تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق
{ (20) أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِى السَّمَاوَاتِ } بأن جعله اسباباً لمنافعكم { وَمَا فِى الأرْضِ } بأن مكّنكم من الانتفاع به { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعْمَتَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } محسوسة ومعقولة ما تعرفونه وما لا تعرفونه وقرئ نعمه على الجمع.
والقمّي عن الامام الباقر عليه السلام امّا النعمة الظاهرة فالنبيّ صلّى الله عليه وآله وما جاء به من معرفة الله وتوحيده وامّا النعمة الباطنة فولايتنا اهل البيت وعقد مودّتنا.
وفي الاكمال والمناقب عن الامام الكاظم عليه السلام النّعمة الظاهرة الامام الظاهر والباطنة الامام الغائب.
وفي المجمع عن النبي صلّى الله عليه وآله امّا ما ظهر فالاسلام وما سوّى الله من خلقك وما افضل عليك من الرزق وامّا ما بطن فستر مساوي عملك ولم يفضحك به.
وفي الامالي عن الامام الباقر عليه السلام انّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لعليّ عليه السلام قل: ما اوّل نعمة ابلاك الله عزّ وجلّ و انعم عليك بها قال ان خلقني جلّ ثناؤه ولم اك شيئاً مذكوراً قال صدقت فما الثانية قال ان احسن بي اذ خلقني فجعلني حيّاً لا مواتاً قال صدقت فما الثّالثة قال ان انشأني وله الحمد في احسن صورة واعدل تركيب قال صدقت فما الرّابعة قال ان جعلني متفكّراً راعياً لا ساهياً قال صدقت فما الخامسة قال ان جعل لي شواعر ادرك ما ابتغيت بها وجعل لي سراجاً منيراً قال صدقت فما السادسة قال ان هداني الله لدينه ولم يضلّني عن سبيله قال صدقت فما السابعة قال ان جعل لي مردّا في حياة لا انقطاع لها قال صدقت فما الثامنة قال ان جعلني ملكاً مالكاً لا مملوكاً قال صدقت فما التاسعة قال ان سخّر لي سماءه وأرضه وما فيهما وما بينهما من خلقه قال صدقت فما العاشرة قال ان جعلنا سبحانه ذكراناً قواماً على حلائلنا لا اناثاً قال صدقت فما بعدها قال كثرت نعم الله يا نبيّ الله فطابت وان تعدّوا نعمة الله لا تحصوها فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وآله وقال ليهنئك الحكمة ليهنئك العلم يا ابا الحسن فانت وارث علمي والمبيّن لأمّتي ما اختلفت فيه من بعدي الحديث.
تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق
عن جابر قال قرأ رجل عند أبي جعفر محمد الباقر عليه السلام وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال أما النعمة الظاهرة فهو النبي صلى الله عليه وآله وما جاء به من معرفة الله عزَّ وجلَّ وتوحيده وأما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت وعقد مودتنا فاعتقد والله قوم هذه النعمة الظاهرة والباطنة، واعتقدها قوم ظاهرة ولم يعتقدوا باطنة، فأنزل الله { يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم } ففرح رسول الله عند نزولها إذ لم يتقبل الله تعالى إيمانهم إلا بعقد ولايتنا ومحبتنا.