العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

ramialsaiad
عضو برونزي
رقم العضوية : 50447
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 506
بمعدل : 0.09 يوميا

ramialsaiad غير متصل

 عرض البوم صور ramialsaiad

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Waz13 أول الخلفاء الإثنى عشر هو الإمام علي بن أبي طالب
قديم بتاريخ : 14-02-2011 الساعة : 09:31 PM


أول الخلفاء الإثنى عشر هو الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام

الكاتب : الدكتور الشيخ جعفر الباقري
يلاحظ القارئ لحديث ( الخلفاء الإثني عشر ) عند اطلالته الأولية عليه أنَّ الدائرة التي تشمل هؤلاء الخلفاء قد تبدو واسعةً إلى حدٍ ما ، و لكن ، و من خلال النظر في القواسم المشتركة بين هياكل الحديث اللفظية المتنوعة التي أشرنا إليها سابقاً ، و من خلال الإطّلاع على القيود و المخصّصات الإضافية التي وردت على لسان طائفة معتدّ بها بنفس هذا المضمون . . من خلا هذا نستطيع وفقاَ للسير العلمي الإنتقال من تلك الدائرة الواسعة إلى دائرة أضيق ، و نقف على المقصود الواقعي من الحديث ، و تحديد هوية الأشخاص الذين أشار إليهم رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و آلِهِ و سَلَّمَ ) من خلاله .
و من المفردات الأخرى التي تتجه بالحديث نحو هذا المسار من التحديد و التخصيص النصوص التي دلّت على أنَّ أول ( الخلفاء الإثنى عشر ) المقصودين بهذا الحديث هو علي بن أبي طالب ( عَليهِ السَّلامُ ) .
و مما لا يقبل الريب أنَّ جميع ما أستفيد من الأحاديث المتقدمة من إستنتاجات ينطبق على علي بن أبي طالب ( عَليهِ السَّلامُ ) تمام الإنطباق ، و يتجسد فيه بأجلى الصور و أوضحها ، فلنعد ، و ننظر في تلك القواسم المشتركة لنرى دقّة هذا التوافق و الإنسجام :
أولاً : عليُّ من قريش
إنّ الأحاديث المتقدمة قد نصّت على أنَّ ( الخلفاء الاثني عشر ) من ( قريش ) ، و علي بن أبي طالب ( عَليهِ السَّلامُ ) كذلك كما لا يخفى ، و أمّا الأحاديث التي دلّت على أنَّهم من ( بني هاشم ) ، فهي تكرّس هذه الحقيقة أيضا ، و تضيف إليها ما يوطدها ، و يؤكدها بشكل أوثق .
ثانياً : عليٌّ يتكفل حفظ الكيان الإسلامي
إنّ الأحاديث المتقدمة نصّت على أنَّ ( الخلفاء الإثني عشر ) يحفظون بقاء الإسلام و الأمر منيعاً ، عزيزاً ، قائماً ، صالحاً ، ماضياً ، مستقيماً ، ظاهراً ، منتصراً ، و لا يمكن لهذه الحقيقة أن تتخطى بطل الإسلام الأول علي بن أبي طالب ( عَليهِ السَّلامُ ) الذي ما فتيء يدافع عن رسالة الإسلام ، و يذّب عنها ، و يضحي من أجلها بكلّ وجوده .
فهو نجيّ رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و آلِهِ و سَلَّمَ )
[1] ، و موضع سرِّه ، و قد كان له منزلة من رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و آلِهِ و سَلَّمَ ) لم تكن لأحدٍ من الخلائق في هذا الخصوص .
و كان علي ( عَليهِ السَّلامُ ) آخر الناس عهداً برسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و آلِهِ و سَلَّمَ )
[2] .
و كان ( عَليهِ السَّلامُ ) أول الناس به ( صَلّى اللهُ عليهِ و آلِهِ و سَلَّمَ ) لحوقاً و اشدهم به لزوقاً
[3] .
و هو الذي آخاه رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) من بين جميع المهاجرين والأنصار
[4] ، و هو الذي اختاره الله تعالى له ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) [5] .
و هو أعلم الناس بعد رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) ، كما تضافرت بذلك النصوص القاطعة الصريحة في مصادر ( مدرسة الصَّحابة )
[6] .
و قد رشَّحه رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) للمواقف الإسلامية الفاصلة ، و المهامّ الرسالية الكبرى من بين المسلمين قاطبةً .
فمن ذلك مبيته ( عَليهِ السَّلامُ ) على فراش النبي الخاتَم ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) ليلة الهجرة ليحميه من الأعداء ، و يذبُّ عنه بمهجته ، و يؤثره بالحياة ، حتى باهى الله تعالى به الملائكة
[7] .
و منها أنه ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) هدد الكفار به ( عَليهِ السَّلامُ ) ، ليضرب رقابَهم على الدين و هم مجفلون إجفال النعم
[8] .
ومنها أنَّه ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) دفع له ( عَليهِ السَّلامُ ) الراية يوم خيبر ، و وصفه بأنَّه يحبُّ اللهَ و رسولَه ، و يحبُّه اللهُ ورسولُه ، يفتح الله له ، ليس بفرّار ، و هو إذ ذاك أرمد العينين
[9] .
و منها أنه ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) أسند إليه ( عَليهِ السَّلامُ ) تبليغ سورة براءة
[10] . . . و غير ذلك من المهام الكبرى التي رقى إليها بطل الإسلام علي بن أبي طالب ( عَليهِ السَّلامُ ) .
إنَّ كل هذا يشير بمجموعه إلى عين الحقيقة التي وردت في حديث ( الخلفاء الإثنى عشر ) الذين افتُرض فيهم أن يكونوا حماةً للدين ، و روّاداً لمسيرة الرسالة الإسلامية ، و حفظة لتعاليمها المقدسة ، بحيث يبقى أمر الإسلام منيعاً ، عزيزاً ، قائماً ، صالحاً ، ماضياً ، مستقيماً ، ظاهراً ، منتصراً ، على حد تعبير الأحاديث المتقدمة .
و لا يفوتنا الإشارة في هذا المقام إلى أنَّ ما ذكرناه سابقاً لمعنى الحفظ الواقعي لمبادئ الإسلام و تعاليمه ، و أنَّه لا ينحصر في مسألة استلام السلطة ، و تقلّد مهام الحكم الإسلامي ظاهرياً .
و عند العودة إلى ما ذكرناه آنفا من تفسير الحفظ ، و الصيانة ، و المنعة ، و العزّة ، و القيمومة ، و الصلاح ، و المضي ، و الاستقامة ، و الظهور التي ورد ذكرها في روايات ( الخلفاء الإثنى عشر ) و أنَّه لا ينحصر في مسألة استلام السلطة ، و تقلّد مهام الحكم الإسلامي ظاهراً ، و إن كان ذلك ممكنا معه . . نجد أنَّ هذا التفسير يتجلى بكل وضوح في المواقف و المبادرات التي كان يتقدم فيها الإمام علي ( عَليهِ السَّلامُ ) ليصحح الأخطاء التي قد يقع فيها من استلم الخلافة الإسلامية الظاهرية قبله ، و تلافي كلّ ما يمكن له تلافيه من الإنحرافات التي تعترض مسيرة الشريعة الإسلامية ، و مراقبة التشريع و مبادئه عن كثب ، و معالجة كلّ حالة يمكن أن تخطو باتجاه التحريف ، و الخروج عن السنّة النبوية القاطعة .
