لي في طف كربلاء عندما تدمع زينب لرحيل العباس والرباب لرحيل طِفلها وكيف لزفة الشُبان هُناك ؟!
وكأني بالزهراء معهم تُنادي ياعلي من لزينب بعدك ؟!
اراها في كربلاء وهي وسط العِدوان وذاك بالسوط يلوعها
وعلى ناقة عواج تُركب ولا من كافلاً ومعينا لها إلا زين العابدين !
أنت المضروب سيدي هذا المساء عند السجود
أنت المُخضب بالدمِ الطاهر
أنت من تبكيك قلوبنا مدرى الدهر
أنت من نناديك من صِغرنا وحتى مماتنا
والمحراب بعدك ياعلي في بُكاء
وصرخاتنا تتعالى هذا المساء
لبيك يابوحسين لبيك يابو الحسن لبيك يابو زينب
لبيك يا بو العباس لبيك يا علي الزهراء ..
الغوث الغوث خلصنا من الآلمِ ياعلي !
إنا لنا قلوب تسألك خلاص همها
إمسح عليها ولا تحرمها ألطافك !
ولادة الامام علي (عليه السلام) ولد علي (عليه السلام) بصورة نادرة في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب المبارك، قبل البعثة النبوية باثنتي عشرة سنة. جاء في كتاب كشف الغمة حول ولادته ما يأتي: قال يزيد بن قعنب: كنت جالساً مع العباس بن عبدالمطلب (رض) ... بازاء بيت الله الحرام، اذ أقبلت فاطمة بنت اسد أم أميرالمؤمنين (عليه السلام) وكانت حاملا به لتسعة أشهر، وقد أخذها الطلق فقالت: يا رب اني مؤمنة بك، وبما جاء من عندك من رسل وكتب واني مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل وأنّه بنى البيت العتيق فبحق الذي بنى هذا البيت والمولود الذي في بطني إلا ما يسّـرت عليّ ولادتي، فرأيت البيت قد إنشقّ عن ظهره ودخلت فاطمة بنت أسد فيه وغابت عن أبصارنا وعاد الى حاله، وأردنا ان نفتح قفل الباب فلم ينفتح فعلمنا ان ذلك من أمر الله تعالى، ثم خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
علماً ان هذه الحادثة ذكرها علماء المسلمين ومؤرخيهم من أمثال: العلامة سبط ابن الجوزي الحنفي في كتابه تذكرة الخواص، والشيخ الطوسي في أماليه، والشيخ المفيد في الارشاد، والسيد ابن طاووس في الطرائف، والمسعودي في كتابيه إثبات الوصية ومروج الذهب، وغير هؤلاء كثيرون.
ومما ينبغي ذكره هنا أن الفضل والكرامة التي نالها علي (عليه السلام) بولادته في جوف الكعبة لم ينله أحد في تاريخ الانسانية على الاطلاق، وهكذا كان علي (عليه السلام) أول مولود ولد في الكعبة المشرّفة ولم يولد فيها بعده سواه تعظيماً له من الله سبحانه واجلالا.
من روح مُحمدٍ أنت ياعلي
فكيف لك أن ترحل دون زينبَ !
من لها بعدك ياعلي
رحل مُحمد ا
ورحلت الزهراء
وأنت ياعلي
ومن ثم الحسن والحُسين
كيف لقلبها أن يتحمل ؟!
تولّى النبيّ الكريم (ص) بنفسه تربية عليّ (ع ) بعد ولادته، وذلك عندما أتت فاطمة بنت أسد بوليدها المبارك الى رسول اللّه (ص ) فلقيت منه حباً شديداً له، حتى أنه قال لها: «إجعلي مـهـده بـقرب فراشي »، وكان (ص) يطهّر عليّاً أثناء غسله، ويحرك مهده عند نومه، ويناغيه في يقظته، ويتأمّله ويقول : «هذا أخي وولييّ وناصري وصفيّي وذخري وكهفي وصهري ووصيّي وزوج كريمتي وأميني على وصيتي وخليفتي»
ولقد كانت الغاية من هذه العناية النبوية هي توفيرالتربية الصالحة لعليّ(ع)، وأن لا يكون لأحد غير النبي (ص ) دورفي تكوين شخصيته الكريمة(ع) .
