يقولون ذاك السمّ قد قتله ,
بل أحيا الدين حقاً لو عرفوا ..
و خلّد الحق إيماناً بأنفسنا ..
فطوبى له شّهْد الشهادة شيعته ..
حبٌ .. ولاءٌ بكلّ نفس قد سكنا !
في مثل هذه الليله وفاة مولانا وشفيعنا الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام مقتولا بالسم كما قتل أبائه أما سما أو قتلا بالسيف فلعنة الله على من سمه وأفجع الإسلام والمسلمين بقتله صلوات الله وسلامه عليه
نرفع ااحر ايات التعازي والمواساة لسيدنا ومولانا نبي الامة وسراج الظلمة ابي القاسم محمد (ص) والى سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء (ع) ومولى الموحدين ابي الحسن والحسين علي أمير المؤمنين(ع) واولاده الغر الميامين ..والى صاحب العصر والزمان (عج) في هذا المصاب الجلل الذي اللم بشيعة ابي تراب (ع) ونسأل الله القبول والاثابة ..
نعزي الإمام صاحب العصر والزمان عليه أفضل الصلاة والسلام وعجل الله فرجه الشريف و مراجعنا العظام و الأمة الإسلامية جمعاء وأعضاء المنتدى الكرام بمناسبة ذكرى إستشهاد الإمام محمد ابن علي الباقر واستشهاد مسلم ابن عقيل عليهم أفضل الصلاة والسلام مآجورين جميعا بهذا المصاب الجلل العظيم
بقلوب ملؤها الأسى حزنًا على إمامها محمد بن علي الباقر نتقدم بالعزاء إلى مقام ناموس الله الأعظم وحجته على خلقه إمامنا الحجة المهدي عجل الله تعالى فرجه وإلى كل شيعته ومحبيه...
يصادف السابع من ذي الحجة ذكرى استشهاد الإمام الباقر عليه السلام...
الإمام الباقر عليه السلام هو:
- محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
- ولد في الأول من رجب سنة 57 للهجرة
- أمه فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب.
(وبذلك يكون الإمام الحسن جد الإمام الباقر لأمه، والإمام الحسين جده لأبيه)
- استشهد في يوم الأثنين السابع من ذي الحجة عام 114 للهجرة.
- قاتله الخبيث هو هشام بن عبدالملك الذي دس السم إليه عن طريق ابراهيم بن الوليد بن عبدالملك لعنة الله عليهما.
- يدفن إمامنا سلام الله عليه في جنة البقيع في المدينة المنورة على ساكنيها السلام.
ولادته
****
ولد الإمام الباقر عليه السلام في شهر رجب المبارك عام 57 هجرية، وتلقفه أهل البيت بالتقبيل والسرور، إذ لطالما كانوا ينتظرن ولادته التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ عشرات السنين
*****
أمة الماجدة فاطمة بنت الامام الحسن المجتبى عليه السلام وقيل ام عبد الله، فاصبح عليه السلام ابن الخيرتين وعلوياً بين العلويين.
******
روي في دعوات الراوندي عن الإمام محمد الباقر عليه السلام أنه قال: كانت أمي قاعدة عند جدار فتصدع الجدار وسمعنا هدة شديدة فقالت بيدها: لا وحق المصطفى ما أذن الله لك في السقوط، فبقى معلقاً حتى جازته، فتصدق عنها ابي عليه السلام بمائة دينار.
*****
ألقابه عليه السلام
*******
إسمه الشريف محمد، وكنيته أبو جعفر، والقابه الشريفة الباقر والشاكر والهادي، وأشهر القابه الباقر، وقد لقبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم به كما ورد في رواية سفينة عن جابر بن عبد الله أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوشك أن تبقى حتى تلقى ولداً لي من الحسين عليه السلام يقال له: محمد يبقر علم الدين بقراً فاذا لقيته فاقرأه من السلام
******
وروي الشيخ الصدوق عن عمروبن شمر قال: سألت جابر بن يزيد الجعفي فقلت له: ولم سمي الباقر باقراً؟ قال: لانه بقر العلم بقراً أي شقه شقاً وأظهر إظهاراً
وقال ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة مع كثرة عناده ونصبه: (أبو جعفر محمد الباقر سمي بذلك من بقر الأرض أي شقها وأثار مخبآتها ومكانها فلذلك هو أظهر من مخبئآت كنوز المعارف وحقائق الاحاكم والطائف مالا يخفى الا على منطمس البصيرة أو فاسد الطوية والسريرة، ومن ثم قيل هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه الخ).