و من الطبيعي أنَّ هذا السلوك المسؤول الذي يمارسه الإمام علي ( عَليهِ السَّلامُ ) تجاه التشريع الإسلامي على الرّغم من أنّه لم يكن متصدياً لشؤون الحكم لا يعني إلاّ تكريس الحقيقة التي أكّدها رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) في حديث ( الخلفاء الإثنى عشر ) من أنَّ هؤلاء الخلفاء سيقومون بهذا الدور طيلة مسيرة الرسالة ، و في مختلف الظروف التي تكتنف بها ، و في مختلف العصور و الأزمنة ، و إلى حين قيام الساعة .
إنَّ ممارسة ( الخلفاء الإثني عشر ) لدورهم الريادي هذا ، و أدائهم لمهام الخلافة التي أنيطت بهم كانت تمارس بغض النظر عن كونهم يجدون الطريق للإمساك بزمام الحكم الشرعي كما حدث في عهد الإمام علي ( عَليهِ السَّلامُ ) بعد مقتل عثمان ، فتجتمع بذلك الوظيفتان ، أو أنَّ الظرف تحول بينهم و بين ذلك ، فيبقى على عاتقهم الإضطلاع بالدور الحقيقي و الأساسي الموكل بهم ، كما حدث لعلي ( عَليهِ السَّلامُ ) في فترة استلام ( أبي بكر ) ، و ( عمر ) ، و ( عثمان ) للخلافة من قبله ، و كما حدث لبقيّة خلفاء الرسول إجمالاً .
ثالثاً : عليٌّ خليفة الرسول و وصيُّه
إنَّ الأحاديث المتقدمة قد نصّت جميعاً من خلال هياكلها اللفظية المتنوعة على كون هؤلاء ( الخلفاء الإثنى عشر ) هم خلفاء ، و أمراء ، و أوصياء لرسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) ، و قد تضافرت أحاديث أخرى عنه ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) تؤكد على كون علي بن أبي طالب ( عَليهِ السَّلامُ ) وصيّاً ، و خليفة على الأمّة من بعده ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) ، و تأمر المسلمين باتباعه ، و اقتفاء أثره ، و الأخذ عنه .
و بما أنَّ الأحاديث التي وردت عن رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) بهذا الصدد أحاديث غفيرة جداً ، و قد ذكرتها الكتب المتخصصة بهذا الشأن . . فنحن سوف نقتصر على ذكر الأهم منها في مصادر مدرسة الخلفاء على سبيل المثال .
فمن الأحاديث التي دلت علي كون علي بن أبي طالب ( عَليهِ السَّلامُ ) وصيّاً و خليفة لرسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) من بعده ما رواه ( الطبراني ) في ( المعجم الكبير ) عن ( عباية بن ربعي ) عن ( أبي أيوب الأنصاري ) من أنّ رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) قد قال لفاطمة ( عَليها السَّلامُ ) :
( أما علمتِ أنَّ الله عزَّ و جلَّ اطَّلع إلى أهل الأرض ، فاختار منهم أباكِ ، فبعثه نبيّاً ، ثمَّ اطَّلع الثانية ، فاختار بعلكِ ، فأوحى إليَّ ، فأنكحتُه ، و اتخذتُه وصيّاً )
[11] .
و روى ( الطبراني ) أيضاً عن ( أبي سعيد الخدري ) عن ( سلمان ) أنَّه قال :
( قلت : يا رسول الله ، لكلِّ نبيٍّ وصي ، فمن وصيُّك ؟ فسكت عني ، فلمّا بعد رآني فقال :
ـ يا سلمان!
فأسرعت إليه ، و قلت :
ـ لبيك! فقال ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) :
ـ تعلّم مَن وصيّ موسى ؟ قلت :
ـ نعم ، يوشع بن نون ، قال ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) :
ـ لم ؟ قلت :
ـ لأنَّه كان أعلمهم ، قال ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) :
ـ فانَّ وصيي ، و موضع سرّي ، و خير من اترك بعدي ، و ينجز عدتي ، و يقضي ديني ، علي بن أبي طالب )
[12] .
و جاء في ( مسند أحمد بن حنبل ) عن ( الأعمش ) عن ( المنهال ) عن ( عباد بن عبد الله الأسدي ) عن علي ( عَليهِ السَّلامُ ) أنه قال :
( لما نزلت هذه الآية ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ
[13] ، قال : جمع النبي ( صَلّى اللهُ عليهِ واله و سلم ) من أهل بيته ، فاجتمع ثلاثون ، فأكلوا ، و شربوا ، قال : فقال لهم :
ـ من يضمن عني ديني و مواعيدي ، و يكون معي في الجنة ، و يكون خليفتي في أهلي ؟
فقال رجل :
ـ يا رسول الله ! أنت كنت بحراً ، من يقوم بهذا ؟
قال : فعرض ذلك على أهل بيته ، فقال عليٌّ رضي الله عنه :
ـ أنا )
[14] .
و قد نقلت حادثة ( الدار ) هذه الكتب التأريخية المعتبرة لدى مدرسة الخلفاء ، و جاء في ( الكامل ) لـ ( ابن الأثير ) و ( تأريخ الطبري ) :
( إنَّ رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ واله و سلم ) أخذ بعد ذلك برقبة علي و قال :
ـ إنَّ هذا أخي ، و وصيي ، و خليفتي فيكم ، فاسمعوا له و أطيعوا .
فقام القوم يضحكون ، و يقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع )
[15] !
و ورد أيضا في ( المعجم الكبير ) بإسناده إلى ( ابن عمر ) أنّه قال :
( بينما أنا مع النبي ( صَلّى اللهُ عليهِ واله و سلم ) في ظل بالمدينة ، و هو يطلب علياً رضي الله عنه ، إذا انتهينا إلى حائط ، فنظرنا فيه ، فنظر إلى علي و هو نائم في الأرض ، و قد اغبرَّ فقال :
ـ لا ألوم الناس يكنّونك أبا تراب !
فلقد رأيت علياً تغيَّر وجهه ، و اشتد ذلك عليه ، فقال :
ـ ألا أرضيك يا علي ؟! قال :
ـ بلى يا رسول الله ! قال ( صَلّى اللهُ عليهِ واله و سلم ) :
ـ أنت أخي و وزيري ، تقضي ديني ، و تنجز موعدي ، و تبرئ ذمتي ، فمن أحبَّك في حياةٍ مني فقد قضي نحبه ، و من أحبَّك في حياة منك بعدي ختم الله له بالأمن و الإيمان ، و من أحبَّك بعدي ولم يركَ ختم الله له بالأمن و الإيمان ، و آمنه يوم الفزع الأكبر ، و من مات و هو يبغضك يا علي مات ميتة جاهلية ، يحاسبه الله بما عمل في الإسلام )
[16] .
و في ( مسند أحمد بن حنبل ) عن ( سعد ) أنَّه قال :
( لما خرج رسول الله في غزوة تبوك خلَّف علياً رضي الله عنه ، فقال :
ـ أتخلفني ؟ قال له :
ـ أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنَّه لا نبي بعدي )
[17] ؟!