«...وقد عـلـمـتم موضعي من رسول اللّه (ص ) بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره، وأنا وليد، يضمّني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسّني جسده ، و يشمّني عُرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه».
واستطاع بهذه المرافقة الكاملة أن يقتطف من ثمار أخلاقه العالية وسجاياه النبيلة الشيء الكثير، وأن يصل - تحت رعاية النبيّ(ص) وعنايته وتوجيهه وقيادته - إلى أعلى ذروة من ذرى الكمال الروحي .
وهذا الإمام أمير المؤمنين (ع ) يشير إلى تلك الأيام القيّمة والرعاية النبوية المباركة المستمرّة؛ إذ يقول :
«... ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر أمّه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به».
تفضيل الإمام علي ( عليه السلام ) على من سواه :يمكننا الاستدلال على تفضيل الإمام علي ( عليه السلام ) على من سوى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بالأدلة الآتية :
الدليل الأول : آية المُبَاهَلَة : لما دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نصارى نَجْران إلى المُباهلة ، ليوضِّح عن حقه ويُبَرهن على ثبوت نُبوّته ، ويدل على عنادهم في مخالفتهم له ، بعد الذي أقامه من الحجة عليهم ، جعل علياً ( عليه السلام ) في مرتبته ، وحكم بأنه عَدله ، وقضى له بأنه نفسه ، ولم يُقلِّل من مرتبته في الفضل ، وساوى بينه وبينه .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) مخبراً عن رَبِّه عزَّ وجلَّ : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ الله عَلَى الْكاذِبِينَ ) [ آل عمران : 61 ] .
فدعا ( صلى الله عليه وآله ) الحسن والحسين ( عليهما السلام ) للمباهلة ، فكانا ابنيه في ظاهر اللفظ ، ودعا فاطمة ( عليها السلام ) وكانت المُعبَّرُ عنها بـ ( نِسَاءنَا ) ، ودعا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فكان المحكوم له بأنه نفس النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
وإذ كان لا يصح دعاء الإنسان نفسه إلى نفسه ولا إلى غيره ، فلم يَبقَ إلا أنه ( صلى الله عليه وآله ) أراد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للتعبير عن النفس ، وإفادة المثل ، والنظير ، ومن يحلّ منه في العِزِّ والإكرام ، والمَودَّة والصيانة ، والإيثار والإعظام والإجلال .
و لو لم يدل من خارج دليل على أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أفضل من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لَقَضى هذا الاعتبار بالتساوي بينهما في الفضل والرتبة ، ولكن الدليل أخرجَ ذلك وبقي ما سواه بمقتضاه .
الدليل الثاني : حُبّه ( عليه السلام ) :
جعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حب علي ( عليه السلام ) حبّاً له وبالعكس .
ومن ذلك أنه ( صلى الله عليه وآله ) جعل حكم موالي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كحكم مواليه ( صلى الله عليه وآله ) ، وحكم معادي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كحكم معاديه ( صلى الله عليه وآله ) ، ولم يجعل بينهما فصلاً بحال ، وكذلك الحُكم في بُغضه وَوِدِّه ( عليه السلام ) .
وقد علمنا أنه ( صلى الله عليه وآله ) لم يضع الحكم في ذلك للمُحاباة ، بل وضعه على الاستحقاق ووجوب العدل في القضاء .
الدليل الثالث : حديث الطائر المشوي :
وهو الحديث المروي في كتب الفريقين عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : ( اللَّهُمَّ ائتِني بأحبِّ خَلقِكَ إليكَ يَأكل مَعي من هَذا الطائر ) .
فجاء علي ( عليه السلام ) ، فلما بَصر به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال :
( وَإِليَّ ) – يعني : أحبّ الخلق إلى الله تعالى وإليه ( صلى الله عليه وآله ) – .
وقد علمنا أن محبة الله تعالى لخلقه إنما هي ثوابه لهم ، وتعظيمه إياهم ، وإكباره وإجلاله لهم .
وإذا ثبت أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أحب الخلق إلى الله تعالى ، فقد وضح أنه أعظمهم ثواباً عند الله وأكرمهم عليه ، و ذلك لا يكون إلا بكونه أفضلهم عملاً ، وأرضاهم فعلاً ، وأجَلّهم في مراتب العابدين .
