تفسير تفسير فرات الكوفي/ فرات الكوفي (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق
عن ربيعة بن ناجذ قال: سمعت (أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: علياً) عليه السلام يقول: في نزلت هذه الآية: { ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون }.
وفي المعاني عن النبي صلّى الله عليه وآله انّه قال في هذه الآية الصدود في العربيّة الضّحك.
عن ربيعة بن ناجذ: " عن [أمير المؤمنين] علي [بن أبي طالب] عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي إن فيك مثلاً من عيسى بن مريم إن اليهود أبغضوه حتى بهتوه وإن النصارى أحبوه حتى جعلوه إلها، ويهلك فيك رجلان: محب مفرط [ر، أ: مطري] ومبغض مفتر [ي] قال المنافقون ما قالوا (يالوا) ما رفع بضبع ابن عمه، جعله مثلاً لعيسى بن مريم عليه السلام وكيف يكون هذا؟! وضجوا ما قالوا. فأنزل الله [تعالى هذه الآية]: { ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون } " قال: [ر، أ: أي] يضجون. قال: وفي قراءة أبي [بن كعب]: يضجون.
عن عمرو بن عمير عن أبيه قال: " بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً إلى شعب فأعظم فيه الفناء فلما أن جاء قال: يا علي قد بلغني نباؤك والذي صنعت وأنا عنك راض. قال: فبكى علي [عليه السلام] قال فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:ما يبكيك يا علي أفرح أم حزن؟ قال: بل فرح ومالي لا أفرح يا رسول الله وأنت عني راض. قال النبي [صلى الله عليه وآله وسلم]: أما وان الله وملائكته وجبرئيل وميكائيل عنك راضون، أما والله لولا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت اليوم فيك قولاً لا تمر بملأ منهم قلوا أو كثروا إلا قاموا إليك يأخذون التراب من تحت قدميك يلتمسون في ذلك البركة. قال. فقال قريش: ما رضي حتى جعله مثلاً لابن مريم!. فأنزل الله [تعالى]: { ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون } " قال: يضجون.
وجاء في تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق
وفي المناقب عن النبي صلّى الله عليه وآله قال يدخل من هذا الباب رجل اشبه الخلق بعيسى فدخل عليّ فضحكوا من هذا القول فنزل ولمّا ضُرِبَ الآيات.
وفي المجمع عن امير المؤمنين عليه السلام قال جئت الى النبي صلّى الله عليه وآله يوماً فوجدته في ملأ من قريش فنظر اليّ ثم قال يا عليّ انّما مثلك في هذه الأمّة كمثل عيسى بن مريم احبّه قوم فافرطوا في حبّه فهلكوا وأبغضه قوم وافرطوا في بغضه فهلكوا واقتصد فيه قوم فنجوا فعظم ذلك عليهم وضحكوا وقالوا يشبّهه بالانبياء والرسل فنزلت هذه الآية، وفي التهذيب في دعاء يوم الغدير المرويّ عن الصادق عليه السلام فقد اجبنا داعيك النذير المنذر محمداً عبدك ورسولك الى عليّ بن ابي طالب عليه السلام الذي انعمت عليه وجعلته مثلاً لبني اسرائيل انّه امير المؤمنين عليه السلام ومولاهم ووليّهم الى يوم القيامة يوم الدين فانّك قلت ان هو الاّ عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني اسرائيل.