و في ( حلية الأولياء ) ، و ( تأريخ ابن عساكر ) ، و ( شرح نهج البلاغة ) عن ( أنس ) :
( أنَّ الرسول توضأ ، و صلّى ركعتين ، و قال له :
ـ أول من يدخل عليك من هذا الباب إمام المتقين ، و سيد المسلمين ، و خاتم الوصيين .
فجاء علي ، فقال ( صَلّى اللهُ عليهِ و سلم ) :
ـ مَن جاء يا أنس ؟ فقلت :
ـ علي !
فقام إليه مستبشرا فاعتنقه . . )
[18] .
و في ( تأريخ دمشق ) و ( الرياض النضرة ) عن ( بريدة الأسلمي ) أنَّه قال :
( قال النبي صَلّى اللهُ عليهِ واله و سلم :
ـ لكلّ نبيٍّ وصي و وارث ، و إنَّ علياً وصيي و وارثي )
[19] .
و بنفس هذا المعنى وردت الأحاديث التي تعبّر عن علي بن أبي طالب ( عَليهِ السَّلامُ ) بأنَّه وليُّ كلِّ مؤمن و مؤمنة ، و تأمر المسلمين باتباعه ، و موالاته ، لتقلِّده هذا المنصب الرسالي العظيم ، و من أشهر هذه النصوص ( حديث الغدير ) المروي بتواتر في كتب المدرستين ، و كنموذج لهذا الحديث نورد ما روى في ( مسند أحمد بن حنبل ) باسناده إلى ( سعيد بن وهب ) و ( زيد بن يثيع ) أنَّهما قالا :
( نشدَ عليٌّ الناسَ في الرحبة :
ـ من سمع رسول الله يقول يوم غدير خُم إلاّ قام ؟
قال : فقام من قبل سعيد ستة ، و من قبل زيد ستة ، فشهدوا أنَّهم سمعوا رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ واله و سلم يقول لعلي رضي الله عنه يوم غدير خم :
ـ أليس الله أولى بالمؤمنين ؟ قالوا :
ـ بلى ، قال :
ـ اللهم مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، اللهمَّ والِِ مَن والاه ، و عادِ مَن عاداه ، و انصر مَن نصره ، و اخذل مَن خذله )
[20] .
و ورد في ( سنن الترمذي ) بإسناده إلى ( عمران بن حصين ) أنَّه قال :
( بعث رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ واله و سلم جيشاً ، و استعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فمضي في السرية ، فأصاب جارية فأنكروا عليه ، و تعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ و واله سلم فقالوا :
ـ إذا لقينا رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ و سلم أخبرناه بما صنع علي . .
فأقبل رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ واله و سلم ، و الغضب يعرف في وجهه ، فقال :
ـ ما تريدون من علي ؟ ما تريدون من علي ؟ ما تريدون من علي ؟ إنَّ علي مني ، و أنا منه ، و هو ولي كل مؤمن بعدي )
[21] .
و في ( شواهد التنزيل ) لـ ( الحسكاني ) عن ( ابن عباس ) في قوله تعالى :
﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ
[22] أنه قال :
ـ ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ ...
[23] : يعني ناصرُكم الله ، ﴿ ... وَرَسُولُهُ ... [24] : يعني محمداً صَلّى اللهُ عليهِ واله و سلم ، ثمَّ قال : ﴿ ... وَالَّذِينَ آمَنُواْ ... [25] فخصَّ من بين المؤمنين علي بن أبي طالب فقال : ﴿ ... الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ ... [26] : يعني يتمّون وضوءها ، و قراءتها ، و ركوعها ، و سجودها ، ﴿ ... وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ [27] : و ذلك أنَّ رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ واله و سلم صلّى يوماً بأصحابه صلاة الظهر ، و انصرف هو و أصحابه ، فلم يبقَ في المسجد غير علي قائماً يصلّي بين الظهر و العصر ، إذ دخل عليه فقير من فقراء المسلمين ، فلم يرَ في المسجد أحداً خلا علياً ، فأقبل نحوه فقال : يا ولي الله ، بالذي تصلّى له أن تتصدق عليَّ بما أمكنك ، و له خاتم عقيق يماني أحمر ، كان يلبسه في الصلاة في يمينه ، فمدَّ يده فوضعها على ظهره ، و أشار إلى السائل بنزعه ، فنزعه و دعا له ، و مضى ، و هبط جبرئيل ، فقال النبي صَلّى اللهُ عليهِ و سلم لعلي :
ـ لقد باهى الله بك ملائكته اليوم ، اقرأ :
﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ ...
[28][29] .
و روى ( أحمد بن حنبل ) بإسناده إلى ( بريدة ) أنَّه قال :
( بعث رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ و سلم بعثين إلى اليمن ، على أحدهما علي بن أبي طالب ، و على الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا إلتقيتم فعليُّ على الناس ، و إن افترقتما فكلّ واحد منكما على جنده ، قال : فلقينا بني زيد من أهل اليمن ، فاقتتلنا فظفر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة ، و سبينا الذرية ، فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه ، قال بريدة : فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ و سلم يخبره بذلك ، فلما أتيت النبي صَلّى اللهُ عليهِ و سلم دفعتُ الكتاب ، فقرئ عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ و سلم ، فقلت :
ـ يا رسول الله ! هذا مكان العائذ ، بعثتني مع رجل و أمرتني أن أطيعه ، ففعلتُ ما أرست به .
فقال رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ و سلم :
ـ لا تقع في علي فإنَّه مني ، و أنا منه ، و هو وليُّكم بعدي ، و إنَّه مني ، و أنا منه ، و هو وليُّكم بعدي )
[30] .
ولنقرأ ما يرويه لنا ( ابن عباس ) حول منزلة علي بن أبي طالب ( عَليهِ السَّلامُ ) في الإسلام ، و رعاية الرسول الخاصة به ، و إعداده الإعداد النيابي الذي يمثِّل الخليفة ، و الوصي ، على أمور الدين من بعده ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) بكلّ ما لهذه الخلافة و الوصاية من معنى .
فقد جاء في ( المعجم الكبير ) لـ ( الطبراني ) بإسناده إلى ( عمرو بن ميمون ) أنَّه قال ما نصّه :
( كنّا عند ابن عباس ، فجاءه سبعة نفر ، و هو يومئذٍ صحيح قبل أن يعمى ، فقالوا : يا بن عباس ، قم معنا ، أو قال : أخلوا يا هؤلاء ، قال : بل أقوم معكم ، فقام معهم ، فما ندري ما قالوا ، فرجع ينفض ثوبه و يقول : أفٍ أفٍ ، وقعوا في رجلٍ قيل فيه ما أقول لكم الآن ، وقعوا في علي بن أبي طالب ، و قد قال نبي الله صَلّى اللهُ عليهِ و سلم :
ـ لأبعثن رجلاً لا يخزيه الله .
فبعث إلى علي و هو في الرحى يطحن ، و ما كان أحدكم يطحن ، فجاؤوا به أرمد ، فقال :
ـ يا نبي الله ! ما أكاد أبصر .
فنفث في عينه ، و هزَّ الراية ثلاث مرات ، ثم دفعها إليه ، ففتح له ، فجاء بصفية بنت حيي ، ثمَّ قال لبني عمه :
ـ أيُّكم يتولاني في الدنيا و الآخرة ؟ ـ ثلاثا ـ
حتى مرَّ على آخرهم ، فقال علي ( عَليهِ السَّلامُ ) :
ـ يا نبيَّ الله ! أنا وليُّك في الدنيا و الآخرة . فقال النبي صَلّى اللهُ عليهِ و سلم :
ـ أنت وليي في الدنيا و الآخرة .