الدليل الرابع : مقامه ( عليه السلام ) يوم القيامة : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يلي معه الحوض يوم القيامة ، ويحمل بين يديه لواء الحمد إلى الجنة .
وأنه ( عليه السلام ) قَسيم الجنة والنار ، وأنه يعلو معه في مراتب المنبر المنصوب له يوم القيامة للمآب .
وأنه لا يجوز الصراط يوم القيامة إلا من معه براءة من علي ( عليه السلام ) من النار ، وأن ذريته الأئمة الأبرار ( عليهم السلام ) يومئذٍ أصحاب الأعراف .
و قد ثبت أن القيامة محل الجزاء ، وأن الترتيب في الكرامة فيها بحسب الأعمال ، ومقامات الهوان فيها على الاستحقاق بالأعمال .
الدليل الخامس : الأخبار الواردة عن الشيعة بالأفضلية : وهي كثيرة ، نذكر منها ما يلي :
1 - قول الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( أما والله ، لو لم يَخلُق الله علي بن أبي طالب لما كان لفاطمة بِنت رسول الله كفء من الخلق ، آدم فمن دونه ) .
2 - وقوله ( عليه السلام ) : ( كانَ يوسُف بن يعقوب نبي بن نبي بن نبي بن خليل الله وكان صِدِّيقاً رسولاً ، وكان والله أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أفضلُ منه ) .
3 - وقوله ( عليه السلام ) وقد سُئل عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما كانت منزلته من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( لَم يَكُن بَينَهُ وبينَه فضلٌ سِوى الرِّسالة التي أورَدَها ) .
4 - قول الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) جميعاً بالآثار المشهورة ، مثل قولهم :
( لولا رسولُ الله وعلي بن أبي طالب لم يخلق الله سماءً ولا أرضا ، ولا جَنَّة ولا ناراً ) .
وهذا يفيد فضلهما ، وتعلق الخلق في مصالحهم بمعرفتهما ، والطاعة والتعظيم والإجلال لهما ( عليهما السلام ) .
الدليل السادس : الأخبار الواردة عن السنَّة بالأفضلية :
1 - روت العامة من طريق جابر بن عبد الله الأنصاري وأبي سعيد الخدري ( رحمهما الله ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : ( عَليّ خَيرُ البَشَر ) .
2 - روي عن عائشة أنها قالت في الخوارج حين ظهر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عليهم وقَتَلَهُم : ما يمنَعُني مما بيني وبين علي بن أبي طالب أن أقول فيه ما سمعته من رسول الله فيه وفيهم ، سمعتُه يقول : ( هُمْ شَرّ الخَلْق والخَليقَة ، يَقتُلُهم خَيرُ الخَلَق والخَليقَة ) .
3 – روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال :
( عَليّ سَيِّدُ البَشَر ، لا يَشُكّ فيه إِلا كَافِر ) .
وغيرها من الأخبار الكثيرة التي وردت عند العامة .
الدليل السابع : جهاده ( عليه السلام ) :
إذا كان الإسلام أفضل الأديان لأنه أعَم مصلحة للعباد ، كان العملُ في تأييد شرائعه أفضل الأعمال .
وكان الإمام ( عليه السلام ) هو الناصر والمعين للنبي ( صلى الله عليه وآله ) فاقتضى ذلك فضله على كافة من فَاتَه ذلك من السالفين ومن الأمم المتأخرين .
ـ أرض النجف أخبرينا
كيف ستكون لياليكِ بعد أميرها .؟!
مبيت الامام علي (عليه السلام) في فراش النبي (ص): أخبر جبرئيل (عليه السلام) النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بان الله عزّ وجل يأمره بالهجرة الى المدينة فدعا أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخبره بذلك وقال له: أمرني الله عز وجل أن آمرك بالمبيت في فراشي لكي تخفي بمبيتك عليه أثري، فما أنت صانع؟ فقال: أوَ تسلمنّ بمبيتي يانبي الله؟ قال: نعم. فتبسم ضاحكاً وأهوى الى الارض ساجداً.
