وتـَحيّــرَت فـي عِـــلَّـةِ الأشـيـاءِ
لـجَـــلالـهِ سَجَدَ القريضُ مُــهَـلـِلاً
حتى بَـكـــتـهُ يَــراعَـــةُ الاُدَبــاءِ
فَـتـجمَّـع الأضـــدادُ إجـلالاً لَـهُ
وتَـجسَّـــدَ الإفـــراطُ بـالـعُـقَــلاءِ
لـَـن يعـقِــلـــوهُ فَـأمــرُهُ لَــن يُعقــلا
هَــل يُـدرِكــــوهُ بـأعـيُـنٍ عمـيــاءِ !
لاتُـدرك الأبصـــارُ بـعـضَ صفاته
فصِـفـاتُـهُ حُـجِـبتْ عن العُــلَمـاءِ
حتّى لِـمَـن كُشِف الغطاءُ لهُ فلن
يَـقـــوى يُـشـــيـرُ إلـــيـهِ بـالإمــاءِ
إنّـي لأعـذرُ مَـن يُـغـالـوا بـهِ إذا
سجدوا لَـهُ فـي خَشيـَـةٍ وبُكاءِ
عَبَدوهُ مِـن فَرطِ الـهـَوى بِجهالةٍ
فالعِـشقُ جَـنّنَ أعقلَ الـعُـقَلاءِ
سِـرُّ الـمُهـيـمِنِ بل ثَبـاةُ وجودهِ
لـولاهُ تـاهَ الكـونُ فـي الظَلمـاءِ
لــولاهُ مـاخُلِقت سماواتٌ ولا
أرضٌ ولابَـشَـــرٌ على الـغَـبراءِ
فَـهْـوَ العليُ من العليِّ خصالُهُ
وكمــالــــهُ فـي ذروةِ الـعَـلـيـاءِ
وجهُ الإلـــهِ ونــورُهُ وجـلالُـهُ
هُـوَ سِــرّهُ الـمَخفـيُ بـالأسماءِ
***
يـانفــسَ نـفـــسِ مـُحمّــــدٍ وحبيبــهُ
يـاكـاشـــفَ الـبـأســـــاءِ والـضـــــــرّاءِ
ياكوكبَ العـرشِ الّذي فّضّح الدُجى
بـجَـمـالــهِ يــا سَـــيّـدَ الـشُـفَـعـــاءِ
إنْ كـانَ ظاهـركَ الإمـامةُ والتُقـى
فيـهِ قضــاءُ الـحُكـــمِ للـحُكـمــاءِ
كيـفَ بِـبـاطِـــــنِـكَ الـمَـنيعِ وسِـرّهُ
غَـيـبٌ نُـنَـــــــزِّهـهُ عــن الإحـصـاءِ
مفتــاحُ أبـــواب السمـــاواتِ العُلا
ومُــؤمَّــــلٌ فـي شِــــدَةٍ ورَخـــــاءِ
بِـكَ فَضّـــــلَ اللهُ يُـكـلِّـــمَ عَـبــــدَهُ
موسى ابنِ عِمــرانَ بـخيــرِ نِـــداءِ
فـوقَ الغَمـائِـمِ فـوقَ تابوتِ الشَهـا
دَةِ فـي عَمودِ النـارِ فـي سـيـناءِ
إنْ كانَ في الوادي الـمُقدَّسِ واقفاً
موسـى فـإنّـكَ مَـصــدَرُ الإحـاءِ
مـاخَــرَّ مـن نـورِ الإلــــــــهِ وإنَّمــا
قد خَــرَّ مـن قَبَسٍ لَـكَ وضِـيــاءِ
ياحافضاً وحيَ الـمسيحِ لأُمّــهِ
الطُـهْـرِ الـمُطهَّـرِ مـريَم العـذراءِ
ماجاءَ من عيسى المسيحِ مَعاجِـزٌ
إلاّ وكُـنـتَ لـَــهُ مِـــنَ الـرُشَــــداءِ
جبـريــلَ كُنـتَ لَـهُ وحافِظَ سِـرّهُ
ومَصـونَـهُ فـي الضــرِّ والـبـإسـاءِ
يـامُنجياً ذا النونِ مِـن هَـلَكـاتـهِ
للنــورِ بَعدَ الـعُـتــمــَـةِ الظَـلـمـاءِ
إنْ كانَ نوحٌ بالسفينَةِ نـاجِـــيـاً
نـاداكَ أدركـنـي فَأنتَ رجـائي
سيروا فَبِسـمِ اللهِ مُـرسيها ومُنــ
جيـهـا ومُـهديـهـا إلـى الإرسـاءِ
وكذاكَ أيـوبُ اشتكى إنْ مَسَّهُ
ضــــرُّ ابـْـــتِــــــلاءٍ دائِــمٍ بِــبَـلاءِ
نـاداكَ يـامَـن إسمـهُ يُشفي السقامَ
وَذكـــرهُ سيكـونُ فيـهِ شفـائي
قدمَسَّـني الضـرُّ وأنَّكَ مُخْرِجي
من شِـدّتي يـاوالـــدَ الـنـُـجَـبـاءِ
ماذا أقولُ بِـمَن مَلائِكةُ السـَما
خرّوا لـنـورهِ سُـجَّـداً بِــبُـــكـاءِ
***
أما والّذي خَلَقَ السماواتِ العُلا
إنَّ الـخِــــلافـــةَ مُـعــــجَـمُ الأرزاءِ
مــاتَ الـنَـبـيُ وآلــهُ فـي شِـــــدَّةٍ
وأشَـــدُ مِـنـهـا بـيعَـةُ الـجُـبـَنــاءِ
قد كُنتَ أولا بالـخِـلافَــةِ مِـنـهُمُ
فـالأمـرُ لا يُـخفى عـنِ السُفَـهـاءِ
إذ كُنتَ مِنها مَحَلَّ قُطبٍ من رَحى
فَـتـَـقَــمَّـصتهــا زُمـــرةُ الـطُـــلَـقـــاءِ
فَـطَـفَقْـتَ بينَ الصـبـرِ تَـرتُـقَ فَـتْقَهُ
أو أنْ تصولَ بِــكـفـّـكَ الـجـــذّاءِ
فَـصَـبـرتَ مُحتَسِـباً لديـنِ مُـحـمدٍ
مِـن أنْ يُـصـــابَ بِـفـِـتـنَــــةٍ عميــاءِ
هل كـانَ للـشيـخيـنِ حَــقٌّ ضائـــعٌ
كي يَسـلــُـبــا فَــدَكــاً مِـنَ الـزهـــراءِ
أوَ يَـدخُـلانِ علـى الـبـتـولَــــةِ بـيتَـها
عَجَـبـاً وأنتَ اللّـيـثُ في الـهـيـجــاءِ
لوشِئْـتَ أنْ تَـطوي الصفوفَ طويتَها
طَيَّ الـسِــــجِـلّ لِـمُـحـكَـمِ الأنـبـــاءِ
أو شِـئـتَ مَسْـخَـهُـمُ بِـدارِهُمُـ فإنــ
نَـكَ قــــادرٌ يـاعِــلَـــــــــــةَ الإشـيــاءِ
ابو ياسر الكعبي