قال : و بعث أبا بكر بسورة التوبة ، و بعث علياً على أثره ، فقال أبو بكر :
ـ يا علي ، لعل الله و نبيَّه سخطا عليَّ ! فقال علي :
ـ لا ، و لكنَّ نبيَّ الله قال :
ـ لا ينبغي أن يبلّغ عني إلاّ رجلٌ مني ، و أنا منه .
قال : و وضع نبي الله صَلّى اللهُ عليهِ و سلم ثوبه على علي ، و فاطمة ، و الحسن ، و الحسين ، و قال :
ـ ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
[31] .
و كان أول من أسلم بعد خديجة من الناس .
قال : و شرى علي نفسه ، لبس ثوب النبي صَلّى اللهُ عليهِ و سلم ، ثم قام مكانه ، قال : و كان المشركون يرمون رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ و سلم ، فجاء أبو بكر ، فقال :
ـ إليَّ يا رسول الله !
و أبو بكر يحسبه نبيَّ الله ، فقال علي :
ـ إنَّ نبي الله صَلّى اللهُ عليهِ و سلم انطلق نحو بئر ميمون فأدركه .
فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار ، و جعل علي يُرمى بالحجارة كما كان رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ و سلم يُرمى ، و هو يتضور ، قد لفَّ رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ، ثمَّ كشف رأسه حين أصبح ، فقالوا : إنك للئيم ، كان صاحبك نرميه بالحجارة فلا يتضور ، و أنت تتضور ، و قد استنكرنا ذلك .
قال : ثم خرج بالناس في غزاة تبوك ، فقال له علي :
ـ أخرج معك ؟
قال له النبي صَلّى اللهُ عليهِ و سلم :
ـ لا !
فبكى علي ، فقال له نبي الله صَلّى اللهُ عليهِ و سلم :
ـ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون بن موسى ، إلاّ أنك لست بنبي ، إنَّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ و أنت خليفتي .
قال : و قال له :
ـ أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي .
قال : و سدَّ رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ و سلم أبواب المسجد غير باب علي ، فيدخل المسجد جنباً ، و هو طريقه ، ليس له طريق غيره .
قال : و قال :
ـ مَن كنتُ مولاه فعلي مولاه . . )
[32] .
من خلال كلّ الذي تقدم يظهر لنا جلياً أنَّ هذه الأحاديث المرويّة عن رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) بخصوص تنصيب علي بن أبي طالب ( عَليهِ السَّلامُ ) خليفة و وصي من بعده ، و أمره للمسلمين بطاعته ، و اتباعه ، و موالاته ، تنسجم تماماً مع حديث ( الخلفاء الإثنى عشر ) ، من ناحية مضامينه ، و مداليله العامة ، كما ألمحنا إليه ، و من ناحية نصّ بعض ألفاظ هذا الحديث على أنَّ أول هؤلاء ( الخلفاء الإثنى عشر ) هو علي بن أبي طالب ( عَليهِ السَّلامُ ) ، و كونه من ( قريش ) و من ( بني هاشم ) كما تقدم
[33] .
[1] أنظر : الترمذي ، صحيح الترمذي : 5 ، كتاب المناقب ، باب : 20 ، ح : 3726 ، ص : 597 ، فقد جاء فيه عن ( الزبير بن جابر ) أنَّه قال : ( دعا رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ واله و سلم ) علياً يوم الطائف فانتجاه ، فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمّه ، فقال رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ واله و سَلَّمَ ) : ما إنتجيته ، و لكن الله إنتجاه ) .
ثم قال الترمذي : ( و لكنَّ الله إنتجاه ، يقول : الله أمرني أن أنتجي معه ) .
و انظر الحديث أيضاً في : كتاب ( فضائل الخمسة من الصحاح الستة ) للفيروز آبادي : 2 / 17 ، عن : ( المتقي الهندي ) في ( كنز العمال ) : 6 / 159 ، وكذلك : ( الخطيب البغدادي ) في تأريخه : 7 / 402 .
و انظر الرواية في : ( أسد الغابة ) ، ( ابن الأثير الجزري ) : 4 / 27 .
و قال ( الطبري ) : انَّه لما نزل قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ... (
القران الكريم : سورة المجادلة ( 58 ) ، الآية : 12 ، الصفحة : 544.) قال : ( نُهوا عن مناجاة النبي ( صَلّى اللهُ عليهِ و سلم ) حتى يتصدَّقوا ، فلم يناجه أحدٌ إلاّ علي بن أبي طالب ) ، ( مرتضى العسكري ، معالم المدرستين : 1 / 520 ـ 521 ، عن تفسير الطبري : 28 / 14 ـ 15 ، و تفسير الدر المنثور للسيوطي : 6 / 185 ) .
و جاء في ( كنز العمال ) عن ( جندب بن ناجية ) أو ( ناجية بن جندب ) أنَّه قال : ( لما كان يوم غزوة الطائف قام النبي ( صَلّى اللهُ عليهِ و سَلَّمَ ) مع علي ملياً ، ثم مرّ ، فقال له أبو بكر : يا رسول الله ! لقد طالت مناجاتك علياً منذ اليوم ! فقال ( صَلّى اللهُ عليهِ و سلم ) : ما إنتجيته ، و لكنَّ الله إنتجاه ) ، ( علاء الدين الهندي ، كنز العمال : 13 ، ح : 36438 ، ص : 139 ) .

[2] جاء في ( خصائص النسائي ) عن علي ( عَليهِ السَّلامُ ) أنَّه قال : ( كان لي منزلة من رسول الله لم تكن لأحدٍ من الخلائق ، كنت أدخل على نبي الله كلَّ ليلة ، فإذا كان يصلّي سبّح ، فدخلتُ ، و إن لم يكن يصلّي أذِن لي فدخلت ) .
و ورد فيه أيضاً عن علي ( عَليهِ السَّلامُ ) أنَّه قال : ( كان لي من النبي مدخلان ، مدخل بالليل ، و مدخل بالنهار ) .
و روى ( النسائي ) أيضاً عن ( أم سلمة ) : ( انَّها كانت تقول : و الذي تحلف به أم سلمة انَّ أقرب الناس عهداً برسول الله عليٌّ ، قالت : لما كان غداة قُبض رسول الله ، فأرسل إليه رسول الله ، و أظنّه كان بعثه في حاجةٍ ، فجعل يقول : جاء علي ؟ ثلاث مرات ، فجاء قبل طلوع الشمس ، فلَّما أن جاء ، عرفنا أنَّ له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت ، و كنّا عند رسول الله يومئذٍ في بيت عائشة ، و كنتُ في آخر من خرج من البيت ، ثمَّ جلستُ وراء الباب ، فكنت أدناهم إلى الباب ، فأكبَّ عليه عليٌّ ، فكان آخر الناس به عهداً ، فجعله يساره و يناجيه ) ، ( محمد بن سليمان الكوفي القاضي ، مناقب الإمام أمير المؤمنين ، تحقيق : محمد باقر المحمودي : 1 / 456 ـ 457 ، و قد ذكر المحقّق في الهامش : أنَّ من مصادر الحديث : النسائي ، رقم : 153 ، من خصائص أمير المؤمنين : 383 ، و أحمد بن حنبل في مسنده : 6 / 300 ، و رواه أيضا عبد الله بن محمد المعروف بأبي بكر بن أبي شيبة في فضائل علي ( عَليهِ السَّلامُ ) من كتاب المصّنف : 6 ، الورق : 153 ، و رواه الحاكم في كتاب المستدرك : 3 / 138 ـ 139 ، و أخرجه أبو نعيم الحافظ بسندين من تأريخ إصبهان : 1 / 250 ، و رواه بأسانيد الحافظ ابن عساكر تحت الرقم : 1038 ، و ما بعده من ترجمة أمير المؤمنين من ( تأريخ دمشق ) : 3 / 18 .