إمامتـــه
ومن مزايا هذا الوليد الطاهر أنه ملتقى ورابط بين أسرة الإمام الحسين وأسرة الإمام الحسن، فهو أول هاشمي علوي يولد من جهة الحسن والحسين، لأن أباه علي بن الحسين وأمه فاطمة بنت الحسن فكان الباقر ملتقى الكرامات وآصرة علوية أثلج بولادته قلوب أهل البيت فما أكرمه وما أعظمه.
وروي أن الإمام السجاد عليه السلام قال لابنه الباقر عليه السلام: بني إني جعلتك خليفتي من بعدي لا يدعى فيما بيني و بينك أحد إلا قلده الله يوم القيامة طوقاً من نار.
******
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إذا فارق الحسين الدنيا، فالقائم بالامر بعده علي ابنه وهو الحجة والامام وسيخرج الله من صلب علي ابناً اسمه اسمي وعلمه علمي وحكمه حكمي، وهو أشبه الناس إلي وهو الامام والحجة بعد أبيه.
*****
مناظراته
******
لقد عرف عهد الإمام الباقر بكثرة المناظرات والمحاججات والحوارات المفتوحة لان دولة بني أمية فتحت المجال للبدع والمذاهب المنحرفة والاتجاهات الضالة والآراء الفاسدة الكاسدة فجلس الإمام الباقر بكل جهاد إمام هذه التيارات المنحرفة يوعظهم ويرشدهم ويصحح أفكارهم ويهديهم إلى الصراط المستقيم.
****
عبادته
العبادة بالنسبة للمعصومين تمثل حالة كمال وإشراق وليست عبارة عن تكلف يراد الخلاص منه بل كانوا يأنسون بالعبادة الله تعالى.
******
حكى (افلح) وهو خادم الإمام لباقر قال: حججت مع أبي جعفر محمد الباقر عليه السلام فلما دخل المسجد ونظر البيت بكى فقلت بابي أنت وأمي إن الناس ينظرون أليك فلو خفضت صوتك قليلاً
قال: (ويحك يا افلح ولم لا ارفع صوتي بالبكاء لعل الله ينظر إلي برحمة منه فالفوز بها غداً).
*******
من معاجز الامام الباقر عليه السلام
*******
روى القطب الراوندي بسنده عن ابي بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أنا مولاك ومن شيعتك ضعيف ضرير إضمن لي الجنة، قال: أولا أعطيك علامة الائمة؟ قلت: وما عليك ان تجمعها لي؟ قال: وتحب ذلك؟ قلت: كيف لا أحب فما زاد أن مسح على بصري فأبصرت جميع ما في السقيفة التي كان فيها جالساً (وفي رواية مختصر البصائر: فأبصرت جميع الأئمة عليه السلام عنده) قال:يا أبا محمد مد بصرك فأنظر ماذا ترى بعينك قال: فوالله ما أبصرت الا كلباً وخنزيراً وقرداً، قلت: ما هذا الخلق الممسوخ؟ قال: هذا الذي ترى هذا السواد الأعظم، لو كشف الغطاء للناس ما نظر الشيعة إلى من خالفهم الا في هذه الصور، ثم قال: يا ابا محمد إن أحببت تركتك على حالك هكذا وحسابك على الله وإن أحببت ضمنت لك على الله الجنة ورددتك إلى حالتك الأولى؟
قلت: لا حاجة لي إلى هذا الخلق المنكوس، ردني فما للجنة عوض، فمسح يده على عيني فرجعت كما كنت
كرمه
تقول سلمى خادمة أبي جعفر الباقر: انه كان يدخل عليه بعض إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيب ويكسوهم في بعض الأحيان ويعطيهم الدراهم قالت: فكنت اكلمه في ذلك لكثرة عياله وتوسط حاله فيقول: (يا سلمى ما حسنة الدنيا الأصلة الأخوان والمعارف) فكان يصل بالخمسمائة درهم وبالستمائة ألف درهم
شهد كلامه
الأولى :
قال عليه السلام ما شيب شيء بشيء أحسن من حلم بعلم
الثانية:
قال عليه السلام الكمال كل الكمال التفقه في الدين والصبر على النائبة وتقدير المعيشة
الرابعة:
قال عليه السلام: ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة: أن تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتحلم إذا جهل عليك
الخامسة:
قال عليه السلام ما من عبد يمتنع من معونة أخيه المسلم والسعي له في حاجته، قضيت أو لم تقض الا ابتلى بالسعي في حاجة فيما يأثم عليه ولا يؤجر، وما من عبد يبخل بنفقة ينفقها
السادسة:
سلاح اللئام قبيح الكلم