بات علي (عليه السلام) تلك الليلة في فراش النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) موطّناً نفسه على القتل، وجاءت رجال من قريش لتنفيذ المؤامرة، فلما أرادوا أن يضعوا اسيافهم فيه، وهم لا يشكّون أنه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ايقظوه فرأوه علياً فتركوه وتفرقوا في البحث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وقبل ان يهاجر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اتصل بعلي (عليه السلام) وأمره ان يذهب الى مكة وينادي صارخاً: من كان له قِبل محمد أمانة أو وديعة فليأت فلنؤد إليه أمانته. ثم قال له: انّهم لن يصلوا إليك من الآن ــ يا علي ــ بأمر تكرهه حتى تقدم عليّ، فأدِّ أمانتي على أعين الناس ظاهراً.
وبعد ان استقر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة المنورة كتب الى علي بن ابي طالب (عليه السلام) كتاباً أمره فيه بالمسير إليه.
خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) من مكة بركب الفواطم متجهاً نحو المدينة ومعه فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب، فلحقه جماعة متلثمين من قريش فعرفهم وقال لهم: إني منطلق الى ابن عمي، فمن سرّه أن أفري لحمه وأُهريق دمه فليتبعني أو فليدنُ مني، ثم سار وفي كل مكان ينزل كان يذكر الله مع الفواطم قياما وقعوداً وعلى جنوبهم فلما وصلوا المدينة نزل قوله تعالى (فاستجاب لهم ربهم أني لا أُضيع عمل عامل منكم من ذكراً أو انثى بعضكم من بعض) آل عمران: 195 فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الآية عليهم، فالذكر هو علي (عليه السلام)، والأنثى (الفواطم)، ثم قال لعلي (عليه السلام) يا علي أنت أول هذه الامة ايماناً بالله ورسوله وأولهم هجرة الى الله ورسوله وآخرهم عهداً برسوله، لا يحبك ــ والذي نفسه بيده ــ إلا مؤمن قد امتحن الله قلبه للأيمان، ولا يبغضك إلا منافق أو كافر.
آرى الحُزن يرتسم على سمائكِ يانجف !
اين النور , واين قمره
اين العلم , وأين مصدره
يـ الله وحق علياً أجعلنا سائرين على النهج العلوي
وخُذ بِنا حينما يرفع النعش لنكون مع وحدة زينبَ !
إسلام الرجل اليهودي على يد الإمام علي ( عليه السلام )
خرج عُمَر زمن خلافته إلى المسجد ، فدخل عليه رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إني رجل من اليهود وأنا علامتهم ، وقد أردت أن أسألك عن مسائل إن أخبرتني بها أسلمتُ .
قال عُمَر : ما هي ؟
قال اليهودي : ثلاثة وثلاثة وواحدة ، فإن شئتَ سألتُك ، وإن كان في القوم أحد أعلم منك فأرشدني إليه .
قال عُمَر : عليك بذاك الشاب – يعني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) – .
فأتى علياً ( عليه السلام ) فسأل ، فقال علي ( عليه السلام ) : لِمَ قُلتَ : ثلاثاً وثلاثاً وواحدة ، ألا قلت سبعاً ؟
قال اليهودي : إني إذاً لجاهل ، إن لم تجبني في الثلاث اكتفيت .
قال الإمام علي ( عليه السلام ) : فإن أجبتك تسلم ؟
قال اليهودي : نعم .
قال ( عليه السلام ) : سَلْ .
قال اليهودي : أسألك عن أول حجر وضع على وجه الأرض ، وأول عين نبعت ، وأول شجرة نبتت ؟
قال ( عليه السلام ) : يا يهودي ، أنتم تقولون : أول حجر وضع على وجه الأرض الحجر الذي في بيت المقدس ، وكذبتم ، هو ( الحجر الأسود ) الذي نزل مع آدم ( عليه السلام ) من الجنَّة .
قال اليهودي : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : وأما العين ، فأنتم تقولون : إن أول عين نبعت على وجه الأرض : العين التي ببيت المقدس ، وكذبتم ، وهي العين التي شَرِبَ منها الخضر
( عليه السلام ) ، وليس يشرب منها أحد إلا حَيَيَ .
قال اليهودي : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
قال علي ( عليه السلام ) : وأما الشجرة ، فأنتم تقولون : إن أول شجرة نبتت على وجه الأرض الزيتون ، وكذبتم ، هي العجوة – نوع من التمر – نزل بها آدم ( عليه السلام ) من الجنة .
قال اليهودي : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
ثم قال : والثلاث الأخرى ، كم لهذه الأمة من إمام هدىً ، لا يضرُّهم من خذلهم ؟
قال الإمام ( عليه السلام ) : إثنا عشر إماماً .