و روي عن ( عائشة ) أنَّها قالت : ( قال رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و سَلَّمَ ) لما حضرته الوفاة : ادعوا لي حبيبي ، فدعوا له أبا بكر ، فنظر إليه ، ثمَّ وضع رأسه ، ثمَّ قال : ادعوا لي حبيبي ، فدعوا له عمر ، فلمّا نظر إليه وضع رأسه ثمَّ قال : ادعوا لي حبيبي ، فدعوا له علياً ، فلما رآه أدخله في الثوب الذي كان عليه ، فلم يزل يحتضنه ، حتى قبض و يده عليه ) ، ( معالم المدرستين ، مرتضى العسكري : 1 / 522 ، عن الرياض النضرة : 2 / 237 ، ط : الثانية ، مطبعة دار التأليف ، مصر ، و ذخائر العقبى : 72 ) .
و عن ( ابن عباس ) أنّه قال : ( إنَّ النبي ثقل و عنده عائشة و حفصة ، إذ دخل علي ، فلما رآه النبي وضع رأسه ، ثمَّ قال : ادنُ مني ، ادنُ مني ، فأسنده ، فلم يزل عنده حتى توفي ) ، ( مرتضى العسكري ، معالم المدرستين : 1 / 522 ، عن مجمع الزوائد : 9 / 36 ) .
[3] أنظر : المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري : 3 / 135 ، روى عن أبي إسحاق أنَّه قال : ( سألتُ قثم بن العّباس : كيف ورثَ عليٌّ رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و سلم ) دونكم ؟ قال : لأنّه كانَ أوّلنا به لحوقاً ، و أشدّنا به لزوقاً ) .
و أنظر كذلك : كنز العمال للمتقي الهندي : 6 / 400 ، و النسائي في خصائصه / 38 ، و نقله ( مرتضى الفيروز آبادي ) في ( فضائل الخمسة ) : 3 / 38 .
و روى عن الفضل بن العباس بن عبد المطّلب أنّه : ( سأل أباه عن ولد رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و سلم ) الذكور أيُّهم كانَ رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و سلم ) له أشدّ حبّاً ، فقال له : علي بن أبي طالب ، فقال له : علي بن أبي طالب ، فقال له : قد سألتك عن بنيه ، فقال : إنَّه كان أحبّ إليه من بنيه جميعاً و أرأف ، ما رأيناه زايلة يوماً من الدهر منذ كان طفلاً ، إلاّ أن يكون في سفر لخديجة ، و ما رأينا أباً أبرَّ منه لعليٍ ، و لا ابناً أطوع لأبٍ من عليٍ له ) ، ( عبد الله نعمة ، روح التشيع : 43 ، عن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 3 / 4251 .
و جاء في ( شرح نهج البلاغة ) لـ ( ابن أبي الحديد ) أيضاً عن ( جبير بن مطعم ) أنَّه قال : ( قال أبي مطعم لنا و نحن صبيان بمكّة : ألا ترون حبَّ هذا الغلام ( يعني علياً ) لمحمد ، و أتباعه له دون بني أبيه ، فواللات و العزّى ، لوددت أنَّه ابني بفتيان بني نوفل جميعاً ) ، ( عبد الله نعمة ، روح التشيع : 43 ، عن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 3 / 4251 .
[4] فقد جاء في ( صحيح الترمذي ) عن ( ابن عمر ) أنَّه قال : ( آخى رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ واله و سلم ) بين أصحابه ، فجاء عليٌّ تدمع عيناه ، فقال : يا رسول الله ! آخيتَ بين أصحابك ، ولم تواخِ بيني و بين أحدٍ ، فقال رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و سلم ) : أنت أخي في الدنيا و الآخرة ) ، ( عبد الله نعمة ، روح التشيع : 44 ، عن صحيح الترمذي : 2 / 299 ، و تأريخ الخلفاء : 170 ) .
[5] الحاكم النيسابوري ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 576 ـ 577 ، فقد ذكر باسناده عن ( زيد بن علي بن الحسين ) عن جدّه أنّه قال : ( أشرف رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و سلم ) من بيتٍ ، و معه عماه العباس وحمزة ، وعلي ، و جعفر ، و عقيل ، هم في أرضٍ يعملون فيها ، فقال رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ واله و سلم ) لعميه : اختارا من هؤلاء ، فقال أحدهما : اخترت جعفراً ، و قال الآخر : اخترت علياً ، فقال : خيّرتُكما فاخترتما ، فاختار الله لي علياً ) .
[6] ورد في ( صحيح الترمذي ) : 5 ، كتاب : المناقب ، باب : 20 ، ح : 3722 ، ص : 595 ، و كذلك : ح : 3729 / 598 ، بإسناده إلي ( عوف بن عبد الله بن عمرو بن هند الجملي ) عن علي ( عَليهِ السَّلامُ ) أنَّه قال : ( كنت إذا سألت رسول الله أعطاني ، و إذا سكت ابتدأني ) .
و روى ( أبو نعيم ) في حليته بسنده إلى ( ابن عباس ) قال : ( كنّا نتحدث أن النبي صَلّى اللهُ عليهِ و سلم عهد إلى علي سبعين عهداً لم يعهد الى غيره ) ، ( مرتضى الفيروز آبادي ، فضائل الخمسة : 2 / 34 ، عن أبي نعيم في الحلية : 1 / 68 ، و ابن حجر في تهذيب التهذيب : 1 / 197 ، و أخرجه الطبراني في معجمه ، و ذكره المناوي أيضاً في فيض القدير في الشرح : 4 / 357 ، و ذكره الهيثمي في معجمه : 9 / 113 ) .