السابعة:
إياك والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل شر من كسل لم يؤد حقا ومن ضجر لم يصبر على حق
الثامنة:
قال عليه السلام عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد
التاسعة:
عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد
استشهاده
ورد في الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي أن الإمام محمد الباقر قد استشهد مسموما في عهد ملك هشام بن عبد الملك وتشير المصادر أن هشام بن عبد الملك كان وراء سم الإمام عليه السلام
وقال الصادق عليه السلام: ان ابي عليه السلام قال لي ذات يوم في
مرضه:
يابني أدخل أناساً من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم، قال: فأدخلت عليه أناساً منهم، فقال: ياجعفر إذا انامت فغسلني وكفني وارفع قبري اربع اصابع ورشه بالماء
فلما خرجوا قلت: يا ابت لو أمرتني بهذا لصنعته ولم ترد ان أدخل عليك قوماً تشهدهم؟ فقال: يابني اردت أن لا تنازع
وفي رواية أن عليه السلام قال: يابني أما سمعت علي بن الحسين عليه السلام ناداني من وراء الجدران يا محمد تعال عجل
وروي أيضاً في بصائر الدرجات عن الإمام الصادق عليه السلام انه أتى أبا جعفر عليه السلام ليلة قبض وهو يناجي، فأومأ إليه بيده أن تأخر، فتأخر حتى فرغ من المناجاة ثم أتاه فقال: يابني أن هذه الليلة التي أقبض فيها وهي الليلة التي قبض فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال وحدثني أن أباه علي بن الحسين عليه السلام أتاه بشراب في الليلة التي قبض فيها، وقال اشرب هذا فقال: يا بني إن هذه الليلة التي وعدت أن تقيض فيها، فقيض فيها
وروي القطب الراوندي بسند معتبر عن الصادق عليه السلام قال: لما كانت الليلة التي قبض فيها أبو جعفر، قال يأبني هذه الليلة التي وعدتها، وقد كان وضوءه قريباً، فقال: أريقوه أريقوه، فظننا أنه يقول من الحمى فقال: يابني أرقه، فأرقناه فاذا فيه فأرة
وروى الكليني بسند معتبر صحيح عنه عليه السلام قال: ان رجلاً كان على أميال من المدينة فرأى في منامه فقيل له: انطلق فصل على أبي جعفر عليه السلام فان الملائكة تغسله في البقيع
وروي أيضاً أن ابا جعفر عليه السلام أوصى بثمانمائة درهم لمأتمه
وروي أيضاً عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال لي أبي: ياجعفر أوقف لي من مالي كذا وكذا لنوادب تندبني عشر سنين بمنى أيام منى
مما قيل في رثائه سلام الله عليه:
الباقر گضى مسموم والعالم بزلزال
وجعفر الصادق نهض للتجهيز بالحال
غسل سمي المصطفى ولفه بلچفان
وتذكر امصاب وجرعها من آل مروان
واتقرحت حول السرير گلوب واجفان
عند الوداع ارتفع بالحسرات ولوال
يا ساعة التوديع چم انشگة جيوب
واشعور منشورة وچم ذايب قلوب
وگصدوا بنعشه للمصطفى وصاحوا يمهيوب
شبلك طاح مسموم منه استخبر الحال
ضيفك يا بوابراهيم واصل لك تلقاه
نشده ترى سم الأعادي گطعله أمعاه
گوض من الدنيا وبحر علمك فگدناه
من بعد ما گاسى من العدوان لهوال
وصار الضجة يوم يايبوا النعش يمه
وبثوا شكاية جور وعدوانه وسمه
وشالوه تالي للبقيع لگبر عمه
وسيل المدامع فوگ گبر المجتبى سال
وشگوا ضريحه بصف أبيه زين العباد
وجعفر گلبه من المصيبة اشتعل وگاد
شاله على إيده ولحده وبيه الوجد زاد
وعاين البگعه والدمع بالخد همال
كل الفخر گلها يبگعه يجتمع بيچ
مستودع أسرار الجلاله في مطاويچ
وتالي أصير أنا الرابع واجي ليچ
طيب المعيشه من بعد فرگاهم محال
هالوا تراب القبر وتحنت ضلوعه
وروى اتراب اللحد من جاري دموعه
ينادي يعزً راح ما نرقب رجوعه
شمتت اعدانا والذي راده العدو نال
للمرحوم الملا عطية الجمري
عظم الله لكم الاجر ياشيعة علي واحسن الله لكم العزاء