قال اليهودي : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
قال : وأين يسكن نبيكم في الجنة ؟
قال الإمام ( عليه السلام ) : في أعلاها درجة ، وأشرفها مكاناً ، في جنَّات عدن .
قال : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
قال : فمن ينزل معه في منزله ؟
قال ( عليه السلام ) : إثنا عشر إماماً .
قال : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
قال : قد بقيت السابعة ، كم يعيش وصيه بعده ؟
قال الإمام ( عليه السلام ) : ثلاثين سنة .
قال : ثم هو يموت أو يقتل ؟
قال ( عليه السلام ) : يضرب على قرنه فتخضَّب لحيته .
قال : صدقت والله ، إنه لَبِخَطِّ هارون وإملاء موسى ( عليهما السلام ) .
ثم بعد ذلك أسلم اليهودي وَحَسُنَ إسلامُهُ .
من ذا يُنادي علي .. ولا يُجيبه !!
من ذا يَستغيث بعلي .. ولا يُغثيه !!
علي .. علي .. انآديك أنا .. فهل آنت لي مُجيب !!؟
آداب الأخوة عند الإمام علي ( عليه السلام )
شَذَرات من أقواله ( عليه السلام ) في ما يجب أن تكون عليه الأخوة في الله .
الحديث الأول : يقول ( عليه السلام ) : الناسُ إخوان ، فمن كانت أخوَّته في غير ذات الله فهي عداوة ، وذلك قوله عزَّ وجلَّ : ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) الزخرف 67 .
الحديث الثاني : ويقول ( عليه السلام ) : ( مَن قَلَّب الإخوان عَرف جَواهر الرِّجال ) .
الحديث الثالث : ويقول ( عليه السلام ) : ( اِمحض أخاكَ النصيحة ، حسنةً كانت أم قبيحةً ، ساعده على كُلِّ حالٍ ، وزِلْ معه حيث ما زَالَ ، فلا تَطلبْنَ منه المجازاة ، فإنَّها من شِيَم الدّناة ) .
الحديث الرابع : ويقول ( عليه السلام ) : ( ابذِلْ لصديقك كل المودَّة ، ولا تبذل له كل الطمأنينة ، وأعطِهِ كلَّ المواساة ، ولا تفضي إليه بكُلِّ الأسرار ، تُوفي الحكمة حقَّها ، والصديق واجبَه ) .
الحديث الخامس : ويقول ( عليه السلام ) : ( لا يَكونَنَّ أخوك أقوى منك على مَودَّتِك ) .
الحديث السادس : ويقول ( عليه السلام ) : ( البَشاشة فَخّ المودة ، والمودَّة قرابة مُستَفادة ) .
الحديث السابع : ويقول ( عليه السلام ) : ( لا يُفسِدُك الظنُّ على صديقٍ أصلحَهُ لك اليقينُ ) .
الحديث الثامن : ويقول ( عليه السلام ) : ( كَفى بِكَ أدباً لِنَفسك ما كرهتَه لِغَيرك ) .
الحديث التاسع : ويقول ( عليه السلام ) : ( لأخيك عَليكَ مِثل الَّذي لكَ عليه ) .
الحديث العاشر : ويقول ( عليه السلام ) : ( لا تُضيِّعَنَّ حقَّ أخيك اتِّكالاً على ما بينك وبينه ، فإنَّه ليس لك بأخ من ضَيَّعتَ حقَّه ، ولا يَكُن أهلك أشقى الناس بك ) .
الحديث الحادي عشر : ويقول ( عليه السلام ) : ( اِقبلْ عُذرَ أخيك ، وإنْ لم يكن لهُ عذرٌ فالتَمِسْ لَهُ عُذراً ) .
الحديث الثاني عشر : ويقول ( عليه السلام ) : ( لا يُكلِّف أحدكم أخَاه الطَّلَب إذا عَرفَ حَاجَتَه ) .
الحديث الثالث عشر : ويقول ( عليه السلام ) : ( لا تَرغَبَنَّ فيمن زَهد فيك ، ولا تَزهدَنَّ فيمَن رَغب فيك ) .
الحديث الرابع عشر : ويقول ( عليه السلام ) : ( لا تكثرنَّ العِتاب فإنه يورثُ الضَّغينة ، ويجرُّ إلى البغضة ، و كثرته من سوء الأدب ) .