و روى ( ابن سعد ) في كتاب ( الطبقات ) عن علي ( عَليهِ السَّلامُ ) أنَّه قيل له : ( مالك أكثر أصحاب رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ و سلم حديثاً ؟ قال : إنّي كنتُ إذا سألتُه أنبأني ، و إذا سكت ابتدأني ) ، ( عبد الله نعمة ، روح التشيع : 44 ، عن تأريخ الخلفاء للسيوطي : 170 ) ، و في ( مناقب الإمام أمير المؤمنين ) للحافظ الكوفي ، بإسناده إلى أبي البحتري أنَّه قال : ( قال علي : بعثني النبي صَلّى اللهُ عليهِ و سلم إلى اليمن ، فقلت : يا رسول الله! تبعثني و أنا شاب ، و يكون هناك مما لا علم لي بها ، قال : فضرب بيده إلى صدري ، و قال : إنَّ الله سيهدي قلبك ، و يثبت لسانك ! قال : فقال : علي : و الذي فلق الحبة ، و برأ النسمة ، ما تعاييت أن أقضي بين خصمين إلى الساعة ) ، ( محمد بن سلمان الكوفي القاضي ، مناقب الإمام أمير المؤمنين : 2 / 12 ، ح : 501 ، و ذكر المحقق في الهامش أنَّ الرواية ذكرت في ( تأريخ دمشق ) : 2 / 490 ـ 497 ، ط : 2 ، و رواه أيضا ( الحافظ النسائي ) بأسانيد من كتاب ( خصائص أمير المؤمنين ) : 91 ، ط : بيروت ، و رواه أيضا أحمد بن حنبل في مسنده ، رقم : 636 ، و 666 و 884 و 1341 و 1145 : 1 / 83 و 88 و 111 و 151 ، و روي في الحديث : 108 من ( فضائل أمير المؤمنين ) للحافظ الكوفي بإسناده إلى ( خديجة بنت علي بن الحسين ) أنَّها قالت : ( قال النبي صَلّى اللهُ عليهِ و سلم عندما نزل قوله تعالى : ﴿ ... وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (
القران الكريم : سورة الحاقة ( 69 ) ، الآية : 12 ، الصفحة : 567.) ، قال صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم : سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي ، فجعلها ) ، ( محمد بن سامان الكوفي ) ، ( مناقب الإمام أمير المؤمنين ) : 1 / 142 ، ح : 79 ، و قد قال المحقق في الهامش : و قد رواه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية ( 12 ) من سورة الحاقة ، تحت الرقم : 1007 ، و في كتاب ( شواهد التنزيل ) : 2 / 271 ، ط : 1 ) .
و فيه أيضاً بإسناده عن ( وهب ) أنَّه قال : ( قال رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ واله و سلم : يا علي إنَّ الله أمرني أن أدنيك و لا أقـصيك ، و أعلمك و لا أجفوك ، فحق عليَّ أن اعلِّمك ، و حقّ عليك أن تعي ) ، ( محمد بن سلمان الكوفي القاضي ) ، ( مناقب الإمام أمير المؤمنين ) : 2 / 21 ، و ذكر المحقق من مصادر الحديث : ( الحافظ الحسكاني ) في تفسير الآية ( 12 ) من سورة الحاقة ، و ما بعده من كتاب ( شواهد التنزيل ) : 2 / 271 ) .
و فيه أيضا بإسناده إلى ( سعيد بن جبير ) عن ( ابن عباس ) أنّه قال : ( ذكرنا عنده علياً ، فقال : إنَّكم تذكرون رجلاً ربما سمع وطأ جبريل فوق بيته ) ، ( محمد بن سلمان الكوفي القاضي ) ، ( مناقب الإمام أمير المؤمنين ) : 2 / 532 ، ح : 1031 ، و قال المحقق في الهامش : و رواه ( ابن عساكر ) بسند آخر عن ( عمرو بن ثابت ) في الحديث : 827 من ترجمة أمير المؤمنين من ( تأريخ دمشق ) ، 2 / 314 ، ط : 2 ) .
و فيه أيضا باسناده إلى ( أبي اسحق ) أنَّه قال : ( بينما سلمان جالس في أناس من أصحابه إذ مرّ عليّ فقال : ما يمنعكم ، أفلا تقومون إليه فتأخذون بحجرته ؟ فوالله ما أعلم أحداً هو أعلم بسر رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ و سلم منه ) ، ( محمد بن سلمان الكوفي القاضي ) ، ( مناقب أمير المؤمنين ) : 2 / 532 ، ح : 1032 ، و قال المحقق في الهامش : ( و قريباً منه رواه ( البلاذري ) في الحديث ( 217 ) من ترجمة أمير المؤمنين من ( أنساب الأشراف ) : 2 / 183 ) .
و فيه أيضاً بإسناده إلى ( أبي صالح ) عن علي ( عَليهِ السَّلامُ ) أنَّه قال : ( قلت : يا رسول الله علِّمني شيئاً ينفعني ، قال : قل ربي الله ثم استقم ، قال : قلت : حسبي الله و ما توفيقي إلا بالله ، فقال : ليهنيك العلم أبا حسن ! لقد شربت العلم شرباً ، و ثاقبته ثقباً ) ، ( محمد بن سلمان الكوفي القاضي ) ، ( مناقب الإمام أمير المؤمنين ) : 2 / 572 ، ح : 1083 ، و قال المحقق في هامش الحديث : رواه ( أبو نعيم ) في ترجمة أمير المؤمنين ( عَليهِ السَّلامُ ) من كتاب ( حلية الأولياء ) : 1 / 65 ، و رواه ( ابن عساكر ) تحت الرقم 1028 من ترجمة أمير المؤمنين من ( تأريخ دمشق ) : 2 / 498 ، ط : 2 ) .
و ورد عن علي ( عَليهِ السَّلامُ ) أنَّه قال : ( علَّمني رسول الله ألفَ بابٍ من العلم ، ففتح لي من كل بابٍ ألف بابٍ ) ، ( حسين الشاكري ، علي في الكتاب و السنّة : 2 / 143 ، عن السيد ( أحمد المغربي ) في ( فتح الملك العلي ) : 19 ، و المحدّث ( الهروي ) في ( الأربعين ) : 47 ، ( مخطوط ) ، و ( القندوزي ) في ( ينابيع المودّة ) : 72 ) .
و روي عن ( أنس ) أنَّه قال : ( قيل : يا رسول الله ! عمّن نأخذ العلم من بعدك ؟ فقال : صَلّى اللهُ عليهِ و سلم : عن علي ) ، ( حسين الشاكري ، علي في الكتاب و السنّة : 2 / 143 ، عن العلاّمة ( قطب الدين أحمد شاه ) في ( قرّة العينين ) : 234 .
و عنه ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) أنَّه قال : ( أنا مدينة الحكمة ، و عليٌّ بابها ، فمن أراد الحكمة فليأت الباب ) . و قال ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) : ( أنا مدينة العلم و عليٌّ بابها ) . ( حسين الشاكري ، علي في الكتاب و السنّة : 2 / 142 ، و قال بعد إيراد هذين الحديثين : ( هذان الحديثان من الأحاديث المتواترة الصحيحة التي اتفق على روايتها كبار حفّاظ و علماء الفريقين ، و استقصى جلَّ مصادرهما في ( إحقاق الحق ) : 5 / 502 ـ 516 ، و كذلك : 16 / 298 ـ 309 : 5 / 469 ـ 501 ، و كذلك : 16 / 277 ـ 297 ، و كذلك : 21 / 415 ـ 428 ) .
و عنه ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) أنَّه قال : ( علي عيبة علمي ) ، ( حسين الشاكري ، علي في الكتاب و السنّة : 2 / 141 ، عن ( السيوطي ) في ( الجامع الصغير ) و ( جمع الجوامع ) كما في ترتيبه : 6 / 152 ، و ( مصباح الظلام ) : 2 / 56 ، و ( شرح العزيزي ) : 2 / 417 ) .
و عنه ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) أنَّه قال : ( علي خازن علمي ) ، ( حسين الشاكري ، علي في الكتاب و السنَّة : 2 / 141 ، نقلاً عن ( ابن أبي الحديد ) في ( شرح نهج البلاغة ) .
و عنه أنه ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) قال : ( علي باب علمي ، و مبيِّن لأمتي ما أرسلت به من بعدي ) ، ( حسين علي الشاكري ، علي في الكتاب و السنّة : 2 / 140 ، عن ( الديلمي ) عن ( أبي ذر ) ، كما في ( كنز العمال ) : 6 / 156 ، و ( كشف الخفاء ) : 1 / 204 ) .
