الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم إلى قيام يوم الدين
مع اقتراب موعد العطلة الصيفية يتبادر الى أذهان كثير من الناس هذا السؤال : ماذا سنفعل في العطله الصيفية ؟ هل سنقضيه في السهر طوال الليل والنوم ؟ هل العطلة فرصة للكسل الذي يغرينا به الغرب ويصوره لنا في بعض وسائل اعلامه الهابطة الموجهه لتعطيل طاقات الشيعة أعلى الله برهانهم ؟ ان كنت تظن كذلك فتعال لنقرأ ماذا قال أئمتنا صلوات الله وسلامه عليهم في الكسل , ففي مستدرك سفينة البحار للشيخ علي النمازي الشاهرودي ج9 ص116 قال الصادق (عليه السلام): إن كان الثواب من الله فالكسل
لماذا؟! ومن كتاب الخصال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إياكم والكسل، فإنه من كسل لم
يؤد حق الله عز وجل . وفي كلام السجاد (عليه السلام): وللكسلان ثلاث علامات: يتوانى حتى يفرط،
ويفرط حتى يضيع، ويضيع حتى يأثم. وفي كلمات لقمان مثله . قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من كسل لم يؤد حق الله عليه . وعن مولانا الباقر (عليه السلام) قال: الكسل يضر بالدين والدنيا . وكثير من الروايات تذم الكسل , اذا ما الذي نستطيع فعله في الصيف خصوصا أن كثير منا يعتذر عن العمل الديني أثناء فترة العمل بحجة انشغاله وتعبه ؟ في الواقع إنني أنصح ببعض الأفكار منها إنشاء لجان لتوزيع الطعام على الفقراء والمساكين من فقراء ومساكين الشيعة فعلى سبيل المثال يستطيع بعض الشباب والبنات وضع اعلانات عبر شبكة الانترنت والهاتف تدعو الى جمع الطعام خصوصا ما يفيض من حاجة بعض البيوت من التموين أو الرز والسكر والطحين والحليب والمعجون والملح والخ وتوزيعها عبر الذهاب الى مناطق فقراء الشيعة كمناطق البدون مثلا أو من يعيشون من أجانب فقراء ومواطنين , فهل تعلم كم سيكون ثواب هذا العمل ؟ عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من كسى أخاه كسوة
شتاء أو صيف، كان حقا على الله أن يكسوه من ثياب الجنة، وأن يهون عليه
سكرات الموت، وأن يوسع عليه في قبره، وأن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره
بالبشرى، وهو قول الله عز وجل في كتابه: * (وتتلقاهم الملائكة) * عن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كسا
أحدا من فقراء المسلمين ثوبا من عرى، أو أعانه بشئ مما يقوته من معيشته،
وكل الله عز وجل به سبعة آلاف ملك من الملائكة، يستغفرون لكل ذنب عمله إلى
أن ينفخ في الصور.
وفي مكاتبة الصادق (عليه السلام) إلى النجاشي: ومن كسى أخاه المؤمن من عرى،
كساه الله من سندس الجنة واستبرقها وحريرها، ولم يزل يخوض في رضوان الله،
ما دام على المكسو منها (منه - خ ل) سلك
عن مولانا الصادق، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من
أطعم مؤمنا من جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقاه من ظمأ، سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كساه ثوبا، لم يزل في ضمان الله عز وجل، ما دام على ذلك
المؤمن من ذلك الثوب هدبة أو سلك. والله لقضاء حاجة المؤمن خير من صيام
شهر واعتكافه
كما نستطيع أيضا صيام هذه الأيام كنوع من ترويض النفس , ونستطيع ايضا التهام الكتب التي كنا نتهرب من قراءتها أثناء فترة العمل بحجة عدم توفر وقت فراغ فالآن لا عذر لنا في عدم تثقيف أنفسنا وسوف أنصحك ببعض الكتب التي أتمنى أن تحرص على اقتنائها وتضعها في بيتك فإما أن تشتريها من الدولةالتي تعيش فيها أوتوصي من يسافر من أصدقائك الى المراقد المقدسة ليحضرها لك , والكتب هي تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني وتفسير الصافي للفيض الكاشاني وتفسير العياشي وتفسير القمي وتفسير نور الثقلين للحويزاوي وكتاب الكافي للكليني وصحيفة الابرار للمامقاني ومدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني وكتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي وكتاب القطرة للسيد المستنبط وكتب رد الشبهات وكتب المثالب التي أتتمنى أن تقرأها جيدا وتعلم أبنائك على قراءتها بل وتحرص على أن تهديها لأصدقائك ان كنت من المسافرين لزيارة العتبات المقدسة , بل وتستطيع عمل صالون ثقافي عقائدي تناقش فيه أنت واصدقائك بعد اجتماع فترة من الزمن كتابا عقائديا تتفقون على قراءته ومناقشته , وان كنت متمكنا فتستطيع أن تقوم بعمل دورة في بيتك أو في مسجد أو حسينية لتدريس كتابا من الكتب في رد الشبهات أو مقامات أهل البيت عليهم السلام لتقوي عقيدة أطفال الشيعة , وتستطيع عمل مسابقات جميلة جدا للأطفال مثل مسابقة لمن يحفظ الزيارة الجامعة الكبيرة وتهدي من يحفظها هدية رمزية يفرح بها وتقوي عقيدته بها وتحل في بيتك البركة , أو مسابقة لتأليف كتاب أو كتابة بحث للكبار فتساهم في ذلك في اثراء المكتبة الشيعية وتنال الأجر والثواب , وتستطيع أنت أيضا أن تتفرغ لكتابة كتيب صغير أو بحث تضعه على شبكة الإنترنت وتستطيع أيضا إنشاء موقع أو مدونة أو صفحة لرد الشبهات أو لذكر مقامات أهل البيت عليهم السلام وذكر مثالب أعداء أهل البيت , وكثير من الأفكار لو تخلصنا من الكسل المهم أن نعمل ونخطط ونقدم ولا نكسل , ونسألكم الدعاء بحق الصلاة على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها
بقلم
خادم نعل الزهراء ع
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 15/6/2011
التعديل الأخير تم بواسطة ربيبة الزهـراء ; 16-06-2011 الساعة 06:55 PM.