الحديث الخامس عشر : ويقول ( عليه السلام ) : ( اِرحم أخاكَ وإنْ عَصَاك ، وصِلْهُ و إِنْ جَفَاك ) .
الحديث السادس عشر : ويقول ( عليه السلام ) : ( اِحفِظ زَلَّة وَليِّك ، لوقت وَثْبة عَدوِّك ) .
الحديث السابع عشر : ويقول ( عليه السلام ) : ( مَنْ وعظ أخاه سِرّاً ، فقد زَانَه ، ومن وعَظَه عَلانيةً فقد شَانَه ) .
الحديث الثامن عشر : ويقول ( عليه السلام ) : ( مِن كَرَم المرءِ بُكاؤه على ما مضى مِن زَمانه ، وحَنِينه إلى أوطانه ، وَحِفظ قَدِيمِ إِخوانِه ) .
أ يكون للقلوب المُتعبه دواءُ غير إسم علي ؟!
أ لنا تعباً ونحنُ علويون الخُطى !
بك ياعلي بك ياعلي بك ياعلي
نرفع آلامنا همومنا أحزاننا
ونلقى من الله كُل إجابه ...
من حكم الإمام علي (عليه السلام) ووصاياه
قال ( عليه السلام ) في طلب العلم :
1 - أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به ، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال ، إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه ، والعلم مخزون عند أهله قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه .
2 - إن للعالم ثلاث علامات : العلم ، والحلم ، والصمت ، وللمتكلف ثلاث علامات : ينازع من فوقه بالمعصية ، ويظلم من دونه بالغلبة ، ويظاهر الظلمة .
ومن كلماته القصار ( عليه السلام ) :
1 - كن سمحاً ولا تكن مبذراً وكن مقدراً ولا تكن مقتراً .
2 - لا تستحي من إعطاء القليل ، فإن الحرمان أقل منه .
3 - عجبت للبخيل الذي يستعجل الفقر الذي هرب منه .
4 - الصبر صبران : صبر على ما يكره ، وصبر على ما يحب ، والصبر من الإيمان كالرأس من الجسد ، ولا خير في جسد لا رأس معه ، ولا في إيمان لا صبر معه .
5 - ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب ، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب .
6 - من لم يملك لسانه يندم ، ومن لا يتعلم يجهل ، ومن لا يتحلم لا يحلم ، ومن لا يرتدع لا يعقل ، ومن لا يعقل يهن ، ومن يهن لا يوقر .
7 - التدبير قبل العمل يؤمنك الندم .
8 - في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق .
9 - احسبوا كلامكم من أعمالكم يقل كلامكم إلا في الخير .
10 - لا يكونن المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء ، فإن ذلك تزهيد لأهل الإحسان في الإحسان ، وتدريب لأهل الإساءة على الإساءة ، فالزم كلاً منهم ما ألزم نفسه أدباً منك . [ نهج البلاغة ] .
من للقلب بعدك ياعلي
نمشي بالآحزان هذه المساء
ونحن في إستماع لِنداء السماء
يا من تعشق إسم علي
من بروحه يفدي مولاه عند ضربة اللعين !
جرح الامام علي (عليه السلام)
بعد التحكيم الذي جرى في حرب صفين تمردت فئة على الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وسمّيت هذه الفئة الخوارج، واعطاهم الإمام ( عليه السلام ) الفرص الكثيرة ليعودوا إلى رشدهم لكنهم استمروا في غيّهم وقاموا بتشكيل قوة عسكرية واعلنوا استباحتهم لدم الإمام علي ( عليه السلام ) ودماء المنتمين إلى عسكره، واستعدوا لمنازلة جيش الإمام، فقاتلهم الإمام، وقضى عليهم في معركة النهروان.
وكان جماعة من الخصوم ـ الذين يؤيدون الأفكار المنحرفة للخوارج ـ قد عقدوا اجتماعاً في مكة المكرمة، وتداولوا في أمرهم الذي انتهى إلى أوخم العواقب، فخرجوا بقرارات كان أخطرها اغتيال أمير المؤمنين ( عليه السلام )، وقد أوكل أمر تنفيذه للمجرم الاثيم عبد الرحمن بن ملجم المرادي، وفي صبيحة اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام 40 هـ امتدت يد اللئيم المرادي إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إذ ضربه بسيفه في صلاة نافلة الفجر في مسجد الكوفة الشريف، بينما كانت الأمة آنذاك تتطلع إلى النصر على قوى البغي والضلال التي يقودها معاوية في الشام.
لقد بقي الإمام علي ( عليه السلام ) يعاني من تلك الضربة اللئيمة ثلاثة أيام، عهد خلالها بالإمامة إلى ولده الحسن السبط ( عليه السلام )، وطوال تلك الأيام الثلاثة كان ( عليه السلام ) يلهج بذكر الله والرضا بقضائه والتسليم لأمره، كما كان يصدر الوصيّة تلو الوصيّة، داعياً لإقامة حدود الله عزّوجل، محذراً من الهوى والتراجع عن حمل الرسالة الإسلامية وبهذه المناسبة نقتطف جزءً من وصيته التي خاطب بها الحسن والحسين ( عليهما السلام ) وأهل بيته وأجيال الأمة الإسلامية في المستقبل:
« كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً. أوصيكم، وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي، بتقوى الله، ونظم أمركم، وصلاح ذات بينكم .... الله الله في الأيتام... الله الله في جيرانكم.... الله الله في القرآن .... الله الله في بيت ربكم، لا تخلوه ما بقيتم ... الله الله في الجهاد بأموالكم وانفسكم وألسنتكم في سبيل الله وعليكم بالتواصل والتباذل، وإياكم والتدابر والتقاطع، لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم .... .
قلب الحُجه في إفتجاع هذا المساء
وعلياً للسماء راحلاً
والزهراء لنا مُناديه من بروحهِ يفدي أميره ؟!
كُلنا ننادي لبيك ياعلي لبيك ياعلي لبيك ياعلي
شهادة الامام علي (عليه السلام)
في فجر اليوم التاسع عشر، من شهر رمضان المبارك، عام (40 هـ)، إمتدت يد اللئيم ابن ملجم إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، إذ ضربه بسيفه المسموم وهو يصلي في مسجد الكوفة.
وقال ابن الاثير: أًدخل ابن ملجم على أمير المؤمنين ( عليه السلام )، وهو مكتوف فقال: أي عدو الله ألم أحسن إليك، قال: بلى قال ( عليه السلام ). فما حَملَك على هذا؟! قال ابن ملجم: شحذته أربعين صباحاَ [ يقصد بذلك سيفه ]، وسألت الله أن يقتل به شر خلقه، قال علي ( عليه السلام ): لا أراك إلا مقتولا به، ولا أراك إلا من شر خلق الله، ثم قال ( عليه السلام): النفس بالنفس إن هلكت فاقتلوه كما قتلني، وان بقيت رأيت فيه رأيي، يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين، تقولون قتل أمير المؤمنين ألا لا يُقتلن إلا قاتلي، أنظر يا حسن إذا أنا متّ من ضربتي هذه، فاضربه ضربة بضربة، ولا تمثـلن بالرجل، فاني سـمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أياكم والمثلة ولو بالكلب العقور.
لقد بقي الإمام علي ( عليه السلام) يعاني من ضربة المجرم الأثيم ابن ملجم، ثلاثة أيام، عهد خلالها بالإمامة إلى ابنه الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام)، وطوال تلك الايام الثلاثة كان ( عليه السلام ) يلهج بذكر الله، والرضا بقضائه، والتسليم لأمره، كما كان يُصدر الوصية تلو الوصية، داعياً إلى إقامة حدود الله عزوجل، محذراً من اتباع الهوى والتراجع عن حمل الرسالة الإسلامية.
واخيراً، وفي الحادي والعشرين من شهر رمضان من عام ( 40 هـ) كانت النهاية المؤلمة لهذا الإمام العظيم، الذي ظُلم خلال حياته ظلامتين كبيرتين، أولهما إقصاؤه عن الخلافة من قبل مبغضيه، والثانية اغتياله في شهر الله الذي هو أفضل الشهور، ليمضي إلى ربه مقتولاُ شهيداً، حيث كانت مصيبة فقده ( عليه السلام ) من أشد المصائب، التي تعرضت لها الأمة الإسلامية، من بعد مصيبة فقدان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).