و عنه ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) أنَّه قال : ( عليٌّ وعاء علمي ، و وصيي ، و بابي الذي أؤتى منه ) ، ( حسين الشاكري ، علي في الكتاب و السنّة : 2 / 140 ، عن ( كفاية الطالب ) : 70 و 92 ، و ( شمس الأخبار ) : 29 ) .
وجاء في ( نهج البلاغة ) عن علي ( عَليهِ السَّلامُ ) أنَّه قال : ( و قد علمتُم موضعي من رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم بالقرابة القريبة ، و المنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره و أنا ولد ، يضمُّني إلى صدره ، و يكنفني في فراشه ، و يمسني جسده ، و يشمني عرفه ، و كان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه ، و ما وجد لي كذبة في قول ، و لا خطلة في فعل ، و لقد قرن الله به صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ، و محاسن أخلاق العالم ، ليله و نهاره ، و لقد كنت أتبعه اتباع الفصيل إثر أمِّه ، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علماً ، و يأمرني بالإقتداء به ، و لقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء ، فأراه ، و لا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحدٍ يومئذٍ في الإسلام غير رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم و خديجة ، و أنا ثالثهما ، أرى نور الوحي و الرسالة ، و أشمّ ريح النبوّة ، و لقد سمعت رنَّة الشيطان حين نزل الوحي عليه صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ، فقلت : يا رسول الله ! ما هذه الرنة ؟ فقال : هذا الشيطان قد أيس من عبادته ، إنَّك تسمع ما أسمع ، و ترى ما أرى ، إلاّ أنَّك لست بنبي ، و لكنَّك لوزير ، و انَّك لعلى خير ) ، ( نهج البلاغة : الخطبة / 192 ) .

[7] فقد جاء في مصادر مدرسة الخلفاء المختلفة : ( أنَّ رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) لما أراد الهجرة خلَّف علي بن أبي طالب ( عَليهِ السَّلامُ ) بمكة لقضاء ديونه ، وردِّ الودائع التي كانت عنده ، و أمره ليلة الخروج من الغار ، و قد أحاط المشركون بالدار ، و نام على فراشه ، فقال : يا علي ، اتّشح ببردي الحضرمي ، ثمَّ نَم على فراشي ، فإنَّه لا يخلص إليك مكروه إن شاء الله .
و فعل ذلك علي ( عَليهِ السَّلامُ ) ، فأوحى الله عز و جل إلى جبرئل و ميكائيل : إنّي آخيت بينكما ، و جعلت عمر أحدكما أطول من الآخر ، و أيّكما يؤثر صاحبه بالحياة ، فاختار كلاهما الحياة ، فأوحى الله إليهما : ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيتُ بينه و بين محمد ، فنام على فراشه يفديه بنفسه ، و يؤثره بالحياة ، اهبطا إلى الأرض ، فاحفظاه من عدوه ، فكان جبرئل عند رأسه ، و ميكائيل عند رجليه ، فقال جبرئيل : بخٍ بخٍ ، من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة ، فأنزل الله تعالى على رسوله ، و هو متوجه إلى المدينة في شأن علي : ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ (
القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 207 ، الصفحة : 32.) .
انظر : ( القاضي التستري ، إحقاق الحق : 3 / 23 ـ 33 ، فقد أشار إلى قول مجموعة كبيرة من علماء مدرسة الخلفاء و مفسريهم بنزول الآية في علي ( عَليهِ السَّلامُ ) ، منهم أحمد بن حنبل في مسنده : 1 / 331 ، ط : 1 ، مصر ، و العلاّمة ( الطبري ) في تفسيره : 9 / 140 ، ط : الميمنية بمصر ، و الحاكم في المستدرك : 3 / 4 ، ط : حيدر آباد ، دكن ، و الذهبي في تلخيص المستدرك : 3 / 4 ، ط : حيدر آباد ، دكن ، و العلاّمة ( الثعلبي ) في تفسيره على ما في ( تفسير اللوامع ) : 2 / 376 ، ط : لاهور ، و الأصفهاني في كتاب ( ما نزل في شأن علي ) على ما في ( تفسير اللوامع ) : 2 / 375 ، و ( الغزالي ) في ( الإحياء ) ، و ( فخر الدين الرازي ) في تفسيره : 5 / 222 ، ط : البهية بمصر ، و ( ابن الأثير ) في ( أسد الغابة ) : 4 / 25 ، ط : جمعية المعارف بمصر . . إلى غير ذلك من المصادر العامية الكثيرة .
و قد نسب ( الحاكم النيسابوري ) في ( المستدرك على الصحيحين ) هذه الأبيات إلى أمير المؤمنين ( عَليهِ السَّلامُ ) عند مبيته على فراش رسول الله ( صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم ) :
وفيتُ بنفسي خيرَ من وطي الحصى *** و من طافَ بالبيتِ العتيقِ و بالحجر
رسول اللــه خافَ أن يمكروا به *** فنجّاه ذو الطولِ الإلــه من المكر
و باتَ رسولُ اللـهِ في الغارِ آمناً *** موقى و في حفظِ الإلــهِ و في ستر
( الحاكم النيسابوري ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 4 ) .

[8] فقد جاء في مصادر مدرسة الخلفاء أنَّه : ( جاء سهيل بن عمرو إلى رسول الله ، فقال : يا محمد ! إنّه قد خرج إليك أناس من أرقّائنا ليس بهم للدين تعبداً ، فارددهم إلينا ، فقال أبو بكر و عمر : صدق رسول الله ، فقال النبي : لن تنتهوا يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلاً مني امتحن الله قلبه للإيمان ، يضرب رقابكم على الدين و أنتم مجفلون إجفال النعم ، فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، قال عمر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، و لكنَّه خاصف النعل .
قال : و كان في كفّ علي نعل يخصفها لرسول الله ) ، ( محمد بن سلمان الكوفي ) ، ( مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) : 2 / 16 ، ح : 506 ، و أشار المحقق إلى رواة الحديث قائلاً : رواه الحافظ ( ابن عساكر ) بسنده عن ( الخطيب ) ، ثمَّ بأسانيد آخر تحت الرقم : ( 873 ) ، و ما بعده من ترجمة أمير المؤمنين في عنوان ( قد امتحن الله قلب علي للإيمان ) تحت الرقم : ( 31 ) من كتاب ( خصائص علي ) / 85 ، ط : بيروت .
[9] فقد ورد في مصادر مدرسة الخلفاء الكثيرة ، منها ما ذكره ( الهيثمي ) في ( مجمع الزوائد ) عن ( عبد الرحمن بن أبي ليلى ) عن أبيه أنَّه قال : ( قلت لعلي ـ و كان يسمر معه ـ إنَّ الناس قد أنكروا منك أن تخرج في الحرِّ في الثوب المحشو ، و في الشتاء في الملاءَتين الخفيفتين ، فقال علي : أولم تكن معنا بخيبر ؟ قلت : بلى ، قال : فإنَّ رسول الله دعا أبا بكر ، فعقد له لواءاً ، فسار ، ثمَّ رجع منهزماً بالناس ، و انهزم حتى إذا بلغ و رجع ، فدعا عمر ، فعقد له لواءاً ، فسار ، ثمَّ رجع منهزماً بالناس ، فقال رسول الله : لأعطينَّ الرايةَ رجلاً يحبُّ اللهَ و رسولَه ، و يحبُّه اللهُ ورسولُه ، يفتح الله له ، ليس بفرّار ، فأرسل إليَّ فأتيته ، و أنا أرمد لا أبصر شيئاً ، فتفل في عيني ، و قال : أكفه ألمَ الحرِّ و البرد ، فما آذاني حرٌّ و لا بردٌ بعد ) ، ( نور الدين الهيثمي ) ، ( مجمع الزوائد ) : 9 / 124 ، و روى الحديث أحمد بن حنبل ، الخبر : 139 في مسنده : 3 / 16 ، و رواه ( القطيعي ) في الحديث ( 176 ) في فضائل علي ، و رواه ( ابن عساكر ) في الحديث : 256 و 257 في ترجمة أمير المؤمنين ( عَليهِ السَّلامُ ) من ( تأريخ دمشق ) : 1 / 213 ، مع اختلاف في التعبير ، و انظر : هامش / 495 ـ 497 من ج : 2 من كتاب ( مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) ، بتحقيق : محمد باقر المحمودي .
[10] جاء في ( روح التشيع ) للشيخ ( عبد الله نعمة ) نقلاً عن مصادر مدرسة الخلفاء المعتبرة : ( فإليه أسند مهمة تبليغ سورة ( براءة ) ليقرأها على أهل مكة في السنة الثامنة للهجرة حين فتح مكة ، و كان صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم أرسل أولاً أبا بكر لأداء نفس المهمة ، فأتبعه بعد ذلك بعلي ، و أمره أن يكون المتولّي لأداء ذلك ، و أمره أن يقوم بها على الناس بمنى ، و يرجع أبا بكر ، و قال له : أذِّن في الناس : أن لا يدخل الجنة كافر ، و لا يحجُّ بعد هذا العام مشرك ، و لا يطوف بالبيت عريان ، و من كان له عند رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم عهد فهو له إلى مدته ، و أجَّل الناس أربعة أشهر من يوم تنادي ، ليرجع كلّ قوم إلى مأمنهم ، ثمَّ لا عهد لمشرك و لا ذمة ، و حمل عليا على ناقته العضباء .
و قد انصرف أبو بكر و هو كئيب ، فقال لرسول الله صَلّى اللهُ عليهِ و آله و سلم : أنَزَلَ فيّ شئ ؟ قال : لا ، ألا إنّي أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي ) ، ( عبد الله نعمة ، روح التشيع : 45 ـ 46 ، استنادا إلى ( التنبيه والإشراف ) ، ( المسعودي ) : 237 ، و ( ينابيع المودة ) : 89 ، و ( الطبري ) : 3 / 54 ، و من قوله : و قد انصرف . . .إلى قوله : من أهل بيتي ، عن : ( خصائص النسائي ) : 20 .
[11] الطبراني ، المعجم الكبير : 4 ، ح : 4046 ، ص : 171 ، و انظر كذلك : نفس المصدر : 4 ، ح : 4047 ، ص : 172 .
[12] الطبراني ، المعجم الكبير : 6 ، ح : 6063 ، ص : 221 .
و انظر : كنز العمال للمتقي الهندي : 11 ، ح : 32952 ، ص : 610 .
[13]القران الكريم : سورة الشعراء ( 26 ) ، الآية : 214 ، الصفحة : 376 .
[14] ابن حنبل ، أحمد ، مسند أحمد بن حنبل : 1 ، ح : 885 ، ص : 111 .
[15] ابن الأثير ، الكامل في التأريخ : 2 / 62 ـ63 ، و تأريخ الطبري : 2 / 62ـ63 .
و انظر لمزيد من التفصيل : إحقاق الحق : 3 / 562 ، و علي في الكتاب و السنّة : 1 / 204 ـ 206 .
[16] الطبراني ، المعجم الكبير : 12 ، ح : 13549 ، ص : 321 .
[17] أحمد بن حنبل ، مسند أحمد بن حنبل : 1 ، ح : 1603 ، ص : 184 .
[18] مرتضى العسكري ، معالم المدرستين : 1 / 296 ـ 297 ، عن : ( حلية الأولياء ) : 1 / 63 ، و ( تأريخ ابن عساكر ) : 2 / 486 ، و ( شرح نهج البلاغة ) ، ط : الأولى : 1/ 450 ، و في ( موسوعة أطراف الحديث عن إتحاف السادة المتقين ) للزبيدي : 7 / 461 .
[19] مرتضى العسكري ، معالم المدرستين : 1 / 297 ، عن ( تأريخ دمشق ) لابن عساكر : 3 /5 ، و ( الرياض النضرة ) : 2 / 178 .
[20] أحمد بن حنبل ، مسند أحمد بن حنبل : 4 / 281 .
[21] الترمذي ، سنن الترمذي ، كتاب المناقب ، باب : 20 ، مناقب علي بن أبي طالب : 5 ، ح : 3712 ، ص : 590 .
[22]القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 55 ، الصفحة : 117 .
[23]القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 55 ، الصفحة : 117 .
[24]القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 55 ، الصفحة : 117 .
[25]القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 55 ، الصفحة : 117 .
[26]القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 55 ، الصفحة : 117 .
[27]القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 55 ، الصفحة : 117 .
[28]القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 55 ، الصفحة : 117 .
[29] الحسكاني ، شواهد التنزيل : 1 ، ح : 221 / 164 .
وانظر : تفسير الدر المنثور للسيوطي : 3 / 293 ، و الكشاف للزمخشري : 1 / 154 ، و تفسير غرائب القرآن للنيسابوري : 2 / 82 ، و لزيادة التفصيل ، راجع : إحقاق الحق : 2 / 399 ـ 408 .
[30] أحمد بن حنبل ، مسند أحمد بن حنبل : 5 ، ح : 22503 ، ص : 356 .
[31]القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 422 .
[32] الطبراني ، المعجم الكبير : 12 ، ح : 12593 ، ص : 77 ـ 78 .
و جاء في هامش الحديث : ( قال في المعجم ( 9 / 120 ) : رواه أحمد ( 3062 و 3063 ) ، و الطبراني في الكبير و الأوسط ( 343 ـ 344 مجمع البحرين ) باختصار ، و رجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بلج ، و هو ثقة ، و فيه لين ، قلت : و رواه النسائي في خصائص علي ( ص : 61 ـ 64 ) ، و رواه الحاكم في المستدرك ( 3 / 132 ـ 134 ) من طريق أحمد ، و قال : صحيح الإسناد ، و وافقه الذهبي ) .
[33] الخلفاء الإثنا عشر: 110 ـ 131، للدكتور الشيخ جعفر الباقري.

http://www.islam4u.com/maghalat_show.php?rid=2279



من مواضيع : ramialsaiad 0 كتاب الشيعة والمد الشيعي والمذاهب السياسية
0 احتاج صورة فوتوشوب لحديث اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه
0 اماني الخياط مذيعة قناة ONtv الارهاب والتحرش يخرج من اهل السنة
0 عشرات الالاف من المستبصرين في الاسكندرية
0 مصادر تبين ان ارض فدك ملك لسيدتنا فاطمة الزهراء
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخلفاء الاثنى عشر



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 05